دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يعتبر مترو موسكو وسيلة نقل شعبية وسريعة وجزءا من ثقافة الروسيين لما تحمله محطاته من تراث جسد الحقب التاريخية لروسيا, إضافة إلى كونه معلماً سياحياً بارزاً لزوار المدينة.
ويحتفظ مترو موسكو برموز تمجد الإمبراطورية السوفياتية، إذ ما تزال شعاراتها الأيديولوجية وبريق مجدها البائد منذ عام 1991 ماثلة على جدرانه حتى الوقت الراهن، يقرأها ويستحضرها الملايين الذين يستخدمون المترو يوميا في تنقلاتهم.
ويُعد أعجوبة تقنية ومعمارية فريدة من نوعها، شارك في تشييدها أبرز الحرفيين والنحاتين والرسامين السوفياتيين الذين حولوا محطاته إلى سلسلة من المتاحف الممتدة اختزنت التاريخ وضمت أروع اللوحات والتماثيل والثريات الفاخرة ورصعوا جدران أعمدته بالأحجار الكريمة والمرمر والرخام النادر.
ويقال إن الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان عندما زار موسكو عام 1988 وشاهد المترو انبهر به كثيرا وقال "إنه أعجوبة من عجائب الدنيا".
ويرى خبراء فنيون أنه من الصعب في الوقت الراهن تشييد مترو مماثل لمترو موسكو، ليس بسبب التكلفة المادية التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وإنما بسبب الإمكانات الفنية، حيث يصل عمقه في بعض المحطات إلى ستة طوابق في باطن الأرض.
ويقول هؤلاء الخبراء إن إقامة مشروع بهذه المواصفات يحتاج إلى مساحات واسعة خالية من المباني والشوارع، وهذا أمر ربما يستحيل تنفيذه في الوقت الحاضر في المدن المكتظة بالمباني.
ويعود تاريخ المترو في موسكو إلى عام 1935 حين تم افتتاح أول خط يحتوي على 13 محطة. وبلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم كل يوم آنذاك 17700 راكب، أما في الوقت الحاضر فيقوم مترو الأنفاق بنقل أكثر من ثمانية ملايين راكب يومياً عبر 12 خطاَ و182 محطة.
يذكر أن محطات المترو في موسكو استخدمت إبان الحرب العالمية الثانية كملاجيء لسكان المدينة.
وتؤكد وزارة الداخلية الروسية أن عدد الجرائم التي شهدها المترو عام 2010، تضاعف سبع مرات مقارنة مع تلك التي ارتكبت في 2009، مشيرة إلى أن أغلبها حوادث ذات أبعاد عرقية، الأمر الذي يجعل منه وسيلة نقل غير آمنة للأجانب في أوقات الليل على وجه الخصوص.
يُذكر أن مترو موسكو تعرض لبعض الحوادث منذ منتصف التسعينيات، وشهد في السنوات الأخيرة أحداثاً مأساوية حصدت أرواح مئات الأبرياء، كان آخرها وقع في مارس/ آذار العام الماضي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة