نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن الرئيس التركي قوله إنه لم يعتذر لروسيا في رسالته التي بعث بها إلى نظيره الروسي، وإنما اعتذر لذوي الطيار الذي قضى في حادث إسقاط تركيا القاذفة الروسية.

وفي تعليق بهذا الصدد، أكد ابراهيم قالين الناطق الرسمي باسم الرئيس التركي صحة هذه الأنباء، مشيرا إلى أن عبارة "أستميحكم عذرا" كانت موجهة لذوي الطيار الروسي الذي قتل في الحادث، وذلك بعد أن صرح للصحفيين في حديث نقلته صحيفة Hurriyet التركية، باستعداد بلاده لبحث سبل تعويض ذوي الطيار الروسي، حيث قال: "إذا ما تسلمنا طلبا رسميا بذلك من عائلة الطيار، فإننا سوف نكون مستعدين لبحثه".

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم  من جهته، نفى هو الآخر صحة المعلومات التي تحدثت عن تعهد بلاده بتعويض أسرة الطيار، وأكد أن أنقرة لم تلتزم بتعويض الجانب الروسي، مشيرا  كذلك إلى أنها لم تعرب إلا عن "مواساتها" لروسيا في ما حدث، وذلك بعد أن عبّر في تعليق على رسالة أردوغان لموسكو، عن استعداد تركيا لتعويض روسيا، حيث قال عبر شاشة TRT التركية: "لقد أكدنا على استعدادنا لدفع التعويضات إذا ما اقتضت الحاجة ذلك".

هذا، وأعلن دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي الإثنين 27 يونيو/حزيران عن أن الرئيس التركي بعث برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب فيها عن استعداد أنقرة لتطبيع العلاقات مع روسيا.

وأضاف: "تسلّم الرئيس بوتين من نظيره التركي أردوغان رسالة عبّر فيها عن اهتمامه بتسوية تبعات حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية" مشيرا إلى أن الرئيس التركي قد أعرب عن تعاطفه مع ذوي الطيار الروسي أوليغ بيشكوف وعمق أسفه"، كما أكد على استعداد أنقرة لبذل كل ما في وسعها من أجل إحياء أواصر الصداقة بين تركيا وروسيا، ومواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة ومحاربة الإرهاب.

وجدد الرئيس التركي التأكيد في رسالته على أن روسيا تمثل لبلاده صديقا وشريكا استراتيجيا، لافتا النظر إلى تمسك السلطات التركية بعدم إلحاق أي ضرر بالعلاقات مع موسكو، حيث كتب: "لم تكن لدينا يوما أي رغبة أو نية مبيّتة لإسقاط طائرة روسية".

وبصدد إجراءات العثور على جثة الطيار الروسي وتسليمها لموسكو، ذكّر أردوغان بأن بلاده "تحملت كافة المخاطر وبذلت جهودا مضنية"، للوصول إلى جثة الطيار وتسلمها من معارضين سوريين ونقلها إلى أراضي تركيا، حيث عكفت أنقرة على تنظيم سائر الإجراءات الدينية والعسكرية اللازمة قبل تسليم الجثمان للجانب الروسي، بما يليق بمستوى العلاقات التي تربط البلدين.

وأضاف: "أريد الإعراب مجددا عن تعاطفي مع الجانب الروسي، وأتقدم بالتعازي العميقة لذوي الطيار، وأقولها - أعتذر. وأعبر عن أسانا، حيث نعتبر عائلة الطيار الروسي عائلة تركية، ومستعدون لأي مبادرة" تصدر عن الجانب الروسي.

وتعليقا على الرسالة، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ابراهيم قالين الناطق الرسمي باسم الرئيس التركي قوله إن موسكو وأنقرة قد اتفقتا على تبني الخطوات اللازمة لتحسين العلاقات بين البلدين في أسرع وقت ممكن.

يذكر أن اعتذار أردوغان جاء بعد سبعة أشهر على إسقاط قاذفة روسية فوق ريف اللاذقية الشمالي في سوريا استهدفها الجانب التركي، الذي أكد أن القاذفة الروسية اخترقت الأجواء التركية، رغم عدم وجود أي أدلة توثق هذه الادعاءات.

ومثل حادث إسقاط الطائرة الحربية ضربة قاصمة للعلاقات الروسية التركية، إذ اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "طعنة في الظهر سددها متواطئون مع الإرهاب".

واتخذت موسكو ردا على ذلك، جملة من الإجراءات العقابية تجاه أنقرة، بما فيها تعليق حركة السياحة، ورحلات الطيران، وحظر استيراد حزمة من السلع والمنتجات الزراعية التركية.

  • فريق ماسة
  • 2016-06-28
  • 13942
  • من الأرشيف

تركيا:عبارة "استميحكم عذراً" التي وردت في رسالة اردوغان موجهة إلى ذوي الطيار الروسي وليس إلى روسيا

نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن الرئيس التركي قوله إنه لم يعتذر لروسيا في رسالته التي بعث بها إلى نظيره الروسي، وإنما اعتذر لذوي الطيار الذي قضى في حادث إسقاط تركيا القاذفة الروسية. وفي تعليق بهذا الصدد، أكد ابراهيم قالين الناطق الرسمي باسم الرئيس التركي صحة هذه الأنباء، مشيرا إلى أن عبارة "أستميحكم عذرا" كانت موجهة لذوي الطيار الروسي الذي قتل في الحادث، وذلك بعد أن صرح للصحفيين في حديث نقلته صحيفة Hurriyet التركية، باستعداد بلاده لبحث سبل تعويض ذوي الطيار الروسي، حيث قال: "إذا ما تسلمنا طلبا رسميا بذلك من عائلة الطيار، فإننا سوف نكون مستعدين لبحثه". رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم  من جهته، نفى هو الآخر صحة المعلومات التي تحدثت عن تعهد بلاده بتعويض أسرة الطيار، وأكد أن أنقرة لم تلتزم بتعويض الجانب الروسي، مشيرا  كذلك إلى أنها لم تعرب إلا عن "مواساتها" لروسيا في ما حدث، وذلك بعد أن عبّر في تعليق على رسالة أردوغان لموسكو، عن استعداد تركيا لتعويض روسيا، حيث قال عبر شاشة TRT التركية: "لقد أكدنا على استعدادنا لدفع التعويضات إذا ما اقتضت الحاجة ذلك". هذا، وأعلن دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي الإثنين 27 يونيو/حزيران عن أن الرئيس التركي بعث برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب فيها عن استعداد أنقرة لتطبيع العلاقات مع روسيا. وأضاف: "تسلّم الرئيس بوتين من نظيره التركي أردوغان رسالة عبّر فيها عن اهتمامه بتسوية تبعات حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية" مشيرا إلى أن الرئيس التركي قد أعرب عن تعاطفه مع ذوي الطيار الروسي أوليغ بيشكوف وعمق أسفه"، كما أكد على استعداد أنقرة لبذل كل ما في وسعها من أجل إحياء أواصر الصداقة بين تركيا وروسيا، ومواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة ومحاربة الإرهاب. وجدد الرئيس التركي التأكيد في رسالته على أن روسيا تمثل لبلاده صديقا وشريكا استراتيجيا، لافتا النظر إلى تمسك السلطات التركية بعدم إلحاق أي ضرر بالعلاقات مع موسكو، حيث كتب: "لم تكن لدينا يوما أي رغبة أو نية مبيّتة لإسقاط طائرة روسية". وبصدد إجراءات العثور على جثة الطيار الروسي وتسليمها لموسكو، ذكّر أردوغان بأن بلاده "تحملت كافة المخاطر وبذلت جهودا مضنية"، للوصول إلى جثة الطيار وتسلمها من معارضين سوريين ونقلها إلى أراضي تركيا، حيث عكفت أنقرة على تنظيم سائر الإجراءات الدينية والعسكرية اللازمة قبل تسليم الجثمان للجانب الروسي، بما يليق بمستوى العلاقات التي تربط البلدين. وأضاف: "أريد الإعراب مجددا عن تعاطفي مع الجانب الروسي، وأتقدم بالتعازي العميقة لذوي الطيار، وأقولها - أعتذر. وأعبر عن أسانا، حيث نعتبر عائلة الطيار الروسي عائلة تركية، ومستعدون لأي مبادرة" تصدر عن الجانب الروسي. وتعليقا على الرسالة، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ابراهيم قالين الناطق الرسمي باسم الرئيس التركي قوله إن موسكو وأنقرة قد اتفقتا على تبني الخطوات اللازمة لتحسين العلاقات بين البلدين في أسرع وقت ممكن. يذكر أن اعتذار أردوغان جاء بعد سبعة أشهر على إسقاط قاذفة روسية فوق ريف اللاذقية الشمالي في سوريا استهدفها الجانب التركي، الذي أكد أن القاذفة الروسية اخترقت الأجواء التركية، رغم عدم وجود أي أدلة توثق هذه الادعاءات. ومثل حادث إسقاط الطائرة الحربية ضربة قاصمة للعلاقات الروسية التركية، إذ اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "طعنة في الظهر سددها متواطئون مع الإرهاب". واتخذت موسكو ردا على ذلك، جملة من الإجراءات العقابية تجاه أنقرة، بما فيها تعليق حركة السياحة، ورحلات الطيران، وحظر استيراد حزمة من السلع والمنتجات الزراعية التركية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة