دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أشار موقع «المدن» إلى تأكيدات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على أن حلب هي الفيصل، وحلب تحمي سقوط دمشق. ورأى كاتب التقرير أن هذا يعني أن الحزب سيصب اهتماماته على معركة حلب. ففيما كان متوقّعاً من الحزب أن يتحرك عسكرياً في القلمون، الزبداني أو دير الزور، تكشّف أن خطته الحاليّة استرجاع النقاط المهمة في ثاني أكبر المدن السورية.
وقال الموقع، في تقريره بتوقيع منير الربيع، أنه قبل أيام، جرت عملية تبادل للأسرى بين "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" في الجرود القلمونية المقابلة لجرود عرسال. ووفق مصادر قلمونية، فإن هذه الصفقة أتت بعد مفاوضات استغرقت وقتاً، هدفت إلى ارساء تهدئة طويلة الأمد بين الطرفين بعد شهور من المعارك. لكن بعد يومين على اتمام عملية التبادل، عادت الاشتباكات واندلعت بين الطرفين. أحد لم يستطع التأكد من السبب الحقيقي وراءها، إلا أن مصادر متابعة تلفت لـ"المدن" إلى أن لـ"حزب الله" دور في اندلاع الاشتباكات بين الطرفين.
ومضى التقرير بالإشارة إلى أن المصادر تكشف أن الحزب يترصد كل شاردة وواردة في الجرود، وإن لم يقم بأي فعل، لافتة إلى أنه قادر على فعل ما يريد بطريقة غير مباشرة. فالاشتباك الأخير، تقول المصادر، "حصل بعد اغتيال الرجل الثاني في جبهة النصرة في المنطقة، وقد نفذ حزب الله هذه العمليّة بصاروخ موجه استهدف سيارة مسؤول النصرة، ولكن في نقطة حساسة خاضعة لسيطرة التنظيم، وبالتالي وجهت أصابع الاتهام الى عناصر داعش". تضيف المصادر أن الإشكال الذي حصل على أحد حواجز النصرة في معبر العجرم في جرود عرسال مع مجموعة لداعش، كان سببه إطلاق نار من مصدر مجهول على سيارة عناصر التنظيم الذين كانوا يريدون نقل صهريج للمحروقات. ما دفعهم إلى اتهام النصرة بذلك واندلاع الاشتباكات.
هذه الأحداث، تصفها المصادر بأنها خاصة ونوعية يقوم بها الحزب لأنه لا يريد فتح معركة مباشرة في تلك المنطقة حالياً. وهذا ما تعتبره المصادر التفسير الوحيد للتزامن بين الأخبار التي توزع عن قصف الحزب الجرود، مع الاشتباكات بين الفصائل هناك.
تعتبر المناطق التي يسيطر عليها "داعش" و"النصرة" بوابة القلمون من الجهة اللبنانية، وتقول المصادر إن هناك نوعاً من التفاهم بين الطرفين، ولكن دوماً ما يدخل "حزب الله" على الخط عبر تنفيذ ضربات معينة هنا أو هناك، تؤدي إلى اندلاع اشتباكات بين التنظيمين الندين، فيما هو يبقى بمنأى عن هذا الأمر.
وترى المصادر أن إحدى غايات المجموعات في هذه المنطقة، هي جذب الحزب إلى المنطقة وإشغاله فيها، إذ إن حفاظه عليها يحتاج إلى نحو ثلاثة آلاف عنصر. وبالتالي، فإن المنطقة بمثابة محور يلهي الحزب عن القيام بأمور أخرى.
الآن لا معركة مباشرة قريبة، خصوصاً أن "حزب الله" يعتبر أنه حقق ما يريد في تلك المنطقة، واستطاع حصر المجموعات التي لم تعد قادرة على القيام بأي عمل تهديدي. فقد بات وجودها في اطار المكوث لا أكثر.
كل الميادين السورية بالنسبة إلى "حزب الله" موضوعة على الرف حالياً. حلب هي الأساس وهي الهدف. وبالتالي فإن الحزب يتحضر لمعركة جديدة هناك. ويستعد لاستعادة بعض النقاط الاساسية، كخان طومان، العيس، الطريق الواصل بين حلب ودمشق، وتلة سيريا تيل.
ومن المتوقع أن تبدأ هذه المعركة بعد نحو عشرة أيام. وتلفت المصادر إلى أن العملية قد تتأخر قليلاً، لأن ثمة مطالبات دولية لإيران بوقف أي عمل عسكري هناك، كي لا يُكسر التوازن، في ظل التوافق الأميركي الروسي على إنجاز معركة منبج. فثمة من يعتبر أن سيطرة واشنطن على منبج، بوابة الدخول الغربي إلى سوريا، هي أولى أقدام الحلف الأطلسي في سوريا وبمواجهة مباشرة مع "داعش".
وفي حال استطاع الحزب استعادة تلك المناطق، يكون قد أنشأ زنار أمان له بين الريف الغربي والريف الجنوبي وصولاً إلى إدلب، وبالتالي يكون على بعد خمسة كليومترات من كفريا والفوعة. والهدف من ذلك هو قطع الطريق بين حلب وإدلب.
وتختتم المصادر بالقول إن لغة الحسم لن تكون موجودة حالياً، بل ما يجري هو في اطار تسجيل النقاط. والهدف من ذلك هو ترجمة ذلك في السياسة والمفاوضات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة