تطرقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" إلى نية تركيا نصب منظومة صاروخية مضادة للصواريخ على الحدود مع سوريا، وتسأل لماذا؟

بحسب ما نشرته وسائل الإعلام، فإن أنقرة تخطط لنصب درع صاروخية جديدة، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية في جنوب البلاد، والحماية من مسلحي "داعش" على الحدود التركية–السورية. ولكن ما هي الدوافع الحقيقية لذلك؟

 يقول المستشار السياسي أناتولي فاسيرمان: على الرغم من أن الإرهابيين يقاتلون شكليا الولايات المتحدة وشركاءها في الشرق الأوسط وفي مقدمتهم المملكة السعودية، فإنهم عمليا مرتبطون بهما. وليس من المستبعد أن تقوم الرياض، بل وواشنطن بتزويدهم بأي سلاح، بما في ذلك الصواريخ البالستية، إذا ما تبين أن هدفهما الأساس معرض للخطر. والهدف الأساس لهما هو إطاحة أحد الأنظمة العربية الوطنية، والمجيء بعملائهما، الذين لا يعملون لمصلحة شعبهم، بل لمصلحة من جاء بهم. وبعد ذلك يستطيع المسلحون في أي وقت القول إنهم عثروا على هذه الصواريخ في مستودع في العراق بقي من أيام صدام حسين، وكان مخفيا بصورة جيدة.

 من جانب آخر، فإن هذه الصواريخ لن تكون موجهة نحو تركيا، بل ستوجه نحو سوريا. وهذا يعني أن مواقع منظومة الدرع الصاروخية التي تنوي أنقرة نشرها، سيكون هدفها واحدا من اثنين: الأول – استخدام صواريخ هذه المنظومة ضد صواريخ الدفاع الجوي السورية. وهذا يعني ضمان حماية الطائرات التركية أو حتى الأمريكية التي تنتهك الأجواء السورية. والثاني - وقد تحدث عنه خبراؤنا العسكريون غير مرة – وهو أن قواعد إطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ هذه تصلح لإطلاق أنواع أخرى من الصواريخ، من بينها صواريخ "توماهوك" المجنحة، التي تطلق من قواعد مماثلة على السفن.

 أي أن منظومة الدرع الصاروخية المنشورة يمكن في أي لحظة تحويلها إلى منظومة لإطلاق صواريخ هجومية. وبالطبع، فإن تمييز نوع الصواريخ المنصوبة في هذه القواعد غير ممكن إلا بعد إصابتها الهدف. لذلك، فمن المحتمل جدا أن يكون نصب منظومة الدرع الصاروخية على الحدود السورية تغطية لنشر صواريخ يمكن لتركيا استخدامها ضد سوريا. وفي جميع الأحوال سوف تستخدم هذه الصواريخ للعدوان ضد سوريا.

 ونفهم من هذا أن تركيا هي المستفيدة على أي حال؛ لأن أنقرة تتعاون بصورة طبيعية مع الولايات المتحدة، وتَستخدم في سوريا كل شيء باستثناء ما يتعارض ومصلحة أردوغان – وهو بعث الإمبراطورية العثمانية وترؤسها، أو على الأقل إنشاء بنى في الشرق الأوسط تلعب تركيا فيها دورا رئيسا.

 ولكن ماذا سيكون رد سوريا؟ لسوء الحظ، سيكون من الصعب على سوريا الرد على نشر هذه المنظومة الجديدة. لأنها لا تملك الموارد التقنية اللازمة لذلك. في حين أن روسيا تستطيع الرد بتعزيز منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "إس-400"، وكذلك منظومات أخرى مضادة للصواريخ المجنحة.

  • فريق ماسة
  • 2016-06-26
  • 8657
  • من الأرشيف

لماذا تريد تركيا نصب درع صاروخية جديدة؟

تطرقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" إلى نية تركيا نصب منظومة صاروخية مضادة للصواريخ على الحدود مع سوريا، وتسأل لماذا؟ بحسب ما نشرته وسائل الإعلام، فإن أنقرة تخطط لنصب درع صاروخية جديدة، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية في جنوب البلاد، والحماية من مسلحي "داعش" على الحدود التركية–السورية. ولكن ما هي الدوافع الحقيقية لذلك؟  يقول المستشار السياسي أناتولي فاسيرمان: على الرغم من أن الإرهابيين يقاتلون شكليا الولايات المتحدة وشركاءها في الشرق الأوسط وفي مقدمتهم المملكة السعودية، فإنهم عمليا مرتبطون بهما. وليس من المستبعد أن تقوم الرياض، بل وواشنطن بتزويدهم بأي سلاح، بما في ذلك الصواريخ البالستية، إذا ما تبين أن هدفهما الأساس معرض للخطر. والهدف الأساس لهما هو إطاحة أحد الأنظمة العربية الوطنية، والمجيء بعملائهما، الذين لا يعملون لمصلحة شعبهم، بل لمصلحة من جاء بهم. وبعد ذلك يستطيع المسلحون في أي وقت القول إنهم عثروا على هذه الصواريخ في مستودع في العراق بقي من أيام صدام حسين، وكان مخفيا بصورة جيدة.  من جانب آخر، فإن هذه الصواريخ لن تكون موجهة نحو تركيا، بل ستوجه نحو سوريا. وهذا يعني أن مواقع منظومة الدرع الصاروخية التي تنوي أنقرة نشرها، سيكون هدفها واحدا من اثنين: الأول – استخدام صواريخ هذه المنظومة ضد صواريخ الدفاع الجوي السورية. وهذا يعني ضمان حماية الطائرات التركية أو حتى الأمريكية التي تنتهك الأجواء السورية. والثاني - وقد تحدث عنه خبراؤنا العسكريون غير مرة – وهو أن قواعد إطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ هذه تصلح لإطلاق أنواع أخرى من الصواريخ، من بينها صواريخ "توماهوك" المجنحة، التي تطلق من قواعد مماثلة على السفن.  أي أن منظومة الدرع الصاروخية المنشورة يمكن في أي لحظة تحويلها إلى منظومة لإطلاق صواريخ هجومية. وبالطبع، فإن تمييز نوع الصواريخ المنصوبة في هذه القواعد غير ممكن إلا بعد إصابتها الهدف. لذلك، فمن المحتمل جدا أن يكون نصب منظومة الدرع الصاروخية على الحدود السورية تغطية لنشر صواريخ يمكن لتركيا استخدامها ضد سوريا. وفي جميع الأحوال سوف تستخدم هذه الصواريخ للعدوان ضد سوريا.  ونفهم من هذا أن تركيا هي المستفيدة على أي حال؛ لأن أنقرة تتعاون بصورة طبيعية مع الولايات المتحدة، وتَستخدم في سوريا كل شيء باستثناء ما يتعارض ومصلحة أردوغان – وهو بعث الإمبراطورية العثمانية وترؤسها، أو على الأقل إنشاء بنى في الشرق الأوسط تلعب تركيا فيها دورا رئيسا.  ولكن ماذا سيكون رد سوريا؟ لسوء الحظ، سيكون من الصعب على سوريا الرد على نشر هذه المنظومة الجديدة. لأنها لا تملك الموارد التقنية اللازمة لذلك. في حين أن روسيا تستطيع الرد بتعزيز منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "إس-400"، وكذلك منظومات أخرى مضادة للصواريخ المجنحة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة