دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الفرزلي: مع نهاية العام 2004، في أكتوبر، عندما شكّل الرئيس كرامي حكومة جديدة
المحقق: نعم
الفرزلي: أصبحت وزيراً للإعلام
المحقق: حسناً، هلاّ وصفت لنا مهماتك كوزير للإعلام
الفرزلي: عندما أصبحت وزيراً للإعلام، كانت مهمتي الدفاع عن الحكومة، بالطبع الأميركيون، عبر أرميتاج وكبار أعضاء الإدارة الأميركية كانوا يهاجمون الحكومة.. إنها لعبة بأيدي السوريين.. وتهجمات من هذا النوع
كان دوري كوزير إعلام هو الدفاع عن الحكومة التي أنتمي إليها، لذا قمت بواجبي. كانت مهمتي أولاً الدفاع عن الحكومة، الأمر الثاني كانت التطورات السياسية بطريقة، أن كان عندنا انتخابات نيابية بعد 4-5 أشهر. أنا بالأساس، أنا ما طموحي أعمل وزير إعلام، أنا طموحي كنت أعمل وزير خارجية، أما وأني أصبحت وزير إعلام، قلت 4-5 أشهر، بدّي قضيهن لحتى تكون إجت الانتخابات النيابية. بهالأثناء ما صار في أي شي مهم باستثناء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
وعليّ أن أعطيك لمحة.. كنت معروفاً جداً في لبنان أنني ضد التمديد للرئيس لحود
المحقق: حسناً
الفرزلي: كنت ضد الأمر، وقد واجهت اختلافات كثيرة وصراعات كبيرة مع الرئيس لحود منذ 1998، بعد مرور أسبوع على انتخابه رئيساً. كنا نراهن أنه في وقت سيصل لحود إلى سدة الرئاسة، وهو آتٍ من خلفية عسكرية، وهو من منطقة محض مسيحية، وهي المتن الشمالي. أثناء خدمته قيادته للمؤسسة العسكرية اشتهر لحود بشفافيته وأخلاقه العالية، وقد راهنّا على هذا الأمر، أنه سيصبح رئيساً للجمهورية وسنعمل على مصالحة بين المسيحيين والنظام، النظام اللبناني، ومن ثم نأخذ المسيحيين إلى سوريا للمصالحة، لمصالحة بين السوريين والمسيحيين. إذاً عندما وصل لحود إلى سدة الرئاسة – وأنا أؤمن بضورة حصول مصالحة بين المسيحيين وسوريا، وهذا أمر معروف جداً
المحقق: حسناً
الفرزلي: أنا أشدد على هذه النقطة. بعد ذلك عندما أصبح لحود رئيساً، وفي الأسبوع الأول من تسلّمه الرئاسة، شكّل حكومة وأتى بوالد صهره، والد زوج ابنته ميشال المر، وزيراً للداخلية، وعندئذٍ سرعان ما شعرت بأننا فشلنا. وقمت بردة فعل يومها. لقد كانت علاقتي طيبة مع السوريين، لكن من وجهة نظر لبنانية لم أعد مقتنعاً بعد الآن، اعتبرت أني فشلت في اختياري، لذلك بدأت بإدلاء تصاريح ضده، وبدأت التعامل مع الرئيس الحريري، بغية إعادة النظر في الأوضاع السياسية، وفي الأمور المتعلقة بالرئيس لحود، والجو السياسي لاسيما انتخابات العام 2000. بعد ستة أشهر انهار كل وضع الرئيس لحود في البلاد، بعد ستة أشهر، وبسبب قيادته للأمور على الأرض، بواسطة ميشال المر وهؤلاء الأشخاص، حصل الفشل يومها
أتت انتخابات العام 2000، وحصد الرئيس الحريري فوزاً ساحقاً في الانتخابات، وتم تشكيل حكومة جديدة
وقعت بعض المشاكل بيني وبين الرئيس لحود، وعقدنا اجتماعاً في منزل جورج حاوي
المحقق: متى حصل ذلك
الفرزلي: قبل تأسيس قرنة شهوات
المحقق: حسناً
الفرزلي: أظن أن ذلك حصل في العام 2000، في أكتوبر، لا أذكر التاريخ المحدد. كنت هناك مع جورج حاوي وميشال سماحة ونسيب لحود وبيار الجميل وأمين الجميل ووليد جنبلاط. كانوا يحاولون تأسيس "معارضة"، وكان ثمة وجهتا نظر
المحقق: عفواً، المعذرة على مقاطعتك، ميشال سماحة هو من توفي العام الماضي
الفرزلي: كلا، لم يمت. ميشال سماحة هو وزير إعلام سابق
المحقق: شكراً. لكني كنت أريد التأكد أن هذا الشخص هو من كان يملك جريدة "الأخبار"
الفرزلي: أوه، ذاك الشخص يدعى جوزف سماحة
الفرزلي: اجتمعنا هناك، وكان ثمة وجهتا نظر. النقطة الأولى: هي معارضة للسوريين. والنقطة الثانية، وهي كانت وجهة نظري الشخصية، لنفصل الأمور، لنضع السوريين جانباً، ونركّز معارضتنا ضد الرئيس لحود، كي لا يستطيع أن يستعمل الأمر "حجة" نحو السوريين، والتعامل مع السوريين. كي يمارس السوريون ضغطاً علينا، فيكون هو بهذه الطريقة قد دافع عن نفسه. وليد جنبلاط قال إنه موافق. أمين الجميل كان حائراً بعض الشيء. تناولنا الغداء وذهب كل منا بطريقه. أصدر يومها جورج حاوي البيان الصحافي، وبعد ذلك واجهت الكثير من المشاكل مع إميل لحود والأجهزة الأمنية، وحصل أيضاً سوء تفاهم بيني وبين اللواء كنعان، كان صديقاً عزيزاً لي، لقد توفي الآن، غير أنه كان صديقاً عزيزاً لي
الفرزلي: لقد واجهت الكثير من المشاكل لأن اللواء كنعان لم يعد قادراً على تغطية تصريحاتي ضد لحود ولم يكن يريد تحمّل المسؤولية أنني أناهض لحود، حتى شهر مايو 2003، على ما أظن، عندما قمت بتصريح قوي جداً ضد الرئيس لحود في صحيفة كويتية وطلبت منه الرحيل من لبنان، وأن لا يمدد ولايته، وإن مدّد ولايته فسينهار لبنان أو سيدمَّر، وكان التصريح قوياً جداً، وفي ذلك الحين تسلّم رستم غزالي رئاسة المخابرات السورية في لبنان
الرئيس الحريري طلب من وسام الحسن، وهو رئيس المعلومات وأنت تعرفه طبعاً، أن يبرِّئ نفسه من كل تصريحاتي التي نشرتها الصحيفة
الفرزلي: الرئيس الحريري طلب من وسام الحسن أن يبرِّئ نفسه أنه هو ما إلو علاقة بهالتصاريح
المحقق: لماذا
الفرزلي: لماذا؟ لأنهم كانوا يخافون من أن يظن السوريون أن الرئيس الحريري ورائي ويدعمني على هكذا تصريح مناهض للرئيس لحود
المحقق: حسنا
الفرزلي: عفواً سيدي، دعه يترجم هذا المقطع
الفرزلي: طلب من وسام الحسن أن يبرِّئ نفسه أن لا علاقة له بتصاريحي في الجريدة
المترجم: طلب من سام الحسن أن يبرِّئ السيد الحريري من فكرة أنه يدعم السيد فرزلي
الفرزلي: واتصل برستم غزالي
المحقق: حسناً، عفواً سيدي، قبل أن تكمل: كيف سيفعل وسام الحسن ذلك
الفرزلي: مع رستم غزالي عبر الهاتف. مرة، مرتان، ثلاث مرات. اتصل به ثلاث أو أربع مرات يومها
المحقق: آه، كنتم تتصلون برستم غزالي وتقولون له كذا وكذا وكذا
الفرزلي: طبعاً، كانوا يفعلون ذلك يشكل يومي
المحقق: من هم
الفرزلي: كلهم
المحقق: من "هم"، لا، لا تقل لي "هم" نحن نتكلم عن شخص محدد
الفرزلي: وسام الحسن والجميع. حتى الرئيس الحريري، يتصلون بشكل يومي برستم غزالي
المحقق: حسناً. لكن، هنا في تلك النقطة تحديداً، من تقصد بكلمة هم
الفرزلي: "هم" أي وسام الحسن
المحقق: حسناً، هذا جيد، أردت التأكد فقط
الفرزلي: كان وسام الحسن على اتصال يومي برستم غزالي
المحقق: حسناً
الفرزلي: عرفت يومها أنني فشلت في هذه المعركة
المحقق: في نهاية العام
الفرزلي: بعد يونيو/حزيران
المحقق: بعد يونيو/حزيران
الفرزلي: أي الجزء الثاني من العام 2003
المحقق: حسناً
الفرزلي: كل "همّي" شو يعني همّي
المحقق: همّي
الفرزلي: كل همّي كان كيف نعيد بناء العلاقات، لاسيما مع السوريين، بعد عام ونصف العام على الانتخابات، بشكل لا يؤثر على وضعي
المحقق: نعم
الفرزلي: لكن علاقتي كانت جيدة طبعاً مع السوريين، لقد ظلت علاقتي مع السوريين مستمرة، وبدأت أروّج لفكرة معارضة التمديد مع مسوؤلين في النظام السوري، وأعلّمهم كيف يناهضون فكرة التمديد، قائلاً لهم كم التمديد سيئ، وكم ستكون عواقبه السلبية كبيرة على الوضع في لبنان
الفرزلي: إن ما حصل في العام 2000، بعد الانتخابات في لبنان، في عهد لحود، هو أن المؤسسات انهارت، وأصبح السوريون في وجه الجميع، وبدأوا التدخل في كل شيء، لأنهم كانوا مجبرين على ذلك، هكذا أصبحت الأمور، إن أردتُ أمراً ما لن أذهب إلى المسؤول اللبناني، بل سأقصد المسؤول السوري، وهذا ما حصل، وكان ذلك هو الخطأ المميت الذي ارتكبوه في لبنان. هذا ما حاولت إفهامهم طوال ذلك الوقت
في أواخر العام 2003، حاولت العمل على الترويج لفكرة "عدم التمديد للرئيس لحود"، عبر السلطات السورية، بدءاً من رستم غزالي وانتهاءً بالرئيس الأسد. لقد كنت ضد الفكرة، وكنت أيضاً أحاول الترويج لاسم جان عبيد كرئيس للبلاد في ذلك الحين. كانت تلك وجهة نظري، ودعني أقول لك أمراً، لقد حصلت على موافقة الرئيس الحريري، رحمه الله، لأروّج لاسم جان عبيد، وأعتقد أنه كان يدعم هذا الترشيح، وهذا أمر أكيد لأنني كنت صديقاً عزيزاً للرئيس الحريري
كنا طوال الوقت سوياً، طوال الوقت في مكتبي، وكنا نتعاون معاً، وأنا على يقين تام أنه كان يؤيد هذا الترشيح، ويدعم فكرة وصول جان عبيد إلى الرئاسة
المحقق: عن أي فترة نتحدث هنا
الفرزلي: بعد العام 2003
المحقق: بما فيها العام 2004
الفرزلي: بما فيها العام 2004، كان يتكلم معي شخصياً عن اسم "جان عبيد" فحسب
المحقق: نعم
الفرزلي: حاولت عدة مرات، ولقد شعرنا، واعتقدنا.. ليس فقط اعتقاد، ذلك لأن السوريين لا يكذبون علينا، لم يعتادوا الكذب... "هاي فسرها لأنه بدي يفهموها، لم يكن السوريون يكذبون علينا بمعنى الكذب، كانوا يمكن يعطوا رأي ويغيروه بعدين بس مش بنيّة الكذب علينا في العلاقة
المترجم: لم يكن السوريون يكذبون علينا. ربما أعطوا رأيهم في أمر وعادوا ليغيّّروا رأيهم لاحقاً، لكن ذلك ليس بهدف الكذب
الفرزلي: ما حصل بعدها، حاولت الترويج لجان عبيد. كانت علاقة جان عبيد بالسوريين طيبة، وقد استقبله الرئيس الأسد ثلاث أو أربع مرات خلال ثمانية أشهر. استقبله يعني
المترجم: نعم، استقبله
الفرزلي: وكان هناك نوع من المعركة أيضاً، لأن العديد من الأشخاص في لبنان كانوا ضد جان عبيد. وأعتقد أن بعض الضباط في الأمن اللبناني كانوا ضد جان عبيد. لكن من خلال محادثاتي مع السوريين، لاسيما رستم غزالي، توصلنا إلى اتفاق على بعض وجهات النظر في أكتوبر 2004 أو في سبتمبر 2004 على ما أظن، قبل أن يحصل التمديد، أني مع جان عبيد. لقد عقدنا اجتماعاً في سوريا، وناقشنا خلاله ترشيح جان عبيد لرئاسة الجمهورية. ذهبت إلى عنجر، يوم الاثنين، أظنه كان يوم الاثنين، ورأيت رستم غزالي، لكنه قال لي: لا، لا،.. لا لاسم جان عبيد. قلت له: ماذا تقول؟ ما الأمر؟ كيف "لا لجان عبيد"؟ قال لي: اذهب لرؤية الرئيس كي تعرف ما الأمر
المحقق: متى حصل ذلك
الفرزلي: خلال الأسبوع الذي استقبل فيه ذات مرة الرئيس الأسد كل من بري والحريري، يوم الجمعة على ما أظن، قبل أربعة أو خمسة أيام
المحقق: حسناً
الفرزلي: هذا مؤكد، لأنه طلب مني. سأقول لك، عندما التقيت الرئيس الأسد قلت له: "أيها الرئيس الأسد، ليس من الجيد التمديد للرئيس لحود، سيكون للأمر عواقب سلبية على الوضع. قال: دعني أخبرك أمراً يا إيلي، أنت تعرف أني لست ضد جان عبيد، بل على العكس، أنا أحب جان عبيد، لكن على ما يبدو لقد اتخذوا قراراً لإخراجي من لبنان: الأميركيون والفرنسيون في النورماندي، على هامش الاحتفال بعيد التحريري في فرنسا العام 2004، في السادس أو السابع من حزيران/يونيو على ما أظن. سأخرج من لبنان، وحتى أنني لن أبقى في البقاع، ثمة ضغط كبير يمارس عليّ. أتى كولن باول، وتكلم عن حزب الله، وتكلم أيضاً عن المقاومة في العراق، وعن حماس، وعن طردها من سوريا. لا أستطيع، لا أريد أن أتقاتل معهم على الأرض اللبنانية. عليّ الانسحاب. قلت له: لِمَ لا تأتي بجان عبيد رئيساً، فهو وفيّ لك وسيلعب الدور عينه الذي لعبه لحود؟ قال لي: لقد خضع الرئيس لحود للتجربة، لا يسعني الرهان، إنه موقف حساس. لقد أتيت إلى لبنان وأعلنت في التاسع والعشرين من أكتوبر كما أذكر التصريح التالي: لا تندهشوا إن رأيتم القوات السورية خارج لبنان بين ليلة وضحاها
المحقق: نعم
الفرزلي: كان ذلك في التاسع والعشرين من الشهر، وسألتني الصحيفة: هل هذه معلومات؟ قلت "لا"، إنه استنتاج. أنا أستنتج لأنه لا يحق لي أن أتكلم... لكن بشكل عام، كنت على علم أن السوريين سينسحبون من لبنان. أتيت إلى لبنان وعقدت مؤتمراً صحافياً، بعد يوم أو يومين، لست أدري تحديداً، لكن ضمن الأربع والعشرين ساعة التي تلت عودتي
المترجم: مؤتمر صحافي
المحقق: مؤتمر صحافي
الفرزلي: خطي
المحقق: نعم، بيان صحافي
الفرزلي: "بيان" عفواً
الفرزلي: ولإنجاح هذا الأمر، ما الذي فعلته؟ ذهبتُ إلى سوريا والتقيت عبد الحليم خدام ولم أتطرق إلى مسألة الإعلام، تناولت فنجاناً من القهوة
شعاري الذي أتبناه معروف جداً "لبنان ممسوك وغير متماسك، واضح"
المترجم: لبنان مُمسك به
الفرزلي: وليس موحداً
المحقق: لكنه ليس بلداً موحداً
الفرزلي: وبالتالي كان ثمة من يمسك به، هذه هي قواعد اللعبة، سواء كانوا السوريين أو غيرهم، ثمة من يمسك به، تلك هي الحقيقة، لذلك لم يكن يعتبره أحد "نصف إله". كانت تلك قواعد اللعبة المعمول بها،... كل ما يريدونه، الرئيس الهراوي
دعني أتذكر هذا جيدا لأنها نقطة مهمة للغاية، وسأفسر لك الآن السبب
لقد فعل الرئيس الهراوي كل ما كان يرغب فيه حتى لو كان ضد إبن أخيه الذي كان يترأس لجنة اتصال برلمانية، الذي كان صديقي وكان يعارضه أيضاً. وبهدف إبعاده عن سدة الرئاسة، تحدث مع الرئيس الأسد لتحقيق مبتغاه
رئيس الجمهورية اللبنانية.. لقد ابتكروا عادة التدخل السوري في كافة التفاصيل
وإلا فإنه سوف يستقيل وهذا ما حصل معنا. إنه يشكل جزءا من الثقافة والعادات السياسية في لبنان، المسألة المهمة هنا، هي أن هذا البلد الذي تتحدث عنه وتطلب منه التدخل، سيكون تحت تصرفك وسيقاتل إلى جانبك ضد خصمك داخل لبنان، كي تحقق النجاح وتفرض سيطرتك. وإلا فإنه سينقلب ضد هذا البلد في معركته وسيقاتل مع الفريق الآخر كي ينجح في فرض سيطرته، هذا هو الوضع
خلال الفترة الزمينة التي أمضيتها نائبا لرئيس مجلس النواب، عندما كان لدي مجال للمناورة، كان الأمر جميلا، إذا أن هذا هو فن الديمقراطية، إنه الفن البرلماني، لكن عندما تفتقر إلى وسيلة للمناورة أحيانا كنت أتصدى للأمور التي لم أكن مقتنعاً بها وكنت أروّج لها، على سبيل المثال، القانون الذي تطرقت إليه، القانون الجنائي، كنت إلى جانب الرئيس الحريري في معارضته لهذا القانون، كنت أعارض هذا القانون بشدة
المحقق: ماذا تعارض
الفرزلي: أعارض إعادة النظر في الفقرة
المحقق: حسناً، حسناً
الفرزلي: لكن عندما تحول إلى قرار يتعين علينا تطبيقه، جرب لرئيس الحريري إعادة النظر في الفقرة وكان عليّ إلقاء خطاب مطول لأشرح لمجلس النواب عن قرار إعادة النظر في هذه الفقرة. كما ترى، قمتُ بمبادرة شخصية وحملّت المسؤولين اللبنانيين مسؤولية هذا السلوك إزاء الوضع في حياتنا السياسية
المحقق: تذكر بأننا كنا نتحدث، أعني كناً في سياق الحديث عن التحقيق في هذه القضية قضية مقتل السيد جورج حاوي
الفرزلي: صحيح، دعني اقول لك أمراً، يتحتم عليك بصورة يومية أن تتوسّط بين الأحزاب المختلفة في لبنان وبين الشخصيات، إعتادوا ترويج وجهات نظرهم طوال الوقت لدى السوريين في عنجر، مع غازي كنعان ومن بعده مع رستم غزالي. إعتاد بعضهم تأدي هذا الدور داخل سوريا، بعد ذلك كانوا يرجعون إلى هنا لفرض وجهة نظرهم في موقف ما ضد معارضيهم، لأنهم كانوا يتخاصمون أحيانا أخرى ويتحالفون أحيان، لا تعلم، إذ في اليوم عينه، من كان خصمك قبل الظهيرة قد يتحول حليفاً في فترة ما بعد الظهيرة
الفرزلي: كان هناك صراع دائم بين الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري، إذ كان هناك تباعد كبير في وجهات النظر. لقد إعتدنا التوسط بينهما وإبتكار حل وسط بين وجهات نظرهم. كذلك تكرر هذا الأمر مع الرئيس الحريري وغازي كنعان، إذ كثيرا ما كنّا نتوسط بينهما. وأيضاً بين الرئيس الحريري ورستم غزالي. إنه نمط حياة يومي، لم يكن يتعلق بمسالأة واحدة إنما بكم هائل من الأفكار.
سأعطيك مثلا تستدل منه على مئات الأمثلة، يومياً كان هناك قضية ما، كان يشب صراع حول تعيين مدير عام لوزارة الزراعة، وقس على ذلك. يوميا، كنّا نشهد صراعا حيال مسألة معينة، فتجري الوساطات حتى ألفنا ذلك. لقد كانت عادة، عادة يومية بالنسبة لنا، لا سيما عندما تخطى السوريون المؤسسات
الفرزلي: لاسيما بعد العام 2000، لأن المؤسسات إنهارت، فكانوا ملزمين طوعاً تارة ومكرهين تارة أخرى، لكنهم كانوا ملزمين بالتعامل مع الوضع.
لم يكن الرئيس لحود يتمتع بمصداقية للتعاطي مع مختلف الشخصيلا في لبنان، لقد كان طرفاً، لذا ينبغي العثور على شخص ما يؤدي هذا الدور مع مختلف الأطراف، وكان السوريون من لعب هذا الدور
المحقق: نعم، هذا واضح. كيف توصّف
الفرزلي: فلأعطك مثالاً
المحقق: أرجوك تفضل سيدي
الفرزلي: لنأخذ مثلا القانون الانتخابي والذي هو قانون شديد الأهمية، يصفونه الآن بأنه قانون غازي كنعان الانتخابي، إنتخابات الـ2005.
الفرزلي: القانون الذي جرت على أساسه إنتخابات العام 2000، وضع خلال عهد غازي كنعان في لبنان
الفرزلي: في الواقع، إن هذا القانون ليس قانون غازي كنعان، إنها كذبة كبيرة، إنه القانون الذي قبلت به مختلف الشخصيات والذي يتفق ومصلحتها والذي كان يحيمه غازي كنعان.
على سبيل المثال، الرئيس الحريري أراد بيروت دائرة واحدة، ووليد جنبلاط أراد الجزء الشمالي من طريق الشام. لم يكن يريد ميشال المرّ دائرة غير المتن الشمالي. لذلك، توصلوا إلى تسوية في ما بينهم. أنا شخصياً لم أكن أريد على سبيل المثال غربي البقاع مع زحلة، لقد قسمناه "يضحك"، أنا أطلعك على الحقيقية. تماما مثل قانون "السمندّر" في الولايات المتحدة الأميركية، راجع قانون "السمندّر" أعتقد أنه كان قانونا شبيها بـ"السمندّر" وهي مقاطعة، لأن حاكمها ضم قرى وحذف أخرى وفقا لمصالحه. وسميّ القانون بهذا الاسم لأن شكل المقاطعة بات يشبه "السمندّر"
لذلك، إعتاد غازي كنعان على القيام بالتسويات: أيها الرئيس الحريري إن كنت تريد بيروت دائرة واحدة لك ذلك، إنما بالمقابل أريد فلان وفلان نواباً معك. في عكار مثلا، لك ما تشاء إنما لا تهزم عصام فارس، دع عصام فارس يفوز. لا تتدخل في البقاع ولا في الجزء الجنوبي من الجبل، ينبغي أن يصبح طلال رسلان نائبا أيضاً، وهكذا يدخل الجميع إلى البرلمان. يختلف الأمر عن العام 2005، لقد قسمت المناطق على الشكل التالي، وخرجت شخصيات من البرلمان لتدخل أخرى. وتزعزع الاستقرار في البلد. لم يعارض غازي كنعان القانون الانتخابي إنما طالب بإجراء تسوية وتقسيم بعض المناطق والتوّصل إلى إتفاق يجمع عليه كافة الأفرقاء. وهكذا نعمت الحياة السياسية بالاستقرار لكن تحت مراقبتهم، لن يتم إستبعاد سليمان فرنجية ولا ميخائيل الضاهر ولا إيلي الفرزلي ولا كل هذه الشحصيات إنما نبعد سليم الحص وتمام سلام وكل هذه الشخصيات، لا يمكنكم القيام بذلك، إنه لبنان، لا تستطيعون أن تحكموا لبنان بهذه الطريقة. هذا مثال على الوساطة التي تكلمت عنها، لقد لعبت دوراً مهما جداً لا سيما في الاتصالات التي أجريتها لتأمين الاجماع
المحقق: شكرا سيدي، شكراً. هذا واضح. سوف نغيّر الموضوع الآن ومن ثم نعود إلى ما كنا نناقشه سابقاً. هلّا أطلعتنا على رقم الهاتف الذي كان بحوزتك في العام 2000
المحقق: 60 / 03
الفرزلي: 0027
المحقق: حسناً، هل هو مسجل بإسمك
الفرزلي: لا، إنه هدية من الرئيس الحريري، سجلته بإسمي بعد شهر أيار على ما أظن، لا أدري تحديدا. أيار 2005 بعد إغتيال الحريري، لكنه هو من أهداني إياه
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة