دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
روى رئيس «اللقاء الديمقراطي» اللبناني وليد جنبلاط بعض ذكرياته عن أول لقاء جمعه بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عام 1977، بعد أربعين يوماً على مقتل والده كمال جنبلاط، مشيراً لشعور الرعب الذي أحس به.
وفي كلمة القاها في معهد العالم العربي في باريس بعد عرض فيلم: «كمال جنبلاط: الشاهد والشهادة»، قال جنبلاط «في ذلك اليوم، في 16 آذار من العام 1977، أُهين المستقبل، كما قالها عن حق أندريه فونتان. أضيف بالقول أنه قد أهين الى الأبد.مع كمال جنبلاط، إنطلق الحلم بلبنان جديد، أكثر عدلا وحداثة، في وجه نظام سياسي طائفي وبائد»
ومضى جنبلاط بالقول إنه «في 1977 كانت بداية الهيمنة السورية على لبنان، ضمن إطار خطة أميركية مدعومة من العرب، هدفها خنق منظمة التحرير الفلسطينية وإعدام اليسار اللبناني، الحركة الوطنية اللبنانية برئاسة كمال جنبلاط التي كانت تعتبر خطرا مميتا، سواء من قبل الطغاة الجمهوريين أو الملوك المطلقي السلطة»
وبرر جنبلاط ذهابه لدمشق ولقائه الأسد الراحل، رغم اتهام جنبلاط له بقتل والده، بالقول: «بما أن 1977 كانت مجرد إستراحة قصيرة قبل العاصفة الكبيرة لحرب الجبل وما إستتبعها، كان من الضروري دفن الحزن والسيطرة على الغضب لتأمين الاستمرارية والبقاء على قيد الحياة، وخصوصاً مواجهة التحديات. بما أن الجغراسية تحدد خيارات لا مفر منها، سلكت بعد أربعين يوما طريق دمشق»
وروى جنبلاط لقاءه مع الأسد قائلاً: «دق حينها الموعد، موعد آخر مع القدر. صعدت درجات القصر الرئاسي، الذي كان في تلك الفترة مبنى متواضعا على كتف جبل قاسيون، وصولا إلى الطابق الأول، حيث فتح أمامي الباب على صالون بسيط كان يقف في وسطه وريث شيخ الجبل، حافظ الأسد. في حين كنت أتقدم لأسلم عليه، كان يرمقني بعينيه السوداوتين المتقدتين، حيث لاحت لي ظلال ماض مرعب. وصاح مدهوشا: "كم تشبه كمال جنبلاط!"» في تلميح من جنبلاط إلى خوفه من أن يتعرض لنفس مصير والده على يد السوريين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة