ليس مستغرباً أن يعيد العدو معزوفته الوقحة من أنه لن يعيد الجولان المحتل لأصحابه عشية العقد السابع لعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية 17 نيسان 1946 ، وهو، أي العدو، لا يزال يسمع صدى القول الشهير من أن الجولان هو في قلب سورية ووسطها وليس على أطرافها، وبما يعني من أن فلسطين كانت وستبقى إلى أبد الآبدين جنوب سورية.

 

 

 

وفي دلالات توقيت اجتماع حكومة العدو في الجولان المحتلّ، فهي تأتي بعد زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، وقبل أيام من زيارة مقررة إلى موسكو. ومن الطبيعي أن ينشغل التحليل السياسي في الردّ السوري على سلوك العدو وقد جاء الرد سريعاً من قبل نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد: «مستعدّون لاسترجاع الجولان بكل الوسائل بما فيها العسكرية».

 

منذ احتلال الكيان الصهيوني للجولان عام 1967 تقدَّر مساحته الإجمالية بـ 1860 كم2 ويشغل 68.6 من مساحة محافظة القنيطرة ، وحتى العام 1981 عندما أقر «الكنيست» الصهيوني ما يُسمّى بـ «قانون الجولان» وهو قرار ضمّ الجولان، الذي اعتبره مجلس الأمن الدولي لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي.

 

منذ ذلك الوقت يبذل العدو جهوداً مكثفة لربط تاريخ الجولان بكيانه، مدعوماً بمراكز بحثية علمية في مناطق مختلفة من العالم، لنشر آلاف الدراسات التي تهدف إلى تشويه تاريخ هذه الهضبة السورية المحتلة الذي يعود إلى الحقبات الآرامية والآشورية والكنعانية.

 

إن محاولات العدو تدعيم شرعية احتلاله للجولان، لن يصنع ماضياً أو تاريخاً شرعياً لهذا الكيان الذي جمع شتاته في غفلة من وطننا الذي كان ينفض عنه غبار الانتدابين البريطاني والفرنسي، وليس للاحتلال مصداقية بتغير الحقائق التاريخية، وإن اختلف الواقع واختلت الموازين، فإن هوية هذه الأرض ستبقى جزءاً من الوطن السوري، مهد الحضارات القديمة، وقبلة الإنسان الأول، ولن تُنْتَزع بصمات الحضارة لتُسلب وتختصر وتُنسب لقوم يفتش عن خرافات وأكاذيب وادعاءات ليثبت شرعيته وتفوقه وعنصريته.

 

إن تأمل مسلك العدو الذي راهن على تجاوز مفردات كالنكبة، النكسة، ومن بعد ذلك محاولة ردم مفردة المقاومة عبر استبدالها بالعمل السياسي. إن هذا التأمل يشير إلى أن الحرب النفسية في هذا الصراع لا يمكن أن تكون أكثر أهمية من هذا الوقت. وبعد سبعين سنة على اغتصاب جنوبنا ـ فلسطين، خصوصاً أن هذه الحرب هي فعل تطويع وإحباط للمجتمع، وهي فعل تأثير، ولكن في المقابل هنالك ذاكرة ستكون مسؤولة عن مواجهة هذه الحرب الصهيونية النفسية.

 

في فيلمها الذي أخرجته «رسائل الكرز»، تدور أحداث الفيلم حول الجولان السوري المحتل من خلال قصة حب شاب وفتاة لم يُكتب لها النجاح بسبب العدو، تقول الفنانة السورية سلاف فواخرجي:

 

«الحب ليس برجل وامرأة فقط بل جغرافيا وذكريات وتاريخ»...البناء.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-04-17
  • 10603
  • من الأرشيف

الجولان.. وعيد الجلاء

ليس مستغرباً أن يعيد العدو معزوفته الوقحة من أنه لن يعيد الجولان المحتل لأصحابه عشية العقد السابع لعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية 17 نيسان 1946 ، وهو، أي العدو، لا يزال يسمع صدى القول الشهير من أن الجولان هو في قلب سورية ووسطها وليس على أطرافها، وبما يعني من أن فلسطين كانت وستبقى إلى أبد الآبدين جنوب سورية.       وفي دلالات توقيت اجتماع حكومة العدو في الجولان المحتلّ، فهي تأتي بعد زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، وقبل أيام من زيارة مقررة إلى موسكو. ومن الطبيعي أن ينشغل التحليل السياسي في الردّ السوري على سلوك العدو وقد جاء الرد سريعاً من قبل نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد: «مستعدّون لاسترجاع الجولان بكل الوسائل بما فيها العسكرية».   منذ احتلال الكيان الصهيوني للجولان عام 1967 تقدَّر مساحته الإجمالية بـ 1860 كم2 ويشغل 68.6 من مساحة محافظة القنيطرة ، وحتى العام 1981 عندما أقر «الكنيست» الصهيوني ما يُسمّى بـ «قانون الجولان» وهو قرار ضمّ الجولان، الذي اعتبره مجلس الأمن الدولي لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي.   منذ ذلك الوقت يبذل العدو جهوداً مكثفة لربط تاريخ الجولان بكيانه، مدعوماً بمراكز بحثية علمية في مناطق مختلفة من العالم، لنشر آلاف الدراسات التي تهدف إلى تشويه تاريخ هذه الهضبة السورية المحتلة الذي يعود إلى الحقبات الآرامية والآشورية والكنعانية.   إن محاولات العدو تدعيم شرعية احتلاله للجولان، لن يصنع ماضياً أو تاريخاً شرعياً لهذا الكيان الذي جمع شتاته في غفلة من وطننا الذي كان ينفض عنه غبار الانتدابين البريطاني والفرنسي، وليس للاحتلال مصداقية بتغير الحقائق التاريخية، وإن اختلف الواقع واختلت الموازين، فإن هوية هذه الأرض ستبقى جزءاً من الوطن السوري، مهد الحضارات القديمة، وقبلة الإنسان الأول، ولن تُنْتَزع بصمات الحضارة لتُسلب وتختصر وتُنسب لقوم يفتش عن خرافات وأكاذيب وادعاءات ليثبت شرعيته وتفوقه وعنصريته.   إن تأمل مسلك العدو الذي راهن على تجاوز مفردات كالنكبة، النكسة، ومن بعد ذلك محاولة ردم مفردة المقاومة عبر استبدالها بالعمل السياسي. إن هذا التأمل يشير إلى أن الحرب النفسية في هذا الصراع لا يمكن أن تكون أكثر أهمية من هذا الوقت. وبعد سبعين سنة على اغتصاب جنوبنا ـ فلسطين، خصوصاً أن هذه الحرب هي فعل تطويع وإحباط للمجتمع، وهي فعل تأثير، ولكن في المقابل هنالك ذاكرة ستكون مسؤولة عن مواجهة هذه الحرب الصهيونية النفسية.   في فيلمها الذي أخرجته «رسائل الكرز»، تدور أحداث الفيلم حول الجولان السوري المحتل من خلال قصة حب شاب وفتاة لم يُكتب لها النجاح بسبب العدو، تقول الفنانة السورية سلاف فواخرجي:   «الحب ليس برجل وامرأة فقط بل جغرافيا وذكريات وتاريخ»...البناء.  

المصدر : نظام مارديني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة