دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكثر ما يعني دمشق هذه الأيام هو الحفاظ على الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان وعدم الوصول إلى حالة الانفلات الأمني، يؤكد مصدر سوري عليم، ويضيف بأن جل اهتمام القيادة السورية منصب على ضبط كل الاحتمالات ومنع تدهور الوضع في لبنان لا سيما مع إشارات إعلامية تتحدث عن أطراف تتهيأ لإحداث اختراقات تصب الزيت على النار السياسية في لبنان .
المصدر كشف أن الصعوبات التي اصطدمت بها المبادرة السورية السعودية تتكرر في المساعي القطرية التركية التي يقودها وزيرا كل من تركيا وقطر.
وأضاف يبدو الوضع معقداً للغاية وثمة تأثيرات متعددة الجوانب تخيم على أجواء الحلول التي قال عنها أنها لم تتكشف بوادرها. وزاد المصدر بالقول: ما يعني دمشق بالدرجة الأولى هو منع أي انفلات أمني وأنها تعمل على هذا الصعيد بالتنسيق مع الأجهزة المعنية والجيش اللبناني. ولفت المصدر إلى أن المباحثات التي أجراها قائد الجيش اللبناني جان قهوجي في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة العسكرية بدمشق تركزت على هذا الملف.
المراقبون في العاصمة السورية استغربوا إعلان الرياض انسحابها من مساعي الحل التي كانت تجريها بالتعاون مع دمشق، وأشار هؤلاء إلى أن هذا الإعلان يؤشر إلى 'انزياح الستارة' نحو فريق في العربية السعودية غير راغب في إنجاز تفاهم لبناني ينهي مفاعيل القرار الظني الذي بات على وشك الصدور واتهام حزب الله بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري.
المصدر السوري اعتبر أن إعلان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل التخلي عن جهود الوساطة في لبنان قد يُفسح المجال أمام أطراف داخلية لبنانية للتأثير سلباً في جهود الوساطة الثنائية القطرية التركية ويصعب مهمة الحل التي تضيق دائرتها أصلاً، حسب تعبير المصدر السوري، الذي عاد للتأكيد على جوهرية الشق الأمني بالنسبة لدمشق مبيناً أنها تتابع مع أصدقائها الإقليميين وفي الداخل اللبناني هذا الموضوع عن كثب.
ولدى سؤال المصدر عما إذا كانت فرص الحل اللبناني قد استُنفدت تماماً لم يُبد المصدر السوري تفاؤلاً واضحاً، لكنه أشار إلى ثقة دمشق بقدرة المعارضة اللبنانية على إدارة الموقف والتصرف المناسب إزاء جميع الاحتمالات، مؤكداً أن الأخيرة وضعت جميع السيناريوهات على أجندتها وأن شيئاً لن يكون مفاجئاً بالنسبة لها.
وأعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن بلاده تخلت عن جهود الوساطة في لبنان، ووصف الوضع هناك بأنه خطير، في حين قرر رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي مغادرة بيروت والتوقف عن مساعيهما في لبنان في الوقت الراهن بسبب بعض التحفظات.
الفيصل قال إن الطريق المسدود بين حزب الله وسعد الحريري وضع مستقبل البلاد على المحك، وحذر الفيصل من أن الوضع في لبنان خطير وإذا وصلت الأمور إلى تقسيمه فسينتهي كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة، وسيكون هذا خسارة للأمة العربية كلها.
وكان وزيرا خارجية قطر وتركيا التقيا الرئيس اللبناني والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطار لقاءات عقداها مع القيادات اللبنانية لبلورة مخرج للأزمة اللبنانية، وأتت هذه الجهود بعد قمة ثلاثية سورية قطرية تركية عقدت الاثنين الماضي في دمشق للبحث في سبل حل الأزمة اللبنانية التي نجمت عن انهيار حكومة الحريري بعد انسحاب وزراء المعارضة منها.
وكان السفير السوري في أنقرة د. نضال قبلان انه إذا لم تستطع سورية وتركيا وقطر إيجاد صيغة تنزع فتيل الأزمة اللبنانية 'فنحن أمام تحد بالغ الخطورة والعواقب واصفاً اللقاء الثلاثي الذي جرى في دمشق بالمفصلي'. وزاد قبلان: التنسيق السوري التركي القطري جوهري في رسم ملامح المرحلة المقبلة المتعلقة بلبنان.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة