لازالت أشلاء وجثث العشرات من الضحايا الذين سقطوا في عدد من الساحات والفضاءات المختلفة، سواء في العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر الماضي، أو في العاصمة البلجيكية بروكسل في 22 مارس، تثير شجون وذكريات الكثير من الإعلاميين الأوروبيين.

 

ويسرد دافيد بودو، رئيس تحرير صحيفة "لاكابيطال" البلجيكية، لقناة LCI الفرنسية بحسب موقع "هيسبرس"، كيف أجرى دردشة قصيرة مع عبد الحميد أباعوض، المتهم بكونه العقل المدبر لتفجيرات باريس، وأيضا عمليات بروكسل، والذي تم قتله في عملية مداهمة أمنية بضاحية "سان دوني" بفرنسا.

 

ويتذكر الصحافي البلجيكي أنه تبادل الحديث قبل سنوات قليلة مع أباعوض، البلجيكي من أصول مغربية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ووصف تعليقاته وردوده بكونها "خبيثة وصادمة"، عندما قال له بطريقة فجة: "أنتم كفار، وسنأتي إلى عقر دياركم لدك باريس وبروكسل".

 

ومرت سنوات بعد أقوال أباعوض، التي يبدو أن الصحافي البلجيكي لم يأخذها كثيرا بعين الجدية، كما أنها تمت في سياق تحقيق صحافي لهذا الأخير، لتتحقق بالفعل، إذ اهتزت باريس على وقع تفجيرات دموية أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الضحايا، والتراجيديا نفسها تكررت في قلب بروكسل.

 

وأورد رئيس تحرير "لا كابيطال" أنه يتذكر أباعوض كشخص عنيف وخبيث في طريقة التعبير عن أفكاره وآرائه، إذ لم يتردد لحظة في وصف الصحافي والمواطنين الأوربيين بكونهم "كفارا يستحقون القتل"، وزاد موجها لهم الخطاب بعبارة: "سنأتي لتفجير باريس وبروكسل".

 

وحول ما إذا كان يعتبر الهجمات الأخيرة التي استهدفت قلب العاصمتين الفرنسية والبلجيكية تماما مثلما هدد أبا عوض في دردشته "الفيسبوكية" شكلت صدمة مفاجأة بالنسبة له، أجاب الصحافي ذاته بأنه كانت هناك علامات مُنذرة لم يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف السلطات البلجيكية.

 

وأوضح بودو أنه يهتم عن كثب، في سياق عمله الإعلامي، بالمهاجرين الشباب الذين يعيشون في أوضاع هامشية في حي مولانبيك بالخصوص، حيث ترعرع ونشأ ما وصفهم بـ"الجهاديون" في بلجيكا، مضيفا أنه في 2012 و2013، عندما غادروا إلى سوريا، كانوا أكثر تطرفا وعزما على تنفيذ خططهم.

 

وقادت التحقيقات الصحافية الإعلام البلجيكي إلى أن يربط اتصالا عبر "فيسبوك" مع أحد هؤلاء الشباب الذين انغمسوا في التطرف، وهو عبد الحميد أباعوض، دون أن يدرك حينها أنه يتحدث مع أحد أخطر الإرهابيين الذي سيفجر سنوات قليلة بعد ذلك ببروكسل، عاصمة بلد الصحافي.

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-28
  • 10903
  • من الأرشيف

يوم قال أباعوض لصحافي بلجيكي: سندكّ باريس وبروكسل

لازالت أشلاء وجثث العشرات من الضحايا الذين سقطوا في عدد من الساحات والفضاءات المختلفة، سواء في العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر الماضي، أو في العاصمة البلجيكية بروكسل في 22 مارس، تثير شجون وذكريات الكثير من الإعلاميين الأوروبيين.   ويسرد دافيد بودو، رئيس تحرير صحيفة "لاكابيطال" البلجيكية، لقناة LCI الفرنسية بحسب موقع "هيسبرس"، كيف أجرى دردشة قصيرة مع عبد الحميد أباعوض، المتهم بكونه العقل المدبر لتفجيرات باريس، وأيضا عمليات بروكسل، والذي تم قتله في عملية مداهمة أمنية بضاحية "سان دوني" بفرنسا.   ويتذكر الصحافي البلجيكي أنه تبادل الحديث قبل سنوات قليلة مع أباعوض، البلجيكي من أصول مغربية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ووصف تعليقاته وردوده بكونها "خبيثة وصادمة"، عندما قال له بطريقة فجة: "أنتم كفار، وسنأتي إلى عقر دياركم لدك باريس وبروكسل".   ومرت سنوات بعد أقوال أباعوض، التي يبدو أن الصحافي البلجيكي لم يأخذها كثيرا بعين الجدية، كما أنها تمت في سياق تحقيق صحافي لهذا الأخير، لتتحقق بالفعل، إذ اهتزت باريس على وقع تفجيرات دموية أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الضحايا، والتراجيديا نفسها تكررت في قلب بروكسل.   وأورد رئيس تحرير "لا كابيطال" أنه يتذكر أباعوض كشخص عنيف وخبيث في طريقة التعبير عن أفكاره وآرائه، إذ لم يتردد لحظة في وصف الصحافي والمواطنين الأوربيين بكونهم "كفارا يستحقون القتل"، وزاد موجها لهم الخطاب بعبارة: "سنأتي لتفجير باريس وبروكسل".   وحول ما إذا كان يعتبر الهجمات الأخيرة التي استهدفت قلب العاصمتين الفرنسية والبلجيكية تماما مثلما هدد أبا عوض في دردشته "الفيسبوكية" شكلت صدمة مفاجأة بالنسبة له، أجاب الصحافي ذاته بأنه كانت هناك علامات مُنذرة لم يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف السلطات البلجيكية.   وأوضح بودو أنه يهتم عن كثب، في سياق عمله الإعلامي، بالمهاجرين الشباب الذين يعيشون في أوضاع هامشية في حي مولانبيك بالخصوص، حيث ترعرع ونشأ ما وصفهم بـ"الجهاديون" في بلجيكا، مضيفا أنه في 2012 و2013، عندما غادروا إلى سوريا، كانوا أكثر تطرفا وعزما على تنفيذ خططهم.   وقادت التحقيقات الصحافية الإعلام البلجيكي إلى أن يربط اتصالا عبر "فيسبوك" مع أحد هؤلاء الشباب الذين انغمسوا في التطرف، وهو عبد الحميد أباعوض، دون أن يدرك حينها أنه يتحدث مع أحد أخطر الإرهابيين الذي سيفجر سنوات قليلة بعد ذلك ببروكسل، عاصمة بلد الصحافي.      

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة