دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استعادت قوات الجيش السوري وحلفائه السيطرة على مدينة تدمر الاستراتيجية - ذات القيمة التاريخية - بعد أكثر من عشرة أشهر من استيلاء "داعش" عليها وجعلها نقطة انطلاق نحو المنطقة الوسطى ومنها الى لبنان لملاقاة البحر،
فضلا عن كونها مركز هجوم باتجاه مناطق شرق حمص والجنوب الى أطراف دمشق، إلى جانب تأمينها ظهر مدينة الرقة "عاصمة" التنظيم في سوريا.
آلاف من جنود الجيش السوري بمؤازرة المئات من مقاتلي الحلفاء، تقدموا تحت غطاء جوي روسي وسوري مكثف نحو تدمر من الجهة الغربية في حركة التفافية على بلدة القريتين التي يتواجد بداخلها مسلحو "داعش"، وتمركزت قوات الجيش السوري على مسافة غير بعيدة من التلال والهضاب المحيطة بمدينة تدمر والتي اتخذت قوات التنظيم منها خط دفاع اول ورئيس عن المدينة، وحسب مصادر ميدانية كانت الخطة الموضوعة للهجوم تقضي بالقيام بعملية تسلل مجموعة صغيرة الى منطقة التلال داخل الخط الدفاعي الحصين لمسلحي داعش من اجل احداث خرق فيه.
وقد تولت قوة كوماندوس روسية مؤلفة من ثلاثين جنديا وضابطًا، وفق المصادر، هذه المهمة تحت جنح الظلام وبحماية من غطاء ناري كثيف من سلاحي الجو السوري والروسي، حيث تمكنت القوة من احداث اختراق في خط الدفاع الاول وتثبيت موطئ قدم بين التلال، دخل من خلاله نحو ألفي جندي سوري الى خط دفاع داعش، وبدأوا عملية هجوم كبيرة على كل التلال المحيطة بتدمر، من داخل هذا الخط انتهت بالسيطرة على التلال والهضاب، ومهَّدت الطريق لتحرير المدينة بالكامل وبخسائر قليلة قياسا بحجم المعركة وأهميتها العسكرية في تحديد مصير "داعش" فوق الاراضي السورية.
المصادر ذاتها لفتت إلى ان تحرير مدينة تدمر أمّن للدولة السورية السيطرة على مساحة تفوق الخمسة والعشرين ألف كم2 في الصحراء السورية، موضحة ان الهدف هو تحرير كامل الشرق السوري من وجود داعش وطردها باتجاه الأراضي العراقية حيث سيتولى الجيش العراقي والحشد االشعبي دفعها باتجاه الصحراء على الحدود العراقية السعودية، وهذا ما يتم التمهيد له عبر العملية التي يقودها الجانب العراقي في جنوب غرب منطقة مخمور بهدف قطع طريق تكريت مخمور من الجهة الجنوبية وقطعها عن المنطقة الصحراوية المؤدية الى دير الزور في سوريا من الجهة الغربية، في تمهيد لتلاقي القوات السورية والعراقية بعد معركة دير الزور التي كشفت المصادر انها ستكون الوجهة القادمة في الشرق السوري بعد تدمر.
وتعاني مدينة دير الزور من حصار اقتصادي ومعيشي خانق تفرضه على أحيائها قوات داعش، كما ان جزءا من المدينة يخوض معركة صمود كبيرة وقوية منذ ثلاث سنوات ضد داعش، وقد تم صد مئات الهجمات الكبيرة والعمليات الانتحارية في المطار العسكري لدير الزور ومحيطه وفي الاحياء الواقعة شمال شرقي المدينة والتي ما زالت قوات الجيش السوري تسيطر عليها وفيها مبنى المحافظة.
وقالت المصادر نفسها ان مطار تدمر العسكري سوف يشكل رديفا قويا لمطار دير الزور العسكري في معركة تحرير المدينة القادمة، متوقعة سهولة المعركة المرتقبة خلافا لزميلتها تدمر التي كانت لها خصوصية نظرا لما تحتضن من مناطق اثرية مهمة، إلا أن المصادر أكدت أن دير الزور تحوي اليوم اعداداً أكبر من "داعش"، خاصة وأن جلهم هربوا من تدمر باتجاه اطراف المدينة.
وفي الختام، خلصت المصادر إلى أن الجيش السوري وحلفاءه ينوون من خلال معركة دير الزور الوصول الى الحدود السورية - العراقية عند معبر القائم، تمهيدا لاعادة فتح الطريق البري الاقصر والاهم بين لبنان والعراق.
المصدر :
العهد / نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة