رأت صحيفة "الخليج" الاماراتية انه "ما إن انفضت المرحلة الأولى من مفاوضات "جنيف 3" السورية في جنيف، حتى كان وزير الخارجية الأميركية جون كيري يحط الرحال في موسكو، حاملاً حقيبتين بيديه "من دون مساعدة أحد" ما يدل على أن ما يحمله مهم ويتضمن مروحة واسعة من القضايا التي سيبحثها مع المسؤولين الروس، وفي مقدمتها الأزمة السورية التي باتت تحتل مقدمة الاهتمامات الدولية وتحديداً بين موسكو وواشنطن نظراً لتعلقها المباشر بالمعركة ضد الإرهاب".

واعتبرت الصحيفة انه "أن يأتي كيري إلى موسكو ويلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف لمدة أربع ساعات متتالية، ثم يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أربع ساعات أخرى يعني أن ما تم بحثه من قضايا كان في العمق وفي أدق التفاصيل، وأن الأزمة السورية كانت في صلب المناقشات، كما يعني قضاء المسؤول الأمريكي ثماني ساعات من المحادثات مع المسؤولين الروس بحضور وفدين كبيرين، أن واشنطن سلمت لموسكو بدورها في إدارة ملف المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية".

ولفتت الصحيفة الى أن "إشارة الرئيس الروسي بوتين إلى أن "ما حصل من تقدم في سوريا هو بفضل موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما"، هي من قبيل رد التحية بمثلها، وبما يدل على مدى التنسيق بين البلدين في شأن ما تم إنجازه حتى الآن على الساحة السورية على المستويين السياسي والعسكري لناحية إطلاق المفاوضات، وما سيتم إنجازه لاحقاً لناحية العملية السياسية ثم لناحية العمليات العسكرية في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تشارك فيها روسيا بفعالية خصوصاً المعارك الجارية الآن في مدينة تدمر، حيث بدا لافتاً موقف وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنت أن تحركات الجيش السوري في منطقة تدمر لا تشكل خرقاً لوقف إطلاق النار، وهذا معناه موافقة أمريكية صريحة على العمليات التي يقوم بها الجيش السوري بدعم روسي ضد المنظمات الإرهابية".

واوضحت "الخليج" أن "ما يشير إلى أن المفاوضات التي جرت في جنيف على مدى 11 يوماً حققت اختراقاً معقولاً، أن لهجة المتفاوضين تغيرت خلال الأيام الأخيرة وبدت لينة أكثر، ووجد الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا مساحة من المواقف المشتركة التي بنى عليها وثيقة من 12 بنداً سلمها إلى الوفود المشاركة لدراستها والرد عليها في جولة المفاوضات المقبلة التي من المفترض أن تستأنف قبل منتصف الشهر المقبل، وتتناول إصلاح مؤسسات الدولة وفق المعايير الدولية، ورفض الإرهاب رفضاً قاطعاً، وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية مع إدراج المجموعات المسلحة فيه، والتأكيد على سيادة سوريا غير المنقوصة على كافة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وإقامة نظام ديمقراطي غير طائفي".

واضافت: "إذا كانت مهمة مفاوضات جنيف هي جمع الأطراف السورية للاتفاق على مبادئ الحل، فإن مفاوضات موسكو الروسية - الأميركية تستهدف إلزام هذه الأطراف بالحل وفق جدول زمني محدد، مع ما يلزم من وسائل ضغط وإغراء، باللجوء إلى سياسة "العصا والجزرة" أي أن "الحل الفعلي في موسكو وليس في جنيف".

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-26
  • 8844
  • من الأرشيف

الخليج: الحل الفعلي للازمة السورية يكمن في موسكو وليس في جنيف

رأت صحيفة "الخليج" الاماراتية انه "ما إن انفضت المرحلة الأولى من مفاوضات "جنيف 3" السورية في جنيف، حتى كان وزير الخارجية الأميركية جون كيري يحط الرحال في موسكو، حاملاً حقيبتين بيديه "من دون مساعدة أحد" ما يدل على أن ما يحمله مهم ويتضمن مروحة واسعة من القضايا التي سيبحثها مع المسؤولين الروس، وفي مقدمتها الأزمة السورية التي باتت تحتل مقدمة الاهتمامات الدولية وتحديداً بين موسكو وواشنطن نظراً لتعلقها المباشر بالمعركة ضد الإرهاب". واعتبرت الصحيفة انه "أن يأتي كيري إلى موسكو ويلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف لمدة أربع ساعات متتالية، ثم يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أربع ساعات أخرى يعني أن ما تم بحثه من قضايا كان في العمق وفي أدق التفاصيل، وأن الأزمة السورية كانت في صلب المناقشات، كما يعني قضاء المسؤول الأمريكي ثماني ساعات من المحادثات مع المسؤولين الروس بحضور وفدين كبيرين، أن واشنطن سلمت لموسكو بدورها في إدارة ملف المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية". ولفتت الصحيفة الى أن "إشارة الرئيس الروسي بوتين إلى أن "ما حصل من تقدم في سوريا هو بفضل موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما"، هي من قبيل رد التحية بمثلها، وبما يدل على مدى التنسيق بين البلدين في شأن ما تم إنجازه حتى الآن على الساحة السورية على المستويين السياسي والعسكري لناحية إطلاق المفاوضات، وما سيتم إنجازه لاحقاً لناحية العملية السياسية ثم لناحية العمليات العسكرية في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تشارك فيها روسيا بفعالية خصوصاً المعارك الجارية الآن في مدينة تدمر، حيث بدا لافتاً موقف وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنت أن تحركات الجيش السوري في منطقة تدمر لا تشكل خرقاً لوقف إطلاق النار، وهذا معناه موافقة أمريكية صريحة على العمليات التي يقوم بها الجيش السوري بدعم روسي ضد المنظمات الإرهابية". واوضحت "الخليج" أن "ما يشير إلى أن المفاوضات التي جرت في جنيف على مدى 11 يوماً حققت اختراقاً معقولاً، أن لهجة المتفاوضين تغيرت خلال الأيام الأخيرة وبدت لينة أكثر، ووجد الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا مساحة من المواقف المشتركة التي بنى عليها وثيقة من 12 بنداً سلمها إلى الوفود المشاركة لدراستها والرد عليها في جولة المفاوضات المقبلة التي من المفترض أن تستأنف قبل منتصف الشهر المقبل، وتتناول إصلاح مؤسسات الدولة وفق المعايير الدولية، ورفض الإرهاب رفضاً قاطعاً، وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية مع إدراج المجموعات المسلحة فيه، والتأكيد على سيادة سوريا غير المنقوصة على كافة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وإقامة نظام ديمقراطي غير طائفي". واضافت: "إذا كانت مهمة مفاوضات جنيف هي جمع الأطراف السورية للاتفاق على مبادئ الحل، فإن مفاوضات موسكو الروسية - الأميركية تستهدف إلزام هذه الأطراف بالحل وفق جدول زمني محدد، مع ما يلزم من وسائل ضغط وإغراء، باللجوء إلى سياسة "العصا والجزرة" أي أن "الحل الفعلي في موسكو وليس في جنيف".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة