أكد بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية لمفاوضات السلام في جنيف أنه طالب مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بإعادة فتح سفارات دول الاتحاد المغلقة في دمشق.

 

 

وكسرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس، أحد «المحرمات» السياسية في أوروبا، حيث التقت رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، الذي طالبها بأن يعيد الاتحاد الأوروبي فتح سفاراته في دمشق ورفع العقوبات عن سوريا.

 

في هذا الوقت، حقق الجيش السوري، بدعم من الطيران الروسي، تقدماً ميدانياً مهماً، مع وصوله إلى مشارف مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» وسط البلاد. ويحاول الجيش استعادة تدمر، التي سيطر عليها «داعش» في أيار الماضي، لفتح طريق إلى محافظة دير الزور. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن تقدم الجيش نحو تدمر لا يشكل اختراقاً للهدنة القائمة في سوريا.

وبالتزامن مع اقتراب جولة مفاوضات «جنيف 3» من الانتهاء، وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو، حيث يجتمع اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

 

واستبق الكرملين الاجتماع مع كيري اليوم، بالتأكيد أنه كان من المتوقع دوماً أن تكون محادثات السلام السورية الجارية في جنيف طويلة وصعبة، وأن من السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «لم يتوقع أحد قط مفاوضات سهلة، ولا يصح الشعور بالفعل بنفاد الصبر. الصبر بل الكثير منه ضروري لكل الأطراف. هذا شيء واضح». وأضاف «روسيا تبنّت دوماً اتجاهاً لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للمحادثات بين السوريين للتقدم بنجاح. ومن دون شك ستستمر روسيا في هذا التوجه المسؤول».

وحضّت موغيريني، ممثلي السلطات السورية ومعارضة الرياض في جنيف، على إنجاح المفاوضات غداة هجمات بروكسل. وقالت «نقلت إليهم رسالة مفادها أن من المهم للسوريين وكذلك للأوروبيين أن تبدأ عملية (السلام) وتنجح». وأضافت «عليهم أن يخوضوا العملية السياسية من دون تأخير سعياً إلى إيجاد حل».

واعتبرت موغيريني أن إنهاء الازمة في سورية ستتيح «التركيز على التصدي لداعش»، الذي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا وتبنّى الهجمات في بروكسل.

ومنذ اندلاع الازمة في سورية، يطالب الاتحاد الأوروبي (بتنحي الأسد)، وقد قطع كل علاقاته مع السلطات السورية. وقالت موغيريني «لم يتغير موقف الاتحاد الأوروبي من النظام. حين أشدد على أهمية الانتقال السياسي، أعتقد أن كلامي واضح بما يكفي»، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يدعم المعارضة، من دون أن تكرر مطالبة دول أوروبية برحيل الأسد. وأضافت «الحرب في سوريا يجب أن تنتهي. أتحمل مسؤولية إيصال هذه الرسالة، ليس إلى ممثلي هذا المعسكر أو ذاك، بل إلى الأطراف المعنيين بعملية السلام».

وقالت موغيريني والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن على المفاوضين السوريين الموجودين في جنيف أن يدركوا ألا سبيل لدحر «داعش» و «جبهة النصرة» من دون حل سياسي مقبول في سوريا، واعتبرا أن أولئك الذين يشكون من الإرهاب عليهم المساعدة في إنهاء الأزمة السورية.

من جهته، قال الجعفري، بعد لقائه موغيريني، «هذا أول لقاء مباشر مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي» منذ أعوام. وأضاف «ناقشنا بشكل مسهب أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب»، معتبراً أن «التفجيرات الإرهابية في بروكسل فتحت عيون الأوروبيين على ضرورة قراءة الخريطة من جديد بشكل أدق، بما في ذلك إعطاء أولوية لمكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن بعض منفذي هجمات بروكسل حاربوا في سوريا قبل عودتهم لبلجيكا.

وأعلن الجعفري أن موغيريني دعت حكومته إلى الانخراط بصورة إيجابية في محادثات جنيف، وأنه يعتقد أن هذه الجولة من المحادثات كسرت الجمود الديبلوماسي. وأشار إلى أنه أبلغها بأنه يريد أن يعيد الاتحاد الأوروبي فتح سفاراته ورفع العقوبات عن سوريا.

ورداً على سؤال حول موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، قال الجعفري «لم نتفق بعد على التاريخ النهائي، لكننا نقلنا للمبعوث الخاص (دي ميستورا) أننا لن نستطيع العودة قبل انتهاء الانتخابات البرلمانية والتشريعية في 13 نيسان»، مضيفاً «اتفقنا على معاودة الاتصال عبر القنوات الديبلوماسية» لتثبيت الموعد النهائي.

وأعلن الجعفري أنه تسلم وثيقة من دي ميستورا، موضحاً أن الحكومة السورية سترد في بداية الجولة المقبلة.

وقال نشطاء وديبلوماسيون إن دي ميستورا يضع اللمسات النهائية على وثيقة للمشاركين في محادثات السلام تجمع نقاط الاتفاق المشتركة، لكن من المرجح ألا تتطرق لقضية الانتقال السياسي المثيرة للخلاف.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-23
  • 12322
  • من الأرشيف

بعد زيارة مفاجئة لـ موغيريني ...الجعفري يدعو الاتحاد الأوروبي لاعادة فتح سفاراته في دمشق

أكد بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية لمفاوضات السلام في جنيف أنه طالب مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بإعادة فتح سفارات دول الاتحاد المغلقة في دمشق.     وكسرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس، أحد «المحرمات» السياسية في أوروبا، حيث التقت رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، الذي طالبها بأن يعيد الاتحاد الأوروبي فتح سفاراته في دمشق ورفع العقوبات عن سوريا.   في هذا الوقت، حقق الجيش السوري، بدعم من الطيران الروسي، تقدماً ميدانياً مهماً، مع وصوله إلى مشارف مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» وسط البلاد. ويحاول الجيش استعادة تدمر، التي سيطر عليها «داعش» في أيار الماضي، لفتح طريق إلى محافظة دير الزور. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن تقدم الجيش نحو تدمر لا يشكل اختراقاً للهدنة القائمة في سوريا. وبالتزامن مع اقتراب جولة مفاوضات «جنيف 3» من الانتهاء، وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو، حيث يجتمع اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.   واستبق الكرملين الاجتماع مع كيري اليوم، بالتأكيد أنه كان من المتوقع دوماً أن تكون محادثات السلام السورية الجارية في جنيف طويلة وصعبة، وأن من السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «لم يتوقع أحد قط مفاوضات سهلة، ولا يصح الشعور بالفعل بنفاد الصبر. الصبر بل الكثير منه ضروري لكل الأطراف. هذا شيء واضح». وأضاف «روسيا تبنّت دوماً اتجاهاً لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للمحادثات بين السوريين للتقدم بنجاح. ومن دون شك ستستمر روسيا في هذا التوجه المسؤول». وحضّت موغيريني، ممثلي السلطات السورية ومعارضة الرياض في جنيف، على إنجاح المفاوضات غداة هجمات بروكسل. وقالت «نقلت إليهم رسالة مفادها أن من المهم للسوريين وكذلك للأوروبيين أن تبدأ عملية (السلام) وتنجح». وأضافت «عليهم أن يخوضوا العملية السياسية من دون تأخير سعياً إلى إيجاد حل». واعتبرت موغيريني أن إنهاء الازمة في سورية ستتيح «التركيز على التصدي لداعش»، الذي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا وتبنّى الهجمات في بروكسل. ومنذ اندلاع الازمة في سورية، يطالب الاتحاد الأوروبي (بتنحي الأسد)، وقد قطع كل علاقاته مع السلطات السورية. وقالت موغيريني «لم يتغير موقف الاتحاد الأوروبي من النظام. حين أشدد على أهمية الانتقال السياسي، أعتقد أن كلامي واضح بما يكفي»، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يدعم المعارضة، من دون أن تكرر مطالبة دول أوروبية برحيل الأسد. وأضافت «الحرب في سوريا يجب أن تنتهي. أتحمل مسؤولية إيصال هذه الرسالة، ليس إلى ممثلي هذا المعسكر أو ذاك، بل إلى الأطراف المعنيين بعملية السلام». وقالت موغيريني والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن على المفاوضين السوريين الموجودين في جنيف أن يدركوا ألا سبيل لدحر «داعش» و «جبهة النصرة» من دون حل سياسي مقبول في سوريا، واعتبرا أن أولئك الذين يشكون من الإرهاب عليهم المساعدة في إنهاء الأزمة السورية. من جهته، قال الجعفري، بعد لقائه موغيريني، «هذا أول لقاء مباشر مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي» منذ أعوام. وأضاف «ناقشنا بشكل مسهب أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب»، معتبراً أن «التفجيرات الإرهابية في بروكسل فتحت عيون الأوروبيين على ضرورة قراءة الخريطة من جديد بشكل أدق، بما في ذلك إعطاء أولوية لمكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن بعض منفذي هجمات بروكسل حاربوا في سوريا قبل عودتهم لبلجيكا. وأعلن الجعفري أن موغيريني دعت حكومته إلى الانخراط بصورة إيجابية في محادثات جنيف، وأنه يعتقد أن هذه الجولة من المحادثات كسرت الجمود الديبلوماسي. وأشار إلى أنه أبلغها بأنه يريد أن يعيد الاتحاد الأوروبي فتح سفاراته ورفع العقوبات عن سوريا. ورداً على سؤال حول موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، قال الجعفري «لم نتفق بعد على التاريخ النهائي، لكننا نقلنا للمبعوث الخاص (دي ميستورا) أننا لن نستطيع العودة قبل انتهاء الانتخابات البرلمانية والتشريعية في 13 نيسان»، مضيفاً «اتفقنا على معاودة الاتصال عبر القنوات الديبلوماسية» لتثبيت الموعد النهائي. وأعلن الجعفري أنه تسلم وثيقة من دي ميستورا، موضحاً أن الحكومة السورية سترد في بداية الجولة المقبلة. وقال نشطاء وديبلوماسيون إن دي ميستورا يضع اللمسات النهائية على وثيقة للمشاركين في محادثات السلام تجمع نقاط الاتفاق المشتركة، لكن من المرجح ألا تتطرق لقضية الانتقال السياسي المثيرة للخلاف.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة