وحده السيد ديمستورا تلقى رسالة بروكسل الدموية، ليترجمها لنا بالقول: لابد من إطفاء نار الحرب السورية… علينا العثور على حل سياسي، وانتقال سياسي في سورية ليتسنى لنا جميعاً التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا،

 

 

 والعالم، وسورية- لكني لم أفهم هذا التكرار الممجوج- لمعادلة ثبت أنها غير صحيحة، ومخادعة، وكاذبة، وهي الحديث عن حل سياسي، أو ما يسمونه (انتقالاً سياسياً) كممر إلزامي لإنهاء «داعش»… هل يعتقد السيد ديمستورا أن (محمد علوش) الذي نبتت لحيته في حضن أيديولوجية «داعش» سيكون الحل لإنهاء التطرف، والتكفير، أم إن تصريحاً نارياً مثلاً من أسعد الزعبي سيجعل عناصر «داعش» تفر من الميدان خوفاً، وجزعاً، أو إن ابتسامات بسمة قضماني العضو المشارك في اجتماعات مجموعة بيلدربيرغ- ستنهي أفكار «داعش»، و«النصرة» و«جيش الإسلام»، وتحول عناصرهم إلى دعاة للديمقراطية، وحقوق الإنسان.

 

أسئلة عديدة ومحيرة حول هذا الطرح المغلوط إذ إنه ثبت عملياً، وبالدليل القاطع أنه لا إمكانية للعمل السياسي في ظل انتشار الإرهاب، وعناصره، ولا إمكانية لانتعاش الاقتصاد، والحوار المنتج، والثقافة والفن ما دام هناك من يفكر على طريقة «داعش» داخل مبنى الأمم المتحدة ويصرح أمام الكاميرات بأفكاره الإقصائية التي لا تقبل معارضاً آخر معه فكيف ستقبل واحداً مثلي يختلف معهم جذرياً في الطرح، والمقاربة؟

الحقيقة العارية التي يجب على السيد ديمستورا، وفريق عمله إدراكها أن القتلة في بروكسل، وباريس، وأندونيسيا، وساحل العاج، ومصر، والجزائر، وتونس، وليبيا، وغيرها من الأماكن التي ضربها الإرهاب هم أنفسهم القتلة على الساحة السورية، ثم هم أنفسهم من أكلوا كبد الجندي السوري، ومن أحرقوا رأس طيار سوري، ومن قطعوا جثث الأبرياء في حمص، وأعدموا رجال الأمن السوريين في جسر الشغور، وألقوا بجثث عناصر الشرطة السورية في نهر العاصي، وفجروا السيارات المفخخة في المدن السورية ليقتلوا أحلام السوريين، وطموحاتهم، وتطلعات شبابهم لمستقبل أفضل.

ألم يحن الوقت للاعتراف بخطأ السياسات الأوروبية، ونتائجها الكارثية على شعوبها أولاً، ثم على شعوب المنطقة، وتطلعات أبنائها في حياة مسالمة تؤمن بالتنوع الذي يريد الإرهابيون، وداعموهم القضاء عليه.

أعتقد أن نواباً بلجيكيين كانوا أول من حذر من مخاطر هذه السياسات الكارثية، وكانت بلجيكا قد بدأت بمحاكمة الإرهابيين العائدين إلى أراضيها من سورية، على الرغم من أن الجميع يعرف أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية كانت تُسهل سفر هؤلاء إلى سورية للتخلص منهم من ناحية، وللاستفادة منهم في تدمير سورية، وقتل شعبها من ناحية أخرى، ومع ذلك فإن الجميع كان يسكت أمام ادعاءات الفرنسيين، والبريطانيين حول سورية وينقادون خلفهم كالنعامات، من دون أن يدركوا أنهم سيدفعون الثمن غالياً، كما تفعل الدول العربية في سكوتها عن ممارسات آل سعود، وقيادتها لرسن الجامعة العربية كالبعير في كل ما تطرحه، وتطلبه.

الآن لم تعد التهديدات تُفيد، ولا التعبير عن الوحدة- والتضامن مع الضحايا سيعيدهم إلى الحياة، وإنما البحث عن سبل النزول من أعلى الشجرة التي وضع الأوروبيون أنفسهم عليها، وقد تكون كلمات فيديريكا موغيريني أن: (أوروبا تعاني الألم نفسه الذي عرفته منطقة الشرق الأوسط، وتعاني منه يومياً دول كسورية..) أول تصريح أوروبي يشعر أن هناك بشراً، وضحايا، وآلاماً، وآمالاً، وآباء، وأمهات وأطفالاً، وأوطاناً، وحياة تدمر في بلادنا، على حين أن مجرماً مثل رولان فابيوس كان يعتبر جبهة النصرة- جزءاً من الثورة المزعومة في سورية، وأن سلاحها شرعي وثوري.

إطفاء نار الحرب السورية لا يمكن أن يكون إلا من خلال ملاحقة داعمي الإرهاب ومموليهم، ومن يسهل دخول الإرهابيين إلى سورية، ومن يقدم الدعم الأيديولوجي والفتاوى على شاشات التلفزة، ومن يحرض على القتل والإقصاء.

إطفاء نار الحرب السورية لا يمكن أن يكون عبر طرح تسليم سلطة لمجرمين وقتلة، ووهابيين، وإخوان مسلمين باسم عملية انتقالية ليست موجودة إلا في أذهان مرضى التلف الدماغي في الرياض، وغلمانهم المرسلين على حسابهم إلى جنيف، ويقودهم هناك خبراء غربيون، وهو ما يذكرنا بمسرح جنيف2 حين كان روبيرت فورد يدخل الأوراق لأعضاء الائتلاف ويقودهم للقاعة مثل (أطفال الروضة)، أو حين خاطب سعود الفيصل أحمد الجربا بـ(فخامة الرئيس)- فذهب الفيصل ولم يعد، وأما (الجربا) فما زال يفكر بـ(غد سورية) على الطريقة الديمقراطية- الوهابية!!!

ما يطرحه بعض ما يسمى (معارضة) هو مجرد محاولات سياسية أميركية- لكسب نقاط في السياسة فشلوا في تحقيقها في الميدان من خلال واجهات بالكاد تمثل عائلاتها، فكيف يمكن أن تمثل الشعب السوري، وهي التي تكرر علينا صباح- مساء عبارات فارغة عن (هيئة حكم انتقالي تتولى جميع الصلاحيات- بما فيها صلاحيات الرئاسة)، وهي تدرك أنه حلم إبليس في الجنة، ليس لأن الشراكة مع المعارضة مرفوضة، بل لأنه لا يوجد لدي معيار واحد يقول إن هؤلاء معارضة، وإنهم منتخبون من الشعب وليسوا معينين من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية بصفة عملاء.

مجزرة بروكسل قد تؤدي إلى صحوة أوروبية، وإن كنت أشكك في ذلك لأن مجزرة باريس كانت نتيجتها منح (محمد بن نايف) ولي عهد الوهابية السعودية وسام الشرف- على قلة الشرف والأخلاق، والمزيد من صفقات السلاح، ومليارات الدولارات التي تشتري ضمائر القادة الأوروبيين من أجل أن يسكتوا عن حقيقة واحدة وهي أن الوهابية هي الرحم الذي أنجب القاعدة، والنصرة، وداعش، وغيرها، ومن دون مواجهة هذه الحقيقة ستستمر داعش بضرب العواصم الأوروبية الواحدة تلو الأخرى، وسنستمع لبيانات الإدانة والتنديد نفسها التي لن تعالج جذر المشكلة، ومنبعها الفكري.

أما بالنسبة لسورية فإن ما حذرت منه القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد من أن الإرهاب واحد، وأنه سوف يرتد على صانعيه، وأن ما تقوم به سورية بجيشها، وحلفائها هو محاربة للإرهاب الذي صنعه الأوروبيون، وحلفاؤهم الديمقراطيون جداً في الرياض وأنقرة، والدوحة، والذي سكتوا عنه في سورية لسنوات فأسموه تارة (ثورة)، وتارة (معارضة معتدلة)، وتارة (جيشاً حراً)، وحمل ألف اسم تجاري للتضليل، والتمويه، لكن حقيقة الأمر أن الطريق لإطفاء نار الحرب السورية سيكون عبر الاعتراف بالأخطاء، والجرائم التي ارتكبت ضد سورية، وشعبها، وعبر دعم السوريين في حوارهم بعضهم مع بعض من دون تدخل خارجي لينتجوا معادلتهم الوطنية التي تحفظ مصالح شعبهم وحقوقه، وتعيد الأمن والاستقرار لربوع سورية كخطوة أولى تبدأ بدعم جيشها البطل وحلفائها في حربهم على الإرهاب الذي لا تختلف نتائجه بين دمشق، وبروكسل.

أما إذا كان من يخطط لما تسمى معارضة سعودية يعتقد بمقولة هنري كيسنجر: (خونتنا نعدمهم، وخونتهم نوصلهم للسلطة) فهو مخطئ تماماً، لأنهم بعد خمس سنوات آن لهم أن يفهموا أن هذا مجرد سراب ووهم لا فائدة من تكرار الحديث عنه كالببغاوات.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-23
  • 13638
  • من الأرشيف

إطفاء نار الحرب السورية.. لكن كيف!!!

وحده السيد ديمستورا تلقى رسالة بروكسل الدموية، ليترجمها لنا بالقول: لابد من إطفاء نار الحرب السورية… علينا العثور على حل سياسي، وانتقال سياسي في سورية ليتسنى لنا جميعاً التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا،      والعالم، وسورية- لكني لم أفهم هذا التكرار الممجوج- لمعادلة ثبت أنها غير صحيحة، ومخادعة، وكاذبة، وهي الحديث عن حل سياسي، أو ما يسمونه (انتقالاً سياسياً) كممر إلزامي لإنهاء «داعش»… هل يعتقد السيد ديمستورا أن (محمد علوش) الذي نبتت لحيته في حضن أيديولوجية «داعش» سيكون الحل لإنهاء التطرف، والتكفير، أم إن تصريحاً نارياً مثلاً من أسعد الزعبي سيجعل عناصر «داعش» تفر من الميدان خوفاً، وجزعاً، أو إن ابتسامات بسمة قضماني العضو المشارك في اجتماعات مجموعة بيلدربيرغ- ستنهي أفكار «داعش»، و«النصرة» و«جيش الإسلام»، وتحول عناصرهم إلى دعاة للديمقراطية، وحقوق الإنسان.   أسئلة عديدة ومحيرة حول هذا الطرح المغلوط إذ إنه ثبت عملياً، وبالدليل القاطع أنه لا إمكانية للعمل السياسي في ظل انتشار الإرهاب، وعناصره، ولا إمكانية لانتعاش الاقتصاد، والحوار المنتج، والثقافة والفن ما دام هناك من يفكر على طريقة «داعش» داخل مبنى الأمم المتحدة ويصرح أمام الكاميرات بأفكاره الإقصائية التي لا تقبل معارضاً آخر معه فكيف ستقبل واحداً مثلي يختلف معهم جذرياً في الطرح، والمقاربة؟ الحقيقة العارية التي يجب على السيد ديمستورا، وفريق عمله إدراكها أن القتلة في بروكسل، وباريس، وأندونيسيا، وساحل العاج، ومصر، والجزائر، وتونس، وليبيا، وغيرها من الأماكن التي ضربها الإرهاب هم أنفسهم القتلة على الساحة السورية، ثم هم أنفسهم من أكلوا كبد الجندي السوري، ومن أحرقوا رأس طيار سوري، ومن قطعوا جثث الأبرياء في حمص، وأعدموا رجال الأمن السوريين في جسر الشغور، وألقوا بجثث عناصر الشرطة السورية في نهر العاصي، وفجروا السيارات المفخخة في المدن السورية ليقتلوا أحلام السوريين، وطموحاتهم، وتطلعات شبابهم لمستقبل أفضل. ألم يحن الوقت للاعتراف بخطأ السياسات الأوروبية، ونتائجها الكارثية على شعوبها أولاً، ثم على شعوب المنطقة، وتطلعات أبنائها في حياة مسالمة تؤمن بالتنوع الذي يريد الإرهابيون، وداعموهم القضاء عليه. أعتقد أن نواباً بلجيكيين كانوا أول من حذر من مخاطر هذه السياسات الكارثية، وكانت بلجيكا قد بدأت بمحاكمة الإرهابيين العائدين إلى أراضيها من سورية، على الرغم من أن الجميع يعرف أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية كانت تُسهل سفر هؤلاء إلى سورية للتخلص منهم من ناحية، وللاستفادة منهم في تدمير سورية، وقتل شعبها من ناحية أخرى، ومع ذلك فإن الجميع كان يسكت أمام ادعاءات الفرنسيين، والبريطانيين حول سورية وينقادون خلفهم كالنعامات، من دون أن يدركوا أنهم سيدفعون الثمن غالياً، كما تفعل الدول العربية في سكوتها عن ممارسات آل سعود، وقيادتها لرسن الجامعة العربية كالبعير في كل ما تطرحه، وتطلبه. الآن لم تعد التهديدات تُفيد، ولا التعبير عن الوحدة- والتضامن مع الضحايا سيعيدهم إلى الحياة، وإنما البحث عن سبل النزول من أعلى الشجرة التي وضع الأوروبيون أنفسهم عليها، وقد تكون كلمات فيديريكا موغيريني أن: (أوروبا تعاني الألم نفسه الذي عرفته منطقة الشرق الأوسط، وتعاني منه يومياً دول كسورية..) أول تصريح أوروبي يشعر أن هناك بشراً، وضحايا، وآلاماً، وآمالاً، وآباء، وأمهات وأطفالاً، وأوطاناً، وحياة تدمر في بلادنا، على حين أن مجرماً مثل رولان فابيوس كان يعتبر جبهة النصرة- جزءاً من الثورة المزعومة في سورية، وأن سلاحها شرعي وثوري. إطفاء نار الحرب السورية لا يمكن أن يكون إلا من خلال ملاحقة داعمي الإرهاب ومموليهم، ومن يسهل دخول الإرهابيين إلى سورية، ومن يقدم الدعم الأيديولوجي والفتاوى على شاشات التلفزة، ومن يحرض على القتل والإقصاء. إطفاء نار الحرب السورية لا يمكن أن يكون عبر طرح تسليم سلطة لمجرمين وقتلة، ووهابيين، وإخوان مسلمين باسم عملية انتقالية ليست موجودة إلا في أذهان مرضى التلف الدماغي في الرياض، وغلمانهم المرسلين على حسابهم إلى جنيف، ويقودهم هناك خبراء غربيون، وهو ما يذكرنا بمسرح جنيف2 حين كان روبيرت فورد يدخل الأوراق لأعضاء الائتلاف ويقودهم للقاعة مثل (أطفال الروضة)، أو حين خاطب سعود الفيصل أحمد الجربا بـ(فخامة الرئيس)- فذهب الفيصل ولم يعد، وأما (الجربا) فما زال يفكر بـ(غد سورية) على الطريقة الديمقراطية- الوهابية!!! ما يطرحه بعض ما يسمى (معارضة) هو مجرد محاولات سياسية أميركية- لكسب نقاط في السياسة فشلوا في تحقيقها في الميدان من خلال واجهات بالكاد تمثل عائلاتها، فكيف يمكن أن تمثل الشعب السوري، وهي التي تكرر علينا صباح- مساء عبارات فارغة عن (هيئة حكم انتقالي تتولى جميع الصلاحيات- بما فيها صلاحيات الرئاسة)، وهي تدرك أنه حلم إبليس في الجنة، ليس لأن الشراكة مع المعارضة مرفوضة، بل لأنه لا يوجد لدي معيار واحد يقول إن هؤلاء معارضة، وإنهم منتخبون من الشعب وليسوا معينين من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية بصفة عملاء. مجزرة بروكسل قد تؤدي إلى صحوة أوروبية، وإن كنت أشكك في ذلك لأن مجزرة باريس كانت نتيجتها منح (محمد بن نايف) ولي عهد الوهابية السعودية وسام الشرف- على قلة الشرف والأخلاق، والمزيد من صفقات السلاح، ومليارات الدولارات التي تشتري ضمائر القادة الأوروبيين من أجل أن يسكتوا عن حقيقة واحدة وهي أن الوهابية هي الرحم الذي أنجب القاعدة، والنصرة، وداعش، وغيرها، ومن دون مواجهة هذه الحقيقة ستستمر داعش بضرب العواصم الأوروبية الواحدة تلو الأخرى، وسنستمع لبيانات الإدانة والتنديد نفسها التي لن تعالج جذر المشكلة، ومنبعها الفكري. أما بالنسبة لسورية فإن ما حذرت منه القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد من أن الإرهاب واحد، وأنه سوف يرتد على صانعيه، وأن ما تقوم به سورية بجيشها، وحلفائها هو محاربة للإرهاب الذي صنعه الأوروبيون، وحلفاؤهم الديمقراطيون جداً في الرياض وأنقرة، والدوحة، والذي سكتوا عنه في سورية لسنوات فأسموه تارة (ثورة)، وتارة (معارضة معتدلة)، وتارة (جيشاً حراً)، وحمل ألف اسم تجاري للتضليل، والتمويه، لكن حقيقة الأمر أن الطريق لإطفاء نار الحرب السورية سيكون عبر الاعتراف بالأخطاء، والجرائم التي ارتكبت ضد سورية، وشعبها، وعبر دعم السوريين في حوارهم بعضهم مع بعض من دون تدخل خارجي لينتجوا معادلتهم الوطنية التي تحفظ مصالح شعبهم وحقوقه، وتعيد الأمن والاستقرار لربوع سورية كخطوة أولى تبدأ بدعم جيشها البطل وحلفائها في حربهم على الإرهاب الذي لا تختلف نتائجه بين دمشق، وبروكسل. أما إذا كان من يخطط لما تسمى معارضة سعودية يعتقد بمقولة هنري كيسنجر: (خونتنا نعدمهم، وخونتهم نوصلهم للسلطة) فهو مخطئ تماماً، لأنهم بعد خمس سنوات آن لهم أن يفهموا أن هذا مجرد سراب ووهم لا فائدة من تكرار الحديث عنه كالببغاوات.    

المصدر : د. بسام أبو عبد الله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة