لليوم الثاني على التوالي يضع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مسألة «الانتقال السياسي» على سلّم اهتماماته من قاعات «جنيف 3» متجاهلاً كل البنود الخلافية البديهية التي كان يفترض التعامل معها مع انطلاق العملية السياسية خلال اكثر من أسبوع من اللقاءات، وهو بالأمس جلس متأملاً أن تأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو اليوم وغداً، بمردود ملموس بشأن بند «الانتقال السياسي»، بما يتوافق على ما يبدو مع رهانات الرياض وبعض العواصم الغربية.

وفي حين سيلتقي كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، أعلنت معارضة الرياض أنه «لا توجد» أي أرضية مشتركة مع الحكومة بشأن الحل السياسي للأزمة.

في هذا الوقت، أعرب بوتين عن أمله في أن يساهم الشركاء الغربيون في تقدم مفاوضات التسوية السورية، مستغلين لذلك اتصالاتهم بقوى المعارضة.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين سيستقبل كيري خلال زيارته إلى موسكو، مضيفاً أن «دائرة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، وفي مقدمتها الملفين السوري والأوكراني، سيجري بحثها خلال اللقاء». ومن المتوقع أن يزور كيري موسكو اليوم وغداً لإجراء مباحثات مع لافروف.

وأعلن دي ميستورا، بعد اجتماع مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض في جنيف، أن لديه آمالاً عريضة في أن يعطي اجتماع كيري ولافروف اليوم قوة دافعة لقضية الانتقال السياسي في البلاد.

وقال دي ميستورا «ننظر باهتمام كبير، ولدينا آمال عريضة في أن تكون المحادثات في موسكو إيجابية. وبكل صراحة لن يتم تسوية كل شيء في يوم واحد، وإنما (نأمل أن تكون) إيجابية في الاتجاه الصحيح للمساعدة في استئناف المحادثات من خلال التعامل بشكل أكثر عمقا مع قضية الانتقال السياسي».

واعتبر أن الرسالة من وراء الهجمات التي ضربت بروكسل، وتبنّاها تنظيم «داعش»، هي ضرورة إنهاء الحرب السورية، والحاجة لعملية انتقال سياسي ليتسنى التركيز على التصدي لهذا التنظيم. وقال «الرسالة التي نستخلصها من ذلك هي الحاجة لإطفاء نار الحرب في سوريا. علينا العثور على حل سياسي وانتقال سياسي في سوريا ليتسنى لنا جميعاً التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا وفي العالم وفي سوريا».

وأعلن دي ميستورا أن وفدي الحكومة السورية ومعارضة الرياض تبادلا وثائق بشأن مواقفهما الأساسية من كيفية حل الأزمة، معتبراً انه يمكن استخدام هذه الوثائق للعثور على أرضية مشتركة بينهما، و «أن الطرفين اظهرا، على الأقل، جدية بأنهما يريدان التوصل إلى عملية سياسية أو انتقال سياسي».

لكن رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» اسعد الزعبي أعلن أن «المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من الحكومة لدي ميستورا». وأضاف أن «الحكومة زادت عدد المناطق التي تحاصرها من 15 إلى 25، وكثّفت إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية».

وقال هشام مروة، عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الرياض إلى جنيف لوكالة «فرانس برس»، إن مواقف الوفد الحكومي الأخيرة «لم تكن مفاجئة، ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية». وأضاف «أننا نبدي قدرا أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر، لأننا نحاور نظاماً لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي أو رغبة شعبه بالانتقال السياسي»، معتبراً أن الوفد الحكومي «يحاول إثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها».

وتابع مروة أن «النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، أي مع بقاء (الرئيس بشار) الأسد، وهذا أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة إلينا»، معتبراً أن «الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات، بما فيها صلاحيات الرئاسة».

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها سجلت، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ستة انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية في اللاذقية وحماه.

وأعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا أن قوافل المساعدات الإنسانية الروسية تعرضت لإطلاق نار من قبل المسلحين أثناء إيصالها إلى بلدتي حرستا في ريف دمشق وكفرنان في محافظة حماه. ولم يؤد الهجوم إلى إصابة أحد.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-22
  • 17013
  • من الأرشيف

دي ميستورا: النار السورية تهدّد العالم

لليوم الثاني على التوالي يضع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مسألة «الانتقال السياسي» على سلّم اهتماماته من قاعات «جنيف 3» متجاهلاً كل البنود الخلافية البديهية التي كان يفترض التعامل معها مع انطلاق العملية السياسية خلال اكثر من أسبوع من اللقاءات، وهو بالأمس جلس متأملاً أن تأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو اليوم وغداً، بمردود ملموس بشأن بند «الانتقال السياسي»، بما يتوافق على ما يبدو مع رهانات الرياض وبعض العواصم الغربية. وفي حين سيلتقي كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، أعلنت معارضة الرياض أنه «لا توجد» أي أرضية مشتركة مع الحكومة بشأن الحل السياسي للأزمة. في هذا الوقت، أعرب بوتين عن أمله في أن يساهم الشركاء الغربيون في تقدم مفاوضات التسوية السورية، مستغلين لذلك اتصالاتهم بقوى المعارضة. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين سيستقبل كيري خلال زيارته إلى موسكو، مضيفاً أن «دائرة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، وفي مقدمتها الملفين السوري والأوكراني، سيجري بحثها خلال اللقاء». ومن المتوقع أن يزور كيري موسكو اليوم وغداً لإجراء مباحثات مع لافروف. وأعلن دي ميستورا، بعد اجتماع مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض في جنيف، أن لديه آمالاً عريضة في أن يعطي اجتماع كيري ولافروف اليوم قوة دافعة لقضية الانتقال السياسي في البلاد. وقال دي ميستورا «ننظر باهتمام كبير، ولدينا آمال عريضة في أن تكون المحادثات في موسكو إيجابية. وبكل صراحة لن يتم تسوية كل شيء في يوم واحد، وإنما (نأمل أن تكون) إيجابية في الاتجاه الصحيح للمساعدة في استئناف المحادثات من خلال التعامل بشكل أكثر عمقا مع قضية الانتقال السياسي». واعتبر أن الرسالة من وراء الهجمات التي ضربت بروكسل، وتبنّاها تنظيم «داعش»، هي ضرورة إنهاء الحرب السورية، والحاجة لعملية انتقال سياسي ليتسنى التركيز على التصدي لهذا التنظيم. وقال «الرسالة التي نستخلصها من ذلك هي الحاجة لإطفاء نار الحرب في سوريا. علينا العثور على حل سياسي وانتقال سياسي في سوريا ليتسنى لنا جميعاً التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا وفي العالم وفي سوريا». وأعلن دي ميستورا أن وفدي الحكومة السورية ومعارضة الرياض تبادلا وثائق بشأن مواقفهما الأساسية من كيفية حل الأزمة، معتبراً انه يمكن استخدام هذه الوثائق للعثور على أرضية مشتركة بينهما، و «أن الطرفين اظهرا، على الأقل، جدية بأنهما يريدان التوصل إلى عملية سياسية أو انتقال سياسي». لكن رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» اسعد الزعبي أعلن أن «المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من الحكومة لدي ميستورا». وأضاف أن «الحكومة زادت عدد المناطق التي تحاصرها من 15 إلى 25، وكثّفت إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية». وقال هشام مروة، عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الرياض إلى جنيف لوكالة «فرانس برس»، إن مواقف الوفد الحكومي الأخيرة «لم تكن مفاجئة، ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية». وأضاف «أننا نبدي قدرا أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر، لأننا نحاور نظاماً لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي أو رغبة شعبه بالانتقال السياسي»، معتبراً أن الوفد الحكومي «يحاول إثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها». وتابع مروة أن «النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، أي مع بقاء (الرئيس بشار) الأسد، وهذا أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة إلينا»، معتبراً أن «الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات، بما فيها صلاحيات الرئاسة». من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها سجلت، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ستة انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية في اللاذقية وحماه. وأعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا أن قوافل المساعدات الإنسانية الروسية تعرضت لإطلاق نار من قبل المسلحين أثناء إيصالها إلى بلدتي حرستا في ريف دمشق وكفرنان في محافظة حماه. ولم يؤد الهجوم إلى إصابة أحد.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة