سحبت الدول الغربية الدعم العسكري والاستخباراتي للعربية السعودية في الحرب  التي تشنها ضد اليمن بقيادة “التحالف العربي”، وهذا يؤثر على قدراتها في  المواجهات العسكرية.

وعندما شن التحالف العربي “عاصفة الحزم” الحرب ضد اليمن، حصلت القوات  السعودية على مساعدة عسكرية واستخباراتية هامة من طرف الدول الغربية.

وتمثلت المساعدة في تزويد القيادة السعودية بمعلومات عسكرية واستخباراتية  ميدانية حول تحرك الجيش اليمني وقوات الحوثيين بفضل الأقمار الاصطناعية  المصوبة على المنطقة.

وكانت الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا تعتقد أن الحرب لن  تتجاوز الشهر أو الشهرين لدفع الحوثيين للتراجع والرهان على مفاوضات  سياسية. وتسهيل ضربهم لاحتواء التأثير الإيراني.

وكانت المفاجأة هو صمود الحوثيين والجيش اليمني التابع للرئيس صالح وعدم وقوع تظاهرات مضادة  لهم في صنعاء وفشل قيادة التحالف العربي في هزمهما.

وبقدر ما تستغرق الحرب أكثر، بقدر ما ترتفع جرائم ضد المدنيين وبدأت  الجمعيات الحقوقية والبرلمانات الغربية تطالب بحظر الأسلحة على السعودية وآخرها البرلمان الهولندي في قرار له أمس الأربعاء.

وتؤكد مصادر غربية عليمة أن الدول الغربية بدأت تراجع مساعدتها العسكرية للسعودية في حربها ضد اليمن على ضوء ما يجري من تطورات مقلقة وتصب في  انتشار إرهاب القاعدة والدولة الاسلامية.

ولا يرغب المسؤولون الغربيون التورط في محاكمات بعدما بدأت جمعيات حقوق  الإنسان الدولية تهدد بتقديم دعاوي ضد مسؤولين سعوديين وشركات الأسلحة  الغربية نتيجة سقوط آلاف المدنيين. وتؤكد التصريحات العلنية للمسؤولين  السياسيين الغربيين هذا التوجه في التعاطي مع السعودية.

وابتعدت الولايات المتحدة عن حرب اليمن بعدما اتهم الرئيس باراك أوباما  السعودية بنشر الفوضى والتطرف.

ويشعر البنتاغون بقلق كبير، بعدما تبين أنه مقابل كل تراجع للحوثيين والجيش  اليمني في جنوب اليمن لا تبسط قوات الرئيس  عبد ربه منصور هادي المدعوم  سعوديا نفوذها بل تنتشر عناصر القاعدة والدولة الاسلامية.ويتخوف البنتاغون من وصول  القاعدة والدولة الاسلامية الى منافذ بحرية في الجنوب في ممر استراتيجي مثل باب المنذب.

وتحاول لندن تبرئة نفسها من دعم حربي للسعودية. وطالب وزير الخارجية فيليب هاموند عدم استعمال السلاح البريطاني في ضرب المدنيين في اليمن. وتواجه بريطانيا ضغطا هائلا جعلها تتبرأ تدريجيا من السعودية وبالخصوص بعد صدور  بيان البرلمان الأوروبي الشهر الماضي الذي يحظر بيع الأسلحة للسعودية.

وهناك شكوك حول استمرار فرنسا وحيدة في تقديم مساعدات محدودة للسعودية ترضية للرياض بسبب الصفقات التجارية والعسكرية التي حصلت عليها.

ومنذ تراجع الدعم الغربي والتخوف من محاكمات مستقبلا، بدأت العربية السعودية تراجع سياستها الحربية تجاه اليمن وتطالب بالمفاوضات.

ووعيا منها بصعوبة الحرب، بدأت السعودية مجبرة على إنهاءها. وقال لمتحدث باسم قوات التحالف العربية العميد احمد عسيري الاربعاء ان العمليات العسكرية الكبيرة لهذا التحالف في اليمن اوشكت على الانتهاء، الا انه شدد على ان اليمن سيبقى بحاجة للدعم على المدى الطويل لتجنب تحوله الى ليبيا ثانية.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-17
  • 11907
  • من الأرشيف

الغرب يسحب دعمه العسكري والاستخباراتي للسعودية في حربها ضد اليمن

سحبت الدول الغربية الدعم العسكري والاستخباراتي للعربية السعودية في الحرب  التي تشنها ضد اليمن بقيادة “التحالف العربي”، وهذا يؤثر على قدراتها في  المواجهات العسكرية. وعندما شن التحالف العربي “عاصفة الحزم” الحرب ضد اليمن، حصلت القوات  السعودية على مساعدة عسكرية واستخباراتية هامة من طرف الدول الغربية. وتمثلت المساعدة في تزويد القيادة السعودية بمعلومات عسكرية واستخباراتية  ميدانية حول تحرك الجيش اليمني وقوات الحوثيين بفضل الأقمار الاصطناعية  المصوبة على المنطقة. وكانت الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا تعتقد أن الحرب لن  تتجاوز الشهر أو الشهرين لدفع الحوثيين للتراجع والرهان على مفاوضات  سياسية. وتسهيل ضربهم لاحتواء التأثير الإيراني. وكانت المفاجأة هو صمود الحوثيين والجيش اليمني التابع للرئيس صالح وعدم وقوع تظاهرات مضادة  لهم في صنعاء وفشل قيادة التحالف العربي في هزمهما. وبقدر ما تستغرق الحرب أكثر، بقدر ما ترتفع جرائم ضد المدنيين وبدأت  الجمعيات الحقوقية والبرلمانات الغربية تطالب بحظر الأسلحة على السعودية وآخرها البرلمان الهولندي في قرار له أمس الأربعاء. وتؤكد مصادر غربية عليمة أن الدول الغربية بدأت تراجع مساعدتها العسكرية للسعودية في حربها ضد اليمن على ضوء ما يجري من تطورات مقلقة وتصب في  انتشار إرهاب القاعدة والدولة الاسلامية. ولا يرغب المسؤولون الغربيون التورط في محاكمات بعدما بدأت جمعيات حقوق  الإنسان الدولية تهدد بتقديم دعاوي ضد مسؤولين سعوديين وشركات الأسلحة  الغربية نتيجة سقوط آلاف المدنيين. وتؤكد التصريحات العلنية للمسؤولين  السياسيين الغربيين هذا التوجه في التعاطي مع السعودية. وابتعدت الولايات المتحدة عن حرب اليمن بعدما اتهم الرئيس باراك أوباما  السعودية بنشر الفوضى والتطرف. ويشعر البنتاغون بقلق كبير، بعدما تبين أنه مقابل كل تراجع للحوثيين والجيش  اليمني في جنوب اليمن لا تبسط قوات الرئيس  عبد ربه منصور هادي المدعوم  سعوديا نفوذها بل تنتشر عناصر القاعدة والدولة الاسلامية.ويتخوف البنتاغون من وصول  القاعدة والدولة الاسلامية الى منافذ بحرية في الجنوب في ممر استراتيجي مثل باب المنذب. وتحاول لندن تبرئة نفسها من دعم حربي للسعودية. وطالب وزير الخارجية فيليب هاموند عدم استعمال السلاح البريطاني في ضرب المدنيين في اليمن. وتواجه بريطانيا ضغطا هائلا جعلها تتبرأ تدريجيا من السعودية وبالخصوص بعد صدور  بيان البرلمان الأوروبي الشهر الماضي الذي يحظر بيع الأسلحة للسعودية. وهناك شكوك حول استمرار فرنسا وحيدة في تقديم مساعدات محدودة للسعودية ترضية للرياض بسبب الصفقات التجارية والعسكرية التي حصلت عليها. ومنذ تراجع الدعم الغربي والتخوف من محاكمات مستقبلا، بدأت العربية السعودية تراجع سياستها الحربية تجاه اليمن وتطالب بالمفاوضات. ووعيا منها بصعوبة الحرب، بدأت السعودية مجبرة على إنهاءها. وقال لمتحدث باسم قوات التحالف العربية العميد احمد عسيري الاربعاء ان العمليات العسكرية الكبيرة لهذا التحالف في اليمن اوشكت على الانتهاء، الا انه شدد على ان اليمن سيبقى بحاجة للدعم على المدى الطويل لتجنب تحوله الى ليبيا ثانية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة