كثيرة كانت المناورات التي قامت بها مجموعة العدوان على سورية خلال الجولة الأولى من جنيف 3، بدءا بالاستنسابية في تشكيل وفد المعارضات وصولا إلى الدلع في الحضور وتجنب اللقاء المباشر ورفض الإقرار ببدء المباحثات في إطار الدعوة الموجهة من قبل الأمم المتحدة،

 

 

مرورا بشروط جنونية قديمة استعيدت أو شروط تعجيزية جديدة ابتدعت، في سلوك عدواني يكاد المتابع أو المراقب يظن معه أن جبهة العدوان على سورية حققت نصرا في الميدان وذهبت إلى جنيف لإلزام سورية بالتوقيع على صك الاستسلام وهو طبعا أمر يعاكس الواقع بشكل تام؟‏

 

لقد استغل أعداء سورية حرصها على دماء أبنائها ومصالح الدولة الوطنية حرصا دفعها إلى المرونة في التعامل مع أكثر من مسألة ومجال بدءا بتشكيل وفود المعارضات على يد مملكة الإرهاب السعودي حيث تم اختيار من يمثل المصالح الأجنبية ويحمل الجنسية السورية من غير استحقاق، وصولا إلى طريقة السلوك وطرح أفكار ليس لها أساس قانوني أو سياسي أو واقعي إلا في ذهن من يطلقها من المعتوهين والمرتزقة السياسيين.‏

 

لكن وحتى لا يتمادى هؤلاء المعتوهين وأسيادهم المعتدين في غيهم ومكابرتهم، رأت سورية وجوب إعادة النظر بالمرونة في التعامل وانه بات ملحا إعادة التذكير الحازم بالثوابت الوطنية التي لا نقاش ولا حوار حولها عبر إعلان واضح لما هو مقبول ولما هو غير مقبول في التداول والبحث لدى العمل على المسار السياسي للخروج من الأزمة.‏

 

وقبل أن نتوقف عند هذه الثوابت نذكر بمبدأ أساسي في إدارة النزاعات والصراعات، مفاده أنه في صراع كالذي يجري في سورية بين مشروع عدواني استعماري إقليمي -أجنبي ومشروع مقاوم وطني وإقليمي، لا يمكن للمعتدي أن يملي شروطا إن لم يكن قد انتصر في الميدان، أو كان يحتفظ بأوراق يمكنه استعمالها من التأثير على مسار الميدان لجعله في صالحه.‏

 

وإسقاطا لهذا المبدأ على الواقع السوري نجد وبكل موضوعية أن مشروع العدوان استنزف كل أوراقه ولم يبق منها في اليد إلا أوراق الإعلام و الحرب النفسية، أما الأوراق العسكرية و الميدانية المؤثرة فقد فرغت يده منها كلها بدءا من التهديد بالتدخل العسكري المباشر الذي نعاه أوباما بشكل قاطع ، مرورا بالسعي إلى مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي وقد فشل أردوغان في تحقيقها وصولا إلى مناطق الاقتطاع الإرهابي التي باتت الجماعات المسلحة تتساقط فيها تباعا ويدخلها الجيش العربي السوري مع حلفائه الصادقين، أما التقسيم والفدرلة فإنها أوراق حكم بعقمها في ظل انتصارات سورية مؤخرا، ما يعني أن الأداة العسكرية للعدوان باتت في شبه انكسار ولا يمكن أن يعول عليها جديا.‏

 

ومع عجز القدرة العسكرية لمشروع العدوان وانتفاء مقومات القوة الفاعلة التي تغير ميزان القوى بعد المتغيرات الأخيرة يكون منطقيا أن ترفض سورية ومن معها من الحلفاء التسليم لمكونات العدوان بشيء مما يطلبونه خارج الأطر الدستورية والقانونية والشرعية، ويأتي في طليعة ما يكون رفضه واجبا، تسليم السلطة أو إعادة تشكيلها بعيدا عن إرادة الشعب السوري. وهو المطلب الذي يبدو أن دعاة العدوان ومنفذيه يتمسكون به أو يصرون عليه وكأن شيئا لم يحصل من هزائم لهم في الميدان أو كأن الميدان لم يتطور في غير صالحهم.‏

 

في ظل هذا التناقض بين ما يطلبه المعتدون وما تتمسك أو ما يحق لسورية أن تتمسك به يطرح السؤال عن مصير الجولة الثانية من جنيف 3، وهي الجولة التي يبدو مشهدها مشوبا بالغموض والارتباك على صعيد معسكر العدوان ، بينما يبدو الأمر ساطع الوضوح و الثقة بالنفس على الصعيد السوري والحلفاء ومع هذا التناقض لا يكون للتفاؤل حول مصير الجولة المدعو اليها في جنيف اليوم مكان معتبر، ما يقود إلى القول إن احتمال الفشل هو أعلى من احتمال النجاح ويتحمل المسؤولية في الأمر الأمم المتحدة وخاصة مبعوثها دي مستورا وتلحق به جماعات المعارضات وممثليها في جنيف3 ورعاتهم الدوليين وخاصة الإقليميين منهم.‏

 

أما عن دي مستورا فهو خالف في تصرفه منطوق القرار 2254 الذي على أساسه دعا لجنيف 3 حيث اظهر انحيازا واضحا لجماعات العدوان وهنا نسجل باستغراب إشراكه وتحت ضغط تركي وسعودي وغربي بعض فصائل المعارضات السورية في الحوار دون أخرى ثم إصراره على اقتصار المشاركة على من تريده السعودية وانصياعه للفيتو التركي فيخرج بتشكيل وفد لا يمثل حتى نصف المعارضة، ثم انه يزج نفسه في وضع جدول الأعمال وتحديد مهل زمنية لهذا العمل أو ذاك مما يتصل بالاستحقاقات الدستورية وكأنه يحل نفسه محل طاولة الحوار ويتصرف كما لو انه المفوض السامي المنتدب على سورية.‏

 

أما وفد المعارضات فهو رغم تمثيله الجزئي لما يسمى معارضة، بعد أن استبعد من صفوفه معارضات أخرى، استبعادا أدى إلى رفض بعض المدعوين المشاركة في الإطار الذي وضعه دي مستورا، فإن من سيحضر يبدو مشتتا مربكا تشده إلى الوراء طموحات ساقطة ويرفض الاعتراف بالواقع ويتجنب القراءة في الميدان لأن فيه ما لا يريحه لذلك فإننا لا ننتظر من جماعة هذه حالها أن تكون قادرة على التفاوض والالتزام أو تنفيذ ما تلتزم به هذا إذا سمح لها أسيادها أن تلتزم.‏

 

أما على صعيد الوفد السوري، وهو الوفد الذي أدهش الجميع باحترافه وصلابته وموضوعيته وقدرته على التمسك بالمبادئ والثوابت السورية الوطنية والسيادية، فإنه يذهب هذه المرة بشكل متميز عن المرات السابقة ويبدي قدرة واضحة على ضبط إيقاع المؤتمر وما سيجري من مباحثات فيه على ضوء ما يلي:‏

 

1- لم يعد هناك مجال للتساهل وترك الوفد الممثل للمعارضة جزئيا أن يمارس سياسة الاستعراض والدلع فالوقت ليس وقت تقديم جوائز ترضية لأحد. وسورية تعرف جيدا أنها هي في الفريق المنتصر وأن الحرب عليها بدأت تضع أوزارها وان غبارها بدأ يتكشف عن حقيقة تؤكد أن سورية باتت في مأمن من الأخطار الاستراتيجية وهي قادرة على حفظ الانتصار أما المعتدي فهو المهزوم العاجز عن إحداث تغيير في المشهد.‏

 

2- لم يعد مقبولا أي نوع من أنواع التسويف والمماطلة في السياسة من اجل كسب وقت لاستعماله في تحشيد ميداني معاد بعد أن أثبتت المتغيرات أن أحدا من المدعوين لن يقدر على أحداثه. وبالتالي فإما أن تسير الأمور وفقاً للمنطق السليم والسيادة السورية وتكون الحركة على المسار السياسي بما يحفظ ذلك أو أن يستمر العمل في الميدان في مرحلة أولى كما هو الآن ضد المجموعات التي صنفت إرهابية ولم يشملها قرار وقف العمليات العدائية وفي مرحلة ثانية الانتقال للعمل ضد المتمردين الذين يعرقلون الحل ويمنعون عودة الأمور إلى طبيعتها إرضاء لأسيادهم في الخارج.‏

 

ومع هذا التباين في المواقف والتفاوت في القدرات والإمكانات بين سورية والآخرين أعداء وخصوم نكاد لا نتوقع من جنيف 3 في جولته الثانية أن يحقق شيئا معتبراً، لا حكومة ولا غيرها، وهنا يطرح السؤال حول مصير المسار السياسي كله فهل يقفل وتكون الاكتفاء بالعمل العسكري ويكون الكلمة الفصل للميدان؟‏

 

المنطق السليم يقول نعم لكن الظروف ومصالح بعض الأطراف الدوليين وعلى رأسهم أميركا تجعل الفكر يذهب باتجاه آخر حيث يتوقع أن تمارس أميركا ضغطا من نوع جديد على من يعرقل جنيف 3 من اتباعها لتحمله على التصرف بشيء من الواقعية حتى لا يخسر وتخسر هي معه كل شيء ولهذا جاء كيري إلى المنطقة وأوروبا ليبلغ رسائل من نوع لم يألفه الاتباع.‏

 

ولذلك نعتقد أن جنيف 3 في جولته الجديدة قد لا يأتي بجديد يعول عليه الآن وبالتالي لن ينال دي مستورا جائزة تعيين حكومة انتقالية ولن يصادق له على ما حدد من تواريخ لأجراء انتخابات، لكن ذلك لن يكون نهاية المطاف فبعد هذه الجولة سيكون عهد آخر. وهي نتيجة يؤكدها وزير الخارجية السوري الذي استبق الأمر وكرس الثوابت باسم القيادة السورية.‏

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-13
  • 13318
  • من الأرشيف

سورية وجنيف3.. ضبط الإيقاع وتبديد أوهام المعتدين

كثيرة كانت المناورات التي قامت بها مجموعة العدوان على سورية خلال الجولة الأولى من جنيف 3، بدءا بالاستنسابية في تشكيل وفد المعارضات وصولا إلى الدلع في الحضور وتجنب اللقاء المباشر ورفض الإقرار ببدء المباحثات في إطار الدعوة الموجهة من قبل الأمم المتحدة،     مرورا بشروط جنونية قديمة استعيدت أو شروط تعجيزية جديدة ابتدعت، في سلوك عدواني يكاد المتابع أو المراقب يظن معه أن جبهة العدوان على سورية حققت نصرا في الميدان وذهبت إلى جنيف لإلزام سورية بالتوقيع على صك الاستسلام وهو طبعا أمر يعاكس الواقع بشكل تام؟‏   لقد استغل أعداء سورية حرصها على دماء أبنائها ومصالح الدولة الوطنية حرصا دفعها إلى المرونة في التعامل مع أكثر من مسألة ومجال بدءا بتشكيل وفود المعارضات على يد مملكة الإرهاب السعودي حيث تم اختيار من يمثل المصالح الأجنبية ويحمل الجنسية السورية من غير استحقاق، وصولا إلى طريقة السلوك وطرح أفكار ليس لها أساس قانوني أو سياسي أو واقعي إلا في ذهن من يطلقها من المعتوهين والمرتزقة السياسيين.‏   لكن وحتى لا يتمادى هؤلاء المعتوهين وأسيادهم المعتدين في غيهم ومكابرتهم، رأت سورية وجوب إعادة النظر بالمرونة في التعامل وانه بات ملحا إعادة التذكير الحازم بالثوابت الوطنية التي لا نقاش ولا حوار حولها عبر إعلان واضح لما هو مقبول ولما هو غير مقبول في التداول والبحث لدى العمل على المسار السياسي للخروج من الأزمة.‏   وقبل أن نتوقف عند هذه الثوابت نذكر بمبدأ أساسي في إدارة النزاعات والصراعات، مفاده أنه في صراع كالذي يجري في سورية بين مشروع عدواني استعماري إقليمي -أجنبي ومشروع مقاوم وطني وإقليمي، لا يمكن للمعتدي أن يملي شروطا إن لم يكن قد انتصر في الميدان، أو كان يحتفظ بأوراق يمكنه استعمالها من التأثير على مسار الميدان لجعله في صالحه.‏   وإسقاطا لهذا المبدأ على الواقع السوري نجد وبكل موضوعية أن مشروع العدوان استنزف كل أوراقه ولم يبق منها في اليد إلا أوراق الإعلام و الحرب النفسية، أما الأوراق العسكرية و الميدانية المؤثرة فقد فرغت يده منها كلها بدءا من التهديد بالتدخل العسكري المباشر الذي نعاه أوباما بشكل قاطع ، مرورا بالسعي إلى مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي وقد فشل أردوغان في تحقيقها وصولا إلى مناطق الاقتطاع الإرهابي التي باتت الجماعات المسلحة تتساقط فيها تباعا ويدخلها الجيش العربي السوري مع حلفائه الصادقين، أما التقسيم والفدرلة فإنها أوراق حكم بعقمها في ظل انتصارات سورية مؤخرا، ما يعني أن الأداة العسكرية للعدوان باتت في شبه انكسار ولا يمكن أن يعول عليها جديا.‏   ومع عجز القدرة العسكرية لمشروع العدوان وانتفاء مقومات القوة الفاعلة التي تغير ميزان القوى بعد المتغيرات الأخيرة يكون منطقيا أن ترفض سورية ومن معها من الحلفاء التسليم لمكونات العدوان بشيء مما يطلبونه خارج الأطر الدستورية والقانونية والشرعية، ويأتي في طليعة ما يكون رفضه واجبا، تسليم السلطة أو إعادة تشكيلها بعيدا عن إرادة الشعب السوري. وهو المطلب الذي يبدو أن دعاة العدوان ومنفذيه يتمسكون به أو يصرون عليه وكأن شيئا لم يحصل من هزائم لهم في الميدان أو كأن الميدان لم يتطور في غير صالحهم.‏   في ظل هذا التناقض بين ما يطلبه المعتدون وما تتمسك أو ما يحق لسورية أن تتمسك به يطرح السؤال عن مصير الجولة الثانية من جنيف 3، وهي الجولة التي يبدو مشهدها مشوبا بالغموض والارتباك على صعيد معسكر العدوان ، بينما يبدو الأمر ساطع الوضوح و الثقة بالنفس على الصعيد السوري والحلفاء ومع هذا التناقض لا يكون للتفاؤل حول مصير الجولة المدعو اليها في جنيف اليوم مكان معتبر، ما يقود إلى القول إن احتمال الفشل هو أعلى من احتمال النجاح ويتحمل المسؤولية في الأمر الأمم المتحدة وخاصة مبعوثها دي مستورا وتلحق به جماعات المعارضات وممثليها في جنيف3 ورعاتهم الدوليين وخاصة الإقليميين منهم.‏   أما عن دي مستورا فهو خالف في تصرفه منطوق القرار 2254 الذي على أساسه دعا لجنيف 3 حيث اظهر انحيازا واضحا لجماعات العدوان وهنا نسجل باستغراب إشراكه وتحت ضغط تركي وسعودي وغربي بعض فصائل المعارضات السورية في الحوار دون أخرى ثم إصراره على اقتصار المشاركة على من تريده السعودية وانصياعه للفيتو التركي فيخرج بتشكيل وفد لا يمثل حتى نصف المعارضة، ثم انه يزج نفسه في وضع جدول الأعمال وتحديد مهل زمنية لهذا العمل أو ذاك مما يتصل بالاستحقاقات الدستورية وكأنه يحل نفسه محل طاولة الحوار ويتصرف كما لو انه المفوض السامي المنتدب على سورية.‏   أما وفد المعارضات فهو رغم تمثيله الجزئي لما يسمى معارضة، بعد أن استبعد من صفوفه معارضات أخرى، استبعادا أدى إلى رفض بعض المدعوين المشاركة في الإطار الذي وضعه دي مستورا، فإن من سيحضر يبدو مشتتا مربكا تشده إلى الوراء طموحات ساقطة ويرفض الاعتراف بالواقع ويتجنب القراءة في الميدان لأن فيه ما لا يريحه لذلك فإننا لا ننتظر من جماعة هذه حالها أن تكون قادرة على التفاوض والالتزام أو تنفيذ ما تلتزم به هذا إذا سمح لها أسيادها أن تلتزم.‏   أما على صعيد الوفد السوري، وهو الوفد الذي أدهش الجميع باحترافه وصلابته وموضوعيته وقدرته على التمسك بالمبادئ والثوابت السورية الوطنية والسيادية، فإنه يذهب هذه المرة بشكل متميز عن المرات السابقة ويبدي قدرة واضحة على ضبط إيقاع المؤتمر وما سيجري من مباحثات فيه على ضوء ما يلي:‏   1- لم يعد هناك مجال للتساهل وترك الوفد الممثل للمعارضة جزئيا أن يمارس سياسة الاستعراض والدلع فالوقت ليس وقت تقديم جوائز ترضية لأحد. وسورية تعرف جيدا أنها هي في الفريق المنتصر وأن الحرب عليها بدأت تضع أوزارها وان غبارها بدأ يتكشف عن حقيقة تؤكد أن سورية باتت في مأمن من الأخطار الاستراتيجية وهي قادرة على حفظ الانتصار أما المعتدي فهو المهزوم العاجز عن إحداث تغيير في المشهد.‏   2- لم يعد مقبولا أي نوع من أنواع التسويف والمماطلة في السياسة من اجل كسب وقت لاستعماله في تحشيد ميداني معاد بعد أن أثبتت المتغيرات أن أحدا من المدعوين لن يقدر على أحداثه. وبالتالي فإما أن تسير الأمور وفقاً للمنطق السليم والسيادة السورية وتكون الحركة على المسار السياسي بما يحفظ ذلك أو أن يستمر العمل في الميدان في مرحلة أولى كما هو الآن ضد المجموعات التي صنفت إرهابية ولم يشملها قرار وقف العمليات العدائية وفي مرحلة ثانية الانتقال للعمل ضد المتمردين الذين يعرقلون الحل ويمنعون عودة الأمور إلى طبيعتها إرضاء لأسيادهم في الخارج.‏   ومع هذا التباين في المواقف والتفاوت في القدرات والإمكانات بين سورية والآخرين أعداء وخصوم نكاد لا نتوقع من جنيف 3 في جولته الثانية أن يحقق شيئا معتبراً، لا حكومة ولا غيرها، وهنا يطرح السؤال حول مصير المسار السياسي كله فهل يقفل وتكون الاكتفاء بالعمل العسكري ويكون الكلمة الفصل للميدان؟‏   المنطق السليم يقول نعم لكن الظروف ومصالح بعض الأطراف الدوليين وعلى رأسهم أميركا تجعل الفكر يذهب باتجاه آخر حيث يتوقع أن تمارس أميركا ضغطا من نوع جديد على من يعرقل جنيف 3 من اتباعها لتحمله على التصرف بشيء من الواقعية حتى لا يخسر وتخسر هي معه كل شيء ولهذا جاء كيري إلى المنطقة وأوروبا ليبلغ رسائل من نوع لم يألفه الاتباع.‏   ولذلك نعتقد أن جنيف 3 في جولته الجديدة قد لا يأتي بجديد يعول عليه الآن وبالتالي لن ينال دي مستورا جائزة تعيين حكومة انتقالية ولن يصادق له على ما حدد من تواريخ لأجراء انتخابات، لكن ذلك لن يكون نهاية المطاف فبعد هذه الجولة سيكون عهد آخر. وهي نتيجة يؤكدها وزير الخارجية السوري الذي استبق الأمر وكرس الثوابت باسم القيادة السورية.‏  

المصدر : .العميد د. أمين محمد حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة