بعد أقل من 48 ساعة على توقيع أهالي مجموعة كبيرة من القرى في ريف حماه الشرقي على وثيقة مصالحة تجنب هذه القرى القتال، شنت جماعة «أجناد الشام» بشكل منفرد هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري على محاور هذه القرى، في خرق لعملية وقف الأعمال العدائية، وسعياً لضرب هذه المصالحات، وفق تأكيد وسطاء في المنطقة تحدثوا إلى «السفير».

وقال أحد الوسطاء إن أهالي قرى عدة، أبرزها رسم الطيبة، الشعثة، كوكب، الكرك وغيرها وقّعوا على اتفاقية مصالحة، تقضي بتجنيب هذه القرى عمليات الاقتتال، وذلك بعد موافقة «جبهة النصرة» و «جند الأقصى»، إثر ضغوط أهالي هذه القرى، الأمر الذي يبدو انه لم يعجب فصيل «أجناد الشام» الذي شن الهجوم بشكل منفرد.

الجيش السوري تصدى للهجوم، الذي وقع على ثلاثة محاور، وتمكن من إفشاله بشكل كامل، في حين قالت مصادر معارضة إن أكثر من 15 مسلحاً من «أجناد الشام» قتلوا خلال الهجوم، في وقت وقع فيه خلاف كبير بين «جبهة النصرة» و «جند الأقصى» من جهة و «أجناد الشام» من جهة أخرى بسبب تنفيذ الهجوم بشكل منفرد وضرب المصالحات التي وافق عليها الفصيلان بضغط من الأهالي.

ويأتي هذا الخرق بعد نحو أسبوع على جولات «ماراثونية» قام بها وسطاء ووجهاء لتوقيع أكثر من 100 وثيقة مصالحة تشمل أرياف حماه الشمالية والغربية، تضمنت إخلاء هذه البلدات من المظاهر المسلحة، مقابل إدخال مواد تموينية وغذائية وطبية، حيث شملت هذه الاتفاقات مجموعة كبيرة من القرى، تمتد من ريف بلدة صوران إلى مورك وكفرزيتا واللطامنة وصولا إلى بعض قرى سهل الغاب، بالإضافة إلى بلدات عدة تتبع إلى ناحية الحمرا شمال شرق حماه.

وتسعى قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، إلى استغلال هذه المصالحات لإعادة تجميع القوات وتركيزها على محاور قتال تنظيم «داعش» في ريف حماه الشرقي، وبالتحديد في محور قرية عقارب، إلا أنه ورغم توقيع الهدنة تنبهت قوات الجيش السوري إلى احتمال وقوع بعض الخروقات، الأمر الذي ساهم بالتصدي لهجوم «أجناد الشام» الأخير، والرد عليه بعنف، في رسالة واضحة إلى أن خرق الاتفاقات سيُردّ عليها بقوة وفق تعبير مصدر عسكري.

وفي حلب، تتابع «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» قصفها المتواصل لحي الشيخ مقصود، الذي يسيطر عليه الأكراد داخل مدينة حلب، الأمر الذي تسبب بمقتل أكثر من 20 مواطناً خلال الأيام الأربعة الماضية، إضافة إلى إصابة العشرات والدمار الكبير في الأبنية السكنية.

وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مسلحة، أبرزها «فيلق الشام» و «لواء السلطان مراد»، المدعومان من تركيا هجوماً على مواقع خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» قرب الشريط الحدودي مع تركيا. وقال مصدر معارض، لـ «السفير»، إن الفصائل تمكنت من السيطرة على بلدة قره كوبري ونقاط محيطة عدة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على مواقع سيطرة التنظيم، تمهيداً لتقدم الفصائل على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا بهدف فصل مواقع سيطرة «داعش» وتركيا. إلا أنه ورغم سيطرة هذه الفصائل على البلدة، توقع مصدر ميداني استمرار المعارك العنيفة على هذه المحاور بسبب إصرار التنظيم على استكمال سيطرته، خصوصاً أن هذه المناطق تشهد، منذ أكثر من ستة أشهر، معارك عنيفة وسيطرة متبادلة.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-10
  • 8765
  • من الأرشيف

حماه: هجوم لـ«أجناد الشام» لضرب المصالحات

بعد أقل من 48 ساعة على توقيع أهالي مجموعة كبيرة من القرى في ريف حماه الشرقي على وثيقة مصالحة تجنب هذه القرى القتال، شنت جماعة «أجناد الشام» بشكل منفرد هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري على محاور هذه القرى، في خرق لعملية وقف الأعمال العدائية، وسعياً لضرب هذه المصالحات، وفق تأكيد وسطاء في المنطقة تحدثوا إلى «السفير». وقال أحد الوسطاء إن أهالي قرى عدة، أبرزها رسم الطيبة، الشعثة، كوكب، الكرك وغيرها وقّعوا على اتفاقية مصالحة، تقضي بتجنيب هذه القرى عمليات الاقتتال، وذلك بعد موافقة «جبهة النصرة» و «جند الأقصى»، إثر ضغوط أهالي هذه القرى، الأمر الذي يبدو انه لم يعجب فصيل «أجناد الشام» الذي شن الهجوم بشكل منفرد. الجيش السوري تصدى للهجوم، الذي وقع على ثلاثة محاور، وتمكن من إفشاله بشكل كامل، في حين قالت مصادر معارضة إن أكثر من 15 مسلحاً من «أجناد الشام» قتلوا خلال الهجوم، في وقت وقع فيه خلاف كبير بين «جبهة النصرة» و «جند الأقصى» من جهة و «أجناد الشام» من جهة أخرى بسبب تنفيذ الهجوم بشكل منفرد وضرب المصالحات التي وافق عليها الفصيلان بضغط من الأهالي. ويأتي هذا الخرق بعد نحو أسبوع على جولات «ماراثونية» قام بها وسطاء ووجهاء لتوقيع أكثر من 100 وثيقة مصالحة تشمل أرياف حماه الشمالية والغربية، تضمنت إخلاء هذه البلدات من المظاهر المسلحة، مقابل إدخال مواد تموينية وغذائية وطبية، حيث شملت هذه الاتفاقات مجموعة كبيرة من القرى، تمتد من ريف بلدة صوران إلى مورك وكفرزيتا واللطامنة وصولا إلى بعض قرى سهل الغاب، بالإضافة إلى بلدات عدة تتبع إلى ناحية الحمرا شمال شرق حماه. وتسعى قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، إلى استغلال هذه المصالحات لإعادة تجميع القوات وتركيزها على محاور قتال تنظيم «داعش» في ريف حماه الشرقي، وبالتحديد في محور قرية عقارب، إلا أنه ورغم توقيع الهدنة تنبهت قوات الجيش السوري إلى احتمال وقوع بعض الخروقات، الأمر الذي ساهم بالتصدي لهجوم «أجناد الشام» الأخير، والرد عليه بعنف، في رسالة واضحة إلى أن خرق الاتفاقات سيُردّ عليها بقوة وفق تعبير مصدر عسكري. وفي حلب، تتابع «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» قصفها المتواصل لحي الشيخ مقصود، الذي يسيطر عليه الأكراد داخل مدينة حلب، الأمر الذي تسبب بمقتل أكثر من 20 مواطناً خلال الأيام الأربعة الماضية، إضافة إلى إصابة العشرات والدمار الكبير في الأبنية السكنية. وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مسلحة، أبرزها «فيلق الشام» و «لواء السلطان مراد»، المدعومان من تركيا هجوماً على مواقع خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» قرب الشريط الحدودي مع تركيا. وقال مصدر معارض، لـ «السفير»، إن الفصائل تمكنت من السيطرة على بلدة قره كوبري ونقاط محيطة عدة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على مواقع سيطرة التنظيم، تمهيداً لتقدم الفصائل على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا بهدف فصل مواقع سيطرة «داعش» وتركيا. إلا أنه ورغم سيطرة هذه الفصائل على البلدة، توقع مصدر ميداني استمرار المعارك العنيفة على هذه المحاور بسبب إصرار التنظيم على استكمال سيطرته، خصوصاً أن هذه المناطق تشهد، منذ أكثر من ستة أشهر، معارك عنيفة وسيطرة متبادلة.

المصدر : علاء حلبي / السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة