كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن الجولة الجديدة من المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، والتي ستنطلق فعلياً في جنيف الاثنين المقبل، ستدخل في عمق القضايا السياسية الخلافية بين الطرفين، والتي تتمحور حول تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهرا»، مشددا على أن «الانتقال السياسي هو الحل» لوضع حد للنزاع.

ويسبق الاجتماع في جنيف، اجتماع آخر في باريس يستضيفه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي، لبحث مدى صمود الهدنة في سوريا وما «إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات»، فيما كانت معارضة الرياض «تشيد» بالهدنة وما سيتم بحثه على طاولة المفاوضات، من دون أن تقدم جواباً نهائياً عما إذا كانت ستشارك فيه أم لا.

وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي في الرياض بعد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، تمسك بلاده برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «ليس أمام الأسد إلا خياران، إما أن يترك (السلطة) عن طريق عملية سياسية، وهذا سيكون أسهل وسيجنب سوريا المزيد من الدماء، أو الشعب السوري سيستمر في القتال حتى إبعاده عسكرياً». وأضاف ان «موقف السعودية والخليج ثابت بضرورة رحيل الأسد، ومن المستحيل أن يستمر حاكما لسوريا».

وأكد وزراء خارجية المجلس دعمهم لحل سياسي في سوريا، مطالبين بأن تكون هناك آلية لفرض وقف إطلاق النار. وأكدوا «مواقفهم الثابتة في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية».

وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف بعد اجتماع لمجموعة العمل لمراقبة وقف الأعمال العدائية، وآخر لمجموعة المساعدة الإنسانية، إن «جولة المفاوضات غير المباشرة، بدأت رسمياً اليوم (أمس)، بوصول موظفين يساعدوننا»، مضيفاً ان «الوفود ستصل في الأيام المقبلة، وستبدأ المحادثات الجوهرية الاثنين ولن تستمر إلى ما بعد 24 آذار». وتابع «سيكون هناك توقف لمدة أسبوع إلى عشرة أيام ثم تستأنف المحادثات بعد ذلك».

وأعلن دي ميستورا أن المحادثات ستجري في قاعات منفصلة مع ممثلي السلطات السورية والمعارضة. وقال «سينصب التركيز على تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهرا»، مشدداً على أن «الانتقال السياسي هو الحل» لوضع حد للنزاع.

وكانت جولة سابقة من المفاوضات قد نظمت في جنيف في شباط، لكنها لم تتمكن من الإقلاع عملياً، نتيجة رفض معارضة الرياض الدخول في صلب المحادثات السياسية قبل وقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وقال دي ميستورا إنّه سمع من عدد من الأطراف المتنازعة تلميحات إلى أن الهدنة، التي بدأت منتصف ليل 27 شباط، ستنتهي بعد أسبوعين، مضيفاً «من وجهة نظر الأمم المتحدة واجتماعات جنيف التي أجريناها بشأن فريق العمل بالتأكيد تفاهم ميونيخ كان المبدأ بخصوص وقف الأعمال العدائية هو مهلة مفتوحة».

وأعلن أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا خلال أربعة أسابيع من نقل مساعدات إلى 238845 شخصا يعيشون في مناطق محاصرة، أو يصعب الوصول إليها في سوريا. وقال «إنها نتيجة جيدة. العام الماضي كان صفرا».

وأوضح مستشاره الخاص النروجي يان ايغلاند أن 10 من المناطق الـ18 المحاصرة تم الوصول إليها. وقال إن «الخبر السيئ هو أننا لم نتمكن بعد من بلوغ ست مناطق محاصرة كبيرة، منها داريا ودوما ودير الزور».

وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض، سالم المسلط، لوكالة «رويترز»، إن «الهيئة ترى جدول الأعمال المقترح من قبل الأمم المتحدة لمباحثات السلام إيجابياً، وأنها لاحظت تراجعاً في انتهاكات القوات الحكومية للهدنة في اليوم السابق». وأعلن أن «الهيئة ستتخذ قريباً قراراً نهائياً بشأن المشاركة في المفاوضات» المقررة في جنيف.

وبعد تصريح لدي ميستورا بأن المباحثات ستركز على سلطة جديدة ودستور جديد وانتخابات، قال المسلط إن «من الإيجابي البدء في طرح فكرة الانتقال السياسي». وأضاف «استمعنا إلى كلام السيد دي ميستورا، وفيه نقاط على الأرض نلاحظ أنها تسير سيراً إيجابياً، ولو أنها ليست كاملة»، مطالباً بضرورة رفع الحصار عن منطقة داريا في دمشق، بوصفه إجراء «سيمهد الطريق لبدء هذه المفاوضات»، موضحاً أن هذا ليس شرطا لحضور المباحثات لكنه مطلب إنساني.

وفي القاهرة، أعلن آيرولت عن استضافته الأحد وزراء خارجية أميركا جون كيري وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وبريطانيا فيليب هاموند وايطاليا باولو جنتيلوني والاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، موضحاً انه سيبحث مع الوزراء مدى صمود الهدنة في سوريا وما «إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات». وأكد أن الأوروبيين سيطلبون من واشنطن «المشاركة عن كثب في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا»، وأنهم يريدون التأكد من أن الغارات الروسية المستمرة تستهدف فقط تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» وليس «مقاتلي المعارضة المعتدلة». وقال «يجب أن نظل متيقظين».

إلى ذلك، احتضن مركز المصالحة الروسي في مطار حميميم بريف اللاذقية اجتماعا لمعارضين وشخصيات اجتماعية سورية، تم خلاله تشكيل فريق عمل لإعداد الدستور السوري الجديد. وعبّر المشاركون في الاجتماع عن اعتقادهم بأن إعداد الدستور الجديد، الذي سيضمن وجود سوريا الديموقراطية المستقلة، هو المحطة الرئيسية على طريق التسوية السياسية في البلاد.

وعبّر الجنرال جوزيف فوتل، المرشح لقيادة المنطقة الوسطى الأميركية، التي تشمل الشرق الأوسط، خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن قلقه من الافتقار إلى شريك يُعتمد عليه في سوريا في القتال ضد «داعش»، مشيرا إلى أنّه سينظر بإمعان في استراتيجية واشنطن إذا ما تم اختياره للمنصب.

وأعلن أنه إذا صادقت اللجنة على تعيينه لقيادة المنطقة الوسطى فسيسعى إلى إيجاد استراتيجية متناغمة وذات موارد جيدة للسعي وراء معاقل «داعش». وقال «في العراق لدينا شريك ولدينا حكومة، لكننا لا نملك هذا في سوريا، وبالتالي أنا قلق من كيفية تقدمنا في سوريا في غياب العامل السياسي الداعم لذلك». وأضاف «لدي مخاوف حيال استراتيجيتنا الموسعة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكيف نستفيد من مواردنا وكيف نركز سلطاتنا».

  • فريق ماسة
  • 2016-03-09
  • 8337
  • من الأرشيف

دي ميستورا: مفاوضات جنيف تبحث الانتقال السياسي

كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أن الجولة الجديدة من المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، والتي ستنطلق فعلياً في جنيف الاثنين المقبل، ستدخل في عمق القضايا السياسية الخلافية بين الطرفين، والتي تتمحور حول تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهرا»، مشددا على أن «الانتقال السياسي هو الحل» لوضع حد للنزاع. ويسبق الاجتماع في جنيف، اجتماع آخر في باريس يستضيفه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي، لبحث مدى صمود الهدنة في سوريا وما «إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات»، فيما كانت معارضة الرياض «تشيد» بالهدنة وما سيتم بحثه على طاولة المفاوضات، من دون أن تقدم جواباً نهائياً عما إذا كانت ستشارك فيه أم لا. وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي في الرياض بعد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، تمسك بلاده برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «ليس أمام الأسد إلا خياران، إما أن يترك (السلطة) عن طريق عملية سياسية، وهذا سيكون أسهل وسيجنب سوريا المزيد من الدماء، أو الشعب السوري سيستمر في القتال حتى إبعاده عسكرياً». وأضاف ان «موقف السعودية والخليج ثابت بضرورة رحيل الأسد، ومن المستحيل أن يستمر حاكما لسوريا». وأكد وزراء خارجية المجلس دعمهم لحل سياسي في سوريا، مطالبين بأن تكون هناك آلية لفرض وقف إطلاق النار. وأكدوا «مواقفهم الثابتة في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية». وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف بعد اجتماع لمجموعة العمل لمراقبة وقف الأعمال العدائية، وآخر لمجموعة المساعدة الإنسانية، إن «جولة المفاوضات غير المباشرة، بدأت رسمياً اليوم (أمس)، بوصول موظفين يساعدوننا»، مضيفاً ان «الوفود ستصل في الأيام المقبلة، وستبدأ المحادثات الجوهرية الاثنين ولن تستمر إلى ما بعد 24 آذار». وتابع «سيكون هناك توقف لمدة أسبوع إلى عشرة أيام ثم تستأنف المحادثات بعد ذلك». وأعلن دي ميستورا أن المحادثات ستجري في قاعات منفصلة مع ممثلي السلطات السورية والمعارضة. وقال «سينصب التركيز على تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهرا»، مشدداً على أن «الانتقال السياسي هو الحل» لوضع حد للنزاع. وكانت جولة سابقة من المفاوضات قد نظمت في جنيف في شباط، لكنها لم تتمكن من الإقلاع عملياً، نتيجة رفض معارضة الرياض الدخول في صلب المحادثات السياسية قبل وقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال دي ميستورا إنّه سمع من عدد من الأطراف المتنازعة تلميحات إلى أن الهدنة، التي بدأت منتصف ليل 27 شباط، ستنتهي بعد أسبوعين، مضيفاً «من وجهة نظر الأمم المتحدة واجتماعات جنيف التي أجريناها بشأن فريق العمل بالتأكيد تفاهم ميونيخ كان المبدأ بخصوص وقف الأعمال العدائية هو مهلة مفتوحة». وأعلن أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا خلال أربعة أسابيع من نقل مساعدات إلى 238845 شخصا يعيشون في مناطق محاصرة، أو يصعب الوصول إليها في سوريا. وقال «إنها نتيجة جيدة. العام الماضي كان صفرا». وأوضح مستشاره الخاص النروجي يان ايغلاند أن 10 من المناطق الـ18 المحاصرة تم الوصول إليها. وقال إن «الخبر السيئ هو أننا لم نتمكن بعد من بلوغ ست مناطق محاصرة كبيرة، منها داريا ودوما ودير الزور». وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض، سالم المسلط، لوكالة «رويترز»، إن «الهيئة ترى جدول الأعمال المقترح من قبل الأمم المتحدة لمباحثات السلام إيجابياً، وأنها لاحظت تراجعاً في انتهاكات القوات الحكومية للهدنة في اليوم السابق». وأعلن أن «الهيئة ستتخذ قريباً قراراً نهائياً بشأن المشاركة في المفاوضات» المقررة في جنيف. وبعد تصريح لدي ميستورا بأن المباحثات ستركز على سلطة جديدة ودستور جديد وانتخابات، قال المسلط إن «من الإيجابي البدء في طرح فكرة الانتقال السياسي». وأضاف «استمعنا إلى كلام السيد دي ميستورا، وفيه نقاط على الأرض نلاحظ أنها تسير سيراً إيجابياً، ولو أنها ليست كاملة»، مطالباً بضرورة رفع الحصار عن منطقة داريا في دمشق، بوصفه إجراء «سيمهد الطريق لبدء هذه المفاوضات»، موضحاً أن هذا ليس شرطا لحضور المباحثات لكنه مطلب إنساني. وفي القاهرة، أعلن آيرولت عن استضافته الأحد وزراء خارجية أميركا جون كيري وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وبريطانيا فيليب هاموند وايطاليا باولو جنتيلوني والاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، موضحاً انه سيبحث مع الوزراء مدى صمود الهدنة في سوريا وما «إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات». وأكد أن الأوروبيين سيطلبون من واشنطن «المشاركة عن كثب في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا»، وأنهم يريدون التأكد من أن الغارات الروسية المستمرة تستهدف فقط تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» وليس «مقاتلي المعارضة المعتدلة». وقال «يجب أن نظل متيقظين». إلى ذلك، احتضن مركز المصالحة الروسي في مطار حميميم بريف اللاذقية اجتماعا لمعارضين وشخصيات اجتماعية سورية، تم خلاله تشكيل فريق عمل لإعداد الدستور السوري الجديد. وعبّر المشاركون في الاجتماع عن اعتقادهم بأن إعداد الدستور الجديد، الذي سيضمن وجود سوريا الديموقراطية المستقلة، هو المحطة الرئيسية على طريق التسوية السياسية في البلاد. وعبّر الجنرال جوزيف فوتل، المرشح لقيادة المنطقة الوسطى الأميركية، التي تشمل الشرق الأوسط، خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن قلقه من الافتقار إلى شريك يُعتمد عليه في سوريا في القتال ضد «داعش»، مشيرا إلى أنّه سينظر بإمعان في استراتيجية واشنطن إذا ما تم اختياره للمنصب. وأعلن أنه إذا صادقت اللجنة على تعيينه لقيادة المنطقة الوسطى فسيسعى إلى إيجاد استراتيجية متناغمة وذات موارد جيدة للسعي وراء معاقل «داعش». وقال «في العراق لدينا شريك ولدينا حكومة، لكننا لا نملك هذا في سوريا، وبالتالي أنا قلق من كيفية تقدمنا في سوريا في غياب العامل السياسي الداعم لذلك». وأضاف «لدي مخاوف حيال استراتيجيتنا الموسعة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكيف نستفيد من مواردنا وكيف نركز سلطاتنا».

المصدر : الماسة السورية/ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة