تلقت الخارجية السورية دعوة رسمية جديدة للمشاركة في محادثات جنيف المقبلة، والتي حُدد موعدها «الحالي» في 14 آذار الحالي.

وسيشارك الوفد الحكومي السوري الإثنين المقبل بالطاقم التفاوضي ذاته الذي سبق له المشاركة في المحادثات السابقة، بحيث يترأسه المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري، وإلى جانبه ديبلوماسيون، وخبراء قانونيون وموظفون رسميون من المؤسسة الرئاسية.

وتغير موعد جنيف للمرة الثالثة، يوم أمس الأول، حين أخبرت «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية، أو ما يعرف بـ «وفد الرياض» أن «موعد التاسع من آذار لا يناسبها»، وأنها «تفضل تأجيل الموعد».

وتراهن المعارضة السورية، وفقاً لتقديرات مصدر ديبلوماسي غربي لـ «السفير»، على «انتشار مشهد التظاهر في بعض مناطق سوريا، واستعادته الزخم في الإعلام الغربي»، على الرغم من كون معظم هذه التحركات «خارجة عن نفوذ الهيئة العليا، ولا تمثلها جماهيرياً».

ويرى المصدر، في الوقت ذاته، أن استعادة مشهد التظاهر سيساعد المعارضة في «التغطية على الخسائر التي تلقتها في الميدان العسكري في الأسابيع الماضية»، كما يمكن أن يساعدها «على تقوية موقفها السياسي (في مواجهة الروس والأميركيين) والقائم على المطالبة بهيئة حكم انتقالي بشكل فوري».

من جهتها، لا تربط الحكومة السورية بين الجهود التي تُبذل لتحديد موعد جديد لجلسات جنيف وبين الهدنة القائمة حالياً، وذلك «على الرغم من احتمال تمديدها» في حال «اتفق الروس والأميركيون» على ذلك.

ويتفق السوريون والإيرانيون على أن «اتفاق الهدنة ليس ناضجاً بما يكفي» بعد، على الرغم من الإصرار الروسي على أن جداول الموافقات على وقف إطلاق النار تزداد امتلاءً مع مرور الوقت، وأن «الهدنة قادرة على الصمود وقتاً طويلاً».

وساعدت القوة الروسية العسكرية الصارمة في ترسيخ وجود موسكو كطرف بالنسبة للعديد من «قوى المعارضة الضعيفة»، والتي تفضل «الخروج بمكاسب بسيطة بدل التبدد نتيجة الهزيمة العسكرية»، وهو وضع لم يكن متوفراً دوماً قبل التدخل الروسي القوي على الجبهة العسكرية، ولا سيما باستهداف الروس لكل قوى المعارضة من دون استثناء، الأمر الذي هيأ لإمكانية نجاح الهدنة الحالية وفقاً للرأي ذاته.

ويرجح ديبلوماسيون أنه في حال لم يجرِ الاتفاق على تمديد الهدنة في ظروفها الحالية يوم الجمعة المقبل، أي قبل يومين من موعد جنيف المقبل، فإن موعد المفاوضات قد يتعرض لتغيير، مرة أخرى.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-06
  • 12079
  • من الأرشيف

الخارجية السورية تتلقى دعوة إلى حضور جنيف

تلقت الخارجية السورية دعوة رسمية جديدة للمشاركة في محادثات جنيف المقبلة، والتي حُدد موعدها «الحالي» في 14 آذار الحالي. وسيشارك الوفد الحكومي السوري الإثنين المقبل بالطاقم التفاوضي ذاته الذي سبق له المشاركة في المحادثات السابقة، بحيث يترأسه المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري، وإلى جانبه ديبلوماسيون، وخبراء قانونيون وموظفون رسميون من المؤسسة الرئاسية. وتغير موعد جنيف للمرة الثالثة، يوم أمس الأول، حين أخبرت «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية، أو ما يعرف بـ «وفد الرياض» أن «موعد التاسع من آذار لا يناسبها»، وأنها «تفضل تأجيل الموعد». وتراهن المعارضة السورية، وفقاً لتقديرات مصدر ديبلوماسي غربي لـ «السفير»، على «انتشار مشهد التظاهر في بعض مناطق سوريا، واستعادته الزخم في الإعلام الغربي»، على الرغم من كون معظم هذه التحركات «خارجة عن نفوذ الهيئة العليا، ولا تمثلها جماهيرياً». ويرى المصدر، في الوقت ذاته، أن استعادة مشهد التظاهر سيساعد المعارضة في «التغطية على الخسائر التي تلقتها في الميدان العسكري في الأسابيع الماضية»، كما يمكن أن يساعدها «على تقوية موقفها السياسي (في مواجهة الروس والأميركيين) والقائم على المطالبة بهيئة حكم انتقالي بشكل فوري». من جهتها، لا تربط الحكومة السورية بين الجهود التي تُبذل لتحديد موعد جديد لجلسات جنيف وبين الهدنة القائمة حالياً، وذلك «على الرغم من احتمال تمديدها» في حال «اتفق الروس والأميركيون» على ذلك. ويتفق السوريون والإيرانيون على أن «اتفاق الهدنة ليس ناضجاً بما يكفي» بعد، على الرغم من الإصرار الروسي على أن جداول الموافقات على وقف إطلاق النار تزداد امتلاءً مع مرور الوقت، وأن «الهدنة قادرة على الصمود وقتاً طويلاً». وساعدت القوة الروسية العسكرية الصارمة في ترسيخ وجود موسكو كطرف بالنسبة للعديد من «قوى المعارضة الضعيفة»، والتي تفضل «الخروج بمكاسب بسيطة بدل التبدد نتيجة الهزيمة العسكرية»، وهو وضع لم يكن متوفراً دوماً قبل التدخل الروسي القوي على الجبهة العسكرية، ولا سيما باستهداف الروس لكل قوى المعارضة من دون استثناء، الأمر الذي هيأ لإمكانية نجاح الهدنة الحالية وفقاً للرأي ذاته. ويرجح ديبلوماسيون أنه في حال لم يجرِ الاتفاق على تمديد الهدنة في ظروفها الحالية يوم الجمعة المقبل، أي قبل يومين من موعد جنيف المقبل، فإن موعد المفاوضات قد يتعرض لتغيير، مرة أخرى.

المصدر : السفير / زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة