اكتسب مسار الهدنة السورية المزيد من الدعم. الروس ربطوا مصير السلام السوري بإنزال هزيمة ساحقة بالارهاب اولا، وخصوصا عبر إغلاق الحدود التركية. الاميركيون تحدثوا عن تدقيق مستمر في أي أنباء عن انتهاك لوقف اطلاق النار وتحصينه بالتعاون مع موسكو. الرئيس السوري بشار الاسد تعهد بالعفو العام عن كل من يلقي سلاحه. الامم المتحدة طالبت الروس والاميركيين بالتنسيق عبر تبادل الخرائط لارض المعركة ومن خلال الاقمار الاصطناعية، وضربت موعدا لاستئناف التفاوض السوري في التاسع من آذار الحالي، معربة عن الامل في وضع «خطة مارشال» لاعادة إعمار سوريا.

وأعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه قرر عقد المحادثات في جنيف في 9 آذار، مشيراً إلى أنه أجل الجولة يومين لأسباب لوجستية ولتعزيز اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي بدأ تنفيذه السبت الماضي. وقال «لن أؤجلها مرة أخرى»، مضيفاً «لا نريد أن تكون المناقشات في جنيف محادثات بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار. نود أن نتصدى فعلياً لجوهر كل شيء».

وأعلن دي ميستورا أن الأمر يعود للولايات المتحدة وروسيا، اللتين طرحتا اتفاق وقف العمليات العدائية، في تبادل المعلومات وحماية الهدنة، لأن الأمم المتحدة لم تكن طرفا في ذلك. وأضاف أن «ذلك يتطلب من الطرفين تبادل الخرائط المشتركة لأرض المعركة، ومراقبة الوضع عبر طائرات استطلاع من دون طيار وبالأقمار الاصطناعية إذ لن يكون من الممكن نشر ألوف المراقبين على الأرض»، موضحاً أن الأمم المتحدة تملك خرائط عامة للوضع على الأرض السورية.

وتوقع دي ميستورا أن يرى محاولات لإفشال وقف القتال، وأنه يتعين احتواء ذلك لتجنب انتشار مثل هذه المحاولات وتقويض مصداقية الهدنة، معتبراً أن «الإفراج عن السجناء سيكون كذلك من القضايا التي تتصدر جدول الأعمال».

واعتبر دي ميستورا أن «الحرب أوجدت أكثر من خمسة ملايين لاجئ يجب أن تتاح لهم فرصة التصويت في أي انتخابات مستقبلية». وأشار إلى انه «تلقى تقارير من دمشق تفيد بأن كثيرين من الذين كانوا يفكرون في الرحيل يعيدون النظر في القرار بسبب وقف القتال، رغم كونه هشاً ودقيقا». وأضاف «في اللحظة، إنشاء الله، التي يكون لدينا فيها وقف حقيقي للعمليات القتالية وحرية وصول للمساعدات وتنفيذ لهذه النقاط الثلاث - حوكمة ودستور وانتخابات - أراهن أن الكثيرين لن يحجموا فقط عن المغادرة بل سيعودون، خاصة إذا كانت لدينا خطة مارشال لإعادة بناء سوريا».

ووعد الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على إنجاح الهدنة، لكنه حذر من مواصلة الإرهابيين خرقها، موضحاً أن «هناك حدوداً في النهاية». وعرض «العفو الكامل» على المسلحين مقابل «التخلي عن السلاح».

واعتبر العضو في «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض رياض نعسان أنه «لا يمكن البدء في مناقشات جدية قبل إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار المفروض على عدد من المناطق».

لافروف وكيري

وقال لافروف، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، «بالطبع لا يوجد مكان للإرهابيين أو المتطرفين في اتفاقيات وقف إطلاق النار أو في عملية التسوية السياسية». وأضاف «من المهم للغاية قطع إمدادات الإرهابيين التي تأتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب إغلاق الحدود السورية - التركية، لان العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود وضمنها برفقة قوافل المساعدات الإنسانية».

وأكد لافروف، الذي التقى دي ميستورا، ضرورة «إلحاق الهزيمة الساحقة بتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والمنظمات المشابهة لهما، كشرط مسبق لضمان حقوق الشعب السوري الذي عانى طويلا». وحذر من تنامي خطر استخدام «داعش» وجماعات أخرى للأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط.

وذكرت الأمم المتحدة، في بيان، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شكر لافروف، خلال لقائهما في جنيف، على «دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سوريا». وأضافت «اتفقا على أهمية التحرك العاجل إلى الأمام في وقت متزامن مع تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات الإنسانية المهمة للمدنيين والعودة إلى المفاوضات السياسية».

وأعلن كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في واشنطن، أنه تحدث مع لافروف، واتفقا على عدم الخوض في نقاش علني بشان التقارير عن الانتهاكات من الجانبين، مشيراً إلى أن فرقا في جنيف وعمان ستتولى النظر في تلك التقارير.

وقال «سنبحث عن كل انتهاك مزعوم، وسنعمل بشكل أكبر الآن على وضع آلية ستساعدنا لضمان أن المهام هي في الواقع مهام ضد النصرة أو مهام ضد داعش».

وأضاف «إننا ندقق في العملية لمعرفة هل حدث انتهاك فعلا أو انه كان في الواقع اشتباكا مشروعا ضد النصرة فقط أو داعش فقط»، مضيفاً انه في حين توجد تقارير عن انتهاكات إلا أن الغالبية العظمى من مناطق سوريا شهدت انخفاضا في العنف، و «لهذا نحن ندعو جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية، بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها».

وقال كيري إن «الولايات المتحدة تعتبر أزمة اللاجئين أزمة عالمية. هذا ليس تحدياً إقليمياً. انه اختبار لنا جميعا»، موضحاً ان «الأردن ولبنان وتركيا هي حتما أول من يشعر بوطأة» أزمة اللاجئين السوريين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن واشنطن لم تتلق أي تقارير عن انتهاكات كبيرة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف «النتائج الأولية مشجعة».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن موسكو نقلت بشكل إضافي إلى مطار حميميم في اللاذقية ثلاث منظومات طائرات استطلاع، ورادارين من أجل رصد استخدام المدفعية، وتعزيز الرقابة على نظام وقف الأعمال العدائية على الأراضي السورية.

وأشارت إلى أنه «تم نشر طاقمين لاستطلاع المدفعية في سوريا بهدف رصد مواقع راجمات الصواريخ، بينما تتم مراقبة المجال الجوي بواسطة رادارات نظم الدفاع الجوي، بما فيها النظم السورية والطيران الروسي».

وأعلنت أن «عدد اتفاقيات وقف إطلاق النار في سوريا التي وقعتها مجموعات مسلحة بلغ 38، وتستمر المحادثات مع قادة 5 مجموعات مسلحة أخرى في محافظات دمشق ودرعا وحمص لتوقيع اتفاقيات وقف العمليات القتالية». وأشارت إلى تسجيل 15 خرقا للهدنة خلال الساعات الـ24 الماضية، موضحة أن غالبية الخروقات سجلت في دمشق وأرياف حلب وحمص واللاذقية، حيث أصيب أربعة صحافيين من الصين وكندا وبلغاريا وروسيا في قرية كنسبا جراء قصف من بلدة بداما.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-01
  • 13162
  • من الأرشيف

تحصين صمت البنادق السورية

اكتسب مسار الهدنة السورية المزيد من الدعم. الروس ربطوا مصير السلام السوري بإنزال هزيمة ساحقة بالارهاب اولا، وخصوصا عبر إغلاق الحدود التركية. الاميركيون تحدثوا عن تدقيق مستمر في أي أنباء عن انتهاك لوقف اطلاق النار وتحصينه بالتعاون مع موسكو. الرئيس السوري بشار الاسد تعهد بالعفو العام عن كل من يلقي سلاحه. الامم المتحدة طالبت الروس والاميركيين بالتنسيق عبر تبادل الخرائط لارض المعركة ومن خلال الاقمار الاصطناعية، وضربت موعدا لاستئناف التفاوض السوري في التاسع من آذار الحالي، معربة عن الامل في وضع «خطة مارشال» لاعادة إعمار سوريا. وأعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه قرر عقد المحادثات في جنيف في 9 آذار، مشيراً إلى أنه أجل الجولة يومين لأسباب لوجستية ولتعزيز اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي بدأ تنفيذه السبت الماضي. وقال «لن أؤجلها مرة أخرى»، مضيفاً «لا نريد أن تكون المناقشات في جنيف محادثات بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار. نود أن نتصدى فعلياً لجوهر كل شيء». وأعلن دي ميستورا أن الأمر يعود للولايات المتحدة وروسيا، اللتين طرحتا اتفاق وقف العمليات العدائية، في تبادل المعلومات وحماية الهدنة، لأن الأمم المتحدة لم تكن طرفا في ذلك. وأضاف أن «ذلك يتطلب من الطرفين تبادل الخرائط المشتركة لأرض المعركة، ومراقبة الوضع عبر طائرات استطلاع من دون طيار وبالأقمار الاصطناعية إذ لن يكون من الممكن نشر ألوف المراقبين على الأرض»، موضحاً أن الأمم المتحدة تملك خرائط عامة للوضع على الأرض السورية. وتوقع دي ميستورا أن يرى محاولات لإفشال وقف القتال، وأنه يتعين احتواء ذلك لتجنب انتشار مثل هذه المحاولات وتقويض مصداقية الهدنة، معتبراً أن «الإفراج عن السجناء سيكون كذلك من القضايا التي تتصدر جدول الأعمال». واعتبر دي ميستورا أن «الحرب أوجدت أكثر من خمسة ملايين لاجئ يجب أن تتاح لهم فرصة التصويت في أي انتخابات مستقبلية». وأشار إلى انه «تلقى تقارير من دمشق تفيد بأن كثيرين من الذين كانوا يفكرون في الرحيل يعيدون النظر في القرار بسبب وقف القتال، رغم كونه هشاً ودقيقا». وأضاف «في اللحظة، إنشاء الله، التي يكون لدينا فيها وقف حقيقي للعمليات القتالية وحرية وصول للمساعدات وتنفيذ لهذه النقاط الثلاث - حوكمة ودستور وانتخابات - أراهن أن الكثيرين لن يحجموا فقط عن المغادرة بل سيعودون، خاصة إذا كانت لدينا خطة مارشال لإعادة بناء سوريا». ووعد الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل على إنجاح الهدنة، لكنه حذر من مواصلة الإرهابيين خرقها، موضحاً أن «هناك حدوداً في النهاية». وعرض «العفو الكامل» على المسلحين مقابل «التخلي عن السلاح». واعتبر العضو في «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض رياض نعسان أنه «لا يمكن البدء في مناقشات جدية قبل إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار المفروض على عدد من المناطق». لافروف وكيري وقال لافروف، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، «بالطبع لا يوجد مكان للإرهابيين أو المتطرفين في اتفاقيات وقف إطلاق النار أو في عملية التسوية السياسية». وأضاف «من المهم للغاية قطع إمدادات الإرهابيين التي تأتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب إغلاق الحدود السورية - التركية، لان العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود وضمنها برفقة قوافل المساعدات الإنسانية». وأكد لافروف، الذي التقى دي ميستورا، ضرورة «إلحاق الهزيمة الساحقة بتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والمنظمات المشابهة لهما، كشرط مسبق لضمان حقوق الشعب السوري الذي عانى طويلا». وحذر من تنامي خطر استخدام «داعش» وجماعات أخرى للأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط. وذكرت الأمم المتحدة، في بيان، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شكر لافروف، خلال لقائهما في جنيف، على «دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سوريا». وأضافت «اتفقا على أهمية التحرك العاجل إلى الأمام في وقت متزامن مع تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات الإنسانية المهمة للمدنيين والعودة إلى المفاوضات السياسية». وأعلن كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في واشنطن، أنه تحدث مع لافروف، واتفقا على عدم الخوض في نقاش علني بشان التقارير عن الانتهاكات من الجانبين، مشيراً إلى أن فرقا في جنيف وعمان ستتولى النظر في تلك التقارير. وقال «سنبحث عن كل انتهاك مزعوم، وسنعمل بشكل أكبر الآن على وضع آلية ستساعدنا لضمان أن المهام هي في الواقع مهام ضد النصرة أو مهام ضد داعش». وأضاف «إننا ندقق في العملية لمعرفة هل حدث انتهاك فعلا أو انه كان في الواقع اشتباكا مشروعا ضد النصرة فقط أو داعش فقط»، مضيفاً انه في حين توجد تقارير عن انتهاكات إلا أن الغالبية العظمى من مناطق سوريا شهدت انخفاضا في العنف، و «لهذا نحن ندعو جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية، بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها». وقال كيري إن «الولايات المتحدة تعتبر أزمة اللاجئين أزمة عالمية. هذا ليس تحدياً إقليمياً. انه اختبار لنا جميعا»، موضحاً ان «الأردن ولبنان وتركيا هي حتما أول من يشعر بوطأة» أزمة اللاجئين السوريين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن واشنطن لم تتلق أي تقارير عن انتهاكات كبيرة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف «النتائج الأولية مشجعة». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن موسكو نقلت بشكل إضافي إلى مطار حميميم في اللاذقية ثلاث منظومات طائرات استطلاع، ورادارين من أجل رصد استخدام المدفعية، وتعزيز الرقابة على نظام وقف الأعمال العدائية على الأراضي السورية. وأشارت إلى أنه «تم نشر طاقمين لاستطلاع المدفعية في سوريا بهدف رصد مواقع راجمات الصواريخ، بينما تتم مراقبة المجال الجوي بواسطة رادارات نظم الدفاع الجوي، بما فيها النظم السورية والطيران الروسي». وأعلنت أن «عدد اتفاقيات وقف إطلاق النار في سوريا التي وقعتها مجموعات مسلحة بلغ 38، وتستمر المحادثات مع قادة 5 مجموعات مسلحة أخرى في محافظات دمشق ودرعا وحمص لتوقيع اتفاقيات وقف العمليات القتالية». وأشارت إلى تسجيل 15 خرقا للهدنة خلال الساعات الـ24 الماضية، موضحة أن غالبية الخروقات سجلت في دمشق وأرياف حلب وحمص واللاذقية، حيث أصيب أربعة صحافيين من الصين وكندا وبلغاريا وروسيا في قرية كنسبا جراء قصف من بلدة بداما.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة