ذكرت مصادر لـ"الاخبار" زارت العاصمة الأردنية مؤخّراً، والتقت بمسؤولين سياسيين وأمنيين، إن "الاتفاق الروسي ــ السوري ــ الأردني يقضي بتوقّف الاستخبارات الأردنية عن تزويد المسلحين بشحنات السلاح، والاكتفاء بتقديم المحروقات والطعام والمساعدات العينية، إلى حين الانتهاء من معارك الشمال السوري، ثمّ حسم الأوضاع جنوباً لمصلحة الدولة السورية". وبحسب المصادر، فإنه "بات هناك اقتناع أردني بأن المملكة هي الخاسر الأكبر مهما كانت نتيجة الحرب في حال عدم التنسيق مع الدولة السورية، لأنه في حال سيطرة الإرهابيين على المحافظات الجنوبية سيرتدون على شمالي الأردن، وفي حال تمكّن الدولة السورية من دحرهم، فإنها ستوجّههم نحو الحدود الأردنية، وبالتالي لا بدّ من التنسيق". وتقول المصادر إن "خطوة إعادة المعابر البرية بين الأردن وسوريا ستحصل في المرحلة المقبلة، وهي حاجة أردنية أولاً، لكن السعودية لا تزال تعارض، والأردن لا يريد توتير العلاقات مع السعودية الآن".

إزاء هذا الواقع، تبدو إسرائيل أكثر المتضررين من إعادة الجيش السوري بسط سيطرته على درعا، ما يعني الانطلاق لاحقاً نحو القنيطرة لإعادة السيطرة على التماس مع الجولان المحتل، وبالتالي حرمان إسرائيل من المنطقة العازلة التي تسعى لإقامتها على حدود الكيان الشمالية، والتي قد تشكّل لاحقاً أرضية لإدارات ذاتية في درعا والسويداء، ترعاها الحماية الدولية، لا سيّما أن "التفاهم" الروسي ــ الإسرائيلي لا يشمل عدم قيام الطائرات الروسية بتوجيه ضرباته ضدّ الإرهابيين في القنيطرة تحديداً، وهو ما يحدث بشكل كثيف في الآونة الأخيرة ويشلّ حركة الإرهابيين، على ما تؤكّد لـ"الأخبار" مصادر عسكرية سورية رفيعة.

وتقول مصادر دبلوماسية سورية إن "إسرائيل هي المتضرّر الأكبر الآن من حالة المصالحات، وتحريك الجبهات هو محاولة لخلط الأوراق وفرض أمر واقع في الجنوب قبل حصول متغيّرات سياسية، واستكمال للرغبة في المنطقة العازلة التي عادت إسرائيل للتفكير فيها وتسويقها
  • فريق ماسة
  • 2016-02-16
  • 5796
  • من الأرشيف

خطوة إعادة المعابر البرية بين الأردن وسورية ستحصل في المرحلة المقبلة

ذكرت مصادر لـ"الاخبار" زارت العاصمة الأردنية مؤخّراً، والتقت بمسؤولين سياسيين وأمنيين، إن "الاتفاق الروسي ــ السوري ــ الأردني يقضي بتوقّف الاستخبارات الأردنية عن تزويد المسلحين بشحنات السلاح، والاكتفاء بتقديم المحروقات والطعام والمساعدات العينية، إلى حين الانتهاء من معارك الشمال السوري، ثمّ حسم الأوضاع جنوباً لمصلحة الدولة السورية". وبحسب المصادر، فإنه "بات هناك اقتناع أردني بأن المملكة هي الخاسر الأكبر مهما كانت نتيجة الحرب في حال عدم التنسيق مع الدولة السورية، لأنه في حال سيطرة الإرهابيين على المحافظات الجنوبية سيرتدون على شمالي الأردن، وفي حال تمكّن الدولة السورية من دحرهم، فإنها ستوجّههم نحو الحدود الأردنية، وبالتالي لا بدّ من التنسيق". وتقول المصادر إن "خطوة إعادة المعابر البرية بين الأردن وسوريا ستحصل في المرحلة المقبلة، وهي حاجة أردنية أولاً، لكن السعودية لا تزال تعارض، والأردن لا يريد توتير العلاقات مع السعودية الآن". إزاء هذا الواقع، تبدو إسرائيل أكثر المتضررين من إعادة الجيش السوري بسط سيطرته على درعا، ما يعني الانطلاق لاحقاً نحو القنيطرة لإعادة السيطرة على التماس مع الجولان المحتل، وبالتالي حرمان إسرائيل من المنطقة العازلة التي تسعى لإقامتها على حدود الكيان الشمالية، والتي قد تشكّل لاحقاً أرضية لإدارات ذاتية في درعا والسويداء، ترعاها الحماية الدولية، لا سيّما أن "التفاهم" الروسي ــ الإسرائيلي لا يشمل عدم قيام الطائرات الروسية بتوجيه ضرباته ضدّ الإرهابيين في القنيطرة تحديداً، وهو ما يحدث بشكل كثيف في الآونة الأخيرة ويشلّ حركة الإرهابيين، على ما تؤكّد لـ"الأخبار" مصادر عسكرية سورية رفيعة. وتقول مصادر دبلوماسية سورية إن "إسرائيل هي المتضرّر الأكبر الآن من حالة المصالحات، وتحريك الجبهات هو محاولة لخلط الأوراق وفرض أمر واقع في الجنوب قبل حصول متغيّرات سياسية، واستكمال للرغبة في المنطقة العازلة التي عادت إسرائيل للتفكير فيها وتسويقها

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة