أمضى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يومه الثاني في بلده «الأول» لبنان، بنشاطٍ وحيوية لافتين. وختم رئيس الحكومة السابق، العائد من غيبته الطوعية بين الرياض وباريس اليوم بزيارة معراب ليلاً، للوقوف «عند خاطر» رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعد سهام النقد التي وجّهها إليه في احتفال البيال أول من أمس.

 

وفيما أنكر جعجع أن يكون الحريري قد أتى إلى بيته معتذراً، فـ«نحن رفاق درب بشكل مباشر منذ 11 عاماً حتى الآن، ومنذ 25 سنة بشكل غير مباشر»، ردّ الحريري بأنّ «ما يجمعنا والحكيم هو 14 آذار و14 شباط ذكرى اغتيال الوالد»، لينتهي اللقاء بما يجمعهما فعلاً: محاولة إحراج حزب الله عبر الدعوة إلى نزول النّواب إلى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية من دون اتفاق مسبق.

 

وبحسب ما أفادت صحيفة «الأخبار» فإن كلام الحريري الذي أثار القيادة والقاعدة القواتيتين ضد زعيم تيار المستقبل دفع السفير السعودي علي عواض العسيري، الذي زار الحريري في بيت الوسط أمس، إلى الطلب من الأخير زيارة معراب لـ«لملمة الموضوع»، بعد أن أبلغه عدم موافقة السعودية على كلامه بحقّ جعجع. ورغم تأكيد جعجع أن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، علمت «الأخبار» أنه تم الاتفاق سابقاً على أن يزور رئيس القوات بيت الوسط قبل أن يقول الحريري ما قاله في ذكرى 14 شباط.

 

وكانت محاولات الطرفين، أمس، قد تسارعت لاحتواء «الحريق» الذي أشعله الحريري، وسُجِّلت اتصالات نواب مستقبليين بزملائهم القواتيين لامتصاص النقمة والتخفيف من الحملات. لكن البيان التوضيحي لتيار المستقبل «تعقيباً على بعض الاستنتاجات التي وردت في وسائل الإعلام»، للقول إن «العبارة التي توجه بها الحريري لم تقصد تحميل القوات مسؤولية تأخير المصالحة المسيحية، إنما هي تمنيات الرئيس بحصولها منذ سنين»، لم يفِ بالغرض. إذ لم يحل دون إلهاب القاعدة القواتية مواقع التواصل الاجتماعي «ضغطاً على القيادة، لأن الكيل طفح وما حصل لا يُمكن أن يمُر»، وهجوماً على تيار المستقبل وزعيمه، ومطالبة بـ «الاعتذار في معراب»... وهو ما فعله الحريري ليلاً، موضحاً أنه لم يقصد الإساءة لجعجع، ومحملاً «شباب القوات والمستقبل مسؤولية تضييع فحوى الخطاب»، فيما ردّ جعجع التحية بأحسن منها، معتبراً أن «من غير المقبول اعتبار الزيارة زيارة اعتذار»، علماً بأن جعجع كان قد ألغى لقاءً مع مجموعة مع الإعلاميين للنأي بنفسه عن أي ردّ على الحريري.

 

لكن مصادر مواكبة أكّدت عبر الصحيفة أن الشرخ في العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، خصوصاً بعد خطاب 14 شباط، أصبح أكبر من أن يُعاد ترميمه، وأن «كلام الليل في معراب يصعب أن يمحو كلام النهار في البيال»، إذ إن كل الحب الحريري الذي هبط على النائب سامي الجميّل في احتفال البيال، وفي زيارة رئيس تيار المستقبل له في الصيفي أمس، يشير إلى أن الكلام الذي وجّهه الحريري إلى جعجع وإدارة الظهر له خلال الصورة التذكارية، لم يكونا زلّة لسان ولا هفوة بريئة. لا بل إن الحريري، بزيارته للصيفي أمس وإعلانه من على منبرها التزامه بفرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية، أكّد أنه «لا يأخذ في الاعتبار ما نتج من تفاهم أكبر مكوّنين على الساحة المسيحية بعد تفاهم معراب، وأنه يضرب عرض الحائط بموقف شريحة واسعة من الشارع المسيحي»، بحسب مصادر قواتية. وتقول المصادر إن «الردّ على الشيخ سعد هو تمتين أواصر العلاقة مع التيار الوطني الحر وترجمتها في أي استحقاق مقبل».

 

الغضب القواتي، والعوني أيضاً، طاول حزب الكتائب أيضاً، إذ إن الجميّل الذي كان قد أعلن رفضه ترشيح الحريري لفرنجية وجعجع لعون، بذريعة رفض رئيس من قوى 8 آذار، ظهر بعد زيارة الحريري له والكلام الذي قيل في اللقاء وبعده، وكأنه يسير بما يقترحه الحريري.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-15
  • 13060
  • من الأرشيف

السعودية تأمر الحريري بالاعتذار لجعجع

أمضى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يومه الثاني في بلده «الأول» لبنان، بنشاطٍ وحيوية لافتين. وختم رئيس الحكومة السابق، العائد من غيبته الطوعية بين الرياض وباريس اليوم بزيارة معراب ليلاً، للوقوف «عند خاطر» رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعد سهام النقد التي وجّهها إليه في احتفال البيال أول من أمس.   وفيما أنكر جعجع أن يكون الحريري قد أتى إلى بيته معتذراً، فـ«نحن رفاق درب بشكل مباشر منذ 11 عاماً حتى الآن، ومنذ 25 سنة بشكل غير مباشر»، ردّ الحريري بأنّ «ما يجمعنا والحكيم هو 14 آذار و14 شباط ذكرى اغتيال الوالد»، لينتهي اللقاء بما يجمعهما فعلاً: محاولة إحراج حزب الله عبر الدعوة إلى نزول النّواب إلى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية من دون اتفاق مسبق.   وبحسب ما أفادت صحيفة «الأخبار» فإن كلام الحريري الذي أثار القيادة والقاعدة القواتيتين ضد زعيم تيار المستقبل دفع السفير السعودي علي عواض العسيري، الذي زار الحريري في بيت الوسط أمس، إلى الطلب من الأخير زيارة معراب لـ«لملمة الموضوع»، بعد أن أبلغه عدم موافقة السعودية على كلامه بحقّ جعجع. ورغم تأكيد جعجع أن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، علمت «الأخبار» أنه تم الاتفاق سابقاً على أن يزور رئيس القوات بيت الوسط قبل أن يقول الحريري ما قاله في ذكرى 14 شباط.   وكانت محاولات الطرفين، أمس، قد تسارعت لاحتواء «الحريق» الذي أشعله الحريري، وسُجِّلت اتصالات نواب مستقبليين بزملائهم القواتيين لامتصاص النقمة والتخفيف من الحملات. لكن البيان التوضيحي لتيار المستقبل «تعقيباً على بعض الاستنتاجات التي وردت في وسائل الإعلام»، للقول إن «العبارة التي توجه بها الحريري لم تقصد تحميل القوات مسؤولية تأخير المصالحة المسيحية، إنما هي تمنيات الرئيس بحصولها منذ سنين»، لم يفِ بالغرض. إذ لم يحل دون إلهاب القاعدة القواتية مواقع التواصل الاجتماعي «ضغطاً على القيادة، لأن الكيل طفح وما حصل لا يُمكن أن يمُر»، وهجوماً على تيار المستقبل وزعيمه، ومطالبة بـ «الاعتذار في معراب»... وهو ما فعله الحريري ليلاً، موضحاً أنه لم يقصد الإساءة لجعجع، ومحملاً «شباب القوات والمستقبل مسؤولية تضييع فحوى الخطاب»، فيما ردّ جعجع التحية بأحسن منها، معتبراً أن «من غير المقبول اعتبار الزيارة زيارة اعتذار»، علماً بأن جعجع كان قد ألغى لقاءً مع مجموعة مع الإعلاميين للنأي بنفسه عن أي ردّ على الحريري.   لكن مصادر مواكبة أكّدت عبر الصحيفة أن الشرخ في العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، خصوصاً بعد خطاب 14 شباط، أصبح أكبر من أن يُعاد ترميمه، وأن «كلام الليل في معراب يصعب أن يمحو كلام النهار في البيال»، إذ إن كل الحب الحريري الذي هبط على النائب سامي الجميّل في احتفال البيال، وفي زيارة رئيس تيار المستقبل له في الصيفي أمس، يشير إلى أن الكلام الذي وجّهه الحريري إلى جعجع وإدارة الظهر له خلال الصورة التذكارية، لم يكونا زلّة لسان ولا هفوة بريئة. لا بل إن الحريري، بزيارته للصيفي أمس وإعلانه من على منبرها التزامه بفرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية، أكّد أنه «لا يأخذ في الاعتبار ما نتج من تفاهم أكبر مكوّنين على الساحة المسيحية بعد تفاهم معراب، وأنه يضرب عرض الحائط بموقف شريحة واسعة من الشارع المسيحي»، بحسب مصادر قواتية. وتقول المصادر إن «الردّ على الشيخ سعد هو تمتين أواصر العلاقة مع التيار الوطني الحر وترجمتها في أي استحقاق مقبل».   الغضب القواتي، والعوني أيضاً، طاول حزب الكتائب أيضاً، إذ إن الجميّل الذي كان قد أعلن رفضه ترشيح الحريري لفرنجية وجعجع لعون، بذريعة رفض رئيس من قوى 8 آذار، ظهر بعد زيارة الحريري له والكلام الذي قيل في اللقاء وبعده، وكأنه يسير بما يقترحه الحريري.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة