تنطلق المناورات العسكرية السعودية "رعد الشمال" الثلاثاء ضمن خطة تدريب برية وبحرية وجوية وصفها مراقبون بأنها الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط.

ويقدر تعداد القوات المشاركة في التدريبات التي تستمر 18 يوما بأكثر من 150 ألف عنصر من مصر والأردن والسودان والإمارات واليمن وباكستان إضافة إلى السعودية، إلى جانب 300 طائرة ومئات الدبابات والقطع البحرية، مع استخدام السعوديين أحدث الأسلحة بما فيها "التايفون" و"الأباتشي" و"الأواكس" والمدرعات الفرنسية والبريطانية الحديثة.

رسميا هدف المناورات هو تطوير كفاءات القوات السعودية، ورفع جاهزية القتال لدى الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات من التنظيمات الإرهابية وأهمها "داعش".

لكن الاستعراض العسكري "رعد الشمال" يجري في ظل عدم استقرار يهيمن على المنطقة، وتطورات ميدانية سريعة في سوريا، وتوتر سعودي إيراني غير مسبوق، ما يجعل المناورات انطلاقا من توقيتها وحجمها تحاكي عمليات برية أعلنت السعودية الاستعداد لخوضها في سوريا، منعا لانهيار المعارضة السورية المسلحة المدعومة سعوديا.

أما بالنسبة لمنابر التحليل السياسي فإن المناورات تحمل رسائل هامة لإدارة الرئيس الأمريكي أن المنطقة لا تحتاجه، وكذلك لإيران وسوريا والعراق ولـ"داعش".

ولابد لأي مراقب أن يربط بين المناورات وما كان أبداه العسيري من استعداد المملكة للتدخل البري في سوريا، الأمر الذي رحبت به واشنطن وشجبته موسكو وطهران، وهددت دمشق بإعادة المعتدين في "صناديق خشبية".

لكن هل تقوم السعودية بتدخل بري في سوريا بمفردها أو على رأس حلف كما في اليمن أم تتدخل في إطار الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقا لما صرح به العسيري؟

السعودية لم تخض الكثير من الحروب في تاريخها، ومع انخفاض أسعار النفط وتزايد تكاليف الحرب في اليمن اضطرت لتطبيق سياسة تقشفية قد تكون لها آثار داخلية في ظل عجز هو الأكبر في تاريخ موازنتها العامة، أي أن الحرب التي قد تخوضها في سوريا رغم التشابه مع حرب اليمن في أنها ستكون موجهة ضد إيران، إلا أنها ستتزامن مع بداية أزمتها الاقتصادية وبداية الانفراج الاقتصادي الإيراني.

أما المشاركة تحت القيادة الأمريكية فضعيف الاحتمال لأن التحالف الدولي لا يستهدف القوات السورية الموالية للأسد، بينما يعكس الخطاب السعودي عداء للأسد يفوق العداء لـ"داعش".

هذا إضافة إلى الخطر الذي حذر منه المغرد المعروف بمجتهد، وهو أنه يجري التداول بين الضباط أن مستشاري محمد بن سلمان حذروه من خطورة انضمام عدد كبير من مقاتليه لداعش إذا وصلوا الجبهة.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-08
  • 10150
  • من الأرشيف

مناورات رعد الشمال..رسالة الجيش السعودي إلى أوباما بعدم الحاجة لأمريكا!!

تنطلق المناورات العسكرية السعودية "رعد الشمال" الثلاثاء ضمن خطة تدريب برية وبحرية وجوية وصفها مراقبون بأنها الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط. ويقدر تعداد القوات المشاركة في التدريبات التي تستمر 18 يوما بأكثر من 150 ألف عنصر من مصر والأردن والسودان والإمارات واليمن وباكستان إضافة إلى السعودية، إلى جانب 300 طائرة ومئات الدبابات والقطع البحرية، مع استخدام السعوديين أحدث الأسلحة بما فيها "التايفون" و"الأباتشي" و"الأواكس" والمدرعات الفرنسية والبريطانية الحديثة. رسميا هدف المناورات هو تطوير كفاءات القوات السعودية، ورفع جاهزية القتال لدى الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات من التنظيمات الإرهابية وأهمها "داعش". لكن الاستعراض العسكري "رعد الشمال" يجري في ظل عدم استقرار يهيمن على المنطقة، وتطورات ميدانية سريعة في سوريا، وتوتر سعودي إيراني غير مسبوق، ما يجعل المناورات انطلاقا من توقيتها وحجمها تحاكي عمليات برية أعلنت السعودية الاستعداد لخوضها في سوريا، منعا لانهيار المعارضة السورية المسلحة المدعومة سعوديا. أما بالنسبة لمنابر التحليل السياسي فإن المناورات تحمل رسائل هامة لإدارة الرئيس الأمريكي أن المنطقة لا تحتاجه، وكذلك لإيران وسوريا والعراق ولـ"داعش". ولابد لأي مراقب أن يربط بين المناورات وما كان أبداه العسيري من استعداد المملكة للتدخل البري في سوريا، الأمر الذي رحبت به واشنطن وشجبته موسكو وطهران، وهددت دمشق بإعادة المعتدين في "صناديق خشبية". لكن هل تقوم السعودية بتدخل بري في سوريا بمفردها أو على رأس حلف كما في اليمن أم تتدخل في إطار الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقا لما صرح به العسيري؟ السعودية لم تخض الكثير من الحروب في تاريخها، ومع انخفاض أسعار النفط وتزايد تكاليف الحرب في اليمن اضطرت لتطبيق سياسة تقشفية قد تكون لها آثار داخلية في ظل عجز هو الأكبر في تاريخ موازنتها العامة، أي أن الحرب التي قد تخوضها في سوريا رغم التشابه مع حرب اليمن في أنها ستكون موجهة ضد إيران، إلا أنها ستتزامن مع بداية أزمتها الاقتصادية وبداية الانفراج الاقتصادي الإيراني. أما المشاركة تحت القيادة الأمريكية فضعيف الاحتمال لأن التحالف الدولي لا يستهدف القوات السورية الموالية للأسد، بينما يعكس الخطاب السعودي عداء للأسد يفوق العداء لـ"داعش". هذا إضافة إلى الخطر الذي حذر منه المغرد المعروف بمجتهد، وهو أنه يجري التداول بين الضباط أن مستشاري محمد بن سلمان حذروه من خطورة انضمام عدد كبير من مقاتليه لداعش إذا وصلوا الجبهة.

المصدر : روسيا اليوم/ رائد كشكية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة