عاد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق ليحتل واجهة الأحداث في هذا الجزء من حاصرة دمشق بعد أن بدأ تنظيم “داعش” الإرهابي خروجه من مناطق جنوبية اخرى.

 

وتقاطعت المعلومات عن معارك وإشتباكات “محدودة” بين “داعش – النصرة” نشبت في المخيم الذي دخلت التنظيم في العام الماضي غازياً وذلك على خلفية إحتحاكات متعلقة بتقاسم مناطق النفوذ، لكن مصادر من داخل المخيم نفت حدوث معارك مكتفةً بالقول “أن ما حصل عبارة عن مناوشات”، في وقتٍ قال مقربون من الجهات التكفيرية أن كل ما حصل هو “مشادات كلامية” لا أكثر.

 

وقال هؤلاء أن تنظيم “داعش” عمل على إحتواء الأمر من خلال إرسال وفود إلى “النصرة” بغاية التهدئة وإستعاب الأوضاع منعاً لإنزلاقها نحو سوءا تفاهم أكبر.

 

لكن الأحوال بين التنظيمين ليست كما يصورها القادة. فعلى الرغم من دعم “النصرة” السابق لدخول “داعش” على خط مخيم اليرموك وما إرتكبه يومها، إلا انها باتت تستشعر الخطر منه من خلال ما يحمله عناصره من حقدٍ على “النصرة” التي يصفونها بالردة.

 

وقال الناشط الميداني المقرب من جبهة النصرة، أبو ياسر، إن ما حصل من مناوشات بين عناصر النصرة وتنظيم داعش في مخيم اليرموك “ليس إلا سوء تفاهم”، ونفى وقوع قتال بينهما، بعكس ما تداولته وسائل إعلامية.

 

وقال أبو ياسر في تصريحات صحافية، إن المناوشات بدأت إثر قيام مجموعة من عناصر تنظيم داعش بالإساءة إلى جبهة النصرة واتهامهم بالردة، أثناء تواجد عناصر المجموعتين بالقرب من حاجز العروبة في مخيم اليرموك، لتحدث بعدها مشاحنات كلامية، وليقوم “أبو عماد بيكا”، وهو أحد قيادات النصرة، بإطلاق رشقات نارية فوق عناصر التنظيم الذين حاولوا إطلاق الرصاص تجاه عناصر النصرة، لكن عناصر التنظيم غادروا المكان.

 

واستطرد أبو ياسر بالقول: “بُعيد ذلك، قام عناصر النصرة الغاضبين برفع السواتر والشوادر القماشية؛ تحسباً لاندلاع مواجهات مع التنظيم، إلا أن تنظيم داعش أرسل وفداً يترأسه أبو حمزة الأفغاني إلى مقر قيادة النصرة؛ بغية تهدئة الأوضاع، واستيعاب ما حصل على الحاجز، لكن عناصر النصرة على حاجز العروبة ما زالوا في حالة استنفار، وقاموا بإطلاق النار على مجموعة تتبع التنظيم حاولت الاقتراب منهم، دون أن يرد عناصر التنظيم على مصادر النيران”.

 

وأشار أبو ياسر إلى وقوع حادثة ثالثة، حيث أطلق عناصر النصرة رشقات ضد مجموعة تابعة للتنظيم في منطقة العروبة بمخيم اليرموك، موضحاً أن الغريب في الأمر عدم قيام عناصر التنظيم بإطلاق أي طلقات نارية، وإنما اكتفى التنظيم بالسكوت وإرسال وفود تهدئة.

 

بدوره، رأى الناشط الميداني، صهيب الشامي، أن من الواضح أن عناصر تنظيم الدولة لا يرغبون في التصعيد العسكري مع جبهة النصرة في مخيم اليرموك، حتى إنهم التزموا بالأوامر المقدمة إليهم من الشرعيين بعدم زيادة التوتر في المنطقة، تزامنا مع قيام التنظيم بإرسال عدة وفود؛ سعيا منه إلى حل الخلاف الحاصل
  • فريق ماسة
  • 2016-01-29
  • 7898
  • من الأرشيف

«مخيم اليرموك» يتحضّر لجولة قتال «جهادية»

عاد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق ليحتل واجهة الأحداث في هذا الجزء من حاصرة دمشق بعد أن بدأ تنظيم “داعش” الإرهابي خروجه من مناطق جنوبية اخرى.   وتقاطعت المعلومات عن معارك وإشتباكات “محدودة” بين “داعش – النصرة” نشبت في المخيم الذي دخلت التنظيم في العام الماضي غازياً وذلك على خلفية إحتحاكات متعلقة بتقاسم مناطق النفوذ، لكن مصادر من داخل المخيم نفت حدوث معارك مكتفةً بالقول “أن ما حصل عبارة عن مناوشات”، في وقتٍ قال مقربون من الجهات التكفيرية أن كل ما حصل هو “مشادات كلامية” لا أكثر.   وقال هؤلاء أن تنظيم “داعش” عمل على إحتواء الأمر من خلال إرسال وفود إلى “النصرة” بغاية التهدئة وإستعاب الأوضاع منعاً لإنزلاقها نحو سوءا تفاهم أكبر.   لكن الأحوال بين التنظيمين ليست كما يصورها القادة. فعلى الرغم من دعم “النصرة” السابق لدخول “داعش” على خط مخيم اليرموك وما إرتكبه يومها، إلا انها باتت تستشعر الخطر منه من خلال ما يحمله عناصره من حقدٍ على “النصرة” التي يصفونها بالردة.   وقال الناشط الميداني المقرب من جبهة النصرة، أبو ياسر، إن ما حصل من مناوشات بين عناصر النصرة وتنظيم داعش في مخيم اليرموك “ليس إلا سوء تفاهم”، ونفى وقوع قتال بينهما، بعكس ما تداولته وسائل إعلامية.   وقال أبو ياسر في تصريحات صحافية، إن المناوشات بدأت إثر قيام مجموعة من عناصر تنظيم داعش بالإساءة إلى جبهة النصرة واتهامهم بالردة، أثناء تواجد عناصر المجموعتين بالقرب من حاجز العروبة في مخيم اليرموك، لتحدث بعدها مشاحنات كلامية، وليقوم “أبو عماد بيكا”، وهو أحد قيادات النصرة، بإطلاق رشقات نارية فوق عناصر التنظيم الذين حاولوا إطلاق الرصاص تجاه عناصر النصرة، لكن عناصر التنظيم غادروا المكان.   واستطرد أبو ياسر بالقول: “بُعيد ذلك، قام عناصر النصرة الغاضبين برفع السواتر والشوادر القماشية؛ تحسباً لاندلاع مواجهات مع التنظيم، إلا أن تنظيم داعش أرسل وفداً يترأسه أبو حمزة الأفغاني إلى مقر قيادة النصرة؛ بغية تهدئة الأوضاع، واستيعاب ما حصل على الحاجز، لكن عناصر النصرة على حاجز العروبة ما زالوا في حالة استنفار، وقاموا بإطلاق النار على مجموعة تتبع التنظيم حاولت الاقتراب منهم، دون أن يرد عناصر التنظيم على مصادر النيران”.   وأشار أبو ياسر إلى وقوع حادثة ثالثة، حيث أطلق عناصر النصرة رشقات ضد مجموعة تابعة للتنظيم في منطقة العروبة بمخيم اليرموك، موضحاً أن الغريب في الأمر عدم قيام عناصر التنظيم بإطلاق أي طلقات نارية، وإنما اكتفى التنظيم بالسكوت وإرسال وفود تهدئة.   بدوره، رأى الناشط الميداني، صهيب الشامي، أن من الواضح أن عناصر تنظيم الدولة لا يرغبون في التصعيد العسكري مع جبهة النصرة في مخيم اليرموك، حتى إنهم التزموا بالأوامر المقدمة إليهم من الشرعيين بعدم زيادة التوتر في المنطقة، تزامنا مع قيام التنظيم بإرسال عدة وفود؛ سعيا منه إلى حل الخلاف الحاصل

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة