برغم الأحوال الجوية السيئة، وإصرار تنظيم «داعش» على التوغل في دير الزور، نجح الجيش في استعادة زمام المبادرة وإبعاد مقاتلي التنظيم عن تخوم الجزء الخاضع لسيطرة القوات الحكومية.

وأكد مصدر ميداني استــعادة الجيش للسيطرة على سلسلة من التلال المحيطة بقرية البغيلية عند مدخــل مدينة دير الزور، خاصة عند نقطة مســاكن الرواد ومحيط جامعة الجزيرة، وكذلك على تــلة الإذاعة، أعــلى نقــطة في المنطقة، وسط تحليق متواصل للطيران الحربي الروسي والسوري، وعشرات الغارات التي طالت الأحياء الخاضعة لتنظيم «داعش»، الذي ارتكب مجزرة امس الاول ذهب ضحيتها حوالى 300 شخصن بالإضافة الى خطـفه حوالى 400 شخص.

وتقاطعت معلومات مصادر محلية في المنطقة عن نفي سيطرة «داعش» على مستودعات الأسلحة في منطقة عياش غربي المدينة وكذلك بالنسبة لمعسكر الصاعقة المجاور، فيما أكدت استهداف أحياء المدينة بعشرات قذائف الهاون والصواريخ التي امتدت لتطال المطار العسكري واللواء 137، الذي قال إعلاميون مقربون من «داعش» إنه استهدف بعشرات «الانغماسيين» مستغلين سوء الأحوال الجوية، وهو طقس مثالي لعناصر «داعش» الذين سبق أن استغلوا أوضاعاً مشابهة لشن هجماتهم.

يأتي هذا فيما تعيش أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش أوضاعا أكثر صعوبة، في ظل تشديد «داعش» حصاره على المدنيين وقصف محطة المياه وقبلها الكهرباء، بالإضافة لإعدام عشرات من التجار ممن اتهمهم بتهريب المواد الغذائية إلى السكان المحاصرين. كما انه أسر عدداً كبيراً من الهاربين من المعارك واقتادهم إلى بلدة المحيميدة في الريف الغربي على طريق الرقة.

ويشرح مصدر ميداني ظروف الهجوم، موضحاً أن عناصر «داعش» عبروا نهر الفرات، مستغلين فتح جبهات إضافية، سواء على حي الموظفين وعند اللواء 137 لتكون النكسة الأولى عند أبواب فندق «فرات الشام» الخاضع لسيـطرة الجيش قبل أن يعود الطيران الحربي لاستهداف البغيلية بكثافة.

وتعتبر البغيلية مدخل المدينة للجهة الشمالية الغربية، حيث يقع على ضفة نهر الفرات وتجاور عدداً من المؤسسات الحيوية مثل معسكر الطلائع ومعسكر عياش والصاعقة، كما تمتد منه الطريق المؤدية إلى الريف الغربي من جهة والى كل من الرقة ثم حلب بمحاذاة النهر الذي يخترق القرية، ولاحقاً المدينة.

ولعبت المساحات الزراعية الموزعة على ضفاف الفرات دوراً أساسياً في التقليل، ولو نسبياً، من حصار المدينة، حيث كان يدخل في البداية عدد من السيارات المحملة بالمواد الغذائية والخضار، قبل أن يعمد «داعش» لاستهداف المنطقة بانتظام، ثم احتجاز عدد كبير من المدنيين الخارجين من المدينة وتشديد الحصار وقصف محطة المياه تكرارا.

ورغم شراسة الهجوم الأخير على البغيلية، يعتبر مصدر محلي أن احتمالية بقاء «داعش» مسيطراً عليها ضعيفة جداً، خاصة أن الجيش قد استعاد أجزاء واسعة، ولأن النقطة الأكثر حيوية في المدينة، وهي المطار، لا تزال في قبضة الجيش، يضاف إلى ذلك حجم التحصينات الواسعة التي تتمتع بها المنطقة وضمناً المطار، لا سيما أن الهجوم لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق أن شن عناصر «داعش» عشرات الهجمات بعضها بقيادة رأس العمليات العسكرية فيه عمر الشيشاني من دون إحداث أي اختراق جدي، ما ساعد الجيش على توزيع قطاعاته بطريقة تضمن له إبعاد عناصر «داعش» وإمكانية استقدام عناصر إضافية من الحسكة والقامشلي وهو ما حصل بالفعل مؤخراً.

وأدان «حزب الله»، في بيان، «الجريمة النكراء التي ارتكبها إرهابيو العصر في منطقة دير الزور السورية، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 مدني، فيما لا يزال المئات من الأهالي مجهولي المصير».

وذكر أن «هذا الإرهاب الحاقد له في كل يوم ضحايا، متنقلاً من بلد إلى بلد، فلا يقف عند حدود، ولا يفرّق بين الطوائف والمذاهب، ولا بين الجنسيات والقوميات، يضرب في كل قارة ويستهدف كل يوم مدينة، بحيث شهدت على أفعاله الوحشية خلال الأيام الماضية اندونيسيا في آسيا، وبوركينا فاسو في أفريقيا، وقبلها بأسابيع باريس وغيرها من المدن في أوروبا، ليتحول إلى وباء أسود يزرع الموت والدمار حيثما يحلّ».

وأضاف «ما يستحق الإدانة أيضاً هو هذا الصمت العربي والدولي المريب على هذه المجزرة الدموية، إذ لم يحرك سقوط هذا العدد الضخم من الضحايا الأبرياء مشاعر أولئك الذين لا يتركون فرصة تمرّ دون استثمارها في اختراع الأوهام والأباطيل من أجل إطلاق حملات إعلامية خبيثة وبعناوين خادعة، ليصبح حدث ما في مدينة معينة مجاعة تسخّر لها كل الأبواق الإعلامية من دون أي أدلةّ مثبتة، وبعيداً عن الحقائق الدقيقة، أما أعمال الإبادة الشاملة بحق بلدة بأكملها فتمرّ دون أي تعليق، وكأن دماء هؤلاء لا قيمة لها».

 

  • فريق ماسة
  • 2016-01-19
  • 7781
  • من الأرشيف

دير الزور: الجيش يستعيد المبادرة

برغم الأحوال الجوية السيئة، وإصرار تنظيم «داعش» على التوغل في دير الزور، نجح الجيش في استعادة زمام المبادرة وإبعاد مقاتلي التنظيم عن تخوم الجزء الخاضع لسيطرة القوات الحكومية. وأكد مصدر ميداني استــعادة الجيش للسيطرة على سلسلة من التلال المحيطة بقرية البغيلية عند مدخــل مدينة دير الزور، خاصة عند نقطة مســاكن الرواد ومحيط جامعة الجزيرة، وكذلك على تــلة الإذاعة، أعــلى نقــطة في المنطقة، وسط تحليق متواصل للطيران الحربي الروسي والسوري، وعشرات الغارات التي طالت الأحياء الخاضعة لتنظيم «داعش»، الذي ارتكب مجزرة امس الاول ذهب ضحيتها حوالى 300 شخصن بالإضافة الى خطـفه حوالى 400 شخص. وتقاطعت معلومات مصادر محلية في المنطقة عن نفي سيطرة «داعش» على مستودعات الأسلحة في منطقة عياش غربي المدينة وكذلك بالنسبة لمعسكر الصاعقة المجاور، فيما أكدت استهداف أحياء المدينة بعشرات قذائف الهاون والصواريخ التي امتدت لتطال المطار العسكري واللواء 137، الذي قال إعلاميون مقربون من «داعش» إنه استهدف بعشرات «الانغماسيين» مستغلين سوء الأحوال الجوية، وهو طقس مثالي لعناصر «داعش» الذين سبق أن استغلوا أوضاعاً مشابهة لشن هجماتهم. يأتي هذا فيما تعيش أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش أوضاعا أكثر صعوبة، في ظل تشديد «داعش» حصاره على المدنيين وقصف محطة المياه وقبلها الكهرباء، بالإضافة لإعدام عشرات من التجار ممن اتهمهم بتهريب المواد الغذائية إلى السكان المحاصرين. كما انه أسر عدداً كبيراً من الهاربين من المعارك واقتادهم إلى بلدة المحيميدة في الريف الغربي على طريق الرقة. ويشرح مصدر ميداني ظروف الهجوم، موضحاً أن عناصر «داعش» عبروا نهر الفرات، مستغلين فتح جبهات إضافية، سواء على حي الموظفين وعند اللواء 137 لتكون النكسة الأولى عند أبواب فندق «فرات الشام» الخاضع لسيـطرة الجيش قبل أن يعود الطيران الحربي لاستهداف البغيلية بكثافة. وتعتبر البغيلية مدخل المدينة للجهة الشمالية الغربية، حيث يقع على ضفة نهر الفرات وتجاور عدداً من المؤسسات الحيوية مثل معسكر الطلائع ومعسكر عياش والصاعقة، كما تمتد منه الطريق المؤدية إلى الريف الغربي من جهة والى كل من الرقة ثم حلب بمحاذاة النهر الذي يخترق القرية، ولاحقاً المدينة. ولعبت المساحات الزراعية الموزعة على ضفاف الفرات دوراً أساسياً في التقليل، ولو نسبياً، من حصار المدينة، حيث كان يدخل في البداية عدد من السيارات المحملة بالمواد الغذائية والخضار، قبل أن يعمد «داعش» لاستهداف المنطقة بانتظام، ثم احتجاز عدد كبير من المدنيين الخارجين من المدينة وتشديد الحصار وقصف محطة المياه تكرارا. ورغم شراسة الهجوم الأخير على البغيلية، يعتبر مصدر محلي أن احتمالية بقاء «داعش» مسيطراً عليها ضعيفة جداً، خاصة أن الجيش قد استعاد أجزاء واسعة، ولأن النقطة الأكثر حيوية في المدينة، وهي المطار، لا تزال في قبضة الجيش، يضاف إلى ذلك حجم التحصينات الواسعة التي تتمتع بها المنطقة وضمناً المطار، لا سيما أن الهجوم لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق أن شن عناصر «داعش» عشرات الهجمات بعضها بقيادة رأس العمليات العسكرية فيه عمر الشيشاني من دون إحداث أي اختراق جدي، ما ساعد الجيش على توزيع قطاعاته بطريقة تضمن له إبعاد عناصر «داعش» وإمكانية استقدام عناصر إضافية من الحسكة والقامشلي وهو ما حصل بالفعل مؤخراً. وأدان «حزب الله»، في بيان، «الجريمة النكراء التي ارتكبها إرهابيو العصر في منطقة دير الزور السورية، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 مدني، فيما لا يزال المئات من الأهالي مجهولي المصير». وذكر أن «هذا الإرهاب الحاقد له في كل يوم ضحايا، متنقلاً من بلد إلى بلد، فلا يقف عند حدود، ولا يفرّق بين الطوائف والمذاهب، ولا بين الجنسيات والقوميات، يضرب في كل قارة ويستهدف كل يوم مدينة، بحيث شهدت على أفعاله الوحشية خلال الأيام الماضية اندونيسيا في آسيا، وبوركينا فاسو في أفريقيا، وقبلها بأسابيع باريس وغيرها من المدن في أوروبا، ليتحول إلى وباء أسود يزرع الموت والدمار حيثما يحلّ». وأضاف «ما يستحق الإدانة أيضاً هو هذا الصمت العربي والدولي المريب على هذه المجزرة الدموية، إذ لم يحرك سقوط هذا العدد الضخم من الضحايا الأبرياء مشاعر أولئك الذين لا يتركون فرصة تمرّ دون استثمارها في اختراع الأوهام والأباطيل من أجل إطلاق حملات إعلامية خبيثة وبعناوين خادعة، ليصبح حدث ما في مدينة معينة مجاعة تسخّر لها كل الأبواق الإعلامية من دون أي أدلةّ مثبتة، وبعيداً عن الحقائق الدقيقة، أما أعمال الإبادة الشاملة بحق بلدة بأكملها فتمرّ دون أي تعليق، وكأن دماء هؤلاء لا قيمة لها».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة