اشارت صحيفة "الوطن" العُمانية الى ان المشهد السياسي اللبناني شهد مساء الاثنين الماضي مفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت في اعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تبني ترشيح العماد ميشال عون لمنصب رئيس الجمهورية، ودعا جعجع القوى الحليفة في 14 اذار إلى تبني هذا الترشيح. ورأت ان اعلان جعجع تبني ترشيح عون يأتي بمثابة انشقاق على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والائتلاف الذي يحظى بدعم من الغرب والسعودية، في حين ان عون حليف لحزب الله.

ويحاول عدد من المحللين، بحسب الصحيفة العُمانية، البحث في دوافع جعجع لهذا الانقلاب السياسي الكبير الذي احدثه من خلال التساؤل عن الجهة الإقليمية أو الدولية التي دفعت جعجع إلى اعلان ترشيحه عون للرئاسة. ويحاول البعض الاجتهاد بأن جعجع قرأ الأوضاع المحلية والمتغيرات الاقليمية والدولية، فقام بذلك دون وجود اي جهة خارجية محركة له.

فعلى الصعيد الداخلي، نظر جعجع إلى سنواته العشر في تحالفه مع الحريري، ثم وقف مع نفسه وتساءل عما جناه من هذا التحالف. ليجد نفسه لم يحصل على شيء يذكر وكان الحريري يتخلى عنه في كثير من الحالات. وبلغ السيل الزبى بترشيح الحريري لفرنجية للرئاسة بدلا من جعجع الذي كان قد اعلن ترشحه للمنصب ثم انسحب. فرأى جعجع ان الحريري حطم تحالف 14 آذار بدعمه فرنجية.

أما على صعيد الجوار، فقد رأى جعجع بوضوح أن الرهان على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد هو رهان خاسر لا سيما بعد التدخل الروسي المباشر لصالح بشار. وعلى الصعيد الاقليمي، رأى نجاح ايران وقوتها بعد الاتفاق النووي الاخير لها مع الغرب.

وتابعت: "لعل رئيس حزب القوات يرى أن خطوة ترشيحه عون إلى الرئاسة هي محاولة لتعزيز وضعه في الساحة السياسية المسيحية ومحاولة لمحو الصورة السلبية له لدوره في الحرب الأهلية اللبنانية. وايضا لإدراكه الواضح لتداعيات الجمود السياسي الذي يمر به البلد بسبب الفراغ الرئاسي والمخاطر التي تحيط بلبنان والجوار والمنطقة ومحاولات اعادة صياغة خارطة جديدة للمنطقة". وفي المحصلة فإن جعجع بات لاعباً اساسيا في المشهد السياسي اللبناني، بعدما ظل هامشيًّا طوال عشر سنوات. وربما كان الرابح الاكبر في هذا الاعلان. وثمة من يرى أن أي تحالف بين التيار الوطني والكتائب يمكن أن يفوز بغالبية المقاعد المسيحية، حتى ولو أجريت الانتخابات وفق أسوأ قانون انتخابي (قانون الستين مثلاً).

  • فريق ماسة
  • 2016-01-19
  • 5532
  • من الأرشيف

الوطن العُمانية: اعلان جعجع تبني ترشيح عون يأتي بمثابة انشقاق على الحريري

اشارت صحيفة "الوطن" العُمانية الى ان المشهد السياسي اللبناني شهد مساء الاثنين الماضي مفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت في اعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تبني ترشيح العماد ميشال عون لمنصب رئيس الجمهورية، ودعا جعجع القوى الحليفة في 14 اذار إلى تبني هذا الترشيح. ورأت ان اعلان جعجع تبني ترشيح عون يأتي بمثابة انشقاق على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والائتلاف الذي يحظى بدعم من الغرب والسعودية، في حين ان عون حليف لحزب الله. ويحاول عدد من المحللين، بحسب الصحيفة العُمانية، البحث في دوافع جعجع لهذا الانقلاب السياسي الكبير الذي احدثه من خلال التساؤل عن الجهة الإقليمية أو الدولية التي دفعت جعجع إلى اعلان ترشيحه عون للرئاسة. ويحاول البعض الاجتهاد بأن جعجع قرأ الأوضاع المحلية والمتغيرات الاقليمية والدولية، فقام بذلك دون وجود اي جهة خارجية محركة له. فعلى الصعيد الداخلي، نظر جعجع إلى سنواته العشر في تحالفه مع الحريري، ثم وقف مع نفسه وتساءل عما جناه من هذا التحالف. ليجد نفسه لم يحصل على شيء يذكر وكان الحريري يتخلى عنه في كثير من الحالات. وبلغ السيل الزبى بترشيح الحريري لفرنجية للرئاسة بدلا من جعجع الذي كان قد اعلن ترشحه للمنصب ثم انسحب. فرأى جعجع ان الحريري حطم تحالف 14 آذار بدعمه فرنجية. أما على صعيد الجوار، فقد رأى جعجع بوضوح أن الرهان على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد هو رهان خاسر لا سيما بعد التدخل الروسي المباشر لصالح بشار. وعلى الصعيد الاقليمي، رأى نجاح ايران وقوتها بعد الاتفاق النووي الاخير لها مع الغرب. وتابعت: "لعل رئيس حزب القوات يرى أن خطوة ترشيحه عون إلى الرئاسة هي محاولة لتعزيز وضعه في الساحة السياسية المسيحية ومحاولة لمحو الصورة السلبية له لدوره في الحرب الأهلية اللبنانية. وايضا لإدراكه الواضح لتداعيات الجمود السياسي الذي يمر به البلد بسبب الفراغ الرئاسي والمخاطر التي تحيط بلبنان والجوار والمنطقة ومحاولات اعادة صياغة خارطة جديدة للمنطقة". وفي المحصلة فإن جعجع بات لاعباً اساسيا في المشهد السياسي اللبناني، بعدما ظل هامشيًّا طوال عشر سنوات. وربما كان الرابح الاكبر في هذا الاعلان. وثمة من يرى أن أي تحالف بين التيار الوطني والكتائب يمكن أن يفوز بغالبية المقاعد المسيحية، حتى ولو أجريت الانتخابات وفق أسوأ قانون انتخابي (قانون الستين مثلاً).

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة