ظاهرة إعدامات عمت الساحة السورية في الأسابيع الأخيرة، راح ضحيتها عدد كبير من قادة فصائل مقاتلة ضد نظام بشار الأسد.

وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن أكثر من عشرين قياديا من فصائل مقاتلة، بينها اسلاميون اغتيلوا على أيدي مجهولين. وكان آخر ضحايا عمليات الاغتيال هذه من يسمى ابو راتب الحمصي «أمير» حركة «أحرار الشام» في محافظة حمص أول من أمس. وجرت تصفيته بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وتسيطر قوات الأسد على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومناطق الريف الشرقي ومدينة تدمر الأثرية التي تخضع لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأفاد المرصد بأنه خلال / كانون الأول/ ديسمبر الماضي «شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال على الأقل طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلة منهم قائد جيش الإسلام زهران علوش و«جبهة النصرة»، من بينها سبع عمليات اغتيال استهدفت قياديين في النصرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن من بين قياديي «النصرة الذين اغتيلوا أمير التنظيم في درعا أبو جليبيب الأردني في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، وأمير التنظيم في اليرموك حسام عمورة في 22 من الشهر نفسه».

وقبل أربعة أيام أورد المرصد «اغتال مسلحون مجهولون عبد القادر ضبعان قائد كتيبة في حركة أحرار الشام عبر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي» في شمال غرب البلاد.

ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن ائتلاف فصائل إسلامية عدة أبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، على محافظة إدلب بالكامل باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل مقاتليه.

وتوزعت عمليات الاغتيال وفق المرصد، على محافظات إدلب ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) ودمشق وضواحيها وريف دمشق وحمص، سواء عن طريق «تفجير عبوات ناسفة أو استهداف سياراتهم بألغام أو إطلاق نار بشكل مباشر»، من دون أن يعلن أي طرف مسؤوليته.

وقال توماس بييريه، الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبرة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «النظام وحلفاءه هم المشتبهون الأساسيون» بالوقوف وراء هذه العمليات، موضحا أن «أحد اسس الاستراتيجية التي وضعتها روسيا منذ ايلول/ سبتمبر الماضي تعتمد على الإطاحة بقيادة الفصائل، وهذا يحصل عن طريق الغارات الجوية المحددة الأهداف أو عبر مجموعات على الأرض».

وبحسب بييريه، قد يعود ارتفاع عدد عمليات الاغتيال خلال الأسابيع الماضية إلى تحسن القدرات الاستخبارية لقوات النظام والموالين له بمساعدة روسية. وأشار إلى احتمال آخر وهو أن تكون «الخلايا النائمة في تنظيم الدولة الاسلامية»، هي التي تقف وراء هذه العمليات، خصوصا ان مقاتلي الفصائل «يستهدفون الموالين الحقيقيين او المفترضين للتنظيم» في حمص، حيث تم اغتيال أبو راتب.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-06
  • 13792
  • من الأرشيف

تصاعد عمليات اغتيال قادة الفصائل المعارضة في سوريا

ظاهرة إعدامات عمت الساحة السورية في الأسابيع الأخيرة، راح ضحيتها عدد كبير من قادة فصائل مقاتلة ضد نظام بشار الأسد. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن أكثر من عشرين قياديا من فصائل مقاتلة، بينها اسلاميون اغتيلوا على أيدي مجهولين. وكان آخر ضحايا عمليات الاغتيال هذه من يسمى ابو راتب الحمصي «أمير» حركة «أحرار الشام» في محافظة حمص أول من أمس. وجرت تصفيته بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي. وتسيطر قوات الأسد على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومناطق الريف الشرقي ومدينة تدمر الأثرية التي تخضع لتنظيم «الدولة الإسلامية». وأفاد المرصد بأنه خلال / كانون الأول/ ديسمبر الماضي «شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال على الأقل طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلة منهم قائد جيش الإسلام زهران علوش و«جبهة النصرة»، من بينها سبع عمليات اغتيال استهدفت قياديين في النصرة». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن من بين قياديي «النصرة الذين اغتيلوا أمير التنظيم في درعا أبو جليبيب الأردني في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، وأمير التنظيم في اليرموك حسام عمورة في 22 من الشهر نفسه». وقبل أربعة أيام أورد المرصد «اغتال مسلحون مجهولون عبد القادر ضبعان قائد كتيبة في حركة أحرار الشام عبر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي» في شمال غرب البلاد. ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن ائتلاف فصائل إسلامية عدة أبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، على محافظة إدلب بالكامل باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل مقاتليه. وتوزعت عمليات الاغتيال وفق المرصد، على محافظات إدلب ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) ودمشق وضواحيها وريف دمشق وحمص، سواء عن طريق «تفجير عبوات ناسفة أو استهداف سياراتهم بألغام أو إطلاق نار بشكل مباشر»، من دون أن يعلن أي طرف مسؤوليته. وقال توماس بييريه، الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبرة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «النظام وحلفاءه هم المشتبهون الأساسيون» بالوقوف وراء هذه العمليات، موضحا أن «أحد اسس الاستراتيجية التي وضعتها روسيا منذ ايلول/ سبتمبر الماضي تعتمد على الإطاحة بقيادة الفصائل، وهذا يحصل عن طريق الغارات الجوية المحددة الأهداف أو عبر مجموعات على الأرض». وبحسب بييريه، قد يعود ارتفاع عدد عمليات الاغتيال خلال الأسابيع الماضية إلى تحسن القدرات الاستخبارية لقوات النظام والموالين له بمساعدة روسية. وأشار إلى احتمال آخر وهو أن تكون «الخلايا النائمة في تنظيم الدولة الاسلامية»، هي التي تقف وراء هذه العمليات، خصوصا ان مقاتلي الفصائل «يستهدفون الموالين الحقيقيين او المفترضين للتنظيم» في حمص، حيث تم اغتيال أبو راتب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة