نشر الصحفي الاميركي المعروف "Seymour Hersh" مقالة تحقيقية مطولة حملت عنوان "جيش لجيش"، والتي قال فيها ان اصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على مغادرة الرئيس السوري بشار الاسد السلطة - وعلى ان هناك جماعات معارضة معتدلة في سوريا قادرة على هزيمته – انما خلق معارضة علنية حتى لدى بعض الضباط الكبار في هيئة الاركان المشتركة في البنتاغون. وقال "Hersh" ان الانتقادات تركزت على ما يعتبره هؤلاء (المنتقدون) هوسًا للادارة الاميركية بالرئيس الروسي فلادمير بوتين. حيث اوضح انه برأي هؤلاء، فان اوباما هو اسير لفكر الحرب الباردة تجاه روسيا و الصين ولم يغير هذا الموقف في سوريا على اساس ان كلا البلدين يتشارك مع واشنطن الخوف من انتشار الارهاب داخل سوريا وخارجها، ما يجعل كلاهما (كل من الصين وروسيا)  يرى ان من الواجب ايقاف داعش.

 الكاتب كشف ان معارضة المؤسسة العسكرية الاميركية تعود الى صيف عام 2013، عندما توقع تقرير سري للغاية قامت بإعداده وكالة الاستخبارات الدفاعية وهيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي تحت قيادة الجنرال "مارتن دمبسي" آنذاك، ان يؤدي سقوط نظام الاسد الى الفوضى وربما سيطرة "الجهاديين" على سوريا، كما كان يحصل في ليبيا. ونقل الكاتب عن مستشار رفيع سابق في هيئة الاركان المشتركة ان الوثيقة استندت على المعلومات التي تم جمعها من الاقمار الصناعية والعناصر الاستخبارتية على الارض، وانها كانت متشائمة ازاء اصرار ادارة اوباما على مواصلة تمويل ما يسمى بجماعات المعارضة المعتدلة.

 وقال: انه في تلك المرحلة، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تتعاون لاكثر من عام مع المملكة المتحدة والسعودية وقطر من اجل نقل الاسلحة والعتاد من ليبيا الى سوريا عبر تركيا، وذلك بغية الاطاحة بالاسد. كما افاد ان الوثيقة وصفت تركيا بالتحديد بالعقبة الرئيسة لسياسة اوباما حيال سوريا، حيث نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان "تركيا استمالت البرنامج الاميركي السري لتسليح ودعم "المتمردين المعتدلين" الذين كانوا يقاتلون الرئيس الاسد" وبالتالي تحول هذا البرنامج الى برنامج ينقل التقنيات والسلاح واللوجستيات الى جميع قوى المعارضة في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة وداعش. وتحدث عن تلاشي ما يسمى المعتدلين، حيث جاء التقييم بانه لا توجد معارضة معتدلة قابلة للحياة و ان الولايات المتحدة بالتالي تسلح المتطرفين.

 ونقل الكاتب عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية "Michael Flynn"، الذي ترأس الوكالة بين عامي 2012 و2014، نقل عن الاخير تأكيده بان الوكالة التي كان يديرها بعثت سلسلة من التحذيرات السرية الى القيادة المدنية حذرت فيها من العواقب الوخيمة للاطاحة بالاسد.حيث حذر الاخير بحسب الكاتب من ان "الجهاديين" هم الذين يسيطرون على المعارضة، كما نبه الى ان تركيا لا تقوم بما يلزم لوقف تهريب المقاتلين الاجانب و الاسلحة عبر الحدود. و في هذا الاطار نقل الكاتب عن "Flynn" قوله انه "لو رأى المجتمع الاميركي المعلومات الاستخبارتية التي كنا ننتجها يومياً لكان اصيب بالهلع". و اضاف "Flynn" وفقاً للكاتب: "كنا نفهم استراتيجية داعش على المدى الطويل ومخططاتها، وبحثنا ايضاً غض طرف تركيا عن نمو داعش في سوريا". الا انه اشار الى رفض ادارة اوباما هذا الكلام، حيث قال انه "شعر بانهم ما أرادوا الاستماع الى الحقيقة".

 وعاد “Hersh” ليستشهد بالمستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة حيث نقل عنه بان سياسة تسليح معارضي الاسد كانت غير ناجحة وكان لها "تأثير سلبي".كما نقل عن هذا المصدر بان "هيئة الاركان المشتركة كانت تعتقد انه يجب عدم استبدال الاسد بالاصوليين، وبان سياسة الادارة الاميركية كانت متناقضة، حيث ارادت رحيل الاسد لكن في الوقت نفسه كان المتطرفون يهيمنون على المعارضة. واضاف ان هيئة الاركان المشتركة شعرت انه لا يمكن تحدي سياسة اوباما بشكل مباشر، ما جعلها تقرر في خريف عام 2013 اتخاذ خطوات ضد المتطرفين دون المرور عبر القنوات السياسية، وذلك من خلال تقديم المعلومات الاستخبارتية الاميركية الى جيوش دول اخرى بناء على الفهم بانه سيتم تمرير هذه المعلومات الى الجيش السوري ويتم استخدامها ضد العدو المشترك المتمثل بجبهة النصرة وداعش.

 وتابع الكاتب كاشفا انه تم مشاركة المعلومات الاستخبارتية الاميركية مع المانيا وروسيا اللتين كانتا على اتصال آنذاك بالجيش السوري، وقال ان موسكو وبرلين استطاعا التأثير على بعض قرارات الاسد. كما تحدث عن حاجة الاسد الى استخبارات تكتيكية افضل واستشارة عملاينة، وكشف عن استنتاج توصلت اليه هيئة الاركان المشتركة بانه و فيما لو تمت تلبية هذه الاحتياجات يمكن تعزيز الحرب على داعش. كذلك كشف ان اوباما لم يكن على علم بذلك، وهو ما ينطبق على العديد من الرؤساء الاميركيين الذين لا يعرفون عادة عن هذه التفاصيل.

 "Hersh" كشف انه ومع بدء تدفق المعلومات الاستخبارتية الاميركية، بدأت المانيا وروسيا بنقل المعلومات حول اماكن تواجد و نوايا الجماعايات "الجهادية الراديكالية" الى الجيش السوري،و ان سوريا قامت في المقابل باعطاء المعلومات حول قدراتها و نواياها. و اكد في هذا السياق عدم حصول اي اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة والجيش السوري،حيث نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة انه تم تقديم المعلومات – "بما في ذلك تحاليل مطولة عن مستقبل سوريا قام باعدادها مقاولين او احدى المعاهد الحربية" – و ان هذه الدول كان يمقدورها ان تتصرف كما تشاء بهذه التحاليل، مثل مشاركتها مع الاسد.

 واضاف الكاتب ان هيئة الاركان المشتركة اشارت الى ان الولايات المتحدة كانت تريد مقابل هذا "التعاون الاستخبارتي غير المباشر" اربعة اشياء: ان يمنع الاسد حزب الله من مهاجمة اسرائيل، ان يعود الى المفاوضات مع (اسرائيل) بغية التوصل الى تسوية في ملف الجولان، وان يوافق على ارسال مستشارين روس وغيرهم من الاجانب الى سوريا، وان يلتزم باجراء انتخابات مفتوحة بعد الحرب يشارك فيها طيف واسع من الفصائل.

 كما نقل "Hersh" عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة انه وخلال المراحل الاولية من المحادثات، حاولت هيئة الاركان المشتركة تحديد ما يحتاجه الاسد كمؤشر لاثبات حسن النوايا الاميركية. واضاف ان الرد جاء عبر احد اصدقاء الاسد الذي قال: "آتوني برأس الامير بندر"، وهو ما لم تستجيب له هيئة الاركان المشتركة.

 وفي تموز/ يوليو عام 2013 يقول "Hersh"، وجدت هيئة الاركان المشتركة وسيلة مباشرة اكثر لتظهر للاسد مدى جديتها في مساعدته. ففي تلك الفترة كان البرنامج السري بارسال السلاح من ليبيا الى سوريا عبر تركيا، والذي كانت تديره وكالة الاستخبارات المركزية، مستمراً لما يزيد عن عام. فاشار الى ان البرنامج هذا كان يدار من مبنى سري تابع "للسي آي اي" في بنغازي، والى مقتل السفير الاميركي السابق لدى ليبيا "كريستوفر ستيفنز" بالحادي عشر من ايلول عام 2012. فلفت الى ان صحفيين يعملون لصحيفة واشنطن بوست قد عثروا على نسخ لجدول اجتماعات السفير تحت ركام المبنى حيث قتل، والى ان جدول الاجتماعات كشف بان "ستيفنز" قد اجتمع بضابط "السي آي اي" المسؤول عن برنامج نقل الاسلحة الى سوريا.كما كشفت الوثائق ان "ستيفنز" اجتمع في اليوم التالي قبل ساعات من وفاته مع ممثل شركة المرفأ للشحن والخدمات الملاحية، وهي شركة مقرها العاصمة الليبية طرابلس، حيث اكد المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان الجهة التي كان يعمل لها كانت تدرك ان هذه الشركة تولت دور شحن هذه الاسلحة عبر البحر.

 تواطؤ على الاسد

  الكاتب اشار الى انه ومع حلول صيف عام 2013، كان قد تم توزيع تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية على نطاق واسع، لكن على الرغم من ادراك العديد في المجتمع الاستخبارتي الاميركي بان المتطرفين يهيمنون على المعارضة السورية، فان تدفق الاسلحة من ليبيا تتواصل، ما شكل مشكلة مستمرة لجيش الاسد. ونقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة قوله بانه "لم تكن هناك اي وسيلة لوقف شحنات السلاح التي فوضها الرئيس"، وان الحل بالتالي تركز على التوفير المالي. فيقول "Hersh" ان ممثلا عن هيئة الاركان المشتركة توجه الى "السي آي اي" حاملا معه طرحا: وهو ان هناك اسلحة اقل كلفة بكثير موجودة بالترسانات التركية يمكن ان تصل الى المتمردين السوريين في غضون ايام، دون القيام برحلة بحرية".كذلك اضاف هذا المصدر للكاتب انه تم العمل مع "الاتراك الذين كنا نثق بانهم ليسوا موالين لاردوغان وجعلناهم يقومون بنقل جميع الاسلحة القديمة الموجودة بالترسانة"، حيث اشار ايضاً الى ان بعض هذه الاسلحة لم تستخدم منذ الحرب الكورية. وبحسب المستشار السابق كان المراد توجيه رسالة الى الاسد مفادها ان هناك قدرة على تعطيل سياسة رئاسية.

 و عليه قال "Hersh" ان تدفق المعلومات الاستخبارتية الى الجيش السوري، وتقليل نوعية الاسلحة التي كان يتم تزويد المتمردين بها جاء في مرحلة حاسمة. فالجيش السوري يقول الكاتب، تلقى خسائر كبيرة في ربيع عام 2013 ضد جبهة النصرة وجماعات متطرفة اخرى. كما اضاف انه في وقت كان الجيش السوري يستعيد فيه القوة مع مساعدة هيئة الاركان المشتركة، قامت السعودية وقطر وتركيا بتعزيز تمويلهم وتسليحهم للنصرة وداعش، ما ادى الى تحقيق تقدم ميداني كبير لهذه الجماعات على ضفتي الحدود العراقية السورية. واشار الى ان ما تبقى من المتمردين غير الاصوليين وجدوا انفسهم يحاربون ويخسرون المعارك ضد المتطرفين.

 كذلك لفت الكاتب الى فشل مساعي "السي آي اي" بتدريب قوات "المعارضة المعتدلة"، ونقل في هذا السياق عن المستشار السابق بان "معسكر التدريب الذي كانت تديره وكالة الاستخابارات المركزية كان في الاردن، ويسيطر عليه مجموعة قبلية سورية". واضاف الكاتب انه في شهر كانون الثاني/ يناير مطلع عام 2014 الماضي استدعى مدير "السي آي اي" "جون برنان" الرؤساء الاستخبارتيين لدى "الدول السنية العربية" في الشرق الاوسط لعقد اجتماع سري في واشنطن، وذلك بهدف اقناع السعودية لتوقف دعمها للمتطرفين في سوريا.

 ونقل عن المستشار السابق بان "الجميع جلس في واشنطن ليستمعوا الى برنان و هو يقول انه عليهم الانضمام الى مساعي تقوية "المعارضين المعتدلين"". كما اضاف المصدر وفقاً للكاتب ان رسالة برنان كان مفادها انه فيما لو توقف الجميع في المنطقة عن دعم النصرة وداعش، فان ذخيرة واسلحة هؤلاء ستستنزف وسينتصر المعتدلون. بحسب المصدر ذاته يقول "Hersh"،تم تجاهل رسالة برنان من قبل السعوديين الذين عادوا و"كثفوا جهودههم مع المتطرفين وطلبوا إلينا المزيد من المساعدة التقنية. وقلنا حسناً، وبالتالي تبين في نهاية المطاف اننا نقوم بدعم المتطرفين".

 غير ان الكاتب شدد على ان السعوديين لم يشكلوا المشلكة الوحيدة على الاطلاق: فالاستخبارات الاميركية جمعت المعلومات التي تثبت بان حكومة اردوغان دعمت جبهة النصرة لسنوات، وانها اصبحت تقوم بالشيء نفسه مع داعش. حيث قال المصدر للكاتب ان هيئة الاركان المشتركة كانت تريد من اردوغان اغلاق خط عبور "الجهاديين" الاجانب الى تركيا، الا ان الاخيرة كانت تحلم باعادة الامبراطورية العثمانية ولم تدرك مدى امكانية تحقيق النجاح في ذلك.

 تواصل مشترك

 الكاتب تحدث ايضاً اعن اتصالات جرت بين هيئة الاركان المشتركة الاميركية والروسية طوال فترة الحرب السورية. حيث لفت في هذا السياق الى ما قاله رئيس هيئة الاركان المشتركة السابق "مارتن دمبسي" قبل اسابيع قليلة فقط من مغادرة منصبه، حيث اكد امام عدد من الحاضرين في العاصمة الايرلندية دبلن انه بقي على اتصال برئيس الاركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف خلال فترة توليه منصبه.

 واشار الكاتب الى مجالات تعاون كثيرة بين روسيا والولايات المتحدة بمحاربة داعش، حيث تطرق الى العديد من قيادات داعش الذين قاتلوا لاكثر من عقد من الزمن ضد روسيا في الحروب الشيشانية. ونقل عن المستشار السابق قوله بان "روسيا تعرف قيادة داعش  لديها معرفة باساليبها العملاتية والكثير من المعلومات الاستخبارتية لتتشاركها".

 هذا ونقل الكاتب عن مستشار لشؤون الشرق الاوسط في الكرملين ان الجولة الاولى من الضربات الجوية الروسية كانت تهدف الى تعزيز الامن في محيط قاعدة جوية روسية في اللاذقية، بغية انشاء ممر خال من الجهاديين يصل من دمشق الى اللاذقية مروراً بالقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، ثم التركيز بشكل تدريجي على قصف المناطق الجنوبية والشرقية، مع تكثيف العمليات فوق الاراضي التي تسيطر عليها داعش. وتحدث الكاتب بهذا الاطار عن التقارير التي افادت بان روسيا بدأت استهداف داعش قرب الرقة اوائل تشرين الاول اكتوبر الماضي،و انها شنت المزيد من الضربات على المواقع التابعة لداعش قرب مدينة تدمر و محافظة ادلب.

 الكاتب قال ان العناصر الاربعة الاساسية لسياسة اوباما حيال سوريا تبقى اليوم كما كانت: اصرار على وجوب رحيل الاسد، رفض التحالف مع روسيا ضد داعش، اعتبار تركيا حليف  ثابت في الحرب ضد الارهاب، والاعتقاد بان هناك قوات معارضة معتدلة لها وزنها يمكن ان تدعمها الولايات المتحدة.

 كذلك نقل "Hersh" عن السفير السوري لدى الصين عماد مصطفى، الذي شغل سابقاً منصب السفير السوري لدى واشنطن، نقل عنه بان الصين ايضاً متخوفة من داعش. فقال مصطفى بحسب "Hersh" ان الصين تنظر الى الازمة السورية من ثلاث نواحي: القانون والشرعية الدولية، التموضع الاسترايجي العالمي، ونشاطات الجهاديين الايغوريين من  محافظة شينجيانغ في غرب الصين. و هنا تحدث الكاتب عن وجود الكثير من المقاتلين الاوغاريين في سوريا المنتمين الى حركة تركستان الشرقية الاسلامية – و هي منظمة انفصالية تسعى الى اقامة دولة اسلامية اوغارية في شينجيانغ.

 كما نقل الكاتب عن مصطفى بهذا الاطار ان تقديم الاستخبارات التركية المساعدة للاوغاريين على الانتقال من الصين الى سوريا عبر تركيا قد تسبب بتوتر كبير جداً بين الاستخبارات الصينية والتركية. وأضاف مصطفى بالحوار مع الكاتب ان "الصين متخوفة من ان الدور التركي بدعم المقاتلين الاوغاريين في سوريا قد يمتد بالمستقبل لدعم اجندة تركيا في شيانجيانغ".كما قال مصطفى ان سوريا "تقدم للاستخبارات الصينية المعلومات المتعلقة بهؤلاء الارهابيين و المسارات التي سلكوها خلال توججهم الى سوريا".

 ارهابيون جدد

 وقال ان المخاوف التي تحدث عنها مصطفى كررها خبير في واشنطن يراقب عن كثب مرور الجهاديين الى سوريا عبر تركيا. كما نقل الكاتب عن هذا الخبير الذي عادة ما يستعين به مسؤولون حكوميون كبار في واشنطن، ان "اردوغان يدخل الاوغاريين الى سوريا عبر وسائل نقل خاصة بينما تمارس حكومته التحريض لصالح نضالهم (الاوغاريين) في الصين. الارهابيون الاوغاريون والبورميون الذين يفرون الى تايلندا يحصلون بطريقة ما على جوازات سفر تركيا و من ثم يتم نقلهم جواً الى تركيا قبل ان يعبرون الى سوريا".كما تحدث هذا الخبير وفقاً لما جاء في مقالة "Hersh" عن نقل الاوغاريين باعداد ربما تكون وصلت الى عدة آلاف خلال الاعوام الماضية، من الصين الى كازخستان، قبل ان يرسلوا الى تركيا ومن ثم سوريا. و هنا استشهد الكاتب بمجلة "IHS-Jane’s Defence Weekly" التي اصدرت تقريراً في تشرين الاول اكتوبر قالت فيه ان ما يصل الى 5,000 اوغارياً قد وصلوا الى تركيا منذ عام 2013، حيث ربما انتقل 2,000 منهم الى سوريا. كذلك نقل الكاتب عن عماد مصطفى بان لدى الاخير معلومات تفيد بان "ما يصل الى 860 مقاتل اوغارياً هم متواجدون حالياً في سوريا".

 وفي السياق نفسه، نقل الكاتب عن الباحثة "Christina Lin" التي عملت في البنتاغون تحت ادارة وزير الحرب الاسبق دونالد رامسفيلد والتي تعتبر من اهم المختصين بالملف الصيني، نقل عنها بان الصين "شريك محتمل في التحديات العاليمة العدة و خاصة بالشرق الاوسط". وقالت "Lin" وفقاً للكاتب ان على الولايات المتحدة والصين التعاون في مجال الامني الاقليمي ومكافحة الارهاب، حيث لفتت الى ان الصين و الهند،"اللتين كانتا اعداء خلال الحرب الباردة واللتين تتباغضان اكثر مما تكره الصين والولايات المتحدة بعضهما البعض، اجرتا سلسلة من المناورات في مجال مكافحة الارهاب.و اليوم تريد كل من الصين وروسيا التعاون في قضايا الارهاب مع الولايات المتحدة".

 وتحدث "Hersh" ايضاً عن عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي "Tulsi Gabbard" التي قالت في مقابلة مع قناة "سي ان ان" في شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي انه على "الولايات المتحدة و السي آي اي وقف هذه الحرب غير القانونية وغير المنتجة الهادفة الى الاطاحة بحكومة الاسد و ان تبقي تركيزها على محاربة الجماعات الاسلامية المتطرفة". وقال الكاتب ان "Gabbard" قد اخبرته فيما بعد ان العديد من اعضاء الكونغرس، سواء كانوا ديمقراطيين او جمهوريين، قد توجهوا اليها بالشكر سراً على هذا الكلام العلني.وفي نفس الاطار نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان الحل في سوريا واضح، فالتهديد الاساس يقول المستشار السابق، "هو داعش، وعلينا جميعاً – الولايات المتحدة و روسيا و الصين العمل معاً.بشار سيبقى في منصبه و بعد استقرار الوضع في البلاد ستقام انتخابات.ما من خيار آخر".

 "Hersh" لفت الى ان مسار التواصل غير المباشر للجيش الاميركي مع الاسد قد اختفى مع مغادرة دمبسي منصبه في شهر ايلول/ سبتمبر الماضي، فبديله كرئيس هئية الاركان المشتركة الجنرال "Joseph Dunford" قال خلال جلسة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل شهرين من تسلم منصبه انه "اذا اردنا ان نتحدث عن دولة قد تشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة فعلينا ان نشير الى روسيا". كما اشار “Hersh” الى ما قاله “Dunford” في شهر تشرين الثاني/ اكتوبر الماضي، حيث صرح ايضاً امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان روسيا لا تقاتل داعش في سوريا، وان على اميركا العمل "مع الشركاء الاتراك من اجل تأمين الحدود الشمالية لسوريا" و القيام بكل ما بوسعها من اجل تمكين المعارضة السورية "المعتدلة" من محاربة المتطرفين.

 و عليه خلص الكاتب الى انه بات لدى اوباما بنتاغون اكثر اطاعة،حيث لن تكون هناك اي تحديات غير مباشرة من قبل القيادة العسكرية  لسياسة اوباما الداعمة لاردوغان. و في النهاية تحدث الكاتب عن تحذيرات متكررة من قبل هيئة الاركان المشتركة و وكالة الاستخبارات الدفاعية للقيادة في واشنطن من التهديد الجهادي في سوريا و دعم تركيا له،متسائلاً عن سبب عدم استماع البيت الابيض لهذه التحذيرات.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-22
  • 12995
  • من الأرشيف

سايمر هرش يكشف كيف تآمر أوباما على سورية

نشر الصحفي الاميركي المعروف "Seymour Hersh" مقالة تحقيقية مطولة حملت عنوان "جيش لجيش"، والتي قال فيها ان اصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على مغادرة الرئيس السوري بشار الاسد السلطة - وعلى ان هناك جماعات معارضة معتدلة في سوريا قادرة على هزيمته – انما خلق معارضة علنية حتى لدى بعض الضباط الكبار في هيئة الاركان المشتركة في البنتاغون. وقال "Hersh" ان الانتقادات تركزت على ما يعتبره هؤلاء (المنتقدون) هوسًا للادارة الاميركية بالرئيس الروسي فلادمير بوتين. حيث اوضح انه برأي هؤلاء، فان اوباما هو اسير لفكر الحرب الباردة تجاه روسيا و الصين ولم يغير هذا الموقف في سوريا على اساس ان كلا البلدين يتشارك مع واشنطن الخوف من انتشار الارهاب داخل سوريا وخارجها، ما يجعل كلاهما (كل من الصين وروسيا)  يرى ان من الواجب ايقاف داعش.  الكاتب كشف ان معارضة المؤسسة العسكرية الاميركية تعود الى صيف عام 2013، عندما توقع تقرير سري للغاية قامت بإعداده وكالة الاستخبارات الدفاعية وهيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي تحت قيادة الجنرال "مارتن دمبسي" آنذاك، ان يؤدي سقوط نظام الاسد الى الفوضى وربما سيطرة "الجهاديين" على سوريا، كما كان يحصل في ليبيا. ونقل الكاتب عن مستشار رفيع سابق في هيئة الاركان المشتركة ان الوثيقة استندت على المعلومات التي تم جمعها من الاقمار الصناعية والعناصر الاستخبارتية على الارض، وانها كانت متشائمة ازاء اصرار ادارة اوباما على مواصلة تمويل ما يسمى بجماعات المعارضة المعتدلة.  وقال: انه في تلك المرحلة، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تتعاون لاكثر من عام مع المملكة المتحدة والسعودية وقطر من اجل نقل الاسلحة والعتاد من ليبيا الى سوريا عبر تركيا، وذلك بغية الاطاحة بالاسد. كما افاد ان الوثيقة وصفت تركيا بالتحديد بالعقبة الرئيسة لسياسة اوباما حيال سوريا، حيث نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان "تركيا استمالت البرنامج الاميركي السري لتسليح ودعم "المتمردين المعتدلين" الذين كانوا يقاتلون الرئيس الاسد" وبالتالي تحول هذا البرنامج الى برنامج ينقل التقنيات والسلاح واللوجستيات الى جميع قوى المعارضة في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة وداعش. وتحدث عن تلاشي ما يسمى المعتدلين، حيث جاء التقييم بانه لا توجد معارضة معتدلة قابلة للحياة و ان الولايات المتحدة بالتالي تسلح المتطرفين.  ونقل الكاتب عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية "Michael Flynn"، الذي ترأس الوكالة بين عامي 2012 و2014، نقل عن الاخير تأكيده بان الوكالة التي كان يديرها بعثت سلسلة من التحذيرات السرية الى القيادة المدنية حذرت فيها من العواقب الوخيمة للاطاحة بالاسد.حيث حذر الاخير بحسب الكاتب من ان "الجهاديين" هم الذين يسيطرون على المعارضة، كما نبه الى ان تركيا لا تقوم بما يلزم لوقف تهريب المقاتلين الاجانب و الاسلحة عبر الحدود. و في هذا الاطار نقل الكاتب عن "Flynn" قوله انه "لو رأى المجتمع الاميركي المعلومات الاستخبارتية التي كنا ننتجها يومياً لكان اصيب بالهلع". و اضاف "Flynn" وفقاً للكاتب: "كنا نفهم استراتيجية داعش على المدى الطويل ومخططاتها، وبحثنا ايضاً غض طرف تركيا عن نمو داعش في سوريا". الا انه اشار الى رفض ادارة اوباما هذا الكلام، حيث قال انه "شعر بانهم ما أرادوا الاستماع الى الحقيقة".  وعاد “Hersh” ليستشهد بالمستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة حيث نقل عنه بان سياسة تسليح معارضي الاسد كانت غير ناجحة وكان لها "تأثير سلبي".كما نقل عن هذا المصدر بان "هيئة الاركان المشتركة كانت تعتقد انه يجب عدم استبدال الاسد بالاصوليين، وبان سياسة الادارة الاميركية كانت متناقضة، حيث ارادت رحيل الاسد لكن في الوقت نفسه كان المتطرفون يهيمنون على المعارضة. واضاف ان هيئة الاركان المشتركة شعرت انه لا يمكن تحدي سياسة اوباما بشكل مباشر، ما جعلها تقرر في خريف عام 2013 اتخاذ خطوات ضد المتطرفين دون المرور عبر القنوات السياسية، وذلك من خلال تقديم المعلومات الاستخبارتية الاميركية الى جيوش دول اخرى بناء على الفهم بانه سيتم تمرير هذه المعلومات الى الجيش السوري ويتم استخدامها ضد العدو المشترك المتمثل بجبهة النصرة وداعش.  وتابع الكاتب كاشفا انه تم مشاركة المعلومات الاستخبارتية الاميركية مع المانيا وروسيا اللتين كانتا على اتصال آنذاك بالجيش السوري، وقال ان موسكو وبرلين استطاعا التأثير على بعض قرارات الاسد. كما تحدث عن حاجة الاسد الى استخبارات تكتيكية افضل واستشارة عملاينة، وكشف عن استنتاج توصلت اليه هيئة الاركان المشتركة بانه و فيما لو تمت تلبية هذه الاحتياجات يمكن تعزيز الحرب على داعش. كذلك كشف ان اوباما لم يكن على علم بذلك، وهو ما ينطبق على العديد من الرؤساء الاميركيين الذين لا يعرفون عادة عن هذه التفاصيل.  "Hersh" كشف انه ومع بدء تدفق المعلومات الاستخبارتية الاميركية، بدأت المانيا وروسيا بنقل المعلومات حول اماكن تواجد و نوايا الجماعايات "الجهادية الراديكالية" الى الجيش السوري،و ان سوريا قامت في المقابل باعطاء المعلومات حول قدراتها و نواياها. و اكد في هذا السياق عدم حصول اي اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة والجيش السوري،حيث نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة انه تم تقديم المعلومات – "بما في ذلك تحاليل مطولة عن مستقبل سوريا قام باعدادها مقاولين او احدى المعاهد الحربية" – و ان هذه الدول كان يمقدورها ان تتصرف كما تشاء بهذه التحاليل، مثل مشاركتها مع الاسد.  واضاف الكاتب ان هيئة الاركان المشتركة اشارت الى ان الولايات المتحدة كانت تريد مقابل هذا "التعاون الاستخبارتي غير المباشر" اربعة اشياء: ان يمنع الاسد حزب الله من مهاجمة اسرائيل، ان يعود الى المفاوضات مع (اسرائيل) بغية التوصل الى تسوية في ملف الجولان، وان يوافق على ارسال مستشارين روس وغيرهم من الاجانب الى سوريا، وان يلتزم باجراء انتخابات مفتوحة بعد الحرب يشارك فيها طيف واسع من الفصائل.  كما نقل "Hersh" عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة انه وخلال المراحل الاولية من المحادثات، حاولت هيئة الاركان المشتركة تحديد ما يحتاجه الاسد كمؤشر لاثبات حسن النوايا الاميركية. واضاف ان الرد جاء عبر احد اصدقاء الاسد الذي قال: "آتوني برأس الامير بندر"، وهو ما لم تستجيب له هيئة الاركان المشتركة.  وفي تموز/ يوليو عام 2013 يقول "Hersh"، وجدت هيئة الاركان المشتركة وسيلة مباشرة اكثر لتظهر للاسد مدى جديتها في مساعدته. ففي تلك الفترة كان البرنامج السري بارسال السلاح من ليبيا الى سوريا عبر تركيا، والذي كانت تديره وكالة الاستخبارات المركزية، مستمراً لما يزيد عن عام. فاشار الى ان البرنامج هذا كان يدار من مبنى سري تابع "للسي آي اي" في بنغازي، والى مقتل السفير الاميركي السابق لدى ليبيا "كريستوفر ستيفنز" بالحادي عشر من ايلول عام 2012. فلفت الى ان صحفيين يعملون لصحيفة واشنطن بوست قد عثروا على نسخ لجدول اجتماعات السفير تحت ركام المبنى حيث قتل، والى ان جدول الاجتماعات كشف بان "ستيفنز" قد اجتمع بضابط "السي آي اي" المسؤول عن برنامج نقل الاسلحة الى سوريا.كما كشفت الوثائق ان "ستيفنز" اجتمع في اليوم التالي قبل ساعات من وفاته مع ممثل شركة المرفأ للشحن والخدمات الملاحية، وهي شركة مقرها العاصمة الليبية طرابلس، حيث اكد المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان الجهة التي كان يعمل لها كانت تدرك ان هذه الشركة تولت دور شحن هذه الاسلحة عبر البحر.  تواطؤ على الاسد   الكاتب اشار الى انه ومع حلول صيف عام 2013، كان قد تم توزيع تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية على نطاق واسع، لكن على الرغم من ادراك العديد في المجتمع الاستخبارتي الاميركي بان المتطرفين يهيمنون على المعارضة السورية، فان تدفق الاسلحة من ليبيا تتواصل، ما شكل مشكلة مستمرة لجيش الاسد. ونقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة قوله بانه "لم تكن هناك اي وسيلة لوقف شحنات السلاح التي فوضها الرئيس"، وان الحل بالتالي تركز على التوفير المالي. فيقول "Hersh" ان ممثلا عن هيئة الاركان المشتركة توجه الى "السي آي اي" حاملا معه طرحا: وهو ان هناك اسلحة اقل كلفة بكثير موجودة بالترسانات التركية يمكن ان تصل الى المتمردين السوريين في غضون ايام، دون القيام برحلة بحرية".كذلك اضاف هذا المصدر للكاتب انه تم العمل مع "الاتراك الذين كنا نثق بانهم ليسوا موالين لاردوغان وجعلناهم يقومون بنقل جميع الاسلحة القديمة الموجودة بالترسانة"، حيث اشار ايضاً الى ان بعض هذه الاسلحة لم تستخدم منذ الحرب الكورية. وبحسب المستشار السابق كان المراد توجيه رسالة الى الاسد مفادها ان هناك قدرة على تعطيل سياسة رئاسية.  و عليه قال "Hersh" ان تدفق المعلومات الاستخبارتية الى الجيش السوري، وتقليل نوعية الاسلحة التي كان يتم تزويد المتمردين بها جاء في مرحلة حاسمة. فالجيش السوري يقول الكاتب، تلقى خسائر كبيرة في ربيع عام 2013 ضد جبهة النصرة وجماعات متطرفة اخرى. كما اضاف انه في وقت كان الجيش السوري يستعيد فيه القوة مع مساعدة هيئة الاركان المشتركة، قامت السعودية وقطر وتركيا بتعزيز تمويلهم وتسليحهم للنصرة وداعش، ما ادى الى تحقيق تقدم ميداني كبير لهذه الجماعات على ضفتي الحدود العراقية السورية. واشار الى ان ما تبقى من المتمردين غير الاصوليين وجدوا انفسهم يحاربون ويخسرون المعارك ضد المتطرفين.  كذلك لفت الكاتب الى فشل مساعي "السي آي اي" بتدريب قوات "المعارضة المعتدلة"، ونقل في هذا السياق عن المستشار السابق بان "معسكر التدريب الذي كانت تديره وكالة الاستخابارات المركزية كان في الاردن، ويسيطر عليه مجموعة قبلية سورية". واضاف الكاتب انه في شهر كانون الثاني/ يناير مطلع عام 2014 الماضي استدعى مدير "السي آي اي" "جون برنان" الرؤساء الاستخبارتيين لدى "الدول السنية العربية" في الشرق الاوسط لعقد اجتماع سري في واشنطن، وذلك بهدف اقناع السعودية لتوقف دعمها للمتطرفين في سوريا.  ونقل عن المستشار السابق بان "الجميع جلس في واشنطن ليستمعوا الى برنان و هو يقول انه عليهم الانضمام الى مساعي تقوية "المعارضين المعتدلين"". كما اضاف المصدر وفقاً للكاتب ان رسالة برنان كان مفادها انه فيما لو توقف الجميع في المنطقة عن دعم النصرة وداعش، فان ذخيرة واسلحة هؤلاء ستستنزف وسينتصر المعتدلون. بحسب المصدر ذاته يقول "Hersh"،تم تجاهل رسالة برنان من قبل السعوديين الذين عادوا و"كثفوا جهودههم مع المتطرفين وطلبوا إلينا المزيد من المساعدة التقنية. وقلنا حسناً، وبالتالي تبين في نهاية المطاف اننا نقوم بدعم المتطرفين".  غير ان الكاتب شدد على ان السعوديين لم يشكلوا المشلكة الوحيدة على الاطلاق: فالاستخبارات الاميركية جمعت المعلومات التي تثبت بان حكومة اردوغان دعمت جبهة النصرة لسنوات، وانها اصبحت تقوم بالشيء نفسه مع داعش. حيث قال المصدر للكاتب ان هيئة الاركان المشتركة كانت تريد من اردوغان اغلاق خط عبور "الجهاديين" الاجانب الى تركيا، الا ان الاخيرة كانت تحلم باعادة الامبراطورية العثمانية ولم تدرك مدى امكانية تحقيق النجاح في ذلك.  تواصل مشترك  الكاتب تحدث ايضاً اعن اتصالات جرت بين هيئة الاركان المشتركة الاميركية والروسية طوال فترة الحرب السورية. حيث لفت في هذا السياق الى ما قاله رئيس هيئة الاركان المشتركة السابق "مارتن دمبسي" قبل اسابيع قليلة فقط من مغادرة منصبه، حيث اكد امام عدد من الحاضرين في العاصمة الايرلندية دبلن انه بقي على اتصال برئيس الاركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف خلال فترة توليه منصبه.  واشار الكاتب الى مجالات تعاون كثيرة بين روسيا والولايات المتحدة بمحاربة داعش، حيث تطرق الى العديد من قيادات داعش الذين قاتلوا لاكثر من عقد من الزمن ضد روسيا في الحروب الشيشانية. ونقل عن المستشار السابق قوله بان "روسيا تعرف قيادة داعش  لديها معرفة باساليبها العملاتية والكثير من المعلومات الاستخبارتية لتتشاركها".  هذا ونقل الكاتب عن مستشار لشؤون الشرق الاوسط في الكرملين ان الجولة الاولى من الضربات الجوية الروسية كانت تهدف الى تعزيز الامن في محيط قاعدة جوية روسية في اللاذقية، بغية انشاء ممر خال من الجهاديين يصل من دمشق الى اللاذقية مروراً بالقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، ثم التركيز بشكل تدريجي على قصف المناطق الجنوبية والشرقية، مع تكثيف العمليات فوق الاراضي التي تسيطر عليها داعش. وتحدث الكاتب بهذا الاطار عن التقارير التي افادت بان روسيا بدأت استهداف داعش قرب الرقة اوائل تشرين الاول اكتوبر الماضي،و انها شنت المزيد من الضربات على المواقع التابعة لداعش قرب مدينة تدمر و محافظة ادلب.  الكاتب قال ان العناصر الاربعة الاساسية لسياسة اوباما حيال سوريا تبقى اليوم كما كانت: اصرار على وجوب رحيل الاسد، رفض التحالف مع روسيا ضد داعش، اعتبار تركيا حليف  ثابت في الحرب ضد الارهاب، والاعتقاد بان هناك قوات معارضة معتدلة لها وزنها يمكن ان تدعمها الولايات المتحدة.  كذلك نقل "Hersh" عن السفير السوري لدى الصين عماد مصطفى، الذي شغل سابقاً منصب السفير السوري لدى واشنطن، نقل عنه بان الصين ايضاً متخوفة من داعش. فقال مصطفى بحسب "Hersh" ان الصين تنظر الى الازمة السورية من ثلاث نواحي: القانون والشرعية الدولية، التموضع الاسترايجي العالمي، ونشاطات الجهاديين الايغوريين من  محافظة شينجيانغ في غرب الصين. و هنا تحدث الكاتب عن وجود الكثير من المقاتلين الاوغاريين في سوريا المنتمين الى حركة تركستان الشرقية الاسلامية – و هي منظمة انفصالية تسعى الى اقامة دولة اسلامية اوغارية في شينجيانغ.  كما نقل الكاتب عن مصطفى بهذا الاطار ان تقديم الاستخبارات التركية المساعدة للاوغاريين على الانتقال من الصين الى سوريا عبر تركيا قد تسبب بتوتر كبير جداً بين الاستخبارات الصينية والتركية. وأضاف مصطفى بالحوار مع الكاتب ان "الصين متخوفة من ان الدور التركي بدعم المقاتلين الاوغاريين في سوريا قد يمتد بالمستقبل لدعم اجندة تركيا في شيانجيانغ".كما قال مصطفى ان سوريا "تقدم للاستخبارات الصينية المعلومات المتعلقة بهؤلاء الارهابيين و المسارات التي سلكوها خلال توججهم الى سوريا".  ارهابيون جدد  وقال ان المخاوف التي تحدث عنها مصطفى كررها خبير في واشنطن يراقب عن كثب مرور الجهاديين الى سوريا عبر تركيا. كما نقل الكاتب عن هذا الخبير الذي عادة ما يستعين به مسؤولون حكوميون كبار في واشنطن، ان "اردوغان يدخل الاوغاريين الى سوريا عبر وسائل نقل خاصة بينما تمارس حكومته التحريض لصالح نضالهم (الاوغاريين) في الصين. الارهابيون الاوغاريون والبورميون الذين يفرون الى تايلندا يحصلون بطريقة ما على جوازات سفر تركيا و من ثم يتم نقلهم جواً الى تركيا قبل ان يعبرون الى سوريا".كما تحدث هذا الخبير وفقاً لما جاء في مقالة "Hersh" عن نقل الاوغاريين باعداد ربما تكون وصلت الى عدة آلاف خلال الاعوام الماضية، من الصين الى كازخستان، قبل ان يرسلوا الى تركيا ومن ثم سوريا. و هنا استشهد الكاتب بمجلة "IHS-Jane’s Defence Weekly" التي اصدرت تقريراً في تشرين الاول اكتوبر قالت فيه ان ما يصل الى 5,000 اوغارياً قد وصلوا الى تركيا منذ عام 2013، حيث ربما انتقل 2,000 منهم الى سوريا. كذلك نقل الكاتب عن عماد مصطفى بان لدى الاخير معلومات تفيد بان "ما يصل الى 860 مقاتل اوغارياً هم متواجدون حالياً في سوريا".  وفي السياق نفسه، نقل الكاتب عن الباحثة "Christina Lin" التي عملت في البنتاغون تحت ادارة وزير الحرب الاسبق دونالد رامسفيلد والتي تعتبر من اهم المختصين بالملف الصيني، نقل عنها بان الصين "شريك محتمل في التحديات العاليمة العدة و خاصة بالشرق الاوسط". وقالت "Lin" وفقاً للكاتب ان على الولايات المتحدة والصين التعاون في مجال الامني الاقليمي ومكافحة الارهاب، حيث لفتت الى ان الصين و الهند،"اللتين كانتا اعداء خلال الحرب الباردة واللتين تتباغضان اكثر مما تكره الصين والولايات المتحدة بعضهما البعض، اجرتا سلسلة من المناورات في مجال مكافحة الارهاب.و اليوم تريد كل من الصين وروسيا التعاون في قضايا الارهاب مع الولايات المتحدة".  وتحدث "Hersh" ايضاً عن عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي "Tulsi Gabbard" التي قالت في مقابلة مع قناة "سي ان ان" في شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي انه على "الولايات المتحدة و السي آي اي وقف هذه الحرب غير القانونية وغير المنتجة الهادفة الى الاطاحة بحكومة الاسد و ان تبقي تركيزها على محاربة الجماعات الاسلامية المتطرفة". وقال الكاتب ان "Gabbard" قد اخبرته فيما بعد ان العديد من اعضاء الكونغرس، سواء كانوا ديمقراطيين او جمهوريين، قد توجهوا اليها بالشكر سراً على هذا الكلام العلني.وفي نفس الاطار نقل عن المستشار السابق في هيئة الاركان المشتركة ان الحل في سوريا واضح، فالتهديد الاساس يقول المستشار السابق، "هو داعش، وعلينا جميعاً – الولايات المتحدة و روسيا و الصين العمل معاً.بشار سيبقى في منصبه و بعد استقرار الوضع في البلاد ستقام انتخابات.ما من خيار آخر".  "Hersh" لفت الى ان مسار التواصل غير المباشر للجيش الاميركي مع الاسد قد اختفى مع مغادرة دمبسي منصبه في شهر ايلول/ سبتمبر الماضي، فبديله كرئيس هئية الاركان المشتركة الجنرال "Joseph Dunford" قال خلال جلسة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل شهرين من تسلم منصبه انه "اذا اردنا ان نتحدث عن دولة قد تشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة فعلينا ان نشير الى روسيا". كما اشار “Hersh” الى ما قاله “Dunford” في شهر تشرين الثاني/ اكتوبر الماضي، حيث صرح ايضاً امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان روسيا لا تقاتل داعش في سوريا، وان على اميركا العمل "مع الشركاء الاتراك من اجل تأمين الحدود الشمالية لسوريا" و القيام بكل ما بوسعها من اجل تمكين المعارضة السورية "المعتدلة" من محاربة المتطرفين.  و عليه خلص الكاتب الى انه بات لدى اوباما بنتاغون اكثر اطاعة،حيث لن تكون هناك اي تحديات غير مباشرة من قبل القيادة العسكرية  لسياسة اوباما الداعمة لاردوغان. و في النهاية تحدث الكاتب عن تحذيرات متكررة من قبل هيئة الاركان المشتركة و وكالة الاستخبارات الدفاعية للقيادة في واشنطن من التهديد الجهادي في سوريا و دعم تركيا له،متسائلاً عن سبب عدم استماع البيت الابيض لهذه التحذيرات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة