تفجر في بريطانيا جدل حول "المكوث أو الرحيل" بعد سماح الشرطة "للجهاديين" المعروفين بمغادرة المملكة المتحدة بحجة أنهم يشكلون خطرا أكبر ببقائهم داخلها.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن "جدل المكوث أو الرحيل" بات يؤرق ضباط وكالة الأمن القومي البريطانية إذ أنهم دائما ما يواجهون مشكلة تقرير ما إذا كان السماح برحيل هؤلاء المتشددين هو الإجراء الأكثر أمانا.

وقال ضابط كبير في وكالة مكافحة الإرهاب البريطانية إنه لم يُسمح لأحد بالذهاب إلى سوريا أو المناطق الساخنة الأخرى، لكن سُمح للبعض بالمغادرة إلى بلدان أخرى.

المعضلة بدأت بعد أن حكم على نادر السيد، أحد الإسلاميين المقيمين في بريطانيا بالتخطيط لهجوم داخل المملكة المتحدة كان يستهدف أساسا رجال الشرطة والجيش، بعد أن تم منعه من الذهاب إلى سوريا.

واستلهم نادر السيد البالغ من العمر 22 عاما، خطته من حادثة قتل "لي ريغبي" الذي قامت سيارة يقودها متطرفان بدهسه بشكل متعمد، وشجعته على ذلك الفتوى التي أصدرها "داعش"، والتي حثت مناصريه على استهداف الجنود ورجال الشرطة.

القضية أثارت المخاوف المتعلقة بجماعة "المهاجرون" المحظورة، التي كان السيد مرتبطا بها. وقرر السيد القيام بالهجوم داخل بريطانيا بعد أن منعته السلطات من السفر إلى سوريا للانضمام إلى "داعش" في أبريل/نيسان الماضي.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب البريطاني قوله بأنه "في تلك المرحلة كان السيد مضطرا للبقاء داخل بريطانيا. لا شك أن هذه مشكلة حساسة وهي تشكل معضلة بالنسبة لنا، أعني مصادرة جوازات سفر المتشددين".

وتابع "تكمن المعضلة في أنهم لو أرادوا القيام بهجوم إرهابي فسيتوجب عليهم القيام به هنا".

وأضاف الضابط أنه ثمة مجازفة في مصادرة جوازات سفر الناس، والسؤال الآن: "هل بوسعنا أن نجازف بزيادة احتمال القيام بهجوم إرهابي هنا؟ هذا ما نسميه بجدل المكوث أو الرحيل. هل علينا تركهم يرحلون؟ هل سيشكلون خطرا في الخارج أم أن خطرهم هنا أكبر؟".

كذلك، تحدث الضابط عن وجود عوامل أخرى تسهم في الموضوع، حيث ان قرار السماح للجهاديين بالسفر يعتمد على وجهتهم وما يخططون لفعله في البلاد التي سيتوجهون إليها.

 

فإن كان السماح لهم بالسفر إلى بلدان أخرى يقلل من شر إبقائهم في بريطانيا وتركهم يقومون بنشاطهم، حينها قد يكون من "الأصح تركهم ليرحلوا لأن بقاءهم هنا يشكل خطرا أكبر"، على حد قوله.

وبرر الضابط ذلك بقول إنه في البلدان الأخرى، قد يكون لديهم أقارب يساعدونهم في تبني صيغة أكثر اعتدالا من الإسلام. وأوضح "بشكل عام لا نسمح للمتطرفين الموجودين هنا بالذهاب إلى منطقة حروب أو إلى بلد مثل سوريا، بحيث يعودوا إلى هنا أفضل تدريبا".

  • فريق ماسة
  • 2015-12-15
  • 8625
  • من الأرشيف

بريطانيا تسمح بتصدير الإرهاب إلى بلدان أخرى!

تفجر في بريطانيا جدل حول "المكوث أو الرحيل" بعد سماح الشرطة "للجهاديين" المعروفين بمغادرة المملكة المتحدة بحجة أنهم يشكلون خطرا أكبر ببقائهم داخلها. وحسب تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن "جدل المكوث أو الرحيل" بات يؤرق ضباط وكالة الأمن القومي البريطانية إذ أنهم دائما ما يواجهون مشكلة تقرير ما إذا كان السماح برحيل هؤلاء المتشددين هو الإجراء الأكثر أمانا. وقال ضابط كبير في وكالة مكافحة الإرهاب البريطانية إنه لم يُسمح لأحد بالذهاب إلى سوريا أو المناطق الساخنة الأخرى، لكن سُمح للبعض بالمغادرة إلى بلدان أخرى. المعضلة بدأت بعد أن حكم على نادر السيد، أحد الإسلاميين المقيمين في بريطانيا بالتخطيط لهجوم داخل المملكة المتحدة كان يستهدف أساسا رجال الشرطة والجيش، بعد أن تم منعه من الذهاب إلى سوريا. واستلهم نادر السيد البالغ من العمر 22 عاما، خطته من حادثة قتل "لي ريغبي" الذي قامت سيارة يقودها متطرفان بدهسه بشكل متعمد، وشجعته على ذلك الفتوى التي أصدرها "داعش"، والتي حثت مناصريه على استهداف الجنود ورجال الشرطة. القضية أثارت المخاوف المتعلقة بجماعة "المهاجرون" المحظورة، التي كان السيد مرتبطا بها. وقرر السيد القيام بالهجوم داخل بريطانيا بعد أن منعته السلطات من السفر إلى سوريا للانضمام إلى "داعش" في أبريل/نيسان الماضي. ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب البريطاني قوله بأنه "في تلك المرحلة كان السيد مضطرا للبقاء داخل بريطانيا. لا شك أن هذه مشكلة حساسة وهي تشكل معضلة بالنسبة لنا، أعني مصادرة جوازات سفر المتشددين". وتابع "تكمن المعضلة في أنهم لو أرادوا القيام بهجوم إرهابي فسيتوجب عليهم القيام به هنا". وأضاف الضابط أنه ثمة مجازفة في مصادرة جوازات سفر الناس، والسؤال الآن: "هل بوسعنا أن نجازف بزيادة احتمال القيام بهجوم إرهابي هنا؟ هذا ما نسميه بجدل المكوث أو الرحيل. هل علينا تركهم يرحلون؟ هل سيشكلون خطرا في الخارج أم أن خطرهم هنا أكبر؟". كذلك، تحدث الضابط عن وجود عوامل أخرى تسهم في الموضوع، حيث ان قرار السماح للجهاديين بالسفر يعتمد على وجهتهم وما يخططون لفعله في البلاد التي سيتوجهون إليها.   فإن كان السماح لهم بالسفر إلى بلدان أخرى يقلل من شر إبقائهم في بريطانيا وتركهم يقومون بنشاطهم، حينها قد يكون من "الأصح تركهم ليرحلوا لأن بقاءهم هنا يشكل خطرا أكبر"، على حد قوله. وبرر الضابط ذلك بقول إنه في البلدان الأخرى، قد يكون لديهم أقارب يساعدونهم في تبني صيغة أكثر اعتدالا من الإسلام. وأوضح "بشكل عام لا نسمح للمتطرفين الموجودين هنا بالذهاب إلى منطقة حروب أو إلى بلد مثل سوريا، بحيث يعودوا إلى هنا أفضل تدريبا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة