دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد الخطاب العالي اللهجة، الذي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح فيه أنه إذا تكررت الظروف فسيتم إسقاط الطائرة الروسية، يبدو الآن باحثاً عن طريق لتهدئة غضب الروس. وقد بدأت رحلة البحث عن شخص يحمله مسؤولية إسقاط الطائرة وتتم التضحية به.
ملامح التراجع الأردوغاني ظهرت في اتجاهين؛ أولهما تصريح لأردوغان نفسه لوحظ تبرؤه من تحطيم الطائرة الروسية، والثاني ملامح حملة إعلامية موالية لأردوغان تهاجم قائد القوى الجوية.
في الاتجاه الأول، لفتت نزعة أردوغان لتحميل الطيارين مسؤولية الحدث، حيث قال أن دخول الطيارين بطيارة مجهولة الهوية، وعدم ردهم على الانذارات بترك المجال التركي، ولد أحداثاً «غير مرغوب بها»، حسب تعبيره. وأضاف أن ردود فعل الرئيس الروسي بوتين «عاطفية»، مؤكداً أن بوتين يعرفه جيداً وسبق أن مدحه.
وفي الاتجاه الثاني، أشارت مصادر تركية إلى أن حسابات وصفحات موالية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم بدأت بشكل منظم توجيه سهامها باتجاه قائد القوى الجوية التركي عابدين أونال، وتحميله مسؤولية إسقاط الطائرة، في مسعى وصف بأنه تبييض لصفحة أردوغان، الذي كان الروس قد اعلنوا نيتهم الصريحة ضرب المصالح التركية عامة، ومصالح النظام خاصة، بشكل مباشر، معددين عدة سيناريوهات تبدأ بالعقوبات الاقتصادية ولا تنتهي بدعم التنظيمات المسلحة المعارضة لأردوغان.
تراجع أردوغان أثار سخرية الكثير من المتابعين، الذي استذكروا تصريحاً سابقاً له قال فيه «إذا تكرر انتهاك المجال الجوي ستقوم تركيا بتكرار نفس الرد». بينما رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو كان قد قال «الأوامر لقواتنا المسلحة قد أتت من طرفي شخصياً» متبنياً بصراحة إسقاط الطائرة.
ويشير مراقبون إلى تحليل صدر في صحيفة «يني شفق» الموالية لأردوغان، والتي رأت أن إسقاط الطائرة قد يكون فخاً نصب لتركيا، في مسعى تم تفسيره بأنه تحضير لخط الرجعة فيما إذا لم تكن المجابهة مع الروس سهلة كما اعتقد الأتراك في البداية.
وكان محللون روس قد بدأوا الحديث عن إجراءات انتقامية جديدة ستستهدف الرئيس أردوغان شخصياً، وترافق ذلك مع حملة إعلامية واسعة لتهمته بالمتاجرة مع تنظيم داعش بالنفط عبر نجله بلال. وكان لافتاً تصريح معاون وزير الدفاع الروسي، في المؤتمر الصحفي الشهير الذي كشف فيه عن مشاهد شاحنات النفط الداخلة من سورية والعراق إلى تركيا، حيث قال في ختام المؤتمر أن هذه البداية فقط وأن هناك المزيد من الإثباتات. وهو ما اعتبره مراقبون سيفاً مسلطاً من الروس وحرب أعصاب تستهدف تدمير أردوغان رويداً رويداً بما يصل إلى ما يتحدثون عنه صراحة وهو إسقاط أردوغان.
المصدر :
سومر سلطان/ وكالة أنباء آسيا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة