»» قبل أن يُحكم ولي العهد السعودي « محمد بن نايف » إغلاق الباب على «قوى الثورة والمعارضة السورية»، ليناقشوا باستقلالية تامة، وشعور عميق بالمسؤولية التاريخية،

رؤيتهم حول الحلّ السياسي للأزمة السورية، طلب منهم رفع سقف مطالبهم، مؤكدا وقوف بلاده مع السوريين في «رفض وجود الرئيس بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة». لم يخيب المعارضون آمال ولي العهد السعودي, فهدف التسوية السياسية بحسب بيان الرياض هو « تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه، مكان فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة.» البيان بدا حفلة استلام وتسليم الدولة السورية، للمجتمعين تحـت سقف الرياض. مع نهاية اجتماعاتهم، جلس المعارضون بين يدي الملك السعودي، بينما كان «رياض حجاب» يقول بأنّ يدّ الحزم التي امتدت إلى اليمن لإنهاء الظلم والإستبداد فيه، منحت الشعب السوري الأمل في حياة حرة كريمة. بعد مسيرة عقود من المعاناة، لم يبق خلالها منصب حزبي أو حكومي، لم تكلفه به السلطة الديكتاتورية، حتى شغل منصب رئيس مجلس الوزراء السوري، يكتشف "حجاب" ظلم النظام واستبداده، فيعلن بعد فراره أنه «جندي مخلص من جنود "الثورة السورية"»، ويقف بين أحضان ملك الوهابية، مستجديا عاصفة حزم تمنحه الحرية والكرامة، ببلاهة لاتقل عن جبير المملكة وهو يخيّر الأسد بين رحيل بالمفاوضات أو عبر القتال، أو حكيم قطر التائه في شوارع لندن، الأمير المخلوع الذي قال يوما بأنّ قطر طالبت منذ البداية بتدخل عربي عسكري لحسم النزاع في سوريا، وأن الموقف الروسي هو من عطّل المشروع العربي، قبل أن يعلن حكمته في الرياضيات السياسية : نسبة نجاح مبادرة عنان في سوريا لا تتجاوز 3%.

 

»» العاشر من كانون الأول 2015، كان يوما طويلا على الملك السعودي، فقبل أن يُحمل إلى لقاء المعارضة السورية، كان قد أنهى اجتماع المجلس الأعلى لدول التعاون الخليجي. بيان المجلس لايقلّ انفصالا عن الواقع، عما هو في بيان المعارضة. لتعرف أكثر، يكفي قراءة معلقتهم حول نبذ الإرهاب والتطرف، وعلى تجفيف مصادر تمويله، والتزامهم بمحاربة الفكر المنحرف الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية، ونبذ خطاب التحريض على العنف والإرهاب، والتصدي لدعوات التطرف والعنصرية والكراهية والفتنة الطائفية، وتجنيد الأتباع والمقاتلين للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة. بالنسبة للقضية الفلسطينية فأكدّ بيان القمة الخليجية على رسوخ مواقفهم تجاه القضية، وتمسكهم بمبادرة السلام السعودية، مع إدانة راسخة أيضا، لكافة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ومناشدة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته. كذلك أعربوا عن بالغ قلقهم لتفاقم الأزمة السورية، وأكدوا على ثبات مواقفهم تجاه وحدة واستقرار سورية وسلامتها الإقليمية، ورحبوا بنتائج محادثات فيينا، وأشادوا باستضافة المملكة لمؤتمر المعارضة السورية.

 

»» لاشيء أكثر سخرية، من حديث الوهابي، عن نبذ الإرهاب والتطرف، ومحاربة الفكر المنحرف، والتصدي لدعوات الفتنة الطائفية ولتجنيد الأتباع للمنظمات الإرهابية. الإرهابي والوهابي وجهان لإنحراف واحد، فهل سينبذ الوهابي ذاته ويحارب فكره المنحرف، ويتوقف عن إثارته للفتن الطائفية، عبر عشرات القنوات الفضائية، التي تبث سموم التكفير والتطرف في جهات الأرض الأربع!؟. التجربة الإنسانية، أثبتت أن الإرهاب لن يتوقف مع القضاء على الإرهابيين، يجب القضاء على منبع الإرهاب وجذره، الفكر الضال الذي يغذي العقول المريضة.

 

»» العاشر من كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وبينما كان "حجاب" يقدم باسم رفاق دربه من الثوار، الشكر والولاء للمخلّص الوهابي، كانت هيئة حقوق الإنسان السعودية تكشف ما يميز التجربة السعودية، وهو تجاوزها الشعارات إلى الممارسات العملية، وخاصة في مجال المرأة، والإسهام بحماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي، ودعوة المملكة لمكافحة الإرهاب. بالتأكيد، لا يمكن لأحد أن ينكر التجربة الخاصة أو التفسير الوهابي لحقوق الإنسان على المستوى الدولي، فدماء آلاف الضحايا من الشعب السوري والليبي والعراقي واليمني، خير دليل على ذلك
  • فريق ماسة
  • 2015-12-12
  • 12393
  • من الأرشيف

معاناة رياض حجاب في مملكة آل وهاب

»» قبل أن يُحكم ولي العهد السعودي « محمد بن نايف » إغلاق الباب على «قوى الثورة والمعارضة السورية»، ليناقشوا باستقلالية تامة، وشعور عميق بالمسؤولية التاريخية، رؤيتهم حول الحلّ السياسي للأزمة السورية، طلب منهم رفع سقف مطالبهم، مؤكدا وقوف بلاده مع السوريين في «رفض وجود الرئيس بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة». لم يخيب المعارضون آمال ولي العهد السعودي, فهدف التسوية السياسية بحسب بيان الرياض هو « تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه، مكان فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة.» البيان بدا حفلة استلام وتسليم الدولة السورية، للمجتمعين تحـت سقف الرياض. مع نهاية اجتماعاتهم، جلس المعارضون بين يدي الملك السعودي، بينما كان «رياض حجاب» يقول بأنّ يدّ الحزم التي امتدت إلى اليمن لإنهاء الظلم والإستبداد فيه، منحت الشعب السوري الأمل في حياة حرة كريمة. بعد مسيرة عقود من المعاناة، لم يبق خلالها منصب حزبي أو حكومي، لم تكلفه به السلطة الديكتاتورية، حتى شغل منصب رئيس مجلس الوزراء السوري، يكتشف "حجاب" ظلم النظام واستبداده، فيعلن بعد فراره أنه «جندي مخلص من جنود "الثورة السورية"»، ويقف بين أحضان ملك الوهابية، مستجديا عاصفة حزم تمنحه الحرية والكرامة، ببلاهة لاتقل عن جبير المملكة وهو يخيّر الأسد بين رحيل بالمفاوضات أو عبر القتال، أو حكيم قطر التائه في شوارع لندن، الأمير المخلوع الذي قال يوما بأنّ قطر طالبت منذ البداية بتدخل عربي عسكري لحسم النزاع في سوريا، وأن الموقف الروسي هو من عطّل المشروع العربي، قبل أن يعلن حكمته في الرياضيات السياسية : نسبة نجاح مبادرة عنان في سوريا لا تتجاوز 3%.   »» العاشر من كانون الأول 2015، كان يوما طويلا على الملك السعودي، فقبل أن يُحمل إلى لقاء المعارضة السورية، كان قد أنهى اجتماع المجلس الأعلى لدول التعاون الخليجي. بيان المجلس لايقلّ انفصالا عن الواقع، عما هو في بيان المعارضة. لتعرف أكثر، يكفي قراءة معلقتهم حول نبذ الإرهاب والتطرف، وعلى تجفيف مصادر تمويله، والتزامهم بمحاربة الفكر المنحرف الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية، ونبذ خطاب التحريض على العنف والإرهاب، والتصدي لدعوات التطرف والعنصرية والكراهية والفتنة الطائفية، وتجنيد الأتباع والمقاتلين للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة. بالنسبة للقضية الفلسطينية فأكدّ بيان القمة الخليجية على رسوخ مواقفهم تجاه القضية، وتمسكهم بمبادرة السلام السعودية، مع إدانة راسخة أيضا، لكافة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ومناشدة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته. كذلك أعربوا عن بالغ قلقهم لتفاقم الأزمة السورية، وأكدوا على ثبات مواقفهم تجاه وحدة واستقرار سورية وسلامتها الإقليمية، ورحبوا بنتائج محادثات فيينا، وأشادوا باستضافة المملكة لمؤتمر المعارضة السورية.   »» لاشيء أكثر سخرية، من حديث الوهابي، عن نبذ الإرهاب والتطرف، ومحاربة الفكر المنحرف، والتصدي لدعوات الفتنة الطائفية ولتجنيد الأتباع للمنظمات الإرهابية. الإرهابي والوهابي وجهان لإنحراف واحد، فهل سينبذ الوهابي ذاته ويحارب فكره المنحرف، ويتوقف عن إثارته للفتن الطائفية، عبر عشرات القنوات الفضائية، التي تبث سموم التكفير والتطرف في جهات الأرض الأربع!؟. التجربة الإنسانية، أثبتت أن الإرهاب لن يتوقف مع القضاء على الإرهابيين، يجب القضاء على منبع الإرهاب وجذره، الفكر الضال الذي يغذي العقول المريضة.   »» العاشر من كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وبينما كان "حجاب" يقدم باسم رفاق دربه من الثوار، الشكر والولاء للمخلّص الوهابي، كانت هيئة حقوق الإنسان السعودية تكشف ما يميز التجربة السعودية، وهو تجاوزها الشعارات إلى الممارسات العملية، وخاصة في مجال المرأة، والإسهام بحماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي، ودعوة المملكة لمكافحة الإرهاب. بالتأكيد، لا يمكن لأحد أن ينكر التجربة الخاصة أو التفسير الوهابي لحقوق الإنسان على المستوى الدولي، فدماء آلاف الضحايا من الشعب السوري والليبي والعراقي واليمني، خير دليل على ذلك

المصدر : م. سامر عبد الكريم منصور


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة