دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذرت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، من أن بعض النقاط لا تزال بدون حل في الاتفاق بين قوى المعارضة السورية، إذا كانت مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة ستستأنف الأسبوع المقبل. وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إنه سيتباحث مع نظيره السعودي، عادل الجبير، لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس في الرياض بين قوى المعارضة السورية. وأضاف أن «بعض المسائل وتحديدا نقطتين في رأينا بحاجة الى معالجة». وتابع «أنا واثق من أنها ستعالج وسأتباحث معهم». ولم يحدد للصحافيين النقاط المختلف عليها لكنه قال إن «واشنطن ترغب في ان تكون موسكو مرتاحة للاتفاق».
وردا على سؤال حول ما إن كان المؤتمر الدولي حول النزاع في سوريا سينظم في 18 من الجاري في نيويورك، أجاب كيري بقوله: «سوف نرى». وقال: «عليّ أن أستمع الى أجوبة على بعض الاسئلة وعندها سنعلمكم بالأمر».
وقال كيري إنه تحادث مع وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ومع عادل الجبير، وزير الخارجية، منذ توقيع الاتفاق.
وعقدت هيئة التنسيق العليا لقوى وحركات المعارضة السورية اجتماعات أمس في الرياض، مواصلة لاجتماعات مؤتمر قوى وفصائل المعارضة التي انتهت أول أمس الخميس في العاصمة السعودية، بالاتفاق على تشكيل هيئة التنسيق العليا للمفاوضات من 32 عضوا وعلى وثيقة سياسية ستكون مرجعا للمفاوضات المحتملة مع النظام السوري.
وبحثت اللجنة وفق مصادر المعارضة السورية في اقتراح تشكيل وفد مفاوض من عشرين عضوا، حيث رشح من المستقلين 3 أسماء، واسمان من قبل «هيئة التنسيق»، و5 أسماء من قبل القوى الثورية، وكذلك 5 أسماء من قبل «الائتلاف».
ولكن عضو هيئة التنسيق العليا للمفاوضات لؤي صافي أوضح لـ»القدس العربي» أن موضوع نسب التمثيل للوفد ليست شيئا أساسيا لأن هناك حرصا على أن يتشكل الوفد المفاوض من خبراء سياسيين وقانونيين.
ولكن حتى مساء أمس لم يتقرر أي شيء نهائي بالنسبة لموضوع تشكيلة الوفد المفاوض. وقال مصدر سوري إن المناقشات ما زالت جارية ولا يهم الاستعجال حاليا لأن الأهم هو ما توصلت له أطراف المعارضة من اتفاقات في مؤتمرها في الرياض، وكان أهمها التوافق على برنامج سياسي يحدد الثوابت التي يتم الانطلاق منها خلال التفاوض مع النظام، وكذلك الاتفاق على الهيئة العليا التي ستكون المرجع ايضا للمفاوضين. ومن المقرر ان يتفق أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات على أمين عام ومتحدث رسمي باسمها .
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد استقبل ليل أول أمس أعضاء مؤتمر المعارضة السورية. وأكد لهم أن الأمة العربية بحاجة إلى «أن تكون أمة عربية واحدة وأن نكون يدا واحدة «
وجدد تأييد بلاده لوحدة الشعب السوري وعودة الأمن والاستقرار له، وأن تعود سوريا بلدا للخير والاستقرار .
وأظهرت قائمة بأسماء فصائل «مؤتمر الرياض» أن جماعات المعارضة السورية المسلحة ستشكل أكبر مجموعة في هيئة مشتركة للمعارضة ستجري محادثات مع حكومة الرئيس الأسد.
وجمع مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض على مدى يومين أكثر من 100 شخص يمثلون فصائل سياسية ومسلحة اتفقت على العمل معا للإعداد لمحادثات.
وقال الأسد في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية، أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة والسعودية تريدان انضمام ما وصفها بجماعات إرهابية لمحادثات السلام المقترحة من قبل القوى الدولية وإنه – مثل غيره في سوريا – لن يقبل بمثل هذه المحادثات.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال اليوم الثاني من الحوار المتوسطي المنعقد في روما أمس، إن «حكومة وحدة وطنية في سوريا يمكن أن تشكل خلال ستة أشهر».
وقال لافروف: «في غضون ستة أشهر يمكن التوصل إلى نوع من حكومة وحدة وطنية في سوريا، وفق الاتفاقيات التي وقعت مؤخراً في فيينا، شرط أن تكون تلك الحكومة غير طائفية وشاملة، ثم الدعوة إلى انتخابات عامة بعد 18 شهراً».
وأضاف: «إضعاف الإرهابيين والحكومة السورية يعد استراتيجية مشكوكا فيها. فالجيش السوري هو قوة رئيسية لمحاربة الإرهابيين على أرض الواقع، وهذا ما جعل قرار إرسال طائرات روسية لمساعدة دمشق أمراً مهماً».
وفي لندن أمس قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، في كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، إن تردي الأوضاع في سوريا يعود إلى عدم تدخل الدول الغربية في البلاد.
وقال إن التدخل البريطاني في ليبيا، ربما حال دون وقوع أسلحة كيميائية في أيدي تنظيم «الدولة»، مشيرأ إلى أهمية نتائج تسليم القذافي لأسلحته الكيميائية والنووية وقتها.
وأضاف بلير أنه دعا، في وقت سابق، إلى رحيل الأسد عن السلطة في 2011، مضيفا أن من المحتمل أن سقوط القذافي عقب تسليم أسلحته الكيميائية، جعل الأسد يفكر في عدم تسليم مخزونه من السلاح الكيميائي.
المصدر :
القدس العربي/ سليمان نمر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة