من الملاحظ ان مؤتمر فيينا ترافق مع التدخل الجوي الروسي في سوريا مما ساهم في تحسين الوضع الدولي والميداني من الحرب الدائرة في سوريا والاهم ان العمليات التي يقوم بها الجيش السوري في معظم المحافظات السورية تتقدم من حسم الامور لصالح استعادة المزيد من الاراضي لصالح الحكومة من المجموعات الارهابية التي سيطرت على الجغرافيا السورية.

 

في هذه الظروف لا يوجد اي معنى لاي انتصار من قبل المعارضة المعتدلة او المقاتلين الاجانب في سوريا على الرئيس السوري المنتخب من الشعب والذي ما زال يمثل سوريا على المستوى الشعبي والديبلوماسي، وبالرغم من الضغوط الغربية فإن الرئيس بشار الاسد ومن خلال اطار لقاء فيينا سيشكل فرصة تسمح للقوى الدولية من توحيد الجهود لمكافحة الفوضى والذي وصل الى حد تدفق مئات الارهابيين الى اوروبا وعبرها الى العالم مما شكل واقعاً دولياً او ما اصبح متعارف عليه بالتورط الاميركي. إن عدم امكانية التوصل الى حلول في سوريا والعراق سببه عدم التأثير الميداني والاكتفاء بإستخدام الادوات والدول الاقليمية والتي ساهمت بزيادة التوتر والخلاف والتنافس بين الحلفاء انفسهم فنراهم يختلفون على تحديد الارهاب وبالتالي عدم التوافق على اعتبار المجموعات المقاتلة في سوريا بين معارضة معتدلة ومنظمات ارهابية عابرة للحدود، وتشكل لائحة الامارات العربية المتحدة السوداء للمنظمات الارهابية تناقضاً مع لوائح تركيا مثلاً، ومن بين هذه التنظيمات الاخوان المسلمون الذي تصفهم الامارات العربية المتحدة تنظيماً ارهابياً بينما تمجده تركيا ويحتضنه الجار الخليجي دولة قطر، واذا الاختلاف في الشكل فالمضمون اخطر والسؤال كيف يمكن للجيش الحر المصنف معتدل احتضان تنظيم احرار الشام، وتركيا التي اعلنت الحرب على الارهاب وبدأت بقصف مقرات حزب العمال الكردستاني وبعضا لتنظيمات الكردية بينما تستمر بإحتضان “جيش الفتح” ولا تعتبر جبهة النصرة ارهابية فقط لان مصالحها تفرض التعامل بشكل برغماتي مع الارهاب.

 

وربما العلاقة مع اوروبا وبين اعضاء الاتحاد الاوروبي نفسهم تؤشر الى فوضى في التعاطي مع الازمات العابرة للحدود، واذا كان نزيف اللاجئين السوريين والعراقيين وربما الاسيويين والافارقة وسيلة ضغط استخدمها اردوغان بعد فشله في انتخابات حزيران واستمر بدفع الامور مع اوروبا نحو الهاوية حتى عودته في تشرين الثاني، في وقت تستمر اوروبا تعاقب نفسها عبر عقوبات فرضتها على روسيا لم يعرف مصيرها واهدافها بينما الارهاب يتنقل بين العواصم الاوروبية، وعاصمة الاتحاد بلجيكا انتشر الجيش فيها للمرة الاولى بعد الحرب العالمية الثانية كمؤشر على مدى الفوضى وعدم توازن القرارات التي جعلت من الخيارات الاوروبية تخدم مصالح الولايات المتحدة الاطلسية.

 

في المقابل الولايات المتحدة خائفة من تحضير السعودية اسلحة لتسليمها الى منظمات في سوريا يكون لها ارتبطاً مع تنظيم “داعش” وبخاصة اسلحة مضادة للطائرات مما يؤشر الى امكانية اسقاط طائرات عسكرية أميركية تشارك في عمليات التحالف في سوريا والعراق. وهذه المعلومات تؤشر الى بداية الخلاف الجوهري بين السعودية والولايات المتحدة.

 

في وقت تقوم القوات الجوية الروسية بالتعاون مع الجيش السوري والتنسيق مع الجيش العراقي كما ان التنسيق الامني والميداني مع الجانب الايراني موجود، في المقابل لا يوجد اي شريك على أرض المعركة مع الجانب الاميركي بإستثناء بعض الشركاء المفترضين على الورق وبخاصة القوات الديمقراطية السورية، التي تستخدم وسيلة واداة لتسليح الساحة السورية واستمرار الفوضى مع الاشارة ان تأسيس هذه المنظمة كان الهدف منه تغطية إرسال الاسلحة. وبتاريخ 12 تشرين الثاني استطاعت طائرات أميركية من القاء اكثر من 50 طن من الاسلحة للقوات التي تسمى “ديمقراطية” في وقت تؤكد مصادر أميركية متابعة للحرب على داعش ان 70% من هذه الاسلحة اصبح بيد اجماعات الارهابية.

 

أمام هذه الفوضى في العلاقات بين الحلفاء أنفسهم، تتجه العديد من الدول الاوروبية وبشكل غير رسمي لإعادة إحياء العلاقة مع روسيا وعبر تفعيل الحوار بين العاصمة دمشق واقطاب من المعارضة المتنوعة الولاء والخيار، فإن الدول الاوروبية وافقت ضمناً على التدخل العسكري الروسي في سوريا لان وصول موجات من النزوح والدخول غير الشرعي عبر البر والبحر الى قلب الاتحاد الاوروبي هو ازمة وجود وسيدفع العديد من دول شرق اوروبا ومنطقة البلقان الى دراسة العلاقة مع الاتحاد واليات المرور عبر الحدود الوطنية للدول في اطار اتفاقية الشنغن.

 

ما يحدث اليوم في اوروبا يرسم العلاقات الدولية من جديد بعد الحرب العالمية الثانية، لقد وافقت فرنسا والعديد من الدول صُنّاع القرار في الاتحاد الاوروبي على الدور الروسي في المتوسط، والاخطاء في ليبيا سوف تكون فرص في سوريا، ومع بعض الخسائر الجيو-سياسية وعلى مستوى المصالح الاوروبية الغربية فإن الدور الروسي في سوريا رسم حدود الاوراسيا وفي الايام القادمة سيتحول لقاء فيينا الى اطاراً دولياً لتوحيد الجهود للقضاء على الارهاب وحل مشكلة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط من تركيا الى اليونان والبلقان والاهم ان الاتحاد الاوروبي وافق على تفويض الرئيس بشار الاسد القضاء على الارهاب وانقاذ اوروبا من موجة الظلام.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-22
  • 9191
  • من الأرشيف

الإتحاد الأوروبي في خطر… والرئيس الاسد خِيار الأوروبيين

من الملاحظ ان مؤتمر فيينا ترافق مع التدخل الجوي الروسي في سوريا مما ساهم في تحسين الوضع الدولي والميداني من الحرب الدائرة في سوريا والاهم ان العمليات التي يقوم بها الجيش السوري في معظم المحافظات السورية تتقدم من حسم الامور لصالح استعادة المزيد من الاراضي لصالح الحكومة من المجموعات الارهابية التي سيطرت على الجغرافيا السورية.   في هذه الظروف لا يوجد اي معنى لاي انتصار من قبل المعارضة المعتدلة او المقاتلين الاجانب في سوريا على الرئيس السوري المنتخب من الشعب والذي ما زال يمثل سوريا على المستوى الشعبي والديبلوماسي، وبالرغم من الضغوط الغربية فإن الرئيس بشار الاسد ومن خلال اطار لقاء فيينا سيشكل فرصة تسمح للقوى الدولية من توحيد الجهود لمكافحة الفوضى والذي وصل الى حد تدفق مئات الارهابيين الى اوروبا وعبرها الى العالم مما شكل واقعاً دولياً او ما اصبح متعارف عليه بالتورط الاميركي. إن عدم امكانية التوصل الى حلول في سوريا والعراق سببه عدم التأثير الميداني والاكتفاء بإستخدام الادوات والدول الاقليمية والتي ساهمت بزيادة التوتر والخلاف والتنافس بين الحلفاء انفسهم فنراهم يختلفون على تحديد الارهاب وبالتالي عدم التوافق على اعتبار المجموعات المقاتلة في سوريا بين معارضة معتدلة ومنظمات ارهابية عابرة للحدود، وتشكل لائحة الامارات العربية المتحدة السوداء للمنظمات الارهابية تناقضاً مع لوائح تركيا مثلاً، ومن بين هذه التنظيمات الاخوان المسلمون الذي تصفهم الامارات العربية المتحدة تنظيماً ارهابياً بينما تمجده تركيا ويحتضنه الجار الخليجي دولة قطر، واذا الاختلاف في الشكل فالمضمون اخطر والسؤال كيف يمكن للجيش الحر المصنف معتدل احتضان تنظيم احرار الشام، وتركيا التي اعلنت الحرب على الارهاب وبدأت بقصف مقرات حزب العمال الكردستاني وبعضا لتنظيمات الكردية بينما تستمر بإحتضان “جيش الفتح” ولا تعتبر جبهة النصرة ارهابية فقط لان مصالحها تفرض التعامل بشكل برغماتي مع الارهاب.   وربما العلاقة مع اوروبا وبين اعضاء الاتحاد الاوروبي نفسهم تؤشر الى فوضى في التعاطي مع الازمات العابرة للحدود، واذا كان نزيف اللاجئين السوريين والعراقيين وربما الاسيويين والافارقة وسيلة ضغط استخدمها اردوغان بعد فشله في انتخابات حزيران واستمر بدفع الامور مع اوروبا نحو الهاوية حتى عودته في تشرين الثاني، في وقت تستمر اوروبا تعاقب نفسها عبر عقوبات فرضتها على روسيا لم يعرف مصيرها واهدافها بينما الارهاب يتنقل بين العواصم الاوروبية، وعاصمة الاتحاد بلجيكا انتشر الجيش فيها للمرة الاولى بعد الحرب العالمية الثانية كمؤشر على مدى الفوضى وعدم توازن القرارات التي جعلت من الخيارات الاوروبية تخدم مصالح الولايات المتحدة الاطلسية.   في المقابل الولايات المتحدة خائفة من تحضير السعودية اسلحة لتسليمها الى منظمات في سوريا يكون لها ارتبطاً مع تنظيم “داعش” وبخاصة اسلحة مضادة للطائرات مما يؤشر الى امكانية اسقاط طائرات عسكرية أميركية تشارك في عمليات التحالف في سوريا والعراق. وهذه المعلومات تؤشر الى بداية الخلاف الجوهري بين السعودية والولايات المتحدة.   في وقت تقوم القوات الجوية الروسية بالتعاون مع الجيش السوري والتنسيق مع الجيش العراقي كما ان التنسيق الامني والميداني مع الجانب الايراني موجود، في المقابل لا يوجد اي شريك على أرض المعركة مع الجانب الاميركي بإستثناء بعض الشركاء المفترضين على الورق وبخاصة القوات الديمقراطية السورية، التي تستخدم وسيلة واداة لتسليح الساحة السورية واستمرار الفوضى مع الاشارة ان تأسيس هذه المنظمة كان الهدف منه تغطية إرسال الاسلحة. وبتاريخ 12 تشرين الثاني استطاعت طائرات أميركية من القاء اكثر من 50 طن من الاسلحة للقوات التي تسمى “ديمقراطية” في وقت تؤكد مصادر أميركية متابعة للحرب على داعش ان 70% من هذه الاسلحة اصبح بيد اجماعات الارهابية.   أمام هذه الفوضى في العلاقات بين الحلفاء أنفسهم، تتجه العديد من الدول الاوروبية وبشكل غير رسمي لإعادة إحياء العلاقة مع روسيا وعبر تفعيل الحوار بين العاصمة دمشق واقطاب من المعارضة المتنوعة الولاء والخيار، فإن الدول الاوروبية وافقت ضمناً على التدخل العسكري الروسي في سوريا لان وصول موجات من النزوح والدخول غير الشرعي عبر البر والبحر الى قلب الاتحاد الاوروبي هو ازمة وجود وسيدفع العديد من دول شرق اوروبا ومنطقة البلقان الى دراسة العلاقة مع الاتحاد واليات المرور عبر الحدود الوطنية للدول في اطار اتفاقية الشنغن.   ما يحدث اليوم في اوروبا يرسم العلاقات الدولية من جديد بعد الحرب العالمية الثانية، لقد وافقت فرنسا والعديد من الدول صُنّاع القرار في الاتحاد الاوروبي على الدور الروسي في المتوسط، والاخطاء في ليبيا سوف تكون فرص في سوريا، ومع بعض الخسائر الجيو-سياسية وعلى مستوى المصالح الاوروبية الغربية فإن الدور الروسي في سوريا رسم حدود الاوراسيا وفي الايام القادمة سيتحول لقاء فيينا الى اطاراً دولياً لتوحيد الجهود للقضاء على الارهاب وحل مشكلة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط من تركيا الى اليونان والبلقان والاهم ان الاتحاد الاوروبي وافق على تفويض الرئيس بشار الاسد القضاء على الارهاب وانقاذ اوروبا من موجة الظلام.

المصدر : علي الهاشم: الحدث نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة