بعد إبرام الاتفاق النووي مع طهران واعتباره نافذاً، تم دعوة صناع السجاد التبريزي إلى مؤتمر فيينا، كثيرة هي الأطراف التي اعتبرت تلك الدعوة اعترافاً بالدور الإيراني، بعد مرحلة حاول البعض ترويج مزاعم بتنحيتها عن أي مؤتمر أو حل.

حضر الإيرانيون فيينا، وقالوا ما لديهم، تحول اللقاء إلى مواجهة ما بين الفيل الفارسي والبعير الأعرابي "السعودي" والجدل الرئيس هو حول الرئيس الأسد.

تم الاتفاق على عقد مؤتمر آخر، والإيرانيون يضعون في حسبانهم أن مجرد وجودهم في تلك المؤتمرات والمحادثات هو إنجاز سياسي، وفي السياسة من الحذاقة أن يحضر حليفك مؤتمراً أو مفاوضات تتعلق بك، وهذا ما حصل بالضبط بالنسبة لدمشق، فقد كانت إيران في المؤتمر مع روسيا كصمام أمان، على الرغم من محاولات التشويش الكثيرة التي عمدت إليها جهات معادية.

وفي آخر التصريحات والمواقف الإيرانية حول هذا الأمر، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه من الخطأ الإستراتيجي الربطُ بين الأزمة السورية وشخصية رئيس الدولة السورية بشار الأسد، مؤكداً أن الأزمة في سوريا لا تقتصر على قضية شخصية واحدة، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مشددا على ضرورة أن تشمل خطة حل الأزمة السورية بالدرجة الأولى تحرير أراضي البلاد من سيطرة المجموعات الإرهابية.

إذا من وجهة نظر لاريجاني فإن الأولوية الآن في النقاش والمباحثات هي فقط لمحاربة الإرهاب والقضاء على الجماعات الإجرامية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن مستقبل سياسي وانتخابات نزيهة يشارك بها الجميع دون استثناء، الأمر الذي لا توافق عليه الرياض، التي تزعم بأنها لن تقبل بوجود الأسد في المرحلة القادمة، النظام السعودي على استعداد للقبول بالدولة السورية كما هي بمؤسساتها وأجهزتها الموالية حتى للرئيس الأسد، لكنها تشخصن الحرب ضد الأسد وحده، لأن خطابه بعد انتصار المقاومة في العام 2006 المعروف بخطاب أشباه الرجال لا زال ينخر في عظم أمراء آل سعود وباقي حلفائهم من بطون وقبائل الربع الخالي المسماة بالعائلات الحاكمة.

 

بتأني وحذاقة وهدوء أعصاب يقول صانع السجاد التبريزي أنه يجب الاهتمام بمعضلة الإرهاب ، وهو ما يقوله الروس أيضاً، ومن هنا أتى الخلاف في فيينا، لأن محور الجدل هو الرئيس الأسد.

في سياق متصل، قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، أن طهران لن تؤيد أي خطة لتسوية الأزمة في سوريا تتجاهل حكومتها، مؤكداً أن بلاده لا يمكنها ترك الساحة السياسية، إلا أن الحضور في الساحة السياسية وإجراء المحادثات لا يعني التراجع عن أهدافنا المعلنة، لافتاً إلى إن الحكومة السورية قد أثبتت جدارتها بالحضور في الساحة كمدافعة عن حقوق شعبها، ولو جرى الاستفتاء اليوم أيضا فإن الرئيس السوري بشار الأسد سيتقدم على أي مدع آخر.

إذاً فإن وجود طهران في فيينا أو غيره ما هو إلا لضمان عدم تمرير شيء ضد الحليف السوري، قد يكون هناك خلاف في المحادثات مع الأطراف الأخرى وقد لا تخرج بأية حلول أو اتفاقات، لكنها بالتأكيد لن تخرج أيضاً بأية بنود قد تكون مدخلاً لمؤامرة جديدة على الحليف السوري، فضلاً عن أن القناعة السائدة في أروقة القرار والسلطة الإيرانية هي أن الرئيس الأسد هو المستحوذ الأكبر على الشعبية السورية، ومسألة دعم دمشق والوقوف إلى جانب الحليف الأسد باتت أيضاً مسألةً شرعية لأنها أيضاً صادرة عن المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-11-08
  • 5662
  • من الأرشيف

الإيرانيون : الأسد سيتفوق على أي مدّعٍ آخر في الانتخابات الشعبية

بعد إبرام الاتفاق النووي مع طهران واعتباره نافذاً، تم دعوة صناع السجاد التبريزي إلى مؤتمر فيينا، كثيرة هي الأطراف التي اعتبرت تلك الدعوة اعترافاً بالدور الإيراني، بعد مرحلة حاول البعض ترويج مزاعم بتنحيتها عن أي مؤتمر أو حل. حضر الإيرانيون فيينا، وقالوا ما لديهم، تحول اللقاء إلى مواجهة ما بين الفيل الفارسي والبعير الأعرابي "السعودي" والجدل الرئيس هو حول الرئيس الأسد. تم الاتفاق على عقد مؤتمر آخر، والإيرانيون يضعون في حسبانهم أن مجرد وجودهم في تلك المؤتمرات والمحادثات هو إنجاز سياسي، وفي السياسة من الحذاقة أن يحضر حليفك مؤتمراً أو مفاوضات تتعلق بك، وهذا ما حصل بالضبط بالنسبة لدمشق، فقد كانت إيران في المؤتمر مع روسيا كصمام أمان، على الرغم من محاولات التشويش الكثيرة التي عمدت إليها جهات معادية. وفي آخر التصريحات والمواقف الإيرانية حول هذا الأمر، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه من الخطأ الإستراتيجي الربطُ بين الأزمة السورية وشخصية رئيس الدولة السورية بشار الأسد، مؤكداً أن الأزمة في سوريا لا تقتصر على قضية شخصية واحدة، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مشددا على ضرورة أن تشمل خطة حل الأزمة السورية بالدرجة الأولى تحرير أراضي البلاد من سيطرة المجموعات الإرهابية. إذا من وجهة نظر لاريجاني فإن الأولوية الآن في النقاش والمباحثات هي فقط لمحاربة الإرهاب والقضاء على الجماعات الإجرامية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن مستقبل سياسي وانتخابات نزيهة يشارك بها الجميع دون استثناء، الأمر الذي لا توافق عليه الرياض، التي تزعم بأنها لن تقبل بوجود الأسد في المرحلة القادمة، النظام السعودي على استعداد للقبول بالدولة السورية كما هي بمؤسساتها وأجهزتها الموالية حتى للرئيس الأسد، لكنها تشخصن الحرب ضد الأسد وحده، لأن خطابه بعد انتصار المقاومة في العام 2006 المعروف بخطاب أشباه الرجال لا زال ينخر في عظم أمراء آل سعود وباقي حلفائهم من بطون وقبائل الربع الخالي المسماة بالعائلات الحاكمة.   بتأني وحذاقة وهدوء أعصاب يقول صانع السجاد التبريزي أنه يجب الاهتمام بمعضلة الإرهاب ، وهو ما يقوله الروس أيضاً، ومن هنا أتى الخلاف في فيينا، لأن محور الجدل هو الرئيس الأسد. في سياق متصل، قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، أن طهران لن تؤيد أي خطة لتسوية الأزمة في سوريا تتجاهل حكومتها، مؤكداً أن بلاده لا يمكنها ترك الساحة السياسية، إلا أن الحضور في الساحة السياسية وإجراء المحادثات لا يعني التراجع عن أهدافنا المعلنة، لافتاً إلى إن الحكومة السورية قد أثبتت جدارتها بالحضور في الساحة كمدافعة عن حقوق شعبها، ولو جرى الاستفتاء اليوم أيضا فإن الرئيس السوري بشار الأسد سيتقدم على أي مدع آخر. إذاً فإن وجود طهران في فيينا أو غيره ما هو إلا لضمان عدم تمرير شيء ضد الحليف السوري، قد يكون هناك خلاف في المحادثات مع الأطراف الأخرى وقد لا تخرج بأية حلول أو اتفاقات، لكنها بالتأكيد لن تخرج أيضاً بأية بنود قد تكون مدخلاً لمؤامرة جديدة على الحليف السوري، فضلاً عن أن القناعة السائدة في أروقة القرار والسلطة الإيرانية هي أن الرئيس الأسد هو المستحوذ الأكبر على الشعبية السورية، ومسألة دعم دمشق والوقوف إلى جانب الحليف الأسد باتت أيضاً مسألةً شرعية لأنها أيضاً صادرة عن المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي.  

المصدر : عربي برس/ علي مخلوف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة