لقد فرضت المتغيرات في الميدان السوري، التي جاءت لمصلحة الدولة السورية وحلفائها، تخلي الغرب عن فكرة إسقاط هذه الدولة، كذلك تنحي الرئيس بشار الأسد، كشرطٍ أساسيٍ، لبدء أي عملية سياسية لإنهاء الأزمة الراهنة التي تعانيها هذه الدولة، لكن فشل العدوان على سورية وتقدمها بدعمٍ من حلفائها، دفع الولايات المتحدة وباقي دول هذا العدوان الى الذهاب الى العاصمة النمساوية فيينا، والجلوس الى طاولةٍ مستديرةٍ، مع حلفاء دمشق، وفي طليعتهم إيران، كخطوةٍ أولى على طريق الحل السياسي للأزمة، ووقف هذا العدوان، الذي أرهق الشعب السوري اجتماعياً واقتصادياً على مدى نحو خمسة أعوام، بالتالي يمكن أن يشكل “مؤتمر فيينا” قاعدة لبداية حلٍ يرضي مختلف الأفرقاء المعنيين بالأزمة المذكورة.

 ولأنها المرة الأولى الذي ينعقد فيها مؤتمر حول سورية، لايزال البحث في الحل المرتجي في إطارٍ عام ومغلق، ولم يتطرق الى التفاصيل، خصوصاً التفاهم على آلية الحكم في المرحلة المقبلة، وهذا أمر بديهي، كونه المؤتمر الأول من هذا النوع.

 رغم الحضور الروسي والأيراني الفاعل في فيينا، وتمسكهما بوحدة الأراضي السورية، وبالعودة الى استفتاء الشعب السوري بالقرارات المصيرية، لاسيما مسألة اختيار رئيسه وسواها الأمور المتعلقة بشؤون الحكم، غير أن الغموض الذي إكتنف هذا المؤتمر، يبعث على القلق، برأي مصادر في المعارضة السورية، فلا تخفي ريبتها من محاولة الغرب، إدخال بعض الأطراف الأتنية والمذهبية الى “حكومةٍ إنتقالية”، يؤدي ذلك الى تفتيت الدولة السورية في ما بعد، على حد قولها.

 وتحذر المصادر من محاولة فرض شبه وصاية دولية على سورية، وتعتبر أن ذلك لايزال في إطار المحاولات حتى الساعة، ومرهون بسياسة حلفاء دمشق، تحديداً موسكو وطهران، لاسيما استمرارهما في الحفاظ على سيادة الدولة.

 ولاريب أن الإنتشار الروسي على الأراضي السوري في الآونة الأخيرة، خصوصاً في المنطقة الغربية الممتدة من الساحل السوري نحو خط حلب- دمشق الدولي، التي باتت منطقة نفوذ روسي، لمساندة الجيش السوري ودعمه في حربه على الإرهاب، الذي يسهم أيضاً في تعزيز حماية الأمن القومي الروسي، يبدد كل المخاوف من تفتيت سورية، أو فرض وصاية عليها.

 وفي السياق، يرى مراقبون ألا مبرر للمخاوف المذكورة آنفا، مادام هناك تشدد إيراني- روسي بحرية قرار الشعب السوري، وشبه تسليم أميركي بذلك، مؤكدين أن لدى غالبية الشعب حرص على سيادة دولته، فقد اثبتت خمسة أعوام من عمر الأزمة ذلك، من خلال التفاف السواد الاعظم من السوريين حول جيشهم وحكومتهم.

  • فريق ماسة
  • 2015-11-03
  • 11016
  • من الأرشيف

“مؤتمر فيينا” .. هل هو بداية نهاية التعنت؟

لقد فرضت المتغيرات في الميدان السوري، التي جاءت لمصلحة الدولة السورية وحلفائها، تخلي الغرب عن فكرة إسقاط هذه الدولة، كذلك تنحي الرئيس بشار الأسد، كشرطٍ أساسيٍ، لبدء أي عملية سياسية لإنهاء الأزمة الراهنة التي تعانيها هذه الدولة، لكن فشل العدوان على سورية وتقدمها بدعمٍ من حلفائها، دفع الولايات المتحدة وباقي دول هذا العدوان الى الذهاب الى العاصمة النمساوية فيينا، والجلوس الى طاولةٍ مستديرةٍ، مع حلفاء دمشق، وفي طليعتهم إيران، كخطوةٍ أولى على طريق الحل السياسي للأزمة، ووقف هذا العدوان، الذي أرهق الشعب السوري اجتماعياً واقتصادياً على مدى نحو خمسة أعوام، بالتالي يمكن أن يشكل “مؤتمر فيينا” قاعدة لبداية حلٍ يرضي مختلف الأفرقاء المعنيين بالأزمة المذكورة.  ولأنها المرة الأولى الذي ينعقد فيها مؤتمر حول سورية، لايزال البحث في الحل المرتجي في إطارٍ عام ومغلق، ولم يتطرق الى التفاصيل، خصوصاً التفاهم على آلية الحكم في المرحلة المقبلة، وهذا أمر بديهي، كونه المؤتمر الأول من هذا النوع.  رغم الحضور الروسي والأيراني الفاعل في فيينا، وتمسكهما بوحدة الأراضي السورية، وبالعودة الى استفتاء الشعب السوري بالقرارات المصيرية، لاسيما مسألة اختيار رئيسه وسواها الأمور المتعلقة بشؤون الحكم، غير أن الغموض الذي إكتنف هذا المؤتمر، يبعث على القلق، برأي مصادر في المعارضة السورية، فلا تخفي ريبتها من محاولة الغرب، إدخال بعض الأطراف الأتنية والمذهبية الى “حكومةٍ إنتقالية”، يؤدي ذلك الى تفتيت الدولة السورية في ما بعد، على حد قولها.  وتحذر المصادر من محاولة فرض شبه وصاية دولية على سورية، وتعتبر أن ذلك لايزال في إطار المحاولات حتى الساعة، ومرهون بسياسة حلفاء دمشق، تحديداً موسكو وطهران، لاسيما استمرارهما في الحفاظ على سيادة الدولة.  ولاريب أن الإنتشار الروسي على الأراضي السوري في الآونة الأخيرة، خصوصاً في المنطقة الغربية الممتدة من الساحل السوري نحو خط حلب- دمشق الدولي، التي باتت منطقة نفوذ روسي، لمساندة الجيش السوري ودعمه في حربه على الإرهاب، الذي يسهم أيضاً في تعزيز حماية الأمن القومي الروسي، يبدد كل المخاوف من تفتيت سورية، أو فرض وصاية عليها.  وفي السياق، يرى مراقبون ألا مبرر للمخاوف المذكورة آنفا، مادام هناك تشدد إيراني- روسي بحرية قرار الشعب السوري، وشبه تسليم أميركي بذلك، مؤكدين أن لدى غالبية الشعب حرص على سيادة دولته، فقد اثبتت خمسة أعوام من عمر الأزمة ذلك، من خلال التفاف السواد الاعظم من السوريين حول جيشهم وحكومتهم.

المصدر : الماسة السورية/ حسان الحسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة