توفى الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني، بمستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة حيث كان يرقد في مركز رعاية القلب المفتوح منذ منتصف  آب الماضي.

وكان الغيطاني يعاني من ارتشاح في المخ، ومكث على أجهزة التنفس الصناعي مُنذ دخوله المستشفى، الذي نُقل إليه في حالة متأخرة، وذلك بعد أن توقفت عضلات قلبه تمامًا.

للغيطاني أعمال روائية وقصصية لافتة، منها: "الزيني بركات" و"متون الأهرام" و"التجليات" و"حكايات المؤسسة" و"سفر البنيان" و"أوراق شاب عاش ألف عام" و"خلسات الكرى" و"المجالس المحفوظية" وغيرها.

وقد حصل الغيطاني على جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 2005، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007، وترجمت أعماله السردية إلى لغات متعددة.

وهذه واحدة من مقالاته حول الازمة في سورية بتاريخ 6/ 9/ 2013 / جريدة السفير   

 

لماذا لا تعيد الحكومة المصرية العلاقات المقطوعة مع سوريا اليوم وليس غداً؟

 

الحكومة الحالية من المفترض أنها نتاج ثورة يونيو وتعبر عنها، قطع العلاقات تم من قِبَل حكومة المعزول الذي كان يسهل نشر الإرهاب وتثبيت قوائمه في المنطقة، وإرسال المرتزقة الإرهابيين لتدمير بلد عربي عريق، الحكومة الحالية يجب أن تصلح ما أفسده مرسي. قطع العلاقات تم في إطار دعم الإرهاب الذي دمر أكثر من نصف سوريا وشرد مليونين من سكانها، من المهم أن يكون لمصر سفارة في دمشق وسفير طبيعي يتابع اختفاء هذا البلد العظيم العريق، أتمنى ألا يحدث ذلك، ولكنني أرى تحالف الأشقاء على سوريا وتقديم الجامعة العربية الغطاء القانوني والسياسي للإجهاز على ما تبقى من سوريا، من خلال ما تابعناه وشاهدناه يمكن القول إن الثورة أكذوبة، ما من ثورة حقيقية ترتكب هذه المجازر وتدمر الجامع الأموي في حلب والسوق المغطى ومئات الآثار التي تنتمي إلى مختلف العصور في هذا البلد الذي شهد حضارات عريقة متوالية، مجموعة من العصابات الإرهابية مدعومة من قطر وفتاوى القرضاوي تدمر أجمل وأعرق بلد عربي باسم الثورة. الثورة لها أساليب أخرى وطرق أخرى إنسانية وأخلاقية، إنني حزين على الجيوش العربية التي دُمرت ـ العراقي والليبي ـ والتي تُدمر وتستهدف، أتيح لي أن أعيش معارك الجبهة السورية خلال حرب أكتوبر. كنت في الخطوط الأمامية من جبل الشيخ إلى درعا جنوباً، وأحمل للجنود والضباط أجمل الذكريات، حاربوا بشجاعة وبروح عروبية حقيقية، ومنذ بدء استهداف سوريا بهذه الثورة التي تحيط بها أسئلة كثيرة وعلامات استفهام، والجيش السوري يتآكل، إلا أنه ما زال يقاتل دفاعا عن سوريا الوطن وليس النظام، للنظام أخطاء ، حسابها ليس تدمير الجيش السوري تماما ومحو الدولة وتقزيمها، إنني أشك في كل ما قيل عن استخدام الكيماوي، بل هناك دلائل على استخدام هذه القذائف من العصابات الإرهابية للتسريع بالإجهاز على ما تبقى من سوريا الدولة، تقسيم سوريا مقدمة لتقسيم الدول الأخرى كلها. إنها سايكس بيكو أخرى، ولكن التنفيذ يتم عبر الإرهاب. عودة السفير المصري حدث يتسق مع اللحظة الخطيرة التي نمر بها جميعاً، كما أنه موقف أخلاقي وتاريخي. الموقف المصري نبيل، أعلنه القائد العام للجيش، لا مشاركة ولا تنسيق في عمل أجنبي ضد سوريا، أتمنى أن يعلن السفير نبيل فهمي عودة السفير المصري، سوريا تضيع؟ أرجو ألا يتم ذلك، لكن يجب أن تؤكد مصر من خلال موقف واضح جداً أنها لن تؤذي التاريخ أو الجغرافيا.

 

 

 

                                                                           جمال الغيطاني

  • فريق ماسة
  • 2015-10-18
  • 5943
  • من الأرشيف

وفاة الكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني ...وهذا ماقاله حول الازمة في سورية

توفى الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني، بمستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة حيث كان يرقد في مركز رعاية القلب المفتوح منذ منتصف  آب الماضي. وكان الغيطاني يعاني من ارتشاح في المخ، ومكث على أجهزة التنفس الصناعي مُنذ دخوله المستشفى، الذي نُقل إليه في حالة متأخرة، وذلك بعد أن توقفت عضلات قلبه تمامًا. للغيطاني أعمال روائية وقصصية لافتة، منها: "الزيني بركات" و"متون الأهرام" و"التجليات" و"حكايات المؤسسة" و"سفر البنيان" و"أوراق شاب عاش ألف عام" و"خلسات الكرى" و"المجالس المحفوظية" وغيرها. وقد حصل الغيطاني على جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 2005، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007، وترجمت أعماله السردية إلى لغات متعددة. وهذه واحدة من مقالاته حول الازمة في سورية بتاريخ 6/ 9/ 2013 / جريدة السفير      لماذا لا تعيد الحكومة المصرية العلاقات المقطوعة مع سوريا اليوم وليس غداً؟   الحكومة الحالية من المفترض أنها نتاج ثورة يونيو وتعبر عنها، قطع العلاقات تم من قِبَل حكومة المعزول الذي كان يسهل نشر الإرهاب وتثبيت قوائمه في المنطقة، وإرسال المرتزقة الإرهابيين لتدمير بلد عربي عريق، الحكومة الحالية يجب أن تصلح ما أفسده مرسي. قطع العلاقات تم في إطار دعم الإرهاب الذي دمر أكثر من نصف سوريا وشرد مليونين من سكانها، من المهم أن يكون لمصر سفارة في دمشق وسفير طبيعي يتابع اختفاء هذا البلد العظيم العريق، أتمنى ألا يحدث ذلك، ولكنني أرى تحالف الأشقاء على سوريا وتقديم الجامعة العربية الغطاء القانوني والسياسي للإجهاز على ما تبقى من سوريا، من خلال ما تابعناه وشاهدناه يمكن القول إن الثورة أكذوبة، ما من ثورة حقيقية ترتكب هذه المجازر وتدمر الجامع الأموي في حلب والسوق المغطى ومئات الآثار التي تنتمي إلى مختلف العصور في هذا البلد الذي شهد حضارات عريقة متوالية، مجموعة من العصابات الإرهابية مدعومة من قطر وفتاوى القرضاوي تدمر أجمل وأعرق بلد عربي باسم الثورة. الثورة لها أساليب أخرى وطرق أخرى إنسانية وأخلاقية، إنني حزين على الجيوش العربية التي دُمرت ـ العراقي والليبي ـ والتي تُدمر وتستهدف، أتيح لي أن أعيش معارك الجبهة السورية خلال حرب أكتوبر. كنت في الخطوط الأمامية من جبل الشيخ إلى درعا جنوباً، وأحمل للجنود والضباط أجمل الذكريات، حاربوا بشجاعة وبروح عروبية حقيقية، ومنذ بدء استهداف سوريا بهذه الثورة التي تحيط بها أسئلة كثيرة وعلامات استفهام، والجيش السوري يتآكل، إلا أنه ما زال يقاتل دفاعا عن سوريا الوطن وليس النظام، للنظام أخطاء ، حسابها ليس تدمير الجيش السوري تماما ومحو الدولة وتقزيمها، إنني أشك في كل ما قيل عن استخدام الكيماوي، بل هناك دلائل على استخدام هذه القذائف من العصابات الإرهابية للتسريع بالإجهاز على ما تبقى من سوريا الدولة، تقسيم سوريا مقدمة لتقسيم الدول الأخرى كلها. إنها سايكس بيكو أخرى، ولكن التنفيذ يتم عبر الإرهاب. عودة السفير المصري حدث يتسق مع اللحظة الخطيرة التي نمر بها جميعاً، كما أنه موقف أخلاقي وتاريخي. الموقف المصري نبيل، أعلنه القائد العام للجيش، لا مشاركة ولا تنسيق في عمل أجنبي ضد سوريا، أتمنى أن يعلن السفير نبيل فهمي عودة السفير المصري، سوريا تضيع؟ أرجو ألا يتم ذلك، لكن يجب أن تؤكد مصر من خلال موقف واضح جداً أنها لن تؤذي التاريخ أو الجغرافيا.                                                                                  جمال الغيطاني

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة