لفت السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين إلى "أنّ الوضع في لبنان مرتبط بالأوضاع الإقليمية، فما يحدث في المنطقة لا يسمح بالانتخابات الرئاسية في الوقت الراهن، لذلك أرجو أن يتمتع الشعب اللبناني بصبر، وهذا يجعلني أتعاطف معه. فهو يعاني من أزمة النفايات ومن مشاكل اقتصادية واجتماعية لكن هذا هو الواقع".

ووضع السفير الروسي خلال حديث لصحيفة "البناء" الكلام عن مبادرة روسية لإجراء الانتخابات الرئاسية في إطار الشائعات والتي ما أكثرها في هذه الأيام، فالانتخابات الرئاسية برأيه شأن داخلي لبناني، على الأطراف اللبنانيين أن يتفقوا على اختيار الأنسب ونحن نشجع اللبنانيين على الاتفاق وندعم ما يختارونه.

واشار الى إنّ لبنان "بلد التوازنات ولا نستطيع على الإطلاق فرض رئيس ولا يوجد لدينا نية بذلك، ولا نرى فائدة من ذلك. نحن ناقشنا مَن هو الرئيس القوي في لبنان، ولم أتوصل حتى الآن إلى قناعة ماذا يعني ذلك. أنا لا أجيب على هذا السؤال بسبب تعدّد المواصفات والألقاب من القوي إلى الوفاقي والتوافقي والوسطي".

وتابع: "نسمع دائماً أنّ العماد ميشال عون هو الرئيس القويّ وأنّ الوزير جان عبيد هو الرئيس التوافقي، لكن لن أقول لمن أرتاح من المرشحين، لديّ علاقات جيدة مع الجميع بغض النظر عن أنني اختلف في النظرة إلى الأزمة السورية مع رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط الذي أعلن أنه ضدّ تدخل "القيصر الروسي" في سوريا".

وفي الشأن السوري أكد أنّ "الروحانية والاعتبارات الجيوسياسية هي الدافع الأول للتدخل الجوي الروسي في سوريا"، مشيراً إلى أنه "اقتنع أكثر فأكثر بعد الأحداث الأخيرة بأنّ الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الذي يجب أن يكون رئيساً لسورية خلال المرحلة الانتقالية"، لافتاً إلى "أننا نريد الوصول الى تسوية سياسية تبقي سوريا الدولة العلمانية".

اضاف يجب أن تعترف جميع الدول الإقليمية والغربيةأنّ الخطر الإرهابي في سورية لن يقتصر على سورية إنما هو خطر على آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وأوروبا وحتى على الولايات المتحدة. ومن المفترض أن تكون مواقف هذه الدول على مستوى عال من المسؤولية، لكن البند الأول في أجندتها كان إسقاط الأنظمة، وغارات التحالف الدولي ضدّ "داعش" وضعت جانباً المجموعات الإرهابية الأخرى كلّها في سورية، بهدف حجب الأنظار عن التنظيمات الإرهابية الأخرى من "جبهة النصرة" إلى "جيش الفتح" وغيرها المئات من المجموعات الإرهابية تحت مسمّيات مختلفة وتقويتها وحصر الإرهاب بـ"داعش". فهؤلاء يريدون تشويه الأحداث، في حين أننا نعلم أنّ الإرهاب يعود إلى تنظيم "القاعدة" الذي نعلم من كان وراءه منذ اليوم الاول، لذلك نؤكد انّ مكافحة الإرهاب عمل متكامل لا ينحصر فقط بتسمية معينة، ونحن نناضل ضدّه منذ عشرات السنين".

  • فريق ماسة
  • 2015-10-18
  • 14659
  • من الأرشيف

زاسبيكين: ما يحدث بالمنطقة لا يسمح بالانتخابات الرئاسية بالوقت الراهن

لفت السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين إلى "أنّ الوضع في لبنان مرتبط بالأوضاع الإقليمية، فما يحدث في المنطقة لا يسمح بالانتخابات الرئاسية في الوقت الراهن، لذلك أرجو أن يتمتع الشعب اللبناني بصبر، وهذا يجعلني أتعاطف معه. فهو يعاني من أزمة النفايات ومن مشاكل اقتصادية واجتماعية لكن هذا هو الواقع". ووضع السفير الروسي خلال حديث لصحيفة "البناء" الكلام عن مبادرة روسية لإجراء الانتخابات الرئاسية في إطار الشائعات والتي ما أكثرها في هذه الأيام، فالانتخابات الرئاسية برأيه شأن داخلي لبناني، على الأطراف اللبنانيين أن يتفقوا على اختيار الأنسب ونحن نشجع اللبنانيين على الاتفاق وندعم ما يختارونه. واشار الى إنّ لبنان "بلد التوازنات ولا نستطيع على الإطلاق فرض رئيس ولا يوجد لدينا نية بذلك، ولا نرى فائدة من ذلك. نحن ناقشنا مَن هو الرئيس القوي في لبنان، ولم أتوصل حتى الآن إلى قناعة ماذا يعني ذلك. أنا لا أجيب على هذا السؤال بسبب تعدّد المواصفات والألقاب من القوي إلى الوفاقي والتوافقي والوسطي". وتابع: "نسمع دائماً أنّ العماد ميشال عون هو الرئيس القويّ وأنّ الوزير جان عبيد هو الرئيس التوافقي، لكن لن أقول لمن أرتاح من المرشحين، لديّ علاقات جيدة مع الجميع بغض النظر عن أنني اختلف في النظرة إلى الأزمة السورية مع رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط الذي أعلن أنه ضدّ تدخل "القيصر الروسي" في سوريا". وفي الشأن السوري أكد أنّ "الروحانية والاعتبارات الجيوسياسية هي الدافع الأول للتدخل الجوي الروسي في سوريا"، مشيراً إلى أنه "اقتنع أكثر فأكثر بعد الأحداث الأخيرة بأنّ الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الذي يجب أن يكون رئيساً لسورية خلال المرحلة الانتقالية"، لافتاً إلى "أننا نريد الوصول الى تسوية سياسية تبقي سوريا الدولة العلمانية". اضاف يجب أن تعترف جميع الدول الإقليمية والغربيةأنّ الخطر الإرهابي في سورية لن يقتصر على سورية إنما هو خطر على آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وأوروبا وحتى على الولايات المتحدة. ومن المفترض أن تكون مواقف هذه الدول على مستوى عال من المسؤولية، لكن البند الأول في أجندتها كان إسقاط الأنظمة، وغارات التحالف الدولي ضدّ "داعش" وضعت جانباً المجموعات الإرهابية الأخرى كلّها في سورية، بهدف حجب الأنظار عن التنظيمات الإرهابية الأخرى من "جبهة النصرة" إلى "جيش الفتح" وغيرها المئات من المجموعات الإرهابية تحت مسمّيات مختلفة وتقويتها وحصر الإرهاب بـ"داعش". فهؤلاء يريدون تشويه الأحداث، في حين أننا نعلم أنّ الإرهاب يعود إلى تنظيم "القاعدة" الذي نعلم من كان وراءه منذ اليوم الاول، لذلك نؤكد انّ مكافحة الإرهاب عمل متكامل لا ينحصر فقط بتسمية معينة، ونحن نناضل ضدّه منذ عشرات السنين".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة