دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في الوقت الذي يقال إن هناك تحضيرات دولية لمؤتمر يجمع كل الأطراف والقوى اليمنية لم تحدد بدقة فترة ومكان انعقاده بعد، ولكن هناك مؤشرات تؤكد أنه سيكون في الفترة الممتدة حتى 11من تشرين أول ، والمكان المتوقع لانعقاده هو العاصمة العمانية مسقط ،هذا المؤتمر المزمع عقده لا يمكن التعويل كثيرآ، فالواضح أنّ هذا المؤتمر لن يتمكن من تحقيق أي إنجازات في ظلّ غياب رؤية يمنية رئيسية وموحدة لطبيعة الحل ، كما أن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة ببعض القوى اليمنية وهم "حزب الإصلاح الإخواني ومؤيدو هادي" وداعموهم وتمسكهم بالشروط نفسها التي أفشلت المؤتمرات السابقة، وقد كان مؤتمر الحوار الوطني الذي أفرز اتفاق "السلم والشراكة الوطنية" الذي عقد العام الماضي شاهداً على مهزلة سياسية وأخلاقية، إذ اتضح أنّ المطلوب، من وجهة نظر هذه القوى، هو تسليمها واحتكارها للسلطة.
وفي زحمة الأحاديث والتحليلات والتصريحات عن إحياء مؤتمرات خاصة لحلّ الأزمة والحرب العدوانية المفروضة على الدولة اليمنية، تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الحرب على الدولة اليمنية وما تبعها من تغيير في قواعد الاشتباك، يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من طرفي المعادلة اليمنية أو طرف واحد، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة.
ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويلة وصعبة ومعقدة، ستبقي اليمن في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.
فقد تعلمنا من التاريخ دروساً بأنّ أزمات دولية إقليمية محلية مركبة الأهداف، كالحرب العدوانية التي تدار حالياً ضدّ اليمن، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب. وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.
واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في اليمن وتدهور أمن المنطقة ككلّ، وهذا ما تعيه بعض القوى الوطنية اليمنية بشكل واضح أنصار الله وحلفاؤهم والكثير من القوى الوطنية
ختاماً، من كلّ ما تقدم نستنتج أنّ جميع هذه المؤتمرات لا يمكن التعويل عليها، كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: ماذا بعد كلّ هذه المؤتمرات؟ وماذا سيستفيد اليمنيون الذين هم في وسط هذه الحرب العدوانية ويتحملون كلّ تداعياتها من هذه المؤتمرات؟وهل يمكن بالفترة القادمة أن نرى تغيرآ ما ينتج حالة من التوافق بين القوى اليمنية تحت ضغط دولي ما ،سنترك هذه الاسئلة معلقة ،ونترك الجواب لمجريات ومتغيرات القادم من الأيام لعله يعطينا جوابآ إيجابيآ يخلص اليمن من آثار هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في اليمن ،واسقطت الكثير من أقنعة قوى العدوان على اليمن ..
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة