دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم أعرف الكراهية قط .. ولكني أيضا لم أعلم قلبي أن يحب من غرز سكينا في قلبه ومخرزا في عينه .. وتعودت أن تبقى ذروة في روحي شاهقة لاتصل اليها الرحمة ولا الغفران ..
حتى لو أراد السيد المسيح الوصول اليها لما أوصلته ولمنعته عنها .. وأدرت للعالم كل الخدود الا خدي الذي ضربه من كان على تلك الذروة .. حيث الخونة والعملاء .. ولذلك اذا أردتم التخلص من طعم الكراهية في نفوسكم وأرواحكم فعليكم بالقصاص من خونة الأوطان .. ومن لم يتعلم القصاص منهم فانه سيعلم قلبه الكراهية .. لأن الكراهية تنمو في القلوب التي لاترتاح والتي لاتعرف مذاق العدالة الأرضية ..
سيكون منتهى العبث أن نتخلى عن مبدأ القصاص الوطني من الخونة الذين سفكوا الدم .. دون انتظار القصاص الالهي ..لأن العدالة الالهية لاتكفي لانصاف خائن .. ولكن العدالة الوطنية يجب أن تلاحق كل من شارك في جريمة في الوطن كي يكون في القصاص درس لأجيال قادمة .. هؤلاء الذين يقصفون السكان الآمنين في حلب ودمشق ويقتلون الناس باسم الثورة لاأدري كيف يفسرون ويبررون عشوائية قنابل جهنم وقذائف الهاون .. الغريب أنهم قالوا انهم يريدون تسليح الثورة لحماية المدنيين والشعب الذي يقتله نظام سفاح لايرحم .. ولكنهم صاروا يقتلون الناس الذين من المفروض أنهم الشعب الذي جاؤوا لحمايته والشعب الذي يبترض أنه يريدهم .. ويقتلون ويهدمون بيوت الشعب الذي جلبوا السلاح والمجاهدين من كل الدنيا لحمايته .. والسؤال هو: ان كان النظام مجرما ويقتل المدنيين فلماذا تمارسون الشيء ذاته؟؟ لتهجير الناس؟؟ لارغام الناس على حبكم؟؟ للثأر أو الضغط على النظام؟؟ أم أن الأوامر التركية والسعودية هي الأوامر؟؟
نعرف جميعا أن هذه الحرب ستضع أوزارها وأن مشروع التغيير في سورية انتهى .. وأن البقاء لمشروعها الوطني الذي يتلاحم مع عالم جديد منبثق من محور انفصل تماما عن محور أميريكا .. ولكن هل يظن خائن واحد أو قاتل واحد أننا سننزله يوما عن تلك الذروة التي لاتصلها الرحمة أبدا ؟؟ هل يعتقد واهم واحد أن الحرب وان طالت أنه سينعم بحياة آمنة عندما يفر الى الغرب ويترك خلفه ماضيه الدموي ؟؟
ان منتهى العبث أن نعرف أشخاصا شاركوا في جرائم كبيرة في سورية بحجة الثورة .. نراهم اليوم يتجولون في شوارع أوروبة يلتقطون الصور التذكارية وهم يحملون صفة لاجئين مثلا أو أن بعضهم ممن سرق المعامل السورية وقتل ليتاجربأعضاء البشر وصار ثريا يتمتع برصيد مالي ضخم أننا سنتركه يهنأ بثروته .. ان ملاحقة هؤلاء الأشخاص قانونيا وعبر الانتربول الدولي يجب أن يتم من خلال تخصيص فريق متابعة تابع لاحدى الوزارات ذات الشأن مثل وزاتي الداخلية والخارجية أثناء وبعد الحرب .. وتخصيص ميزانية لمثل هذه الملاحقات لاستلام المجرمين وفق القانون الدولي وقوانون مكافحة الارهاب التي تزخر بها القوانين الاوروبية .. وهناك عشرات الطرق التي سيتولاها مواطنون سوريون وطنيون مقيمون في الغرب ويملكون المال والتبرعات لتحريك دعاوى جنائية وارهابية بحق هؤلاء الذين امتلأت ملفاتهم بالأدلة والقرائن والصور والوثائق القاطعة ..
هذا الأمر يجب العناية به جدا من أجل أن يكون درسا للأجيال اللاحقة بأن من يخون وطنه ويمارس العنف بحق المواطنين ويتسبب في وقوع ضحايا لايمكن أن يترك دون أن يحضر الى العدالة أو تحضر العدالة اليه وستصل اليه العقوبة حيث يكون ولو في آخر زاوية من الكون .. وأن صفة اللجوء أو التخفي خلف الأقنعة وفي عناوين ضائعة لاتعفيه ولاتحميه .. وأنه لايمكن أن ينعم بحياة آمنة مع عائلته في الغرب وكأن شيئا لم يكن وقد ترك خلفه دماء ضحايا تسأل عن القاتل وأيتاما تبحث عن معيل وقلوب أمهات تبكي ..
كل من ارتكبوا جريمة ويعتقدون أن عند الضرورة يمكن أن يفروا الى خارج البلاد يجب أن يكون لهم ملفات للملاحقة الخارجية سواء باستلامهم بشكل رسمي ليخضعوا لمحاكمة عادلة تحت سقف القانون السوري ضمن اتفاقات دولية لتبادل المجرمين أو ملاحقتهم قضائيا في محاكم تلك الدول التي لاتوجد بيننا وبينها اتفاقات من هذا النوع للزج بهم في السجون الاوروبية كأشخاص خطرين مرتبطين بنشاطات ارهابية ..
فقد صارت صور هؤلاء القتلة تملأ الدنيا وهم في المنتزهات والشوارع الاوروبية بعد أن كانت صورهم وهم يرتدون بزات داعش وجبهة النصرة والجيش الحر ويلوحون بالسلاح والسكاكين في شوارع المدن السورية .. وبعضهم التقط صورا وهو يقتل أو يغسل يديه بدماء الناس والضحايا ولكنه يستجم اليوم في سويسرا وكأنه بابا نويل ..
وهناك أشخاص بعينهم يجب أن تكون هناك أولوية لاستردادهم أو محاكمتهم فمثلا لايمكن أن نترك الضابط الخائن الذي سلّم مدينة حلب للمسلحين يعيش بأمان في الغرب .. فهذا الرجل الذي اشاعت عنه المخابرات التركية أنه تمت تصفيته بعد تسليمه حلب وصلت تقارير تقول ان اشاعة موته خدعة تركية لأنه شوهد في مقاهي وشوارع مدينة اسكندنافية يسير بأمان بعد ان أقنع الناس أنه مات وانتهى .. وهو يتلذذ بالرشوة المالية التي تقاضاها تحت قناع الموت ولكنها تسبب حتى هذه اللحظة بوفاة آلاف الحلبيين المدنيين بتعاونه مع جهة ارهابية وفق تصنيف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ..
لانستطيع أن نطلب من الدولة تنفيذ حق الاعدام بهم أو تنفيذ عمليات تصفية في الخارج كما تفعل أجهزة مخابرات الدول الغربية أو كما تفعل الموساد مع خصومها وتطبيق العدالة التي ترتئيها قيادة الموساد .. لأننا دولة تلتزم "علنا" على الأقل بالقوانين الدولية ونرفض مبدأ التصفيات والعمليات القذرة ..
الكثير من المجرمين الذين قتلوا الناس صاروا يدركون أن المعركة ان عاجلا أم آجلا ستنتهي لصالح الدولة وأنهم سيحاكمون على كل جريمة .. وهذا هو سبب اصرارهم على المضي في القتال .. ووجودهم الآن في الخارج مرده اليأس من النصر والبدء بالتفكير بشكل عملي للنجاة بالروح لبدء حياة جديدة تعلن قطيعة مع الماضي .. ولكن هناك قتلة في كل يوم نعرف وجوها جديدة منهم وهم يظنون أن القصاص لن ينالهم لأن دروب الغرب معبدة لهم كما فعل غيرهم .. ولكن الدم الذي تركوه خلفهم لن يسكت .. وسيسافر ويتمدد ويعبر الحدود ويسبح في البحر ويصل الى بيوتهم الآمنة ويدخل من تحت الباب ليوقظهم ليلا ويمنعهم من النوم ويضع يده الحمراء على وجوههم وفي عيونهم وعلى ثيابهم وجدرانهم وعلى اسماء أبنائهم ليكونوا معروفين بأبناء القتلة .. انها رحلة الدم .. ونحن من يجب أن ينهض برحلة الدم المبارك لتلاحق كل من خان ..
الضباط النازيون الذين اتهموا أنهم شاركوا في ماسمي بالهولوكوست أو في اعتقال اليهود في معسكرات لوحقوا في كل مكان وأحضر كثير منهم الى محاكمات في العالم ويعضهم أتي به الى فلسطين المحتلة (اسرائيل) ليحاكم وهو في عمر الثمانين وأحيانا ذرّف على التسعين دون أن تراعى شيخوخته ..
وهؤلاء النازيون السوريون الذي أحرقوا وقتلوا واغتصبوا بوحشية وقصفوا المدن والآمنين وبرروا تلك الهمجية يجب أن تبقى ملفاتهم مفتوحة لاتموت .. وأن يتم البحث عنهم في كل العالم .. فالحرب على سورية ستضع أوزارها يوما .. وستعود العلاقات الدولية كما كانت .. ولكن هؤلاء ليسوا ملكا لمفاوضين ولا للدولة ولا للمصالحة التي تصالح متقاتلين في معركة يتواجهون بالسلاح على مبدأ سلم سلاحك وخذ محاكمة عادلة ..
هؤلاء الخونة الهاربون يجب أن يلاحقوا حتى آخر يوم من أعمارهم .. وأن يؤتى بهم ولو كانوا في عمر التسعين .. كي تكون لنا رسالة للدم الذي يهيم على وجهه باحثا عن قاتليه فيرتاح .. وكي تكون رسالة لجيل قادم سيعلم أن لامنجاة من العقاب مهما طال الزمن .. وأن من يرتكب جريمة باسم الثورة فانه سيعيش معها الكوابيس حتى تصل اليه العدالة ولو في آخر يوم من العمر ..
تذكروا ألا تتعلموا الكراهية أبدا .. بل تعلموا أن تبقى في نفوسكم ذروة شاهقة لايصل اليها الغفران والرحمة والعفو .. لايجلس فيها الا الخونة والعملاء وقتلة الأوطان .. وان لم تفعلوا ذلك تعلمتم الكراهية التي تغزو قلوبكم التي لم تذق طعم القصاص والعدالة .. والويل لمن ابتلي بلوثة الكراهية ..
المصدر :
نارام سرجون
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة