كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات والتسريبات والتوقعات الاعلامية والصحفية مطلقة العنان للكثير من التكهنات بنوايا روسيا الحقيقية من الدعم العسكري لسوريا خصوصا بعد مرور اكثر من اربع سنوات ونصف على بدء الازمة في سوريا.

من المؤكد ان شيئا ما تبدل تنبهت له القيادة الروسية، مستشعرة بخطر الارهاب الذي لن يكون  مقتصرا على سوريا فقط بل سيصيب امن روسيا الاستراتيجي ويهدد دورها في المنطقة.

في زيارته الاخيرة الى روسيا وقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليقول ان الرئيس بشار الاسد لن يكون له اي دور في مستقبل سوريا وسيرحل اما بعملية سياسية واما بعمل عسكري.

وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي كان حاضرًا للمؤتمر الصحفي المشترك مع الجبير، تمتم بكلمات تنم عن الغضب الشديد من موقف وزير الخارجية السعودي.

فور الانتهاء من المؤتمر الصحفي الشهير، عقد اجتماع على مستوى المسؤولين والمستشارين الروس في اجهزة المخابرات الخارجية، وبعد جلسات متعددة خصصت لدراسة وتحليل التقارير والمعطيات، تأكد ان امرا ما بغاية الخطورة تم الاعداد له ضد سوريا والهدف هذه المرة سيكون العاصمة السورية دمشق.

لم تمض 48 حتى بدأت الامور تتكشف، وترجمت بهجوم منظم من الجبهة الجنوبية وبتوجيه مباشر من غرفة (الموك) Military Operations Center مركزها  الاردن و بمساعدة العدو الاسرائيلي وتركيا وقطر والسعودية وأميركا وبريطانيا بهدف خرق صفوف الجيش العربي السوري باتجاه العاصمة تحت اسم (عاصفة الجنوب).

لكن المفاجأه كانت بانتظار المتآمرين حيث افشل الجيش العربي السوري وبالتنسيق مع المقاومه والدفاع الوطني اربع هجمات شرسة من الجبهة الجنوبية.

في هذا الوقت، خرج وزير الخارجية الأميركية جون كيري  ليردد من واشنطن نفس الموقف الذي ادلى به عادل الجبير.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى جانب المعرض السنوي للسلاح الروسي يستقبل ملك الاردن ونائب حاكم الامارات العربية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسمعوا كلاما واضحا من الرئيس الروسي بوتين مفاده ان لاسقوط للرئيس بشار الاسد، لا سقوط للدولة والجيش السوري لان البديل سيكون الارهاب، وهذا الارهاب لن يقتصر على الجغرافيا السورية، واذا لم نتعاون لمحاربته فعلياً وباسرع وقت فان هذا الارهاب سنجده في شوارعنا اي في شوارع مصر والسعودية والاردن ودول الخليج وحتى في شوارع موسكو ذاتها.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقط ما سمع وعمل على تنفيذ توصية روسية بضرورة التقارب والتعاون مع سوريا لمكافحة الارهاب القادم الذي لن يستثني احدا.

لاحظوا ماذا حصل.

بعد فشل المخطط من الجبهة الجنوبية، استنفر وزير الخارجية التركية كما استنفر الجيش وسلاح الجو التركي بهدف انشاء منطقة امنة في الشمال السوري و بدعم قطري سعودي أميركي فرنسي اسرائيلي واضح يكون لتركيا فيها الكلمه الفصل وموطئ قدم تمهيدا لاعادة الحلم العثماني الاخواني.

رسائل روسية إيرانية سرية ارسلت لانقرة مفادها ان اي عمل عسكري من جانب تركيا تجاه الشمال السوري سيواجه وبنفس الحجم.

ارتدعت تركيا عن القيام باي تحرك عسكري تجاه الاراضي السورية، لكنها بررت تحركها بانه يهدف الى محاربة تنظيم "داعش" الذي بات يهدد امنها مع العلم ان تركيا نفسها هي من سهل لـ"داعش" التوسع والتسلح للاستفاده منه بتحقيق الحلم التركي.

تم افشال مشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري وعندما ادركت تركيا الفشل في تحقيق المؤامرة تم الانتقال الى المرحلة التالية.

وقف زعيم حزب التنمية والعدالة احمد داوود اوغلو يخاطب جماهير الحزب تمهيدا للانتخابات المبكرة في تركيا وبلغة الانتقام قائلاً، "حاولنا اقناع العالم بضرورة انشاء منطقة امنة مع حظر جوي في الشمال السوري لكن لم يسمعنا احد من العالم".

النتيجه كانت ان ان تركيا وبالاتفاق مع أميركا والسعودية وقطر وفرنسا واسرائيل اتخذوا قرارا بلعب ورقة اللاجئين السوريين  حيث اعطيت الاوامر بفتح ابواب المخيمات بعد اربع سنوات وسبعة اشهر من ممارسة الحصار ومنع السوريين من مغادرة المخيمات في تركيا  وسمحوا لمافيا تهريب اللاجئين بالمتاجرة بحياتهم وتشجيعهم على ركوب قوارب غير صالحة  ليبتلعهم البحر وتتقاذفهم الامواج وينتهي بهم الامر جثثاً هامدة منتفخة على شواطئ البحور.

يبقى ان نعرف الهدف من انتقاء اللعب بورقة اللاجئين السوريين.

اتفقت تركيا وأميركا وقطر والسعودية واسرائيل على تنفيذ خطة جهنمية تقضي باستنهاض الراي العام في اوروبا وأميركا عن طريق استعمال الميديا وتسليط الاعلام الاوروبي والأميركي بمساندة واضحة من بعض الاعلام العربي الذي ردد كالببغاء جملة واحدة بالارتكاز على مأساة اللاجئين السوريين (هربا من بطش النظام وبراميله المتفجرة).

ظن البعض في اوروبا وأميركا وبعض دول الخليج ان استنهاض الرأي العام في اوروبا تحت مسميات حقوق الانسان وحق اللجوء وحق الهرب وحق الحياة للنازحين السوريين سيفتح الافاق  للقيام بعمل عسكري مشترك من أميركا واسرائيل واوروبا وبدعم بعض دول الخليج التي تكفلت بدفع التكاليف تحت مسمى (ضرورة انهاء مأساة السوريين). بذلك يكون الفضاء والبحر والارض مسرحا مفتوحا للقضاء على النظام السوري ويتحقق قول عادل الجبير عندما قال اما بعملية سياسية واما بالعمل العسكري.

ادركت روسيا الامر وامرت بارسال سرب من طائرات سوخوي الحديثة بالتزامن مع تصريح لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث قال اننا ندعم وحدة سوريا النظام وندعم الرئيس السوري بشار الاسد.

استتبع الموقف الروسي بارسال المزيد من الاسلحة الروسية المتطورة الى سوريا.

سيرغي لافروف في هذه الاثناء قال ان روسيا لن تسمح بسقوط سوريا نظاما ورئيسا وان الحل في سوريا يكون عبر العملية السياسية وان اجتماع موسكو 3  يجب ان يكون منطلقا صالحا للتسوية السياسية والعنوان الرئيسي هو  وجوب مكافحة الارهاب.

الرئيس الروسي بوتين ضرب من جديد عندما قال انه حصل على ضمانات وموافقة من الرئيس السوري باجراء انتخابات نيابية مبكرة والعمل على تأليف حكومة ائتلاف مع بعض الصلاحيات  وان العمل والتعاون مع الرئيس السوري المنتخب من شعبه امر ضروري لا مفر منه..

الرئيس السوري لم يتأخر بالرد بقلب الطاولة على اصحاب المؤامرة، مطلقا رصاصة الرحمة على مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا عشية وصوله الى دمشق عندما صرح لوكالة انترفاكس الروسية، حيث قال ان لا امكانية لاي حل سياسي في سوريا قبل القضاء على الارهاب وتجفيف منابع الدعم لهذا الارهاب وان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمتلك الكلمة الفصل لمناقشة مستقبل سوريا.

في هذا الوقت، بثت بعض وسائل الاعلام الأميركية والأوروبية صورًا من الاقمار الاصطناعية تبين انشاء قاعدة روسية جديدة في الشمال السوري.

واشنطن اعلنت عن قلقها من الدعم الروسي لسوريا.

روسيا ترد مرة اخرى، "لن نسمح بسقوط سوريا ولن نعيد الخطأ الذي ارتكب في ليبيا والعراق، هذه المره سوريا خط وسجادة وعلم احمر".

لغط في الخطاب السياسي والعسكري فاسرائيل تقول ان الوجود الروسي سيغير اوراق اللعبة، أميركا تقول التواجد العسكري الروسي في سوريا سيزيد الامر تعقيدا و مصيره الفشل، بعض العرب سوقوا لفكرة ان الروس قرروا دخول سوريا للقتال الى جانب القوات السورية لمساندة النظام السوري الايل للسقوط ومنعه من الانهيار.

لم يتأخر الرد مرة اخرى وهذه المرة على لسان وزير الخارجية السورية وليد المعلم  حين صرح للصحافة ان لا وجود لقوات روسية مقاتلة على الاراضي السورية بل هناك مستشارون وهيئة تدريب على الاسلحة المتطورة، إلا أنّه أضاف: "اذا ما احتاج الامر سنطلب من روسيا ارسال قوات روسية للقتال في سوريا لكن قواتنا تسيطر على الوضع".

الرد الروسي جاء سريعا مبديا استعداد روسيا لتلبية حاجات سوريا من قوات للقتال اذا ما تقدمت سوريا بطلب رسمي الينا، كلام صدر عن الناطق باسم الكرملين الروسي.

اذاً بعد كل ما تم عرضه نستنتج الاتي،

فشل كل المحاولات وباءت بالفشل ابتداء من الهجوم على جبهة الجنوب وفشل تركيا واعوانها باقامة المنطقة الامنة او العازلة في الشمال السوري واخيرا فشل اللعب بورقة اللاجئين السوريين لاستنهاض الراي العام الاوروبي ليكون مبررا  للقيام بعمل عسكري ضد سوريا.

روسيا قالت كلمتها وصرخ الدب الروسي الذي سمع صوته في واشنطن واوروبا وبعض البلدان العربية، قائلا هذا هو الحل الامثل ومن غير المسموح استعمال الارهاب لتغيير سياسات الدول واللعب بمصير الشعوب والاستفراد والخنوع لرغباتكم، ومن يرغب ان يتحدث معنا ومع الرئيس بشار الاسد نحن على استعداد للتحدث معه وغير ذلك من جهتنا سيعتبر لا وجود ولا لزوم له.

اختلطت الاوراق من جديد وبدأت اوروبا تتراجع من النمسا الى المانيا الى اسبانيا وحتى بريطانيا وعلى لسان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يرددون جملة واحدة ان لا حل من دون الرئيس بشار الاسد، الجيش السوري هو المخول الوحيد لمحاربة الارهاب بشكل جدي.

الولايات المتحدة بدأت بالنزول من اعلى الشجرة، ومن لندن تحديداً، فبدل تكرار جملة رحيل الرئيس الاسد فورًا، جون كيري وزير الخارجية الأميركي ومعه فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانية يقول  ليس بالضروره فورا ولكن في مرحلة لاحقة.

الاداره الأميركية تطلب التباحث مع روسيا حول المسار السياسي للمنطقة وحول سوريا، البنتاغون يطلب التنسيق  مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حول الوجود العسكري الروسي في سوريا، النزول الأميركي الاوروبي العربي  سيستمر وما تفضل به الرئيس الروسي في اجتماع دوشنبيه من استمرار الدعم العسكري والسياسي لسوريا لهو دليل واضح على تصميم روسيا لبلوغ الهدف.

منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة ينتظر الرئيس الروسي للاعلان عن مفاجأة من العيار الثقيل.

وزير الخارجيه السورية وليد المعلم بمقابلته الاخيره على قناة RT الروسيه قال  انتظروا مفاجأة. هناك شيء جديد يفوق تزويد سوريا بالاسلحة المتطورة سيقلب الطاولة بوجه المتآمرين على سوريا.

بانتظار الاشهر القليلة القادمة الحبلى بالمفاجآت و المتغيرات الميدانية التي سيتم ترجمتها سياسيا للبدء بمشروع الحل في سوريا...

  • فريق ماسة
  • 2015-09-20
  • 8015
  • من الأرشيف

هذه هي دوافع روسيا الحقيقية من الدعم العسكري لسورية

كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات والتسريبات والتوقعات الاعلامية والصحفية مطلقة العنان للكثير من التكهنات بنوايا روسيا الحقيقية من الدعم العسكري لسوريا خصوصا بعد مرور اكثر من اربع سنوات ونصف على بدء الازمة في سوريا. من المؤكد ان شيئا ما تبدل تنبهت له القيادة الروسية، مستشعرة بخطر الارهاب الذي لن يكون  مقتصرا على سوريا فقط بل سيصيب امن روسيا الاستراتيجي ويهدد دورها في المنطقة. في زيارته الاخيرة الى روسيا وقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليقول ان الرئيس بشار الاسد لن يكون له اي دور في مستقبل سوريا وسيرحل اما بعملية سياسية واما بعمل عسكري. وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي كان حاضرًا للمؤتمر الصحفي المشترك مع الجبير، تمتم بكلمات تنم عن الغضب الشديد من موقف وزير الخارجية السعودي. فور الانتهاء من المؤتمر الصحفي الشهير، عقد اجتماع على مستوى المسؤولين والمستشارين الروس في اجهزة المخابرات الخارجية، وبعد جلسات متعددة خصصت لدراسة وتحليل التقارير والمعطيات، تأكد ان امرا ما بغاية الخطورة تم الاعداد له ضد سوريا والهدف هذه المرة سيكون العاصمة السورية دمشق. لم تمض 48 حتى بدأت الامور تتكشف، وترجمت بهجوم منظم من الجبهة الجنوبية وبتوجيه مباشر من غرفة (الموك) Military Operations Center مركزها  الاردن و بمساعدة العدو الاسرائيلي وتركيا وقطر والسعودية وأميركا وبريطانيا بهدف خرق صفوف الجيش العربي السوري باتجاه العاصمة تحت اسم (عاصفة الجنوب). لكن المفاجأه كانت بانتظار المتآمرين حيث افشل الجيش العربي السوري وبالتنسيق مع المقاومه والدفاع الوطني اربع هجمات شرسة من الجبهة الجنوبية. في هذا الوقت، خرج وزير الخارجية الأميركية جون كيري  ليردد من واشنطن نفس الموقف الذي ادلى به عادل الجبير. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى جانب المعرض السنوي للسلاح الروسي يستقبل ملك الاردن ونائب حاكم الامارات العربية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسمعوا كلاما واضحا من الرئيس الروسي بوتين مفاده ان لاسقوط للرئيس بشار الاسد، لا سقوط للدولة والجيش السوري لان البديل سيكون الارهاب، وهذا الارهاب لن يقتصر على الجغرافيا السورية، واذا لم نتعاون لمحاربته فعلياً وباسرع وقت فان هذا الارهاب سنجده في شوارعنا اي في شوارع مصر والسعودية والاردن ودول الخليج وحتى في شوارع موسكو ذاتها. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقط ما سمع وعمل على تنفيذ توصية روسية بضرورة التقارب والتعاون مع سوريا لمكافحة الارهاب القادم الذي لن يستثني احدا. لاحظوا ماذا حصل. بعد فشل المخطط من الجبهة الجنوبية، استنفر وزير الخارجية التركية كما استنفر الجيش وسلاح الجو التركي بهدف انشاء منطقة امنة في الشمال السوري و بدعم قطري سعودي أميركي فرنسي اسرائيلي واضح يكون لتركيا فيها الكلمه الفصل وموطئ قدم تمهيدا لاعادة الحلم العثماني الاخواني. رسائل روسية إيرانية سرية ارسلت لانقرة مفادها ان اي عمل عسكري من جانب تركيا تجاه الشمال السوري سيواجه وبنفس الحجم. ارتدعت تركيا عن القيام باي تحرك عسكري تجاه الاراضي السورية، لكنها بررت تحركها بانه يهدف الى محاربة تنظيم "داعش" الذي بات يهدد امنها مع العلم ان تركيا نفسها هي من سهل لـ"داعش" التوسع والتسلح للاستفاده منه بتحقيق الحلم التركي. تم افشال مشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري وعندما ادركت تركيا الفشل في تحقيق المؤامرة تم الانتقال الى المرحلة التالية. وقف زعيم حزب التنمية والعدالة احمد داوود اوغلو يخاطب جماهير الحزب تمهيدا للانتخابات المبكرة في تركيا وبلغة الانتقام قائلاً، "حاولنا اقناع العالم بضرورة انشاء منطقة امنة مع حظر جوي في الشمال السوري لكن لم يسمعنا احد من العالم". النتيجه كانت ان ان تركيا وبالاتفاق مع أميركا والسعودية وقطر وفرنسا واسرائيل اتخذوا قرارا بلعب ورقة اللاجئين السوريين  حيث اعطيت الاوامر بفتح ابواب المخيمات بعد اربع سنوات وسبعة اشهر من ممارسة الحصار ومنع السوريين من مغادرة المخيمات في تركيا  وسمحوا لمافيا تهريب اللاجئين بالمتاجرة بحياتهم وتشجيعهم على ركوب قوارب غير صالحة  ليبتلعهم البحر وتتقاذفهم الامواج وينتهي بهم الامر جثثاً هامدة منتفخة على شواطئ البحور. يبقى ان نعرف الهدف من انتقاء اللعب بورقة اللاجئين السوريين. اتفقت تركيا وأميركا وقطر والسعودية واسرائيل على تنفيذ خطة جهنمية تقضي باستنهاض الراي العام في اوروبا وأميركا عن طريق استعمال الميديا وتسليط الاعلام الاوروبي والأميركي بمساندة واضحة من بعض الاعلام العربي الذي ردد كالببغاء جملة واحدة بالارتكاز على مأساة اللاجئين السوريين (هربا من بطش النظام وبراميله المتفجرة). ظن البعض في اوروبا وأميركا وبعض دول الخليج ان استنهاض الرأي العام في اوروبا تحت مسميات حقوق الانسان وحق اللجوء وحق الهرب وحق الحياة للنازحين السوريين سيفتح الافاق  للقيام بعمل عسكري مشترك من أميركا واسرائيل واوروبا وبدعم بعض دول الخليج التي تكفلت بدفع التكاليف تحت مسمى (ضرورة انهاء مأساة السوريين). بذلك يكون الفضاء والبحر والارض مسرحا مفتوحا للقضاء على النظام السوري ويتحقق قول عادل الجبير عندما قال اما بعملية سياسية واما بالعمل العسكري. ادركت روسيا الامر وامرت بارسال سرب من طائرات سوخوي الحديثة بالتزامن مع تصريح لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث قال اننا ندعم وحدة سوريا النظام وندعم الرئيس السوري بشار الاسد. استتبع الموقف الروسي بارسال المزيد من الاسلحة الروسية المتطورة الى سوريا. سيرغي لافروف في هذه الاثناء قال ان روسيا لن تسمح بسقوط سوريا نظاما ورئيسا وان الحل في سوريا يكون عبر العملية السياسية وان اجتماع موسكو 3  يجب ان يكون منطلقا صالحا للتسوية السياسية والعنوان الرئيسي هو  وجوب مكافحة الارهاب. الرئيس الروسي بوتين ضرب من جديد عندما قال انه حصل على ضمانات وموافقة من الرئيس السوري باجراء انتخابات نيابية مبكرة والعمل على تأليف حكومة ائتلاف مع بعض الصلاحيات  وان العمل والتعاون مع الرئيس السوري المنتخب من شعبه امر ضروري لا مفر منه.. الرئيس السوري لم يتأخر بالرد بقلب الطاولة على اصحاب المؤامرة، مطلقا رصاصة الرحمة على مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا عشية وصوله الى دمشق عندما صرح لوكالة انترفاكس الروسية، حيث قال ان لا امكانية لاي حل سياسي في سوريا قبل القضاء على الارهاب وتجفيف منابع الدعم لهذا الارهاب وان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمتلك الكلمة الفصل لمناقشة مستقبل سوريا. في هذا الوقت، بثت بعض وسائل الاعلام الأميركية والأوروبية صورًا من الاقمار الاصطناعية تبين انشاء قاعدة روسية جديدة في الشمال السوري. واشنطن اعلنت عن قلقها من الدعم الروسي لسوريا. روسيا ترد مرة اخرى، "لن نسمح بسقوط سوريا ولن نعيد الخطأ الذي ارتكب في ليبيا والعراق، هذه المره سوريا خط وسجادة وعلم احمر". لغط في الخطاب السياسي والعسكري فاسرائيل تقول ان الوجود الروسي سيغير اوراق اللعبة، أميركا تقول التواجد العسكري الروسي في سوريا سيزيد الامر تعقيدا و مصيره الفشل، بعض العرب سوقوا لفكرة ان الروس قرروا دخول سوريا للقتال الى جانب القوات السورية لمساندة النظام السوري الايل للسقوط ومنعه من الانهيار. لم يتأخر الرد مرة اخرى وهذه المرة على لسان وزير الخارجية السورية وليد المعلم  حين صرح للصحافة ان لا وجود لقوات روسية مقاتلة على الاراضي السورية بل هناك مستشارون وهيئة تدريب على الاسلحة المتطورة، إلا أنّه أضاف: "اذا ما احتاج الامر سنطلب من روسيا ارسال قوات روسية للقتال في سوريا لكن قواتنا تسيطر على الوضع". الرد الروسي جاء سريعا مبديا استعداد روسيا لتلبية حاجات سوريا من قوات للقتال اذا ما تقدمت سوريا بطلب رسمي الينا، كلام صدر عن الناطق باسم الكرملين الروسي. اذاً بعد كل ما تم عرضه نستنتج الاتي، فشل كل المحاولات وباءت بالفشل ابتداء من الهجوم على جبهة الجنوب وفشل تركيا واعوانها باقامة المنطقة الامنة او العازلة في الشمال السوري واخيرا فشل اللعب بورقة اللاجئين السوريين لاستنهاض الراي العام الاوروبي ليكون مبررا  للقيام بعمل عسكري ضد سوريا. روسيا قالت كلمتها وصرخ الدب الروسي الذي سمع صوته في واشنطن واوروبا وبعض البلدان العربية، قائلا هذا هو الحل الامثل ومن غير المسموح استعمال الارهاب لتغيير سياسات الدول واللعب بمصير الشعوب والاستفراد والخنوع لرغباتكم، ومن يرغب ان يتحدث معنا ومع الرئيس بشار الاسد نحن على استعداد للتحدث معه وغير ذلك من جهتنا سيعتبر لا وجود ولا لزوم له. اختلطت الاوراق من جديد وبدأت اوروبا تتراجع من النمسا الى المانيا الى اسبانيا وحتى بريطانيا وعلى لسان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يرددون جملة واحدة ان لا حل من دون الرئيس بشار الاسد، الجيش السوري هو المخول الوحيد لمحاربة الارهاب بشكل جدي. الولايات المتحدة بدأت بالنزول من اعلى الشجرة، ومن لندن تحديداً، فبدل تكرار جملة رحيل الرئيس الاسد فورًا، جون كيري وزير الخارجية الأميركي ومعه فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانية يقول  ليس بالضروره فورا ولكن في مرحلة لاحقة. الاداره الأميركية تطلب التباحث مع روسيا حول المسار السياسي للمنطقة وحول سوريا، البنتاغون يطلب التنسيق  مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حول الوجود العسكري الروسي في سوريا، النزول الأميركي الاوروبي العربي  سيستمر وما تفضل به الرئيس الروسي في اجتماع دوشنبيه من استمرار الدعم العسكري والسياسي لسوريا لهو دليل واضح على تصميم روسيا لبلوغ الهدف. منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة ينتظر الرئيس الروسي للاعلان عن مفاجأة من العيار الثقيل. وزير الخارجيه السورية وليد المعلم بمقابلته الاخيره على قناة RT الروسيه قال  انتظروا مفاجأة. هناك شيء جديد يفوق تزويد سوريا بالاسلحة المتطورة سيقلب الطاولة بوجه المتآمرين على سوريا. بانتظار الاشهر القليلة القادمة الحبلى بالمفاجآت و المتغيرات الميدانية التي سيتم ترجمتها سياسيا للبدء بمشروع الحل في سوريا...

المصدر : رفعت البدوي .النشرة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة