ليست ضاحية الأسد معقلاً طائفياً للنظام السوري كما يعتقد البعض، وليس العلويون وحدهم مَن يتحصنون داخلها من خطر النصرة وجيش الإسلام، هي معقل آمن أيضاً لآلاف الأُسر السنية التي استقر بها الحال منذ أشهر طويلة، وهي أُسر قادمة من الغوطة الشرقية ومن حمص ومن قرى القلمون أيضاً. ضاحية الأسد شمال العاصمة دمشق جبهة متقدمة تُشرف على أكثر بؤر الاشتباك الميداني سخونة بريف دمشق، وهي واحدة من أهم بوابات دمشق لجهة الشمال، لا بل إنها تشكل جزءاً كبيراً من درع العاصمة الذي إذا ما ضُرب أو اختُرق من جهة الضاحية فإنه سيترك أثراً عسكرياً كبيراً.

ولأنها كذلك، تعرضت تلك الضاحية لواحدة من أغرب الهجمات التي نفذتها جبهة النصرة في ليلة ظلماء غاب عنها ضوء القمر ليل الخميس ـ الجمعة الفائت. تكشف مصادر محلية موثوقة في الغوطة الشرقية لـ "القدس العربي" أن 40 "انغماسياً" من جبهة النصرة من سرية يسمونها فيما بينهم بـ "الواهبون" نفذوا هجوماً جماعياً على النقاط المتقدمة في ضاحية الأسد لا سيما النقطة 66 المحصنة جيداً.، تسلل الانغماسيين سيراً على الأقدام مستعينين بآليات خفيفة لا يتجاوز عددها ثلاثة سيارات بيك أب دفع رباعي، كان من المفترض اقتحام أسوار الضاحية ودخولها لتنطلق بعد ذلك الأرتال الخلفية من مقاتلي جبهة النصرة وراء الانغماسيين وأعدادهم بين 200 إلى 300 مقاتل، هؤلاء كانوا في الطرف المقابل من الطريق الدولي السريع دمشق ـ حمص. حامية الضاحية من قوات الحرس الجمهوري والدفاع الوطني امتصت الهجوم الانغماسي بصعوبة بالغة نظراً لرشاقة الانغماسيين ومهاراتهم القتالية إضافة لكونهم نفذوا هجومهم بوضعية انتحارية، الأمر الذي دفع بالانغماسيين للتراجع والالتفاف يميناً نحن منطقة المقالع والكسارات وهي منطقة متاخمة للضاحية ذات طبيعة صخرية قاسية.

في الأثناء التفت وحدات من الحرس الجمهوري لتقطع خطوط الارتباط بين موقع الانغماسيين وخطوط دعمهم الخلفية. الموقف ممسوك حالياً من وحدات الجيش السوري لكن الخطر عن الضاحية لم يتلاشى في ظل نزوح عشرات العائلات لاسيما من الاطفال والنساء.

العدد الذي نفذ الهجوم على الضاحية قد يبدو قليلاً إذا ما قِيس بمنطق الهجمات العسكرية، لكنه ليس قليلاً إذا ما تمت مقاربته بمنطق العمليات الانتحارية.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-14
  • 10900
  • من الأرشيف

أربعون انغماسياً من "الواهبون" في جبهة النصرة نفذوا أغرب هجوم على ضاحية الأسد

 ليست ضاحية الأسد معقلاً طائفياً للنظام السوري كما يعتقد البعض، وليس العلويون وحدهم مَن يتحصنون داخلها من خطر النصرة وجيش الإسلام، هي معقل آمن أيضاً لآلاف الأُسر السنية التي استقر بها الحال منذ أشهر طويلة، وهي أُسر قادمة من الغوطة الشرقية ومن حمص ومن قرى القلمون أيضاً. ضاحية الأسد شمال العاصمة دمشق جبهة متقدمة تُشرف على أكثر بؤر الاشتباك الميداني سخونة بريف دمشق، وهي واحدة من أهم بوابات دمشق لجهة الشمال، لا بل إنها تشكل جزءاً كبيراً من درع العاصمة الذي إذا ما ضُرب أو اختُرق من جهة الضاحية فإنه سيترك أثراً عسكرياً كبيراً. ولأنها كذلك، تعرضت تلك الضاحية لواحدة من أغرب الهجمات التي نفذتها جبهة النصرة في ليلة ظلماء غاب عنها ضوء القمر ليل الخميس ـ الجمعة الفائت. تكشف مصادر محلية موثوقة في الغوطة الشرقية لـ "القدس العربي" أن 40 "انغماسياً" من جبهة النصرة من سرية يسمونها فيما بينهم بـ "الواهبون" نفذوا هجوماً جماعياً على النقاط المتقدمة في ضاحية الأسد لا سيما النقطة 66 المحصنة جيداً.، تسلل الانغماسيين سيراً على الأقدام مستعينين بآليات خفيفة لا يتجاوز عددها ثلاثة سيارات بيك أب دفع رباعي، كان من المفترض اقتحام أسوار الضاحية ودخولها لتنطلق بعد ذلك الأرتال الخلفية من مقاتلي جبهة النصرة وراء الانغماسيين وأعدادهم بين 200 إلى 300 مقاتل، هؤلاء كانوا في الطرف المقابل من الطريق الدولي السريع دمشق ـ حمص. حامية الضاحية من قوات الحرس الجمهوري والدفاع الوطني امتصت الهجوم الانغماسي بصعوبة بالغة نظراً لرشاقة الانغماسيين ومهاراتهم القتالية إضافة لكونهم نفذوا هجومهم بوضعية انتحارية، الأمر الذي دفع بالانغماسيين للتراجع والالتفاف يميناً نحن منطقة المقالع والكسارات وهي منطقة متاخمة للضاحية ذات طبيعة صخرية قاسية. في الأثناء التفت وحدات من الحرس الجمهوري لتقطع خطوط الارتباط بين موقع الانغماسيين وخطوط دعمهم الخلفية. الموقف ممسوك حالياً من وحدات الجيش السوري لكن الخطر عن الضاحية لم يتلاشى في ظل نزوح عشرات العائلات لاسيما من الاطفال والنساء. العدد الذي نفذ الهجوم على الضاحية قد يبدو قليلاً إذا ما قِيس بمنطق الهجمات العسكرية، لكنه ليس قليلاً إذا ما تمت مقاربته بمنطق العمليات الانتحارية.

المصدر : كامل صقر «القدس العربي»


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة