هاجم تنظيم جبهة النصرة عبر شرعيه "أبو عبد الله الشامي"، الحكومة التركية، قائلا إنها غير جادة في قتال تنظيم داعش، وتربط الطرفين علاقة مصلحة كبيرة.

وقال "الشامي"، وهو عضو اللجنة الشرعية لـ"النصرة"، في لقاء صوتي معه بثته مؤسسة "المنارة البيضاء" التابعة للتنظيم: "تركيا تستفيد اقتصاديا من جماعة داعش والعكس".

 

وأضاف: "وجه الاستفاد هو تهريب النفط إلى تركيا، حيث أن أسعار الوقود والمحروقات في تركيا مرتفعة جدا، فيباع بالداخل التركي لتعود الفائدة إلى الطرفين".

 

وبحسب "أبو عبد الله الشامي"، فإن من الأدلة الواضحة على علاقة تركيا بتنظيم داعش، "إطلاق التنظيم للدبلوماسيين الأتراك في الموصل، ونقل الأتراك لضريح سليمان شاه من داخل مناطق التنظيم، وكل ذلك بمقابل".

 

وحول الحرب التي دارت قبل أشهر في عين العرب كوباني، قال "الشامي": "تركيا هي الوحيدة المستفيدة من تلك الحرب، لا جماعة داعش، ولا البككة، حيث قتل المئات من داعش ومن حزب العمال الكردستاني".

 

وفي تصرح لافت، قال "الشامي": "تركيا تخاف على أمنها القومي من البككة فقط، وتسعى لعدم ضرب الشوكة التي تقاتلهم"، في إشارة إلى تنظيم داعش.

 

وأشار "الشامي" إلى أن "ما يسمى بالمنطقة العازلة التي تمتد من جرابلس إلى اعزاز، والتي أقنعت تركيا بعض الفصائل فيها، هدفها فقط هو صد تقدم البككة، أي لا تصب بمصلحة الفصائل".

 

وبالرغم من جميع ما سبق، أكد "أبو عبد الله الشامي"، أنه "وفي حال تم اعتبار هذا تولي، أو استعانة للكفار، ونحن لا نراه كذلك، بل نراه تأول من الفصائل أنه استعانة فقط، فهو بجميع الأحوال لا يدفعنا لتكفيرهم".

 

ولخص "أبو عبد الله الشامي" موقف "جبهة النصرة"، تجاه التدخل التركي، بأنه "لا يجوز شرعا، وغير مجد لا سياسيا، ولا عسكريا".

 

وحول اتهامات تنظيم داعش لـ"جبهة النصرة" بأنها قامت بتسليم مناطق لـ"الصحوات"، وفق وصفهم، قال "الشامي": "جماعة داعش الخوارج تولوا النصيرية بشكل واضح، في حصارهم للمجاهدين في الشيخ نجار بحلب، وفي دير الزور".

 

وتابع: "كان شرعيو جماعة داعش يقولون لجنودهم عبر القبضات إن تكالبهم مع النصيرية على حصار المجاهدين يدخل في باب تلاقي المصالح".

 

وفي سياق متصل، ردّ "الشامي" على اقتراح مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق ديفيد باتريوس على حكومة بلاده بـ"استخدام المعتدلين من جبهة النصرة في قتال داعش"، حيث قال "الشامي": "هذا يدل على ضعف وتخبط أمريكا، وهذا الاقتراح يسعى لشق صف جبهة النصرة من الداخل".

 

وأردف قائلا: "المعتدل الذي تقصده أمريكا هو بالنسبة لنا خائن لدينه وأمته، ولا يوجد تيارات داخل جبهة النصرة، حيث أن منهجها، ورؤيتها، وسياساتها واحدة".

 

وقال "أبو عبد الله الشامي"، إن "ما يصدر من تغريدات من بعض أفراد جبهة النصرة وتخالف سياسات التنظيم، تعد تصريحات فردية ولا ترقى لأن نصنفها تيار مختلف داخل النصرة".

 

وبحسب "الشامي"، فإن ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة، وبيتعهم لأيمن الظواهري هو من باب الجهاد، وأضاف: "نحن نرى أن هذا الارتباط يحقق لنا أهدافا عسكرية وسياسية، ولا يعني ذلك انعزالنا عن بقية الجماعات، حيث أن العدو واحد فلا بد من التكاتف والتوحد".

 

ولم ينفي "أبو عبد الله الشامي" إمكانية فك الارتباط مستقبلا مع تنظيم داعش "إن رأينا المصلحة الشرعية تقتضي ذلك"، مضيفا: "نحن لم نتغير، سواء بقينا قاعدة أم لا، خدمتنا للمسلمين في الشام لن تتغير".

 

وتابع: "هل سترضى عنا أمريكا في حال فكينا ارتباطنا مع تنظيم القاعدة؟، لا بالطبع، (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)".

 

وهاجم "أبو عبد الله الشامي" فصائل لم يسمها، قال إنها تتلق الدعم من تركيا، وقطر، وتابع: "بل زاد الأمر إلى دخولها معهم في حلف، فلماذا تنقمون علينا ارتباطنا مع القاعدة التي تشرفنا، وبالمقابل تلك الدول ترسل لكم أجهزة مخابراتها لتلتقي معكم".

 

وختم "أبو عبد الله الشامي" نقاط حديثه بالتطرق إلى "الفرقة ٣٠" التابعة للجيش الحر، قائلا "إنها تريد بناء مشروع أمريكي في المنطقة، ولا تصرح بهدفها الثاني وهو قتال جبهة النصرة بعد قتال تنظيم داعش".

 

وأكمل: "الفرقة ٣٠ لما طلبت منا نقطة رباط على الخوارج، ولم نعطيها اياها جاءت طائرات التحالف وضربتنا، وهؤلاء يتدربون على يد الأمريكان، وبالتالي نحن ضربناهم لقطع ذراع أمريكا في الشمال السوري".

 

وأضاف: "عندما قام الأخوة بضرب الفرقة ٣٠، قام الطيران الأمريكي على الفور يقصفنا وقتل ١٧ عنصر من جبهة النصرة، وهذا دليل واضحهم على أهداف الفرقة ٣٠".

 

وختم "أبو عبد الله الشامي"، حديثه بغضب شديد على المشككين في جدية قتالهم لتنظيم داعش، قائلا: "نحن أعداء لأمريكا، وأعداء للخوارج، وليس بالضرورة أن ننسق مع أحد منهم، فكلاهما عدو لنا."

  • فريق ماسة
  • 2015-09-05
  • 5503
  • من الأرشيف

«النصرة»: تركيا غير جادة بقتال «داعش» وتربطهما مصالح كبيرة

هاجم تنظيم جبهة النصرة عبر شرعيه "أبو عبد الله الشامي"، الحكومة التركية، قائلا إنها غير جادة في قتال تنظيم داعش، وتربط الطرفين علاقة مصلحة كبيرة. وقال "الشامي"، وهو عضو اللجنة الشرعية لـ"النصرة"، في لقاء صوتي معه بثته مؤسسة "المنارة البيضاء" التابعة للتنظيم: "تركيا تستفيد اقتصاديا من جماعة داعش والعكس".   وأضاف: "وجه الاستفاد هو تهريب النفط إلى تركيا، حيث أن أسعار الوقود والمحروقات في تركيا مرتفعة جدا، فيباع بالداخل التركي لتعود الفائدة إلى الطرفين".   وبحسب "أبو عبد الله الشامي"، فإن من الأدلة الواضحة على علاقة تركيا بتنظيم داعش، "إطلاق التنظيم للدبلوماسيين الأتراك في الموصل، ونقل الأتراك لضريح سليمان شاه من داخل مناطق التنظيم، وكل ذلك بمقابل".   وحول الحرب التي دارت قبل أشهر في عين العرب كوباني، قال "الشامي": "تركيا هي الوحيدة المستفيدة من تلك الحرب، لا جماعة داعش، ولا البككة، حيث قتل المئات من داعش ومن حزب العمال الكردستاني".   وفي تصرح لافت، قال "الشامي": "تركيا تخاف على أمنها القومي من البككة فقط، وتسعى لعدم ضرب الشوكة التي تقاتلهم"، في إشارة إلى تنظيم داعش.   وأشار "الشامي" إلى أن "ما يسمى بالمنطقة العازلة التي تمتد من جرابلس إلى اعزاز، والتي أقنعت تركيا بعض الفصائل فيها، هدفها فقط هو صد تقدم البككة، أي لا تصب بمصلحة الفصائل".   وبالرغم من جميع ما سبق، أكد "أبو عبد الله الشامي"، أنه "وفي حال تم اعتبار هذا تولي، أو استعانة للكفار، ونحن لا نراه كذلك، بل نراه تأول من الفصائل أنه استعانة فقط، فهو بجميع الأحوال لا يدفعنا لتكفيرهم".   ولخص "أبو عبد الله الشامي" موقف "جبهة النصرة"، تجاه التدخل التركي، بأنه "لا يجوز شرعا، وغير مجد لا سياسيا، ولا عسكريا".   وحول اتهامات تنظيم داعش لـ"جبهة النصرة" بأنها قامت بتسليم مناطق لـ"الصحوات"، وفق وصفهم، قال "الشامي": "جماعة داعش الخوارج تولوا النصيرية بشكل واضح، في حصارهم للمجاهدين في الشيخ نجار بحلب، وفي دير الزور".   وتابع: "كان شرعيو جماعة داعش يقولون لجنودهم عبر القبضات إن تكالبهم مع النصيرية على حصار المجاهدين يدخل في باب تلاقي المصالح".   وفي سياق متصل، ردّ "الشامي" على اقتراح مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق ديفيد باتريوس على حكومة بلاده بـ"استخدام المعتدلين من جبهة النصرة في قتال داعش"، حيث قال "الشامي": "هذا يدل على ضعف وتخبط أمريكا، وهذا الاقتراح يسعى لشق صف جبهة النصرة من الداخل".   وأردف قائلا: "المعتدل الذي تقصده أمريكا هو بالنسبة لنا خائن لدينه وأمته، ولا يوجد تيارات داخل جبهة النصرة، حيث أن منهجها، ورؤيتها، وسياساتها واحدة".   وقال "أبو عبد الله الشامي"، إن "ما يصدر من تغريدات من بعض أفراد جبهة النصرة وتخالف سياسات التنظيم، تعد تصريحات فردية ولا ترقى لأن نصنفها تيار مختلف داخل النصرة".   وبحسب "الشامي"، فإن ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة، وبيتعهم لأيمن الظواهري هو من باب الجهاد، وأضاف: "نحن نرى أن هذا الارتباط يحقق لنا أهدافا عسكرية وسياسية، ولا يعني ذلك انعزالنا عن بقية الجماعات، حيث أن العدو واحد فلا بد من التكاتف والتوحد".   ولم ينفي "أبو عبد الله الشامي" إمكانية فك الارتباط مستقبلا مع تنظيم داعش "إن رأينا المصلحة الشرعية تقتضي ذلك"، مضيفا: "نحن لم نتغير، سواء بقينا قاعدة أم لا، خدمتنا للمسلمين في الشام لن تتغير".   وتابع: "هل سترضى عنا أمريكا في حال فكينا ارتباطنا مع تنظيم القاعدة؟، لا بالطبع، (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)".   وهاجم "أبو عبد الله الشامي" فصائل لم يسمها، قال إنها تتلق الدعم من تركيا، وقطر، وتابع: "بل زاد الأمر إلى دخولها معهم في حلف، فلماذا تنقمون علينا ارتباطنا مع القاعدة التي تشرفنا، وبالمقابل تلك الدول ترسل لكم أجهزة مخابراتها لتلتقي معكم".   وختم "أبو عبد الله الشامي" نقاط حديثه بالتطرق إلى "الفرقة ٣٠" التابعة للجيش الحر، قائلا "إنها تريد بناء مشروع أمريكي في المنطقة، ولا تصرح بهدفها الثاني وهو قتال جبهة النصرة بعد قتال تنظيم داعش".   وأكمل: "الفرقة ٣٠ لما طلبت منا نقطة رباط على الخوارج، ولم نعطيها اياها جاءت طائرات التحالف وضربتنا، وهؤلاء يتدربون على يد الأمريكان، وبالتالي نحن ضربناهم لقطع ذراع أمريكا في الشمال السوري".   وأضاف: "عندما قام الأخوة بضرب الفرقة ٣٠، قام الطيران الأمريكي على الفور يقصفنا وقتل ١٧ عنصر من جبهة النصرة، وهذا دليل واضحهم على أهداف الفرقة ٣٠".   وختم "أبو عبد الله الشامي"، حديثه بغضب شديد على المشككين في جدية قتالهم لتنظيم داعش، قائلا: "نحن أعداء لأمريكا، وأعداء للخوارج، وليس بالضرورة أن ننسق مع أحد منهم، فكلاهما عدو لنا."

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة