بعد عدة أسابيع مضت على إجازته الصيفية في طنجة المغربية، والتي سبقتها غزوة فرنسا الإستجمامية على رأس ألف من الأمراء والحاشية وخمسة مليارات يورو،

 طارملك السعودية إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي، التي قال ديوانه الملكي بأن الزيارة تأتي لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، إنطلاقا من حرص جلالته على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. يمكن إعتبار هذه الزيارة إستمرارا لرحلة الملك الاستجمامية. مجرد ديكور دبلوماسي، تحرص الولايات المتحدة من خلاله، الحفاظ على "كرامة" العاهل، والإيحاء للرأي العام بأن محادثات جدية، وحوارا عميقا واستراتيجيا، جرى بين البلدين. ما يتم في الواقع هو التأكد من فهم العاهل لدوره في المرحلة القادمة، إضافة إلى بصم جلالته على عقود الأسلحة الأمريكية، ثمّ قضاء غالبية وقت الزيارة التاريخية في إجراء الفحوصات الطبية.

 

من بين الملفات التي كانت على طاولة البحث في القمة التاريخية: الأزمة السورية، والإتفاق النووي الإيراني. حمل وزير خارجية المملكة نتائج المباحثات الثنائية إلى المؤتمر الصحفي، فقال بأن ملكه راض عن التطمينات الأمريكية وأن الإتفاق النووي لن يعرض دول الخليج للخطر، بل سيسهم في أمن واستقرار الشرق الأوسط. ثم عبّر الجبير عن أمله بأن  تستخدم إيران الأموال التي ستتدفق إليها بعد رفع العقوبات، في تحقيق التنمية وليس الإنخراط بـ "أنشطة شائنة في المنطقة".

 

أما بالنسبة لسوريا فكانت تصريحاته نسخة مكررة عمّا قاله في موسكو، حين ضبطت الكاميرات وزير خارجية روسيا «لافروف» وهو يصفه بالغبي السخيف. فقال الجبير، بأن الرئيس الأسد فقد شرعيته، ولابدّ من حل سياسي يشمل رحيل الأسد. مؤكداً أن الرئيس الأسد يتحمل مسؤولية ظهور داعش في العراق وسوريا، وإنه تسبب في مقتل أكثر من 300 ألف سوري.

 

قليلة هي الأشياء التي تفوق في سخريتها وسذاجتها وغبائها، المؤتمرات الصحفية التي يكون فيها مسؤول وهابي. تجد نفسك أمام كائن ينتمي للعصور الوسطى ويحدثك عمّا بعد الحداثة. ثمة تناقضات حادة جدا في تصريحات شخص خارج العصر فكرا وانتماء.

 

حديث الجبير عن الإنخراط الإيراني في «أنشطة شائنة في المنطقة»، يجعلنا نتساءل عن الأنشطة التي تعتبرها المملكة الوهابية شائنة؟ فأن تكون في محور المقاومة للمشاريع الأمريكية والصهيونية، وتساند حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وتقف مع حقوق الشعب البحريني، ومع الشعب اليمني الذي يواجه عدوانا سعوديا، وتدعم الشعب السوري والدولة السورية في الحرب ضد الإرهاب الدولي. كلها تعتبر أنشطة شائنة. أما الانشطة غير الشائنة فهي التسليم بالقدر الأمريكي والتبعية للرسن الصهيوني الأمريكي، وأد حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، والتمسك بمبادرة "السلام" التي طرحتها المملكة في 2002، والتي لم يبق مسؤول في الكيان الصهيوني لم يبصق عليها ويكرر رفضها بشكل مطلق. كذلك من الأنشطة غير الشائنة، هي دخول درع الجزيرة بقيادة الوهابية السعودية، لتحمي عرش البحرين وتقتل المتظاهرين في البحرين، وتهدم منازلهم ومساجدهم. أم الطائرات السعودية التي تحلق في سماء اليمن، وتقتل آلاف الأطفال والنساء والأبرياء.

 

لا شيء أكثر غرابة من حديث الملوك عن الشرعية!. بلاد نجد والحجاز، التي غرقت بدماء أبنائها، الذين قتلهم الملك المؤسس لمملكة آل سعود، وأقام فوق جثثهم قصور حكمه، وباتت البلاد بشعبها وثرواتها ملكا شخصيا للعائلة المالكة يتوارثها الأبناء، ويختلف على ملكها الأحفاد. الملوك الذين كانوا دائما خنجرا في ظهر كل القضايا العربية. الملوك الذين قايضوا ثروات بلادهم بحماية عروشهم، بينما يأن أكثر من نصف شعبهم تحت خط الفقر. الملوك الذين سددوا فواتير الحروب الأمريكية ضد شعوب المنطقة، الذين يقتلون الشعب العربي في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ومصر بتصديرهم للإرهاب ودعمه بالمال والسلاح والفتاوى التكفيرية.

 

عن أي شرعية تتحدثون؟ وأنتم الغارقون في وحول جهلكم وتخلفكم. المملكة التي تكفّر الديمقراطية, والتي لا وجود لبدعة الرأي الآخر في بلاد يحكمها "الحلال والحرام". المملكة الغارقة ببول البعير ونكاح الجهاد وإرضاع الكبير. أليس حديث الملوك القابعين في كهوف الجهل والظلام عن الشرعية، منتهى الدعارة.

 

أيها الغبي السخيف، ألا تعرف بأنه لم يبق أحد في هذا الكون، لم يعرف بأنكم مع سيدكم الأمريكي، من خلق القاعدة ومولها ودعمها، التي خرج من رحمها القذر كل التنظيمات الإرهابية الشرعية حسب وجهة نظركم، وقتلت آلاف السوريين من عسكريين ومدنيين، الذين يتجاهلهم الغبي السخيف. 

 

عهر المملكة على لسان الجبير، بلغت ذروتها حين قال بأن السعودية من أولى الدول التي كافحت الإرهاب وتمويله. في حين يعلم العالم بأسره بأن المملكة هي جذر الإرهاب والمنتجة الأساسية له.

 

بات الكلام عن الإرهاب ومموليه وداعميه من الولايات المتحدة وذيله الأوربي وعبيده في المنطقة، كلاما مكررا عن حقيقة امست واضحة أمام العالم. أما عن الشرعية، فإن الشعوب هي من تمنح الشرعية، وليست الممالك الإرهابية التي تحتاج لإثبات شرعيتها أولا،  أو الدول ذات التاريخ الإستعماري التي ترى شرعية الدول بمدى تبعيتها وخضوعها.

 

بموازاة المبادرات التي تسعى لإنهاء الأزمة السورية. وبعد فشل بوتين في تحقيق المعجزة. هل تتحقق معجزة جمع «تحالف الراغبين» من أصدقاء الشعب والدولة السورية الحقيقيين، لمكافحة الإرهاب على الأرض السورية والعراقية!؟ والذي يمثل تهديدا جديا لدولهم. أم أن الدول الشقيقة والصديقة، التي تتمتع بسرعة فائقة في الرد على أي خبر، يشي بوقوف جديّ مع الدولة السورية، تنتظر تبدلا في الموقف الأمريكي، بعد التصديق على النووي الإيراني، ونتائج الإنتخابات التركية ، و"التطمينات الأمريكية" للمملكة الوهابية!

  • فريق ماسة
  • 2015-09-05
  • 1660
  • من الأرشيف

تصريحات الجبير «الغبي السخيف» عن الشرعية والأنشطة الشائنة

بعد عدة أسابيع مضت على إجازته الصيفية في طنجة المغربية، والتي سبقتها غزوة فرنسا الإستجمامية على رأس ألف من الأمراء والحاشية وخمسة مليارات يورو،  طارملك السعودية إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي، التي قال ديوانه الملكي بأن الزيارة تأتي لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، إنطلاقا من حرص جلالته على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. يمكن إعتبار هذه الزيارة إستمرارا لرحلة الملك الاستجمامية. مجرد ديكور دبلوماسي، تحرص الولايات المتحدة من خلاله، الحفاظ على "كرامة" العاهل، والإيحاء للرأي العام بأن محادثات جدية، وحوارا عميقا واستراتيجيا، جرى بين البلدين. ما يتم في الواقع هو التأكد من فهم العاهل لدوره في المرحلة القادمة، إضافة إلى بصم جلالته على عقود الأسلحة الأمريكية، ثمّ قضاء غالبية وقت الزيارة التاريخية في إجراء الفحوصات الطبية.   من بين الملفات التي كانت على طاولة البحث في القمة التاريخية: الأزمة السورية، والإتفاق النووي الإيراني. حمل وزير خارجية المملكة نتائج المباحثات الثنائية إلى المؤتمر الصحفي، فقال بأن ملكه راض عن التطمينات الأمريكية وأن الإتفاق النووي لن يعرض دول الخليج للخطر، بل سيسهم في أمن واستقرار الشرق الأوسط. ثم عبّر الجبير عن أمله بأن  تستخدم إيران الأموال التي ستتدفق إليها بعد رفع العقوبات، في تحقيق التنمية وليس الإنخراط بـ "أنشطة شائنة في المنطقة".   أما بالنسبة لسوريا فكانت تصريحاته نسخة مكررة عمّا قاله في موسكو، حين ضبطت الكاميرات وزير خارجية روسيا «لافروف» وهو يصفه بالغبي السخيف. فقال الجبير، بأن الرئيس الأسد فقد شرعيته، ولابدّ من حل سياسي يشمل رحيل الأسد. مؤكداً أن الرئيس الأسد يتحمل مسؤولية ظهور داعش في العراق وسوريا، وإنه تسبب في مقتل أكثر من 300 ألف سوري.   قليلة هي الأشياء التي تفوق في سخريتها وسذاجتها وغبائها، المؤتمرات الصحفية التي يكون فيها مسؤول وهابي. تجد نفسك أمام كائن ينتمي للعصور الوسطى ويحدثك عمّا بعد الحداثة. ثمة تناقضات حادة جدا في تصريحات شخص خارج العصر فكرا وانتماء.   حديث الجبير عن الإنخراط الإيراني في «أنشطة شائنة في المنطقة»، يجعلنا نتساءل عن الأنشطة التي تعتبرها المملكة الوهابية شائنة؟ فأن تكون في محور المقاومة للمشاريع الأمريكية والصهيونية، وتساند حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وتقف مع حقوق الشعب البحريني، ومع الشعب اليمني الذي يواجه عدوانا سعوديا، وتدعم الشعب السوري والدولة السورية في الحرب ضد الإرهاب الدولي. كلها تعتبر أنشطة شائنة. أما الانشطة غير الشائنة فهي التسليم بالقدر الأمريكي والتبعية للرسن الصهيوني الأمريكي، وأد حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، والتمسك بمبادرة "السلام" التي طرحتها المملكة في 2002، والتي لم يبق مسؤول في الكيان الصهيوني لم يبصق عليها ويكرر رفضها بشكل مطلق. كذلك من الأنشطة غير الشائنة، هي دخول درع الجزيرة بقيادة الوهابية السعودية، لتحمي عرش البحرين وتقتل المتظاهرين في البحرين، وتهدم منازلهم ومساجدهم. أم الطائرات السعودية التي تحلق في سماء اليمن، وتقتل آلاف الأطفال والنساء والأبرياء.   لا شيء أكثر غرابة من حديث الملوك عن الشرعية!. بلاد نجد والحجاز، التي غرقت بدماء أبنائها، الذين قتلهم الملك المؤسس لمملكة آل سعود، وأقام فوق جثثهم قصور حكمه، وباتت البلاد بشعبها وثرواتها ملكا شخصيا للعائلة المالكة يتوارثها الأبناء، ويختلف على ملكها الأحفاد. الملوك الذين كانوا دائما خنجرا في ظهر كل القضايا العربية. الملوك الذين قايضوا ثروات بلادهم بحماية عروشهم، بينما يأن أكثر من نصف شعبهم تحت خط الفقر. الملوك الذين سددوا فواتير الحروب الأمريكية ضد شعوب المنطقة، الذين يقتلون الشعب العربي في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ومصر بتصديرهم للإرهاب ودعمه بالمال والسلاح والفتاوى التكفيرية.   عن أي شرعية تتحدثون؟ وأنتم الغارقون في وحول جهلكم وتخلفكم. المملكة التي تكفّر الديمقراطية, والتي لا وجود لبدعة الرأي الآخر في بلاد يحكمها "الحلال والحرام". المملكة الغارقة ببول البعير ونكاح الجهاد وإرضاع الكبير. أليس حديث الملوك القابعين في كهوف الجهل والظلام عن الشرعية، منتهى الدعارة.   أيها الغبي السخيف، ألا تعرف بأنه لم يبق أحد في هذا الكون، لم يعرف بأنكم مع سيدكم الأمريكي، من خلق القاعدة ومولها ودعمها، التي خرج من رحمها القذر كل التنظيمات الإرهابية الشرعية حسب وجهة نظركم، وقتلت آلاف السوريين من عسكريين ومدنيين، الذين يتجاهلهم الغبي السخيف.    عهر المملكة على لسان الجبير، بلغت ذروتها حين قال بأن السعودية من أولى الدول التي كافحت الإرهاب وتمويله. في حين يعلم العالم بأسره بأن المملكة هي جذر الإرهاب والمنتجة الأساسية له.   بات الكلام عن الإرهاب ومموليه وداعميه من الولايات المتحدة وذيله الأوربي وعبيده في المنطقة، كلاما مكررا عن حقيقة امست واضحة أمام العالم. أما عن الشرعية، فإن الشعوب هي من تمنح الشرعية، وليست الممالك الإرهابية التي تحتاج لإثبات شرعيتها أولا،  أو الدول ذات التاريخ الإستعماري التي ترى شرعية الدول بمدى تبعيتها وخضوعها.   بموازاة المبادرات التي تسعى لإنهاء الأزمة السورية. وبعد فشل بوتين في تحقيق المعجزة. هل تتحقق معجزة جمع «تحالف الراغبين» من أصدقاء الشعب والدولة السورية الحقيقيين، لمكافحة الإرهاب على الأرض السورية والعراقية!؟ والذي يمثل تهديدا جديا لدولهم. أم أن الدول الشقيقة والصديقة، التي تتمتع بسرعة فائقة في الرد على أي خبر، يشي بوقوف جديّ مع الدولة السورية، تنتظر تبدلا في الموقف الأمريكي، بعد التصديق على النووي الإيراني، ونتائج الإنتخابات التركية ، و"التطمينات الأمريكية" للمملكة الوهابية!

المصدر : م. سامر عبد الكريم منصور


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة