أعلنت مصادر أهلية عدة في مدينة السويداء خبر مقتل الشيخ المثير للجدل وحيد البلعوس، بانفجار عبوة استهدفت موكبه بعد ظهر أمس، وذلك قبل أن تقتل عبوة أخرى بعد ساعة ونصف الساعة عدداً آخر من المواطنين أمام المستشفى الوطني في المدينة، حيث تجمهر أهالي المصابين في الانفجار الأول.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وناشطون محليون خبر مقتل البلعوس، برفقة اثنين من أبنائه وأخيه، في انفجار عبوة، في هجوم لم تُعرف ملابساته الدقيقة وإن مالت معظم الروايات إلى الاشارة الى انه ناجم عن انفجار سيارة مركونة على جانب الطريق خلال مرور الموكب.

ووفقا لمصدر أهلي، على اتصال بالجهات الأمنية ومشايخ العقل والوجهاء، فإن مقتل البلعوس «لا يزال يحتاج إلى تأكيد رسمي، وذلك لتفادي أي تصرف يبنى على خبر غير مؤكد».

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب «حساسية الظرف الحالي في المدينة» إن «اتصالات تجري عبر مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز والوجهاء لاحتواء أي تصعيد»، ولا سيما مع مشايخ مقربة من البلعوس، مثل الشيخ ركان الاطرش الذي قيل إن البلعوس كان متوجهاً للقائه، وبعض المواقع تحدثت أنه كان برفقته أيضاً، وجرح في التفجير مع شيخ آخر.

وأكد أحد مشايخ عقل، في اتصال مع إذاعة «شام أف أم» خبر مقتل البلعوس. وأشار إلى انه علم «بتهديدات من أتباع الشيخ» المثير للجدل بمهاجمة المراكز الأمنية إذا تأكد مقتله.

ولم تستطع القوى الأمنية الوصول سريعا إلى مكان الانفجار الذي وقع في منطقة ضهر الجبل المطلة على المدينة «بسبب وجود مرافقة للشيخ وإطلاقها النار عشوائيا»، كما لم يصدر حتى مساء أمس بيان رسمي أو خبر مؤكد لمقتله، رغم الترجيحات بذلك.

ويحظى الرجل بسمعة غريبة، باعتباره معارضاً ومشاكساً للقوى الأمنية والجيش من جهة، وتمتعه بحراسة شخصية كبيرة، وقدرة على التحرك بمواكب مسلحة ضمن المدينة من جهة أخرى.

وسبق لمشايخ عقل طائفة الموحدين  أن تبرأوا من البلعوس، واعتبروه خارجا عن الجماعة. وقال أحد مشايخ العقل، لـ «السفير» في وقت سابق، إن الرجل «مشروع فتنة داخلية».

وربط نشطاء بين تحركات «شعبية» حصلت في الأيام الأخيرة والبلعوس، وذلك على خلفية المطالبة بتحسين «الوضع الخدماتي في المدينة». ورغم أن ثمة من يشكك في قدرة البلعوس على قيادة «تحرك» على هذا المستوى، إلا أن ثمة اتفاقا، بين من تحدثت إليهم «السفير»، على أن الرجل، مع مئات من المريدين وسلاحهم، كان يشكل حالة قلق داخلية من «الانقسام».

وزاد من الانقسام حول الرجل وأفكاره التأييد الذي لاقاه من قيادات "درزية" خارج البلاد ومناهضة للحكم في سوريا. وجرت محاولات «للملمة الصف» حين هاجمت مجموعات مسلحة، تتقدمها «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، مطار الثعلة، عبر الدعوة إلى «تنظيم فوضى السلاح في الجبل»، فتم إنشاء مجموعة مسلحة تتبع للجيش تحت اسم «درع الوطن» ضمت 125 مجموعة مسلحة موجودة في السويداء، ليس من بينها جماعة البلعوس.

وقدرت مصادر، تابعت عملية بناء التشكيل، بأن عدد المقاتلين في المحافظة يقارب السبعة آلاف، ينقسمون الى عدة مجموعات، بينها «حماة الديار» (ألفا مقاتل) و «الدفاع الوطني» (1500) و «كتائب البعث» (800)، و «القومي السوري» (300)، إضافة إلى مجموعات مقربة من المشايخ تضم 1500 مقاتل.

واتهم حينها البلعوس الدولة «بعدم الدفاع عن المدينة»، وهاجم أتباعه موكباً للجيش في محاولة للاستيلاء على صواريخ متوسطة المدى، كان يهم بنقلها من موقع إلى آخر.

وقال أحد النشطاء، المتابعين لأخبار الشيخ البلعوس في المدينة، إن «الرجل صعد إلى الشهرة من العدم، ولا يمتلك وريثاً سياسيا أو تنظيما هيكليا يمكن أن يستمر من بعده». وقالت مصادر إعلامية معارضة إن ما يسمى بـ «مشيخة الكرامة»، التي ألفها البلعوس، بايعت الشيخ رأفت البلعوس خلفاً له. لكن بالرغم من ذلك، حذر مصدر أهلي من أن «يجر تعكير النفوس الإضافي الذي حصل، مخاطر إضافية على المدينة».

وأعلنت «سانا» خبر التفجير من دون أن تشير الى شخصيات بعينها. وقال خبر رسمي على صفحة الوكالة إن ثمانية مواطنين «استشهدوا، وأصيب أكثر من 20 شخصا، جراء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في مدينة السويداء». ونقلت عن قيادة شرطة السويداء إن «إرهابيين فجروا سيارة على طريق ضهر الجبل في الأطراف الشرقية لمدينة السويداء، ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 8. وتزامن التفجير على طريق ضهر الجبل مع تفجير إرهابي بسيارة أمام الباب الجنوبي للمستشفى الوطني وسط مدينة السويداء، ما تسبب باستشهاد 4 أشخاص وإصابة 14».

  • فريق ماسة
  • 2015-09-04
  • 13535
  • من الأرشيف

على الرغم من حراسته الشخصية الكبيرة ومواكبه المسلحة ...اغتيال شيخ جدلي في السويداء

أعلنت مصادر أهلية عدة في مدينة السويداء خبر مقتل الشيخ المثير للجدل وحيد البلعوس، بانفجار عبوة استهدفت موكبه بعد ظهر أمس، وذلك قبل أن تقتل عبوة أخرى بعد ساعة ونصف الساعة عدداً آخر من المواطنين أمام المستشفى الوطني في المدينة، حيث تجمهر أهالي المصابين في الانفجار الأول. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وناشطون محليون خبر مقتل البلعوس، برفقة اثنين من أبنائه وأخيه، في انفجار عبوة، في هجوم لم تُعرف ملابساته الدقيقة وإن مالت معظم الروايات إلى الاشارة الى انه ناجم عن انفجار سيارة مركونة على جانب الطريق خلال مرور الموكب. ووفقا لمصدر أهلي، على اتصال بالجهات الأمنية ومشايخ العقل والوجهاء، فإن مقتل البلعوس «لا يزال يحتاج إلى تأكيد رسمي، وذلك لتفادي أي تصرف يبنى على خبر غير مؤكد». وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب «حساسية الظرف الحالي في المدينة» إن «اتصالات تجري عبر مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز والوجهاء لاحتواء أي تصعيد»، ولا سيما مع مشايخ مقربة من البلعوس، مثل الشيخ ركان الاطرش الذي قيل إن البلعوس كان متوجهاً للقائه، وبعض المواقع تحدثت أنه كان برفقته أيضاً، وجرح في التفجير مع شيخ آخر. وأكد أحد مشايخ عقل، في اتصال مع إذاعة «شام أف أم» خبر مقتل البلعوس. وأشار إلى انه علم «بتهديدات من أتباع الشيخ» المثير للجدل بمهاجمة المراكز الأمنية إذا تأكد مقتله. ولم تستطع القوى الأمنية الوصول سريعا إلى مكان الانفجار الذي وقع في منطقة ضهر الجبل المطلة على المدينة «بسبب وجود مرافقة للشيخ وإطلاقها النار عشوائيا»، كما لم يصدر حتى مساء أمس بيان رسمي أو خبر مؤكد لمقتله، رغم الترجيحات بذلك. ويحظى الرجل بسمعة غريبة، باعتباره معارضاً ومشاكساً للقوى الأمنية والجيش من جهة، وتمتعه بحراسة شخصية كبيرة، وقدرة على التحرك بمواكب مسلحة ضمن المدينة من جهة أخرى. وسبق لمشايخ عقل طائفة الموحدين  أن تبرأوا من البلعوس، واعتبروه خارجا عن الجماعة. وقال أحد مشايخ العقل، لـ «السفير» في وقت سابق، إن الرجل «مشروع فتنة داخلية». وربط نشطاء بين تحركات «شعبية» حصلت في الأيام الأخيرة والبلعوس، وذلك على خلفية المطالبة بتحسين «الوضع الخدماتي في المدينة». ورغم أن ثمة من يشكك في قدرة البلعوس على قيادة «تحرك» على هذا المستوى، إلا أن ثمة اتفاقا، بين من تحدثت إليهم «السفير»، على أن الرجل، مع مئات من المريدين وسلاحهم، كان يشكل حالة قلق داخلية من «الانقسام». وزاد من الانقسام حول الرجل وأفكاره التأييد الذي لاقاه من قيادات "درزية" خارج البلاد ومناهضة للحكم في سوريا. وجرت محاولات «للملمة الصف» حين هاجمت مجموعات مسلحة، تتقدمها «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، مطار الثعلة، عبر الدعوة إلى «تنظيم فوضى السلاح في الجبل»، فتم إنشاء مجموعة مسلحة تتبع للجيش تحت اسم «درع الوطن» ضمت 125 مجموعة مسلحة موجودة في السويداء، ليس من بينها جماعة البلعوس. وقدرت مصادر، تابعت عملية بناء التشكيل، بأن عدد المقاتلين في المحافظة يقارب السبعة آلاف، ينقسمون الى عدة مجموعات، بينها «حماة الديار» (ألفا مقاتل) و «الدفاع الوطني» (1500) و «كتائب البعث» (800)، و «القومي السوري» (300)، إضافة إلى مجموعات مقربة من المشايخ تضم 1500 مقاتل. واتهم حينها البلعوس الدولة «بعدم الدفاع عن المدينة»، وهاجم أتباعه موكباً للجيش في محاولة للاستيلاء على صواريخ متوسطة المدى، كان يهم بنقلها من موقع إلى آخر. وقال أحد النشطاء، المتابعين لأخبار الشيخ البلعوس في المدينة، إن «الرجل صعد إلى الشهرة من العدم، ولا يمتلك وريثاً سياسيا أو تنظيما هيكليا يمكن أن يستمر من بعده». وقالت مصادر إعلامية معارضة إن ما يسمى بـ «مشيخة الكرامة»، التي ألفها البلعوس، بايعت الشيخ رأفت البلعوس خلفاً له. لكن بالرغم من ذلك، حذر مصدر أهلي من أن «يجر تعكير النفوس الإضافي الذي حصل، مخاطر إضافية على المدينة». وأعلنت «سانا» خبر التفجير من دون أن تشير الى شخصيات بعينها. وقال خبر رسمي على صفحة الوكالة إن ثمانية مواطنين «استشهدوا، وأصيب أكثر من 20 شخصا، جراء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في مدينة السويداء». ونقلت عن قيادة شرطة السويداء إن «إرهابيين فجروا سيارة على طريق ضهر الجبل في الأطراف الشرقية لمدينة السويداء، ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 8. وتزامن التفجير على طريق ضهر الجبل مع تفجير إرهابي بسيارة أمام الباب الجنوبي للمستشفى الوطني وسط مدينة السويداء، ما تسبب باستشهاد 4 أشخاص وإصابة 14».

المصدر : الماسة السورية / السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة