أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة موسكو في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

 وفي مؤتمر صحفي عقده في أعقاب جولته في الشرق الأقصى الروسي، أوضح بوتين أن "ما نراه حالياً، هو قيام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربات معينة، لكن هذه الضربات غير فعالة"، مضيفاً أن روسيا "تقدم لسوريا دعماً كبيراً، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين".

 وأعاد بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري، متابعاً "إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق"، مضيفاً أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب.

 وفي السياق، أشار بوتين الى أنه بحث مبادرته المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة الإرهاب، مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم التركي رجب طيب أردوغان وممثلي قيادة المملكة العربية السعودية والعاهل الأردني والرئيس المصري وشركاء آخرين.

 بوتين: محاربة الإرهاب يجب أن تجري بموازاة العملية السياسية في سوريا

 هذا وأكد بوتين أن "هناك تفهماً مشتركاً حول ضرورة أن تجري مكافحة الإرهاب في الدول المضطربة بموازاة العملية السياسية في سوريا"، مشدداً على "أننا ندرك ضرورة إجراء إصلاحات سياسية، ونجري العمل في هذا الاتجاه مع شركائنا في سوريا".

 وأعلن بوتين في هذا السياق أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وإقامة اتصالات مع ما يطلق عليه "المعارضة البناءة" وإشراك ممثليها في إدارة البلاد. لكنه أكد أن المهمة ذات الأولوية تتمثل في "توحيد الجهود من أجل محاربة التطرف والإرهاب في الدول المضطربة"، متسائلاً "كيف يمكننا أن نتحرك إلى الأمام في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى "الدولة الإسلامية"؟ إنه أمر مستحيل، السكان يهربون من تلك المناطق، لأن الإرهابيين يقتلون الناس بالمئات وبالآلاف، ويفجرون مواقع أثرية، وينفذون عمليات إعدام حرقاً وغرقاً ويقطعون الرؤوس". أما الخطوة الثانية، فيجب أن تتمثل، حسب بوتين، في "إعمار الاقتصاد والمنظومة الاجتماعية في الدول المضطربة".

 بوتين: السوريون يهربون من داعش وليس من نظام الأسد

 هذا وأشار بوتين إلى أن هناك مواقف مختلفة من الأحداث في سوريا، لكنه شدد على أن الناس يهربون ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم "داعش" الذي سيطر على أراض شاسعة في سوريا والعراق ويرتكب فظائع في تلك المناطق.

 واستغرب الرئيس الروسي في هذا السياق تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لقضية الهجرة، وهي تنتقد السلطات الأوروبية باعتبار تعاملها مع اللاجئين "قاسياً"، حيث أعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ترفض تحمل عبء قضية اللاجئين. وأكد بوتين أن انتقاداته تأتي "ليس من أجل الانتقاد بحد ذاته، بل من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك لسبل حل القضية"، مشيرا الى أن "اجتثاث جذور هذه القضية يتطلب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس".

  • فريق ماسة
  • 2015-09-04
  • 12575
  • من الأرشيف

بوتين: من المبكر الحديث عن المشاركة في عملية عسكرية ضد داعش..والرئيس الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة موسكو في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.  وفي مؤتمر صحفي عقده في أعقاب جولته في الشرق الأقصى الروسي، أوضح بوتين أن "ما نراه حالياً، هو قيام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربات معينة، لكن هذه الضربات غير فعالة"، مضيفاً أن روسيا "تقدم لسوريا دعماً كبيراً، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين".  وأعاد بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري، متابعاً "إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق"، مضيفاً أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب.  وفي السياق، أشار بوتين الى أنه بحث مبادرته المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة الإرهاب، مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم التركي رجب طيب أردوغان وممثلي قيادة المملكة العربية السعودية والعاهل الأردني والرئيس المصري وشركاء آخرين.  بوتين: محاربة الإرهاب يجب أن تجري بموازاة العملية السياسية في سوريا  هذا وأكد بوتين أن "هناك تفهماً مشتركاً حول ضرورة أن تجري مكافحة الإرهاب في الدول المضطربة بموازاة العملية السياسية في سوريا"، مشدداً على "أننا ندرك ضرورة إجراء إصلاحات سياسية، ونجري العمل في هذا الاتجاه مع شركائنا في سوريا".  وأعلن بوتين في هذا السياق أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وإقامة اتصالات مع ما يطلق عليه "المعارضة البناءة" وإشراك ممثليها في إدارة البلاد. لكنه أكد أن المهمة ذات الأولوية تتمثل في "توحيد الجهود من أجل محاربة التطرف والإرهاب في الدول المضطربة"، متسائلاً "كيف يمكننا أن نتحرك إلى الأمام في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى "الدولة الإسلامية"؟ إنه أمر مستحيل، السكان يهربون من تلك المناطق، لأن الإرهابيين يقتلون الناس بالمئات وبالآلاف، ويفجرون مواقع أثرية، وينفذون عمليات إعدام حرقاً وغرقاً ويقطعون الرؤوس". أما الخطوة الثانية، فيجب أن تتمثل، حسب بوتين، في "إعمار الاقتصاد والمنظومة الاجتماعية في الدول المضطربة".  بوتين: السوريون يهربون من داعش وليس من نظام الأسد  هذا وأشار بوتين إلى أن هناك مواقف مختلفة من الأحداث في سوريا، لكنه شدد على أن الناس يهربون ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم "داعش" الذي سيطر على أراض شاسعة في سوريا والعراق ويرتكب فظائع في تلك المناطق.  واستغرب الرئيس الروسي في هذا السياق تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لقضية الهجرة، وهي تنتقد السلطات الأوروبية باعتبار تعاملها مع اللاجئين "قاسياً"، حيث أعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ترفض تحمل عبء قضية اللاجئين. وأكد بوتين أن انتقاداته تأتي "ليس من أجل الانتقاد بحد ذاته، بل من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك لسبل حل القضية"، مشيرا الى أن "اجتثاث جذور هذه القضية يتطلب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة