يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن يواصل الترويج لمبادرته تشكيل تحالف دولي إقليمي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي يضم سورية.

 وحصدت الدبلوماسية الروسية نجاحاً كبيراً مع زيارة زعماء مصر والإمارات والأردن إلى موسكو، وتأكيدهم دور الرئيس بوتين في حل الأزمة السورية ومطالبتهم تعاون روسيا في مواجهة الإرهاب.

 وبالرغم من ذلك، برزت عقبتان أميركية وسعودية. فالولايات المتحدة عادت إلى موقفها المتشدد حيال سورية مطالبة بتسوية سياسية «بعيداً» عن الرئيس بشار الأسد، في حين لوحت السعودية بعقد مؤتمر للمعارضة، وذلك بعدما أعلنت رفضها مبادرة بوتين.

وتفتتح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول المقبل. وتتوقع الأمم المتحدة حضور نحو 150 رئيس دولة وحكومة، فضلاً عن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. وتتمثل روسيا بالرئيس بوتين، وذلك لأول مرة خلال ولايته الحالية.

وأواخر شهر حزيران الماضي، اقترح بوتين على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إنشاء «حلف» دولي إقليمي لمواجهة الإرهاب يضم سورية إلى دول بالمنطقة بينها السعودية وتركيا والأردن. وكثفت روسيا من اتصالاتها لبلورة هذا الحلف.

وبعد الدعم الذي عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لدور روسيا في حل الأزمة عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل عن أملها في أن تعمل برلين مع موسكو لحل أزمات دولية مثل الصراع في سورية.

وبالترافق مع الحراك الروسي الدبلوماسي المكثف، عقد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف جلسة مشاورات في العاصمة الروسية موسكو أول من أمس، حول تسوية الأزمة السورية مع المبعوث الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الأميركية مايكل راتني.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن بوغدانوف وراتني أجريا تبادلاً مسهباً للآراء حول دائرة واسعة من المسائل المتعلقة بالجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية – دبلوماسية وبأسرع ما يمكن للأزمة السورية، وكذلك بمهمة مكافحة الخطر الإرهابي بشكل فعال.

واستبقت وزارة الخارجية الأميركية مباحثات موسكو، بتأكيد التزامها بتحقيق انتقال سياسي في سورية «بعيداً عن» الرئيس بشار الأسد بهدف وضع حد للعنف، مؤكدةً أن «استمرار (الرئيس) الأسد في السلطة يزيد التطرف ويذكي التوترات في المنطقة. لهذا فإن الانتقال السياسي ليس فقط ضرورياً لمصلحة الشعب السوري بل ويعد جزءاً مهما في القتال من أجل هزيمة المتطرفين».

في غضون ذلك سربت مصادر مقربة من السعودية معلومات عن نية الرياض استضافة مؤتمر للمعارضة السورية في مسعى يبدو أنه موجه لإحباط الجهود الروسية لحل الأزمة وأيضاً لتخريب جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

وبحسب تقارير صحفية فإن السعودية سعت إلى إفشال لقاءات السيسي وابن زايد في موسكو من خلال الإصرار على خيار إسقاط الرئيس الأسد، مؤكدةً أن محاولات الإمارات ومصر «تسويق» الرئيس الأسد، والاتفاق مع روسيا وإيران لا تلقى ترحيباً سعودياً.

وشكل طلب السعودية تأجيل الاجتماع العربي المقرر لإقرار القوة العربية المشتركة أوضح رسالة سعودية على انزعاجها من مصر.

ورتبت الدبلوماسية السعودية لزيارة للملك سلمان بن عبد العزيز إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الأسبوع الجاري، على أن يزور بعد أسابيع موسكو.

وعلى الأرجح أن مواقف الإدارة الأميركية حيال سورية قد عبدت الطريق أمام زيارة الملك السعودي.

وتسعى السعودية إلى الاتفاق مع الولايات المتحدة على خطة حيال سورية وذلك قبل أن يلتقي سلمان ببوتين في الخريف المقبل.

  • فريق ماسة
  • 2015-08-29
  • 4792
  • من الأرشيف

عقبتان سعودية وأميركية في مواجهة الجهود الروسية…بوتين سيروج من الأمم المتحدة لمبادرته ضد الإرهاب

يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن يواصل الترويج لمبادرته تشكيل تحالف دولي إقليمي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي يضم سورية.  وحصدت الدبلوماسية الروسية نجاحاً كبيراً مع زيارة زعماء مصر والإمارات والأردن إلى موسكو، وتأكيدهم دور الرئيس بوتين في حل الأزمة السورية ومطالبتهم تعاون روسيا في مواجهة الإرهاب.  وبالرغم من ذلك، برزت عقبتان أميركية وسعودية. فالولايات المتحدة عادت إلى موقفها المتشدد حيال سورية مطالبة بتسوية سياسية «بعيداً» عن الرئيس بشار الأسد، في حين لوحت السعودية بعقد مؤتمر للمعارضة، وذلك بعدما أعلنت رفضها مبادرة بوتين. وتفتتح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول المقبل. وتتوقع الأمم المتحدة حضور نحو 150 رئيس دولة وحكومة، فضلاً عن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. وتتمثل روسيا بالرئيس بوتين، وذلك لأول مرة خلال ولايته الحالية. وأواخر شهر حزيران الماضي، اقترح بوتين على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إنشاء «حلف» دولي إقليمي لمواجهة الإرهاب يضم سورية إلى دول بالمنطقة بينها السعودية وتركيا والأردن. وكثفت روسيا من اتصالاتها لبلورة هذا الحلف. وبعد الدعم الذي عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لدور روسيا في حل الأزمة عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل عن أملها في أن تعمل برلين مع موسكو لحل أزمات دولية مثل الصراع في سورية. وبالترافق مع الحراك الروسي الدبلوماسي المكثف، عقد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف جلسة مشاورات في العاصمة الروسية موسكو أول من أمس، حول تسوية الأزمة السورية مع المبعوث الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الأميركية مايكل راتني. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن بوغدانوف وراتني أجريا تبادلاً مسهباً للآراء حول دائرة واسعة من المسائل المتعلقة بالجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية – دبلوماسية وبأسرع ما يمكن للأزمة السورية، وكذلك بمهمة مكافحة الخطر الإرهابي بشكل فعال. واستبقت وزارة الخارجية الأميركية مباحثات موسكو، بتأكيد التزامها بتحقيق انتقال سياسي في سورية «بعيداً عن» الرئيس بشار الأسد بهدف وضع حد للعنف، مؤكدةً أن «استمرار (الرئيس) الأسد في السلطة يزيد التطرف ويذكي التوترات في المنطقة. لهذا فإن الانتقال السياسي ليس فقط ضرورياً لمصلحة الشعب السوري بل ويعد جزءاً مهما في القتال من أجل هزيمة المتطرفين». في غضون ذلك سربت مصادر مقربة من السعودية معلومات عن نية الرياض استضافة مؤتمر للمعارضة السورية في مسعى يبدو أنه موجه لإحباط الجهود الروسية لحل الأزمة وأيضاً لتخريب جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وبحسب تقارير صحفية فإن السعودية سعت إلى إفشال لقاءات السيسي وابن زايد في موسكو من خلال الإصرار على خيار إسقاط الرئيس الأسد، مؤكدةً أن محاولات الإمارات ومصر «تسويق» الرئيس الأسد، والاتفاق مع روسيا وإيران لا تلقى ترحيباً سعودياً. وشكل طلب السعودية تأجيل الاجتماع العربي المقرر لإقرار القوة العربية المشتركة أوضح رسالة سعودية على انزعاجها من مصر. ورتبت الدبلوماسية السعودية لزيارة للملك سلمان بن عبد العزيز إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الأسبوع الجاري، على أن يزور بعد أسابيع موسكو. وعلى الأرجح أن مواقف الإدارة الأميركية حيال سورية قد عبدت الطريق أمام زيارة الملك السعودي. وتسعى السعودية إلى الاتفاق مع الولايات المتحدة على خطة حيال سورية وذلك قبل أن يلتقي سلمان ببوتين في الخريف المقبل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة