أوردت صحيفة "المصري اليوم"، تقريرا كشفت فيه عن "تقارب مصري سوري"، ظهر من خلال زيارة وفد إعلامي مصري مؤخرا الى سوريا، إلى جانب أنباء عن "اتصالات سرية" بين القاهرة ودمشق.

 وحسب موقع العربي 24 التقى الوفد بحسب الصحيفة مسؤولين سوريين، بينهم رئيس مجلس الشعب السوري، ووزراء الخارجية، إلى جانب زيارات ميدانية للاذقية وطرطوس وحمص ودمشق.

 ولكن الصحيفة قالت إن السعودية تقف أمام هذا التقارب، مضيفة أن القاهرة لن تستطيع القبول بأي حلول للأزمة السورية تُغضب الأطراف الخليجية، على رأسها السعودية، حسب الصحيفة.

 وجاء في مقال نشرته الصحيفة لسليمان جودة، أن الزيارة أجريت بناء على دعوة من وزارة الإعلام السورية، نافيا تدخل السلطات المصرية فيها، قبل أن يضيف: "على الأقل بالنسبة لي، وكان يمكنني رفضها أو قبولها"، على حد قوله.

 ونقل جودة في مقاله ما أسماه "عتاب سوريا على مصر"، حيث قال: "العتاب السوري الأكبر علينا في مصر، يظل حول عدم إلغاء قرار محمد مرسي البائس بتخفيض مستوى العلاقات الرسمية، بين القاهرة ودمشق، من درجة سفير إلى درجة قائم بأعمال، والعتاب الثاني حول أن تستضيف القاهرة مؤتمرا للمعارضة السورية، ثم لا تدعو الحكومة باعتبارها الطرف الثاني إليه، وكأنها طرف غير موجود! ولابد أنه عتاب في محله!"، وفق قوله.

 وأضاف الكاتب المؤيد لحكومة الرئيس السيسي: "لابد أن تكون القاهرة حاضرة هناك في دمشق، وبقوة، لأن وجودها الحالي لا يرضيهم هناك، ولا يليق بنا، ولا بدورنا الواجب في المنطقة".

 ومن ضمن الوفد المصري، صحفيون في مؤسسات "الأهرام" و"الأخبار" وعدد من الفضائيات الخاصة، وأجرت "الأهرام" حوارا مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، هو الأول في الصحافة المصرية منذ ما يقرب من أربع سنوات، تمنى فيه من القاهرة إلغاء قرار الرئيس المعزول محمد مرسي، بتخفيض العلاقات مع سوريا، والذي وضع فيه مصر في جبهة واحدة مع الارهاب ضد سوريا.

 اتصالات سرية وتعاون أمني

 من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، للصحيفة، إن هناك اتصالات سرية بين القاهرة ودمشق، بعيدة عن وسائل الإعلام المصرية والسورية، وهو ما نُسميه "مسارا غير معلن"، إذ كانت تجري الاتصالات من وراء الستار، فمصر مُهتمة بشكل كبير بعدم سقوط الدولة السورية، بغض النظر عن اسم "الرئيس"، موضحا أن زيارة الوفد الإعلامي لم تُضف جديدا، على حد قوله.

 وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قال في مقابلة تليفزيونية مع قناة "المنار" الثلاثاء الماضي: إن التواصل بين بلاده ومصر لم ينقطع حتى في عهد محمد مرسي، مؤكدا حدوث تواصل مباشر بين الجانبين في الأسابيع الماضية على مستوى مسؤولين أمنيين مهمين.

 وأكد من جهته، وليد المعلم، تصريحات الرئيس الأسد، في حواره مع "الأهرام"، وقال: إن هناك تعاونا أمنيا بين القاهرة ودمشق، قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

 وقال فهمي، لـ"المصري اليوم": "مع تصريحات الرئيس الأسد وزيارة الوفد الإعلامي، انتقلت الاتصالات من الخفاء إلى العلن، وأعتقد أن مصر لن تسمح بسقوط الدولة السورية، فموقفها مثل روسيا، الاهتمام فقط مُنصب على عدم سقوط الدولة في سوريا، لعدم سيطرة الجماعات المسلحة"، مشيرا إلى أن التقارب بين القاهرة ودمشق سيزداد الفترة المقبلة.

 يشار إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة سوريا، وإغلاق السفارة السورية في القاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصرى من سوريا، تضامنا مع الاخوان السوريين والأنظمة الخليجية وتركيا الاردوغانية.

 وحول إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة السفراء، استبعد فهمي ذلك، قائلا: "إعادة السفراء خطوة مؤجلة حاليا".

 وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، إن "المملكة السعودية تقف ضد الرئيس بشار الأسد، ولا تقبل استمراره، وهي تريد إسقاطه في أسرع وقت، معلنة رفضها أي حلول تُبقي الرئيس الأسد في السلطة، والقاهرة لن تستطيع القبول بأي حلول هي الأخرى تُغضب الأطراف الخليجية على رأسها السعودية"!

 وقال للصحيفة ذاتها بأن "القاهرة تتخوف من وجود الجماعات المسلحة في سوريا، وقلقة من انهيار الدولة، لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، لذلك فهي تقف مع الدولة السورية...".

 وقال إنه لا يخفي "عدم قدرة مصر على الاستقلال بقرارها في ظل دعم المملكة السعودية الاقتصادي لها"، موضحا أن "دعم السعودية المالي لمصر لن يدفع القاهرة إلى الاستقلال برؤيتها في الأزمة السورية".

 يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار الثلاثاء الماضي روسيا، وهي الزيارة الثالثة لموسكو منذ وصوله للحكم، وترى صحيفة المصري اليوم أن وجهات النظر "الروسية المصرية" متقاربة في الأزمة السورية.

 وختم فهمي تصريحاته بالإشارة إلى أن الضغط الروسي  المصري قد يدفع السعودية إلى القبول بحلول وسط مؤقتا، إلى حين التفرغ من القضايا الأخرى مثل اليمن.

  • فريق ماسة
  • 2015-08-29
  • 11840
  • من الأرشيف

صحيفة مصرية: السعودية تمنع تقارب مصر وسوريا

أوردت صحيفة "المصري اليوم"، تقريرا كشفت فيه عن "تقارب مصري سوري"، ظهر من خلال زيارة وفد إعلامي مصري مؤخرا الى سوريا، إلى جانب أنباء عن "اتصالات سرية" بين القاهرة ودمشق.  وحسب موقع العربي 24 التقى الوفد بحسب الصحيفة مسؤولين سوريين، بينهم رئيس مجلس الشعب السوري، ووزراء الخارجية، إلى جانب زيارات ميدانية للاذقية وطرطوس وحمص ودمشق.  ولكن الصحيفة قالت إن السعودية تقف أمام هذا التقارب، مضيفة أن القاهرة لن تستطيع القبول بأي حلول للأزمة السورية تُغضب الأطراف الخليجية، على رأسها السعودية، حسب الصحيفة.  وجاء في مقال نشرته الصحيفة لسليمان جودة، أن الزيارة أجريت بناء على دعوة من وزارة الإعلام السورية، نافيا تدخل السلطات المصرية فيها، قبل أن يضيف: "على الأقل بالنسبة لي، وكان يمكنني رفضها أو قبولها"، على حد قوله.  ونقل جودة في مقاله ما أسماه "عتاب سوريا على مصر"، حيث قال: "العتاب السوري الأكبر علينا في مصر، يظل حول عدم إلغاء قرار محمد مرسي البائس بتخفيض مستوى العلاقات الرسمية، بين القاهرة ودمشق، من درجة سفير إلى درجة قائم بأعمال، والعتاب الثاني حول أن تستضيف القاهرة مؤتمرا للمعارضة السورية، ثم لا تدعو الحكومة باعتبارها الطرف الثاني إليه، وكأنها طرف غير موجود! ولابد أنه عتاب في محله!"، وفق قوله.  وأضاف الكاتب المؤيد لحكومة الرئيس السيسي: "لابد أن تكون القاهرة حاضرة هناك في دمشق، وبقوة، لأن وجودها الحالي لا يرضيهم هناك، ولا يليق بنا، ولا بدورنا الواجب في المنطقة".  ومن ضمن الوفد المصري، صحفيون في مؤسسات "الأهرام" و"الأخبار" وعدد من الفضائيات الخاصة، وأجرت "الأهرام" حوارا مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، هو الأول في الصحافة المصرية منذ ما يقرب من أربع سنوات، تمنى فيه من القاهرة إلغاء قرار الرئيس المعزول محمد مرسي، بتخفيض العلاقات مع سوريا، والذي وضع فيه مصر في جبهة واحدة مع الارهاب ضد سوريا.  اتصالات سرية وتعاون أمني  من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، للصحيفة، إن هناك اتصالات سرية بين القاهرة ودمشق، بعيدة عن وسائل الإعلام المصرية والسورية، وهو ما نُسميه "مسارا غير معلن"، إذ كانت تجري الاتصالات من وراء الستار، فمصر مُهتمة بشكل كبير بعدم سقوط الدولة السورية، بغض النظر عن اسم "الرئيس"، موضحا أن زيارة الوفد الإعلامي لم تُضف جديدا، على حد قوله.  وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قال في مقابلة تليفزيونية مع قناة "المنار" الثلاثاء الماضي: إن التواصل بين بلاده ومصر لم ينقطع حتى في عهد محمد مرسي، مؤكدا حدوث تواصل مباشر بين الجانبين في الأسابيع الماضية على مستوى مسؤولين أمنيين مهمين.  وأكد من جهته، وليد المعلم، تصريحات الرئيس الأسد، في حواره مع "الأهرام"، وقال: إن هناك تعاونا أمنيا بين القاهرة ودمشق، قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين.  وقال فهمي، لـ"المصري اليوم": "مع تصريحات الرئيس الأسد وزيارة الوفد الإعلامي، انتقلت الاتصالات من الخفاء إلى العلن، وأعتقد أن مصر لن تسمح بسقوط الدولة السورية، فموقفها مثل روسيا، الاهتمام فقط مُنصب على عدم سقوط الدولة في سوريا، لعدم سيطرة الجماعات المسلحة"، مشيرا إلى أن التقارب بين القاهرة ودمشق سيزداد الفترة المقبلة.  يشار إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة سوريا، وإغلاق السفارة السورية في القاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصرى من سوريا، تضامنا مع الاخوان السوريين والأنظمة الخليجية وتركيا الاردوغانية.  وحول إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة السفراء، استبعد فهمي ذلك، قائلا: "إعادة السفراء خطوة مؤجلة حاليا".  وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، إن "المملكة السعودية تقف ضد الرئيس بشار الأسد، ولا تقبل استمراره، وهي تريد إسقاطه في أسرع وقت، معلنة رفضها أي حلول تُبقي الرئيس الأسد في السلطة، والقاهرة لن تستطيع القبول بأي حلول هي الأخرى تُغضب الأطراف الخليجية على رأسها السعودية"!  وقال للصحيفة ذاتها بأن "القاهرة تتخوف من وجود الجماعات المسلحة في سوريا، وقلقة من انهيار الدولة، لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، لذلك فهي تقف مع الدولة السورية...".  وقال إنه لا يخفي "عدم قدرة مصر على الاستقلال بقرارها في ظل دعم المملكة السعودية الاقتصادي لها"، موضحا أن "دعم السعودية المالي لمصر لن يدفع القاهرة إلى الاستقلال برؤيتها في الأزمة السورية".  يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار الثلاثاء الماضي روسيا، وهي الزيارة الثالثة لموسكو منذ وصوله للحكم، وترى صحيفة المصري اليوم أن وجهات النظر "الروسية المصرية" متقاربة في الأزمة السورية.  وختم فهمي تصريحاته بالإشارة إلى أن الضغط الروسي  المصري قد يدفع السعودية إلى القبول بحلول وسط مؤقتا، إلى حين التفرغ من القضايا الأخرى مثل اليمن.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة