دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أطلقت «الجبهة الإسلاميّة ـ أحرار الشام» أمس الأوّل، فيلماً على «يوتيوب» بعنوان «هم العدو، طوبى لمن قتلهم وقتلوه» (11 د.)، في إشارة إلى غريمها اللدود تنظيم «الدولة الإسلاميّة في العراق والشام ـ داعش». يسرد الشريط بتسلسل إخباري، طبيعة المعارك في ريف حلب الشمالي، من وجهة نظر «أحرار الشام». ويصوّر مقاتلين بلباسهم العسكري، وذخيرتهم الحيّة، وهم «يصدّون تسلّل خلايا داعش الغادرة» إلى المنطقة.
يتعاقب مقاتلون في «أحرار الشام» على الحديث أمام الكاميرا، بعضهم يكشف عن وجهه، وبعضهم الآخر يظهر ملثّماً أو مقنّعاً. يتحدّثون عن «داعش» في فكره وسلوكه، ويُجمعون على خلاصة واحدة هي وحشيّة التنظيم، و «شططه عن الإسلام الصحيح».
ينطلق الفيلم من المعارك في ريف حلب الشمالي التي دفعت بمجموعات مسلحة إلى التوجه نحو تل رفعت وإعزاز والمناطق المحيطة بنبل والزهراء وباشكوي، لمنع وصول «داعش» إليها. يصف المعلّق على الفيلم زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي بالمجرم، ويعدّ دخول التنظيم في الحرب السورية «بالنفق الأسود».
يقول أبو جعفر، أحد المتحدّثين في الشريط أنّ «الفصائل المسلحة» كانت تسيطر على نحو 70 في المئة من ريف حلب، لكنّ مشاركة «داعش» في المعركة، «دفعت الناس للقتال فيما بينها، تحت عناوين مصادرة السلاح والكفر والردّة». ومن أسباب تكفير «داعش» لباقي الفصائل، اتهامه لها «بعمالتها للغرب»، بحسب أبو جعفر أحد المشاركين في الفيلم، الذي ينفي عن رفاقه تهمة «العمالة»، مؤكّداً أنّهم «يعانون من الجوع».
مع تتالي الشهادات، يكاد متابع الشريط على «يوتيوب» يشكّ في الجهة المنتجة له، إذ يبدو أنّ «أحرار الشام» تكره «داعش» أكثر من كرهها للجيش السوري. أحد المشاركين في العمل، ويسمّي نفسه سليمان أبو الوليد، يشير إلى أنّ أوَّل من سفك الدماء هم مقاتلو «داعش»، وأنّ أيّ خلاف معهم يتطوَّر إلى اشتباك مسلح. يقدّم أبو الوليد معلومات من الداخل، عن طبيعة القتال بين الفصائل المتطرّفة، فيقول إنّ ما يروّج له «داعش» عن وجود محكمة شرعيّة أمر غير دقيق. «في البداية، يتجهون لحسم أيّ مسألة عسكريّاً ليحقّقوا أهدافهم فيها، ثمّ يقولون إنهم تحت الشرع». ويكمل في مقطع آخر واصفاً «داعش» بالخوارج، ويضيف: «كلّ طالب علم يفتي بقتالهم».
الشريط عمليّة بروباغندا مضادّة لأشرطة «داعش»، مع فرق وحيد أنّه يتوجّه إلى جمهور مختلف. فبعكس أفلام «داعش» المصوّرة بتقنيات عالية، والتي ينشغل فيها الإعلام العربي والغربي، فإنّ فيلم «هم العدوّ» يتوجّه إلى جمهور من المجاهدين، والمحبّذين للفكر المتطرّف، ليوضح لهم أنّه أحرص على الإسلام من «جنود أبو بكر البغدادي». هكذا، يوضح أبو اليمان أحد المقاتلين على «جبهات الخوارج»، أنّ جمهور العلماء لا يكفّر مقاتلي «داعش»، بعكس تنظيم الدولة الذي يكفّر الجميع. ويقول أبو قتادة في مداخلة ضمن الشريط إنّه يريد دولة «تقوم على السلف الصالح وسنة النبي، لا على أفكار داعش وفتاويه». وفي نهاية الفيلم يتوجّه المتحدّثون فيه برسالة إلى «داعش»، يتوعدون بقتال عناصره كما «أوصى النبي محمد»، وبكسر شوكتهم في بلاد الشام.
يحتوي الشريط على مقاطع من معارك حيّة، بين «أحرار الشام»، و «داعش»، إلى جانب عمليات انتحارية ومشاهد إعدام نفّذها مقاتلو تنظيم البغدادي بمقاتلي تنظيمات أخرى. حمّل الفيلم على «يوتيوب» سبع مرّات متتالية بروابط مختلفة، بعدما تعرّض لعدة عمليات حذف. وعملت الصفحات المؤيدة لحركة «أحرار الشام» على تفعيل نشر وتحميل الفيلم منعاً من حذفه.
كأي فيلم تنتجه المجموعات المسلحة المتطرّفة، يستخدم «هم العدوّ» الآيات القرآنية لتبرير قتاله، على وقع موسيقى حماسيّة. وتعتمد «الجبهة الإسلاميّة» على تحميل عملياتها العسكريّة بشكل متواصل على «يوتيوب»، وتترجمها للغات متعدِّدة. كما تصرّ على وصف نفسها بالـ «معتدلة»، في محاولة ربّما لتسويق نفسها ضمن «المعارضة المسلّحة المعتدلة» التي أعلنت بعض الدول العربيّة والغربيّة عن استعدادها لتسليحها ودعمها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة