تفاهمات ميداينة وإقليمية أدخلت الزبداني والفوعة وكفريا في اتفاق هدنة، يفترض أن تستمر حتى صباح السبت المقبل، وهو ما وضع الحرب في سوريا ضمن معطيات مختلفة عن السنوات السابقة، اذ أصبح للدور الإقليمي، والدولي، حصته الأوضح في عملية التسوية والتفاهمات على الارض.

 معادلة الزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، فرضت نفسها كصيغة جديدة، خاصة أنها ضمن مفاوضات بين إيران وتركيا.

وأشار مصدر مطلع لـ «السفير»، إلى أن المعارك العسكرية على كامل الجبهات أصبحت مترابطة، بملفاتها الميدانية وارتباطها الإقليمي العلني. وقال «تشكل هذه الهدنة سابقة في مفاوضات الحرب في سوريا، فهي لا تشبه ما حصل منذ أكثر من سنة في حمص القديمة وخروج المسلحين منها. هي تفاوض بين إيران وتركيا، بالتنسيق مع الحكومة السورية، خاصة بعد الاتفاق النووي وتسارع وتيرة المبادرات لحل الأزمة السورية».

وأضاف «لم يعد مسار المصالحات الوطنية الداخلية، الذي نجح في مناطق وتعثر في أخرى، يسير وحيداً في الأزمة السورية، فهذا المسار أصبح مرتبطاً بضغوط من قوى إقليمية لها ارتباطها المباشر على أرض الميدان. وهذه التسويات لن تأتي قبل أن يحاول كل طرف تحقيق مكاسب ميدانية في أي جزء في سوريا». وتابع «يشكل تقدم الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في الزبداني، ومحاصرة المجموعات المسلحة للفوعة وكفريا، صورة مصغرة عن الأحداث المقبلة».

ويعتبر المصدر أن التسويات قد تشمل مختلف المجموعات المسلحة، مثل «حركة أحرار الشام» وغيرها، لكنه استبعد أن تحدث مثل هذه المفاوضات مع «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها. وأوضح أنه «كان الأمر يتعلق بجيش الإسلام فنحن نتحدث عن تفاوض مع الجانب السعودي، وإن كنا نتحدث عن أحرار الشام فالتفاوض مع تركيا، لكل منطقة ومجموعة حساباتها الخاصة والمختلفة عن الأخرى».

وكانت «حركة أحرار الشام»، المقربة من الحكومة التركية، تحدثت في بيانٍ، منذ حوالي أسبوع، عن فشل التفاوض مع الجانب الإيراني، معتبرة أن الهدف هو تفريغ الزبداني من أهلها، مشيرة إلى ارتباط مصير الزبداني بمصير المجموعات الحليفة للحكومة السورية وإيران، في إشارة منها إلى الفوعة وكفريا.

وأعلنت الحركة، في بيان آخر، تأييدها للمشروع التركي بإقامة «منطقة عازلة» شمال سوريا، واصفة المشروع بأنه يقطع الطريق على المشاريع الإرهابية والانفصالية. ويشير المصدر إلى أن هذا التأييد من قبل «أحرار الشام» تم بالتنسيق مع «جبهة النصرة» التي انسحبت من نقاط عدة في شمال سوريا، ما يفتح الباب أمام خروج المسلحين التابعين لها من مناطق معينة إن حدثت تسويات تشبه بما حصل بين ريفي دمشق وإدلب.

ويوضح رئيس «حزب التضامن» محمد أبو قاسم، لـ «السفير»، دور هذا الحزب في هدنة الزبداني. وقال «الحزب له دور أساسي من خلال المبادرات والمفاوضات التي قادها بين الطرفين للوصول إلى ما وصلنا إليه، وطبعاً لا ننكر أن هناك دوراً لحركة أحرار الشام عبر تفاوضهم مع الجانب الإيراني، ولكن الحزب أعلن في بيان رفضنا لخضوع أزمة مدينة الزبداني لحسابات إقليمية، لإيماننا بأن الحل النهائي يجب أن يكون سورياً - سورياً». ويعتبر أن خصوصية دور الحزب في الهدنة تأتي في أن رئيسه ابن مدينة الزبداني أولاً، وأن «التضامن» هو من الأحزاب المعارضة.

وأوضح أبو قاسم أن البند الأول من تفاصيل الهدنة قد تم، وهو وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة، والبند الثاني والثالث يتعلقان بإتمام التسوية، وأتحفظ على ذكرهم حالياً لنجاح سير المفاوضات. أما البند الرابع فهو تفويض الحزب من قبل «المجلس المحلي» والمجموعات المسلحة في الزبداني بإتمام هذا الاتفاق مع السلطة السورية.

ووقع على بيان الهدنة، رئيس «المجلس المحلي» لمدينة الزبداني، وقائد «كتائب حمزة بن عبد المطلب» وقائد «لواء الفرسان». وقد تم تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية، ويعتبر أبو قاسم أن سبب هذا التمديد هو لتحديد أسماء من سيبقى داخل الزبداني ومن يغادرها، فالعدد بين 1400 مسلح و600 مدني.

وقال مصدر أمني، لوكالة «فرانس برس»، «قبلنا بالهدنة لأننا نريد إنهاء هذه المعركة بأقل خسائر ممكنة، لكن لن نرضى ببقاء المسلحين داخل الزبداني بعد اليوم»، مضيفا ان «التسوية تشمل خروجهم من المدينة بالكامل».

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الحزب في عملية مصالحة بين المجموعات المسلحة والحكومة السورية. ويذكّر رئيس الحزب بدور سابق في تسوية منطقة الذيابية في السيدة زينب في ريف دمشق، وحالياً هناك اتصالات مع قيادات المعارضة المسلحة في المعضمية لإتمام مثل هذه المصالحة.

  • فريق ماسة
  • 2015-08-12
  • 15309
  • من الأرشيف

هدنة الزبداني... معادلة جديدة في الحرب السورية

تفاهمات ميداينة وإقليمية أدخلت الزبداني والفوعة وكفريا في اتفاق هدنة، يفترض أن تستمر حتى صباح السبت المقبل، وهو ما وضع الحرب في سوريا ضمن معطيات مختلفة عن السنوات السابقة، اذ أصبح للدور الإقليمي، والدولي، حصته الأوضح في عملية التسوية والتفاهمات على الارض.  معادلة الزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، فرضت نفسها كصيغة جديدة، خاصة أنها ضمن مفاوضات بين إيران وتركيا. وأشار مصدر مطلع لـ «السفير»، إلى أن المعارك العسكرية على كامل الجبهات أصبحت مترابطة، بملفاتها الميدانية وارتباطها الإقليمي العلني. وقال «تشكل هذه الهدنة سابقة في مفاوضات الحرب في سوريا، فهي لا تشبه ما حصل منذ أكثر من سنة في حمص القديمة وخروج المسلحين منها. هي تفاوض بين إيران وتركيا، بالتنسيق مع الحكومة السورية، خاصة بعد الاتفاق النووي وتسارع وتيرة المبادرات لحل الأزمة السورية». وأضاف «لم يعد مسار المصالحات الوطنية الداخلية، الذي نجح في مناطق وتعثر في أخرى، يسير وحيداً في الأزمة السورية، فهذا المسار أصبح مرتبطاً بضغوط من قوى إقليمية لها ارتباطها المباشر على أرض الميدان. وهذه التسويات لن تأتي قبل أن يحاول كل طرف تحقيق مكاسب ميدانية في أي جزء في سوريا». وتابع «يشكل تقدم الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في الزبداني، ومحاصرة المجموعات المسلحة للفوعة وكفريا، صورة مصغرة عن الأحداث المقبلة». ويعتبر المصدر أن التسويات قد تشمل مختلف المجموعات المسلحة، مثل «حركة أحرار الشام» وغيرها، لكنه استبعد أن تحدث مثل هذه المفاوضات مع «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها. وأوضح أنه «كان الأمر يتعلق بجيش الإسلام فنحن نتحدث عن تفاوض مع الجانب السعودي، وإن كنا نتحدث عن أحرار الشام فالتفاوض مع تركيا، لكل منطقة ومجموعة حساباتها الخاصة والمختلفة عن الأخرى». وكانت «حركة أحرار الشام»، المقربة من الحكومة التركية، تحدثت في بيانٍ، منذ حوالي أسبوع، عن فشل التفاوض مع الجانب الإيراني، معتبرة أن الهدف هو تفريغ الزبداني من أهلها، مشيرة إلى ارتباط مصير الزبداني بمصير المجموعات الحليفة للحكومة السورية وإيران، في إشارة منها إلى الفوعة وكفريا. وأعلنت الحركة، في بيان آخر، تأييدها للمشروع التركي بإقامة «منطقة عازلة» شمال سوريا، واصفة المشروع بأنه يقطع الطريق على المشاريع الإرهابية والانفصالية. ويشير المصدر إلى أن هذا التأييد من قبل «أحرار الشام» تم بالتنسيق مع «جبهة النصرة» التي انسحبت من نقاط عدة في شمال سوريا، ما يفتح الباب أمام خروج المسلحين التابعين لها من مناطق معينة إن حدثت تسويات تشبه بما حصل بين ريفي دمشق وإدلب. ويوضح رئيس «حزب التضامن» محمد أبو قاسم، لـ «السفير»، دور هذا الحزب في هدنة الزبداني. وقال «الحزب له دور أساسي من خلال المبادرات والمفاوضات التي قادها بين الطرفين للوصول إلى ما وصلنا إليه، وطبعاً لا ننكر أن هناك دوراً لحركة أحرار الشام عبر تفاوضهم مع الجانب الإيراني، ولكن الحزب أعلن في بيان رفضنا لخضوع أزمة مدينة الزبداني لحسابات إقليمية، لإيماننا بأن الحل النهائي يجب أن يكون سورياً - سورياً». ويعتبر أن خصوصية دور الحزب في الهدنة تأتي في أن رئيسه ابن مدينة الزبداني أولاً، وأن «التضامن» هو من الأحزاب المعارضة. وأوضح أبو قاسم أن البند الأول من تفاصيل الهدنة قد تم، وهو وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة، والبند الثاني والثالث يتعلقان بإتمام التسوية، وأتحفظ على ذكرهم حالياً لنجاح سير المفاوضات. أما البند الرابع فهو تفويض الحزب من قبل «المجلس المحلي» والمجموعات المسلحة في الزبداني بإتمام هذا الاتفاق مع السلطة السورية. ووقع على بيان الهدنة، رئيس «المجلس المحلي» لمدينة الزبداني، وقائد «كتائب حمزة بن عبد المطلب» وقائد «لواء الفرسان». وقد تم تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية، ويعتبر أبو قاسم أن سبب هذا التمديد هو لتحديد أسماء من سيبقى داخل الزبداني ومن يغادرها، فالعدد بين 1400 مسلح و600 مدني. وقال مصدر أمني، لوكالة «فرانس برس»، «قبلنا بالهدنة لأننا نريد إنهاء هذه المعركة بأقل خسائر ممكنة، لكن لن نرضى ببقاء المسلحين داخل الزبداني بعد اليوم»، مضيفا ان «التسوية تشمل خروجهم من المدينة بالكامل». يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الحزب في عملية مصالحة بين المجموعات المسلحة والحكومة السورية. ويذكّر رئيس الحزب بدور سابق في تسوية منطقة الذيابية في السيدة زينب في ريف دمشق، وحالياً هناك اتصالات مع قيادات المعارضة المسلحة في المعضمية لإتمام مثل هذه المصالحة.

المصدر : الماسة السورية / السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة