دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم انه يوم " للنُكـات في عرف السوريين " لـم يَحمل ذاك الاربعاء أي ابتسامه لسكان دمشق , ثلاث سنوات مرت ومايزال الحَدث يتصدر أهم أحداث الحرب السورية.
وكما للجهات المختصة مصادرهـا فللصحفيين أيضـاً مصادرهـم وان اختلف التوصيف
في صبيحة 18-7-2012 جاء الخبر " تفجير في ساحة الروضة " قال لي المصدر سريعـاً واغلق سماعه الهاتف , في تلك الايام كان للتفجير "قيمـة و ضجة " فلم أجد الصعوبة بتحديد المكان لاكون أول الواصلين واخرهـم قبل أن تغلق الطرقات وتتضح الصورة أكثر للجهات الامنية على الاقل.
الشكل الخارجي لمبنى الامن القومي في حي الروضة لايوحي أن هنالك حدث امني بهذا الحجـم , ثبت نظري بالارض وركضت مع المتدافعين من الحراس لاصبح داخل المبنى , صعدت للطابق الثاني باحثـاً عن خبر أو معلومة من بين الركـام الذي لم يكن متناسباً مع الحَدث.
على ناصية الدرج وقف وزير الاعلام عمران الزعبي واحد مرافقيه من أل جديد , سألني وهو يعلم ان لاجواب لدي " ماذا تفعل هنا " ليستدرك " كُـن منضبطـاً فالحدث كبير " يرى الرجل أني من النوع المشاكس أفعل ما أراه مناسباً لكـن نظرته وكلماته ضمن رهبه المكان كان لهـا الاثر في كبح جماح الصحفي لاكتفي "مبدئيـاً "بالنظر والاستماع.
صوره الدماء على الدرج المؤدي للمدخل الرئيسي وغالباً هي أثار دماء من نقلوا خارج المبنى سبقت جمله وضحت الامر " استشهد العماد أصف " بدأ الحراس بالصراخ " اصابه الوزير خطيرة , استشهد , لا حالته خطرة ..." كلهـا كلمات كان الحراس يتدولوهـا اثناء صعودهـم ونزولهـم الادراج.
نصف ساعة مضت تقريبـاً , أصبح المشهد ثابتــاً والوقائع باتت حاضرة لم يعد من فائدة لوجودي داخل المبنى الذي خرجت منه تجاه ساحة الروضة لاجد مراسلي المحطات ووكالات الانباء متجمهرين يحاولون الدخول فيما تم ضرب طوق أمني حول المكان
التزمت بوعدي لوزير الاعلام ولم انطق بحرف , قلت بنفسي هي دقائق ربما ويأخذون الخبر من التلفزيون السوري.
على رصيف مزدحـم اخذت مكاني ارقب أرجل المارة المتسارعة كالافكـار التي عصفت برأسي , لم يكن الرجل " العماد شوكت " صديقي بطبيعه الحال لكن حزنـاً كنت أره في صورة القليلة المنتشرة شدني لشخصية الضابط الشاب ابن قرية المدحلة في طرطوس الذي أصبح فيما بعد واحداً من ضباط يعدون على أصابع اليد في سوريا , فيما بعد علمت أنه كان يحب الكاميرا والتصوير كـ حاليَ اليوم.
ليل الاربعاء كان مختلفـاً و نقطة تحول في الحرب السورية , هي المرة الاولى التي بدأ سكان دمشق يسمعون قصفـاً ورصاصاً في عاصمتهـم , ليلتهـا قضيت الوقت مع جندي صديقي من أل بركات على رصيف قرب قصر الضيافة و بدأت بحفظ الاصوات هذا مدفع وهذا رشاش وتلك حَوامـة
اليوم وبعد خمس سنوات تقريباً من الحرب بات الجميع يحفظون ما حفظته من أصوات ..وأكثر
وللحديث بقيه...
المصدر :
الماسة السورية/ ثائر العجلاني
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة